bc

رواية ليالي ( الوجه الآخر للعاشق)

book_age16+
40
FOLLOW
1K
READ
tragedy
like
intro-logo
Blurb

فتاة مريضة يتوفى والدها إثر حادث سقوط وتضطر للعمل بنفس المكان الذي كان يعمل به والدها.... وتقع بين براثن الشقيقان بهذه الامبراطورية... فمن ستختار؟!

chap-preview
Free preview
الحلقة الأولى
في مقر مبنى ضخم لشركة مقاولات كبرى ،،مسك رجل كبير يملأ رأسه الشيب يده إبنته فى غرفة متوسطة الحجم وبها بعض الاجهزة الكهربائية الحديثة لتجهيز القهوة والشاي وبعض المشروبات الساخنة تسمى(الكافيتريا) وقال وهو يجذبها للخارج :- _يلا يا ليالي روحي انتي قبل ما حد يشوفك هنا ،،ممنوع دخول أي حد غير الموظفين فى الدور ده بالذات ليالي بأستغراب :- _ليه يابابا هو انا جاية أسرق !! ،،وبعدين مانا طلعت من البوابة عادي جمال ( الاب):- ماهو لولا عمك محمد تحت فى الأمن النهاردة وعنده وردية وعارفك ماكنش حد طلعك اصلا ولا خلاكي تخطي خطوة واحدة لجوه. ليالي بتكشيرة ....مانت اللى قلقتني عليك ، من ساعة ما جينا امبارح من عند الدكتور وأنت مانمتش طول الليل ولا فطرت الصبح قبل ما تمشي ،اوعى تكون فاكر إني ما حستش بيك جمال بحزن وهو يقترب لإبنته ويربت على كتفها بحنان والحزن يأكل عينيه:- انا محدش بيحس بيا ادك إنتي يابنتي ، ربنا ما يحرمني منك ويشيل عنك ثم جلس على مقعد خشبي ووضع يده على وجهه وبكى انتقلت دموعه بعينيها ودق قلبها بألم لأجل والدها اكثر منه لأجلها هى وقالت وهى تسند يدها على كتفه وانحنت ناحيته قليلاً وقالت بحنان :- _انا راضية بأي حاجة طالما دي إرادة ربنا ،،اكيد ليه حكمة في كدا ،، مش هعرفها دلوقتي بس هعرفها بعدين ،، بأذن الله يابابا هخف وهبقى زي الفل ،ادعيلي انت بس رفع وجهه لها وقال وهو يمسح عينيه بحزن: _دي كلمة بردوا يابنتي ،ادعيلك !! ، دنا مافيش فى دماغي غيرك انتي واختك ،،ربنا يهديها استرخت ملامح ليالي قليلاً وأردفت قائلة: _ياارب ،،ماتزعلش من امل يابابا ،، من ساعة ما خطيبها سابها وهى بقت تتعصب بسرعة بس إن شاء الله هتروق اوي وهترجع زي الاول واحسن جمال بشك:- ياريت ،بس أنا حاسس إنها مخبية حاجة عليا ،تصرفاتها غريبة ،مش دي بنتي اللى ربيتها طول السنين اللى فاتت دى كلها ،،وعارفها كويس اووي،،فيها حاجة غربية متغيرة قرّبت ليالي طاولة صغيرة أمام والدها وسحبت مقعد وجلست أمامه وبيدها حقيبة متوسطة الحجم سوداء ،واخرجت بعض علب الطعام ،، والخبز المغلف بورق جرائد ، وقالت : _ماتفكرش يا بابا فى أي حاجة تزعلك وإن شاء الله مايكونش في حاجة ،،المهم دلوقتي تاكل عشان تاخد العلاج انت ناسي الدكتور أكد عليه أزاي ،والضغط والسكر عايزين اهتمام ومراقبة. واخذت قطعة خبز وحشتها بالطعام ومدت يدها وقربتها من فمه وهى تبتسم ،، وقالت بمرح:- هم يا جمل ،، مين العسل اللى هياكل اللقمة دي من ايدي ومش هي**فني ابتلعها والدها وهو ينظر لها بحب ابوي ويتألم لأجل مرضها الذى ظهر فجأة . وقال وهو يقضم الطعام بفمه : _ربنا يشفيكي يا بنتي ويشيل عنك الغمة دي ويريح قلبي عليكي يااارب ردت ليالي بابتسامة ...اللهم آمين قاطعهما صوت قوى لرجل يصيح بأسم جمال من الخارج انتفض جمال وقال لأبنته:- _اوعي تتحركي من هنا لحد يشوفك واسمع كلمتين يحرقوا دمي اومئت ليالي رأسها بالإيجاب وقالت:- حاضر خرج جمال من الغرفة الى الردهة وإتجه ناحية مهندس تامر الذى يقف فى منتصف الردهة وبيده بعض الاوراق ركض اليه جمال وقال:- _ايوة يا باشمهندس ،،تأمر بحاجة ؟ تامر بأمر وغطرسة:- ايه يا عم جمال بقالي ساعة بنادي عليك ،المهم اطلع فوق لقاعة الاجتماعات وشوف العملاء هيشربوا ايه ،مستر عمر زمانه على وصول نظر جمال للغرفة التي تجلس بها ليالي بحيرة ، حتى هتف به تامر بحدة وقال:- _يلا يا عم جمال وااقف ليه ؟؟!! تحرك جمال بأستسلام ووجه متوتر وقلق ،، وتعجب تامر وقال وهو يدخل مكتبه:- _انا مش عارف عمر متمسك بيك ليه !!! دخل مكتبه وانشغل بجمع بعض الأوراق المهمة رجع الأب ( جمال) مرة أخرى وهو يراقب الطريق ولم يجد مهندس تامر ،،تنفس الصعداء واتجه لغرفة الكافيتريا وقال لإبنته وهو يغلق الباب بخفوت:- _١٠ دقايق وهرجعلك ،، عشان اعرف اخرجك من غير ما حد يشوفك . ثم اغلق الباب بالمفتاح من الخارج بخفوت وترقب حتى لا يكتشف وجودها أحد من الموظفين وتحدث مشكلة هو في غنى عنها نظراً لمنع وجود أي غريب في هذا الطابق بالتحديد لأن به كافة مستندات ومعلومات الشركة والفروع الأخرى منها ، وصعد مرة أخرى للأعلى وبعد دقائق لحقه المهندس تامر .... *مر من الوقت ما يقرب من ٣٠ دقيقة* تن*دت ليالي بملل وهى تجلس ،دق هاتفها.. اخرجته من حقيبتها قبل أن يسمعه احداً ،،ولمحت رقم شقيقتها أمل . ردت على الفور ،،وقالت بصوت خافت وهى تقرّب يدها من فمها وتحاول كتم صوتها: _ايوة يا أمل ، أنا عند بابا في الشركة أمل بسخرية ....عند بابا في الشركة !!!! اللي يسمعك يقول انك بنت صاحب الشركة ، بلا خيبة زفرت ليالي بضيق ،وقالت : _انتي عايزة ايه دلوقتي ؟؟! صاحت أمل بها بغضب : _عايزة ايه ؟؟ يعنى أجي من الشغل ما الاقيش ولا لقمة اكلها اومال انتي لزمتك ايه في البيت ده !! ضاقت ليالي من إسلوب شقيقتها ولكن حاولت أن تتحكم في أعصابها ،،وايضا لم يكن باستطاعتها النقاش الآن وقالت : _معلش يا ستي ،،جهزت اكلة بسيطة لبابا بسرعة وعلى ما جيت هنا كان عدى وقت كبير لأن المواصلات وحشة اوي ،، وبعدين الساعة ٣ العصر وإنتي جيتي بدري. أمل بعصبية:- انتي هتحاسبيني كمان أجي امتى! ،، أنا جاية تعبانة من الشغل ومش قادرة اقوم أعمل حاجة ،،خلصي وتعالي بسرعة ليالي بمقت:- خلاص خلاص جاية اهو ،بطلي علو صوت بقى. تنحنحت أمل وقالت بخبث:- _ إنتي شوفتي حد عندك ؟ ليالي بأستغراب:- حد مين ؟ امل بتوتر وهي تغير مجرى الحديث......لا ولا حاجة ، انجزي وتعالي عشان تعبت في الشغل وإستاذنت وجيت بدري ليالي بقلق وحزن:- _ أنا مش عارفة ايه اللي جرالي انا وانتي فجأة كدا ،، بس عموما خلاص ماشي اقفلي وانا جاية اهو قفلت ليالي الهاتف،،وهى فى حيرة من أمرها ،، تنتظر والدها وهى لا تعرف متى سيأتي أم تذهب وانتظرت بضع دقائق ولكن لم يأتي .. وتذكرت ما قاله الطبيب بالأمس عن مرضها المفاجئ ،، تاهت عينيها في الفراغ بحزن وتن*دت تنهيدة عميقة عاجزة ،، ولكن ارتاحت قليلاً عندما تذكرت ت**يمها بالأمس على والدها بعدم إخبار شقيقتها أمل عن مرضها لحين وجود سبيل للدواء وحتى لا تكثر الهموم عليها فهى لديها من الهموم ما يكفي ، واكتفت بقول إنه حالة ضُعف ونقص بعض الفيتامينات لذلك يكثر اغمائها. أحست بالملل من الإنتظار ،والقت نظرة على الباب ،، اعتقدت أن الباب مغلق فقط ولم تنتبه إن والدها اغلقه بالمفتاح من الخارج اخرجت قلم من حقيبتها وكتبت على أطراف ورق. الجرائد الملفوف به الخبز : _انا مشيت يابابا على البيت ،اطمن عليا. ونهضت وهى تحمل حقيبتها على كتفها ،،سارت ببطء حتى اقتربت من الباب لتحاول فتحه ،، جذبت المقبض بقوة ولكن بلا جدوى ،، أطرقت عليه بحدة وأحست فجأة بالدوار التي بات رفيقها منذ فترة اغمضت عينيها بوهن وتماسكت وتابعت وهى تطرق على الباب حتى يأتي من يفتحه من الخارج . في" المصعد" نظر الى ساعته وتمتم بضيق:- _اتأخرت اوي على الاجتماع ولمح إنعكاس وجهه على مرآة المصعد ، ابتسم بثقة ومرر يده على شعره الأ**د ونظرة عيناه ثاقبة كالفهد ..... خرج من المصعد وإتجه الي مكتبه مباشرةً وتوقف فجأة عندما انتبه لصوت يبدو أنه يستغيث وقريب منه ، إتجه ناحية الصوت وراقب مص*ره بواسطة حاسة السمع . كانت هي بدأت تفقد الوعي وتبتلع ريقها بصعوبة ،،عادت الى مقعدها وفتحت حقيبتها بأنفاس متسارعة والغشاوة تزداد أمام عينيها ، ولكن لم تجد ما بحثت عنه ،، قطبت حاجبيها بضيق وانزعاج ، ثم ذهبت مرة أخرى اتجاه الباب . طرق على الباب بهدوء وقال : _في حد هنا ؟؟ انتبهت كل حواسها لهذا الصوت وأجابت برجاء وهي تطرق على الباب بحدة : _أرجوك افتح الباب ،، الباب اتقفل مش عارفة ازاي ومش عارفة افتحه تعجب من وجود فتاة بهذه الغرفة وقال بتساؤل : _مين اللي قفل عليكي ؟ وازاي دخلتي هنا اصلاً ؟ اسندت يدها على المقبض لتمنع نفسها من السقوط واجابت بحدة : _مش وقته ،افتح الأول. عمر بتساؤل:- _طب حاولي تدوري على المفتاح عندك ؟ ليالي بصريخ : _وانا لو معايا المفتاح هتحبس الحابسة دي ،يخربيت ذكائك ! أجاب عليها بغيظ وبصوت رجولي قوي وقال بنبرة آمرة : _طب ابعدي ،عشان ه**ره ردها استفزه حتى صب جام غضبه على الباب ، رجعت للخلف وهى تختطف انفاسها بصعوبة ، ومع محاولات فتح الباب بهذه الشراسة تأكدت أن هذا الرجل لابد أنه ضخم البنية ، وساعده الحظ إن الباب من الخشب القديم واتت محاولاته بالنجاح ولكن مع صرختها الفزعة وسقوطها بعد ذلك ! "لم ين**ر الباب الخشبي ولكن انشرخت المنطقة المحيطة بدائرة المفتاح بسبب قوة الدفع الخارجية " ارتفع حاجبه تعجب وهو يرى تلك المجهولة تقع مغشياً عليها بدون سبب ،، أم إنها فزعت من صوت شرخ الخشب بهذه القوة ؟! نظر لها بتفحص واقترب منها وقال بصوت قوي : _يا أنسة ،، يا اااانسة فووقي زفر بحدة وهو يفكر ماذا يفعل ؟ نهض وأخذ كوب ماء على رخامة مرصوص عليها اكواب وفناجين قهوة ، واسقط بعض قطرات الماء على وجهها. حتى شع بريق لمعة عينيها اسفل جفنها وقطرات الماء تنزلق على وجهها ، وضعت يدها على عينيها تمسح هذه القطرات وهى تنهض بوهن وتأخذ أنفاسها بصعوبة ،، قالت وهى تسدل يدها رويدا من على وجهها حتى اكتمل رؤية وجهه الغامض أمامها وهو ينظر لها بتفحص وهدوء .. نظرت له بإرتباك وتوتر زاده تعجب من خوفها منه بهذه الطريقة وهى لم تعرفه بعد !، وغمغمت بنبرة خائفة طفولية وقالت : _انا عا..عايزة ..امشي .. لاح طيف ابتسامة على وجهه وقال بلطف: طب ممكن أعرف الاول انتي مين وبتعملي إيه هنا ؟ وأزاي دخلتي هنا اصلا؟ ومين اللي قفل عل قاطعته بحدة : _ براااحة!! ،كل دي أسئلة ؟!! عاد شعور الغيظ له مجدداً وقال بصوت خشن حاد: _مش هتمشي غير لما أعرف اولاً "انتي مين ؟ " احست ب*عور القلق يزداد بداخلها وتوجست أن تخبره بأسمها فيكون هذا ضرر لوالدها الذي حذرها من ذلك سابقاً .. قالت بنبرة هامسة :- _طب وثانياً؟ زادت تقاسيم وجهه حدة وهو ينظر لها بقوة وهتف :- _احنا هنهزر ؟! ردت بمراوغة وهي تحاول أن تتجنب سؤاله وقالت :- _وانا ههزر معاك ليه ؟! انت مين اصلاً عشان اهزر معاك ثم انت بتكلمني كدا ليه ؟! وازاي تكلمني بالطريقة دي اصلاً !!! تسمحلي بقى اقولك انك ماعندكش ذوق! وانا مش هضيع وقتي مع حد زيك ! التفتت لتأخذ حقيبتها وتخرج ولكن كيف وهو يقف بمدخل الباب ويسده بهيئته الضخمة الفارعة الطول لرجل من الواضح إنه لا ينفك عن ممارسة الرياضة يومياً ،وشع وجهه غضب ، ثم هتف بها بحدة :- _رايحة فين ؟؟ بلعت ريقها بقلق وأجابت:- _همشي !! وضع يديه بجيوبه بمنتهى الثقة وقال بهدوء :- _اوك هتمشي ،بس أعرف انتي مين الأول ؟ وإيه اللي جابك هنا ؟؟ وماتقوليش موظفة لأني أعرف كل الموظفين هنا صاحت به بتذمر وقالت:- _طب ممكن بقى أعرف مين الاستاذ اللي محسسني اني بيتحقق معايا في محضر وعمال يسألني أسئلة مالوش فيها أصلا ولا تهمه حتى !!! نظر لها بتحدي وقال بثقة:- "أنا عمر كامل الشريف" صاحب الشركة اللي انتي واقفة فيها دي ...... حاولت أن تكتم ضحكتها ولكن لم تستطع واطلقت ضحكة احمرت معها وجنتيها وزاد بريق عينيها حياة ، وقالت بين ضحكاتها وهى تشير له بأصبعها:- _انت عمر الشريف ؟! انعقد حاجبيه بغضب وقال :- _اه عندك مانع ،، وبعدين ما تغيريش الموضوع !! جاوبي على سؤالي ! توترت نظرتها وسرعان ما اتتها فكرة حتى تتخلص من هذا الموقف ، وضعت يدها على رأسها متصنعة الاغماء ، وسقطت على مقعد كان قريب منها ، ساد التوتر على وجهه مرة أخرى الممتزج بالضيق ونفاذ الصبر وأخذ كوب الماء ووضع قطرات منه على وجهها مجدداً ولكن لم تفيق هذه المرة احتار ماذا يفعل ؟! ركض الي مكتبه حتى يحضر أحد العطور الخاصة به هناك .. فتحت عين واحدة وترقبت ذهابه ونهضت مسرعة وبيدها حقيبتها وركضت الى الخارج ،،ولكن تملكها احساس طفولي بإستفزازه وهتفت وهى تركض ضاحكة:- "مش انت عايز تعرف انا مين ؟؟" أنا نجلاء فتحي. واغلقت الباب الزجاجي للطابق ودخلت المصعد وهى تضحك، حتى خرجت من المصعد وركضت إلى الخارج ... امتقع وجهه عندما سمع صوتها وركض حتى يسبقها ولكن كان المصعد هبط للاسفل ولن يستطيع الآن اللحاق بها .. تنفس بعمق وعاد إلى مكتبه بخطوات هادئة ،وجلس أمام مكتبه ،وطافت على وجهه ابتسامة ازدادت اتساعاً كلما تذكر جملتها الأخيرة وضحكتها الشقية .. وتذكر فجأة الاجتماع الذي ينتظره وصاح بضيق :- _الاجتماع ،ازاااي نسيت !!!! نهض وأخذ بعض أوراقه وصعد لغرفة الأجتماعات في الأعلى .. **************************** جلس جمال على مقعد خشبي بغرفة مشابهة للغرفة الذي ترك ابنته بها ،، وأحس بالتعب والارهاق من كثرة الحركة وطلبات العملاء والموظفين الذي لا تنتهي ،، وايضاً بسبب تأخر رئيس مجلس الأدارة ..."عمر كامل" ...نجل رجل الأعمال الراحل (كامل الشريف ) دخل عمر الى قاعة الاجتماعات وجلس على رأس طاولة الاجتماعات وبجانبه والدته ( المهندسة فريدة ) المختصة بشئون كافة المشاريع والمسؤول الأول عن الشركات ،، وفي الجانب الأخر المهندس "تامر" ...الذراع الأيمن لعمر ،، القت والدته نظرة لوم الي إبنها الذي سبّب تأخيره ضياع بعض اله***ة التملكية لها ، وهتف تامر بنبرة آمرة :- _كله يستعد يا حضرات بدأ عمر في التحدث وهو ينظر لبعض الاوراق ثم وضعها أمامه وقال بنبرة سيادية :- _كل فريق مختص بمشروع يتفضل يشرح رؤيته الكاملة وخطته للاستكمال على النمط الأفضل للتسليم ... بدأ بالفعل كل فريق عمل بشرح وجهة نظره الكاملة عن مشروعه للتوضيح للعملاء ايضاً والتشاور في بعض المسائل الخاصة بكل مشروع تنفيذي . حاول جمال أن يستغل أي فرصة للذهاب للطابق الأسفل ولكن طلبات الموظفين في الاجتماع والمكاتب الأخرى كانت تفوق الحد ولم يستطع حتى الجلوس . و بعد مرور ساعتين انتهى الجميع وإنصرفوا لعملهم ، ولملم تامر الاوراق وقال بحماس :- _كله كدا تمام ، كنت حامل هم العملاء وطلباتهم اللي مش بتخلص في المشاريع ! _ابتسم عمر بفخر وأجاب :- _بس عندنا ناس ادها ومحدش يقدر يعدّل وراهم ،، بجد أنا فخور بيهم جداً دخل جمال وبيده صينية عليها فنجانين قهوة وكوب ماء. ووضعهم أمام عمر ووالدته التي ابتسمت له شاكرة ، وصاح تامر بتذمر وقال :- _طب وانا فين قهوتي يا عم جمال ؟! شعر جمال بالحرج الممزوج بالارهاق والتعب ولم يتفوه بكلمة انتقلت نظرة عمر من وجهه جمال المتعب الى وجه تامر بحدة وقال :- _اتفضل أنت يا عم جمال روح استريح انا عارف أن اليوم اللي بيبقى فيه إجتماع بتتعب فيه ...أنا اسف أجاب جمال ببسمة إمتنان وقال بمحبة لهذا الشاب المهذب الذي لا يقل عن والده الراحل احترام وقال :- _هروح اعمل قهوة باشمهندس تامر يا عمر بيه قاطعه عمر بقوة :- _لا ... روح استريح وتامر هيتصرف ،أو هيبعت لحد تاني يعملهاله نظر تامر بضيق لعمر والقى نظرة على جمال بغيظ . ذهب جمال مسرعا لإبنته وأردف تامر بمقت وهتف وهو يرمي بنظرة متعجبة من تصرفات عمر المتساهلة وقال:- _انا مش فاهمك يا عمر ، دانت بتبقى معانا مرعب ومسيطر ومع الراجل ده متساهل أوي كدا ليه !؟ هو انا بطلب منه حاجة اكتر من اللي المفروض يعملها ؟! مش ده شغله ؟ مسك عمر قلم وأطرق به على الطاولة طرقات خافته ولكن مزعجة وقال بهدوء :- _انا أخر مرة هقولك الكلام ده يا تامر إلا عم جمال ، اولاً لأن الراجل ده موجود من أول يوم اتبنت فيه الشركة دي أيام والدي الله يرحمه تبدلت نظرة فريدة للألم ورددت الرحمة بصوت حزين وهي تستمع لإبنها الأكبر ونظرتها مزيج من الألم والفخر بتفكيره الرائع وتابع عمر الحديث :- _الراجل ده ساعات ماكنش بياخد مرتبه لما الشركة كانت بتتعرض لأزمات وماكنتش ناجحة نص نجاحها دلوقتي، ووقف جانب والدي وتقريباً كانوا صحاب تامر بإحتجاج:- _ده ساعي يا عمر مش موظف ،،هيوقف جانب والدك ازاي !؟ انا شايف انك مديه اكبر من حجمه! هتف عمر بتامر وقال بإنزعاج :- _انا مش عارف انت بتكرهه ليه ؟! مش لاقي سبب لكدا ؟! وبعدين مافيش حاجة عندي اسمها ساعي ،،كل اللي بيشتغل هنا موظف بيقوم بدوره ، وعم جمال ما يقلش عن حد هنا بالع**. واكمل بمزاح :- _ده كفاية أن مافيش حد بيعرف يعملي فنجان القهوة زيه ،، انا مابقتش اشرب قهوة الا من ايده ردت فريدة تشاركه مزاحه وقالت :- -كالعادة مش هتعرف يا تامر تاخد حق ولا باطل مع عمر ، وعلى فكرة انا فعلا شايفة انك مكبر الموضوع اووي ، بصراحة جمال راجل طيب ومحترم جدا ومش بتاع مشاكل، مش عارفة انت ايه مشكلتك معاه !! نهض تامر وأخذ اوراقه وقال بضيق :- -لا خالص يا طنط فريدة ، عموما انا غلطان ، وهمشي كمان بعد اذنكم . ذهب من الغرفة واتسعت ابتسامة فريدة.. وقال عمر بتفكير ؛- _لولا اننا معرفة من سنين كنت عيدت النظر في شغله معانا ، انا مابحبش الانانية وحب السيطرة اللي مسيطرين على تامر ! ردت فريدة بلطف واردفت قائلة:- -سيبك من كل ده ، خلينا في المهم .. أجاب عمر وهو ينظر لها وتوقع ما هو المهم بالنسبة لوالدته... وقال :- _اللي هو ايه ؟ تابعت فريدة بابتسامة وقالت :- خطوبتك ! رد عمر وتعابير وجهه لا تقول شيء ،، وأجاب:- _مالها ؟؟! فريدة بتعجب من لا مبالاته قالت :- _مالها ؟! انا مش عارفة انت ليه مش مستعجل على الخطوبة ، احنا قرينا فاتحة من شهرين يا عمر ! وانت عمال تأجل ؟! وقف عمر من مكانه وقال بضيق :- _مش عايز استعجل ، لازم تاخد هى وقت وتفكر قبل الخطوة دي ، ده جواز مش لعبة ، وبعدين يا امي مين اللي كان السبب في الخطوبة ؟ انا ؟ عقدت فريدة حاجبيها بإنفعال وقالت بدفاع :- _ولا انا على فكرة ، بس امها فاتحتني مباشرة ومابقتش عارفة اقولها ايه ، وريهام من زمان بتحبك يا عمر وده كلنا عارفينه.... وبصراحة مالقيتش انسب منها ليك ،، البنت هايلة. أجاب عليها بقوة :- _وده اللي خلاني مش عارف ارفض ، ماحبتش اجرحها واحرجها قدام اهلها ، ريهام انا كنت بعتبرها اختي ، وماعرفش حبتني امتي وازاي وانا عمري ما بادلتها اي مشاعر ، وقولت اخد فرصة ،يمكن ،بس بردوا مش حاسس بأي حاجة تن*دت فريدة بعمق وقالت بضيق:- _يبقى الصح إننا ما نستعجلش على الخطوبة ، بس لازم تاخد خطوة في الموضوع ده بأسرع وقت ،، يا تكمل معاها يا تسيبها ،عشان حرام تعلقها كدا .. ظهرت تكشيرة على وجهه وقال وهو يضع يد بجيب بنطاله :- _بأذن الله هاخد خطوة قريب وهفكر مليون مرة عشان ماكنش ظلمتها .... نهضت فريدة وقالت :- _ربنا يرشدك للصواب ياعمر ، انا هروح مكتبي ،وابقى خلي تامر يبعتلي الملفات بتاعت الاجتماع عشان افحصها تاني ،نسيت اقوله للأسف اومئ عمر رأسه بالإيجاب وقال :- _تمام ، بس ما تتعبيش نفسك اجابت فريدة بهدوء وهى تخرج :- _ماشي ،ماتقلقش عليا اغلقت الباب خلفها بهدوء ،واستمرت نظرته على الاوراق بشرود .. أحس بالضيق يتزايد بداخله من هذا الموقف التي وضعته والدة ريهام به ، وتجنباً لجرح مشاعر فتاة رقيقة مثل ريهام الذي كان يعتبرها شقيقته أعطى لنفسه فرصة، تنفس بحدة وهو يمرر يده على شعره بعصبية ولكن استوقفه رحيق العطر الذي التصق بيده منذ أن لمس زجاجة العطر منذ ساعات ماضية. استكانت تعابير وجهه ببسمة إثر هذه الذاكرة السريعة التي مرت أمامه وهو يتذكر هذه الفتاة الغامضة . *********************

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

احببتها فى قضيتى ❤️ بقلم لوكى مصطفى

read
2.2K
bc

روح الزين الجزء الثاني بقلم منارجمال"شجن"

read
1K
bc

ظُلَأّمً أّلَأّسِـدٍ

read
2.6K
bc

"السكة شمال" بقلم /لولو_محمد

read
1K
bc

خيوط الغرام

read
2.1K
bc

قيود العشق - للكاتبة سارة محمد

read
6.9K
bc

شهد والعشق الأخر

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook