حلقة 5 مأساة الملكة

1184 Words
وقفوا جميعا داخل قصر الجبل مجتمعين في حضرة الملكة التي جمعتهم من كل مكان من كل ج*س من كل فئة من كل عرق من كل لون الصفة الوحيدة التي جعلت جمعهم سهلا فقط هي الظلم و القهر ، وقف جيش من الفتيات الفاتنات و جيش اخر من الفتية لا يغطي أجسادهم سوى سراويلا من أنواع مختلفة من أوراق الأشجار و النباتات والأعشاب و قف أيضا جيش من القوارض و جيش من الزواحف و جيوش من الحشرات بمختلف أنواعها جيوش من مختلف الح*****ت و المخلوقات بكامل فصائلها و انواعها هذا غير أسربا من الطيور ، وقفوا جميعا بين يدي الملكة ممتثلين لأوامرها ، هذه الملكة الجميلة القوية ، ذات الجسد النحيل و الحجم الصغير مقارنة بالكثير من مكوميها ، وجهها الجميل الطفولي الجميل و شعرها الحريري الذي يكلله تاج اسطوريا من الورود و الأزهار و يغطي جسدها ثوبا متداخلا بنسيج يدوي بين خيوط الحرير و الاقطان و الكتان ، عينيها السوداوين رغم ضيقهم ينمان عن أ***ة طاغية وجمال ليس له مثيل و بشرتها القمحية المائلة ل البياض جعل منها ملكة بكل ما تحمل الكلمة من معنى الجمال و القوة التي تتنافى مع ضئل حجمها ، جلست على عرشها في أبهى صورة ، مبهرة هي ساحرة بكل معاني الكلمة ، كانت هناك أيضا جيوش لا مثيل لها من كائنات غير مرئية لم يراها سواها ، يظهرون لها وحدها لا يراهم سواها ، رمقتهم بنظرة قوية قائلة بصوت قوي رزين يصل إلى كل الحاضرين من أولهم إلى أخرهم نغمة صوتها تقع عليهم موقع السحر مما يجعلهم ينفذون كل ما تريد دون أن تكرره مرة أخرى - كثيرا ما حكى كل منكم مأساته بكل تفاصيلها لي و كنت أواسيكم و ادعمكم و كثيرا ما رأيت في أعينكم سؤال تودون توجيهه لي ، بالطبع هذا السؤال يراوضك كثيرا يا توماس - نعم يا سمو الملكة يراوضنا جميعا - أسمح لك الأن أن تطرح ذلك السؤال يا توماس - شرف لي يا مولاتي الملكة أن تسمحي لي أن أكون أول كائن يسألك من شعبك - لا أعرف ما سبب حبي و تقديري لمعشر الذئاب ربما لأنهم من أوفى الكائنات لبني ج*سهم - أشكرك يا مولاتي الملكة الجميلة - أطرح السؤال يا توماس - السؤال يا مولاتي . ما هي مأساتك التي جعلتك تتركين اهلك و عشيرتك و تأتين الى جزيرة الغابة و تنحتين قصر الجبل لتقيمي فيه و تجمعينا ؟ - سأجيبك يا توماس . سأحكي لكم جميعا مأساتي و سبب قهري سأحكي لكم الحكاية بأدق تفاصيلها لتعرفوا جميعا كيف أتيت إلى هنا و كيف جمعتكم و كيف نحت قصر الجبل . قالت تويا بشغف - أرجوكي أن تحكي يا مولاتي ، حلي لنا ذلك اللغز الذي حيرنا جميعا - سأحكي يا تويا سأحكي لا تتعجلي الأمر يوما ما من ذات الأيام كانت أسرة سرية مكونة من أب و أم و و أبن عاشت هذه الأسرة تحلم بأنجاب فتاة جميلة تعيش كأميرة مدللة بين عائلتها ، طال الأمد و لم تتحقق الأمنية حتى حدث ذات يوم مرضت الأم بشدة و كانت تلك الأسرة ثرية وذات شرف ونفوذ ، أتى الأب بالطبيب قلقا على زوجته التي كان يراها قرة عينه و حب حياته ، أتى الطبيب ليزف إليهم الخبر السعيد الذي انتظروه كثيرا ، الخبر أن الزوجة حامل و مرت الشهور و الأسابيع و الايام حتى وضعت الأم و توجت الأمنية و حققتها كاملة وضعت أنثى و كانت هذه الأنثى بالنسبة لهم الدنيا بما فيها رغم ضألة حجمها و بساطة شكلها الذي بالرغم من بساطته جميلا رقيقا راقيا ، كبرت الفتاة وترعرعت بين أحضانهم كأميرة مدللة في قصر ملوك ، كان هذا البيت الجميل و هذه العائلة الشريفة الكريمة موجودين في جزيرة النار تلك الجزيرة الملعونة التي لا تعرف معنى العزة ولا الكرامة ولا يعرفون معنى الحب ولا العطف حتى بين أفراد العائلة الواحدة كانوا يدبرون المصائب و المكائد لأقرب الناس إليهم ، حين وجدوا الحب بين هذه الأسرة يضمهم و يظللهم حقدوا عليهم حين وجدوهم كرماء شرفاء نفوسهم بريئة لا تعرف ل الحقد و الغل سبيل ولا يشغلون بالهم بشئون غيرهم حقدوا عليهم حسدوهم و استكثروا عليهم نعم الله الكثيرة التي تظهر على نفوسهم قبل أبدانهم ، عاشت تلك الأميرة المدللة بين أسرتها كل أحلامها أوامر ، حتى بلغت مبلغ النساء طمع فيها أحد الوجهاء ، تقدم لخطبتها فرفضه ابوها خوفا عليها من سوء أخلاقه و كان يعلم طمعه في شرفه و أمواله ، لم يستسلم ذلك الوجيه لقرار ذلك الأب الذي يحاول أن يحمي ابنته من فساده و غله ، ضغط عليه بكل الطرق و الوسائل حيث كان على علاقة وثيقة بالحاكم ورجاله مما جعله استطاع محاربة ذلك الأب محاربة و**ة في رزقه في امانه هو و كل من يمت لهم بصله سرقوا أموالهم أمام عينيهم و افقروهم أزلوهم بعد أن كانوا أعزة ، سجنوا الأب فلم يستسلم و لم يبالي كان أهم شيء هو أمان أبنته ، مستقبلها ، زواجها من رجل يعرف قيمتها و لكن الرياح كانت قوية شديدة كانت رعدا وبرقا حتى حدث ذات يوم أمرا عجيبا ، افرحوا عن الأب و خرج من السجن و فرحوا به كل الفرح بعد ما كانوا يظنون أن الحياة لم يعد فيها فرح ولا راحة مرة أخرى حتى أتى ذات يوم دخل عليهم ملثمين اقتحموا بيتهم بالقوة ، ذ*حوا كل اهل البيت أمام عينيها و لا تعرف لماذا تركوها هي بالذات ، لماذا ؟! كان منظرا فظيعا لم تنساه ، ولن تنساه ما حيت و حاولوا الضغط عليها لتقبل أن تصبح جارية هذا الوجيه ، لكنها هربت منهم و الدنيا قد اسودت أمام عينيها ، هامت على وجهها في كل مكان و ظنت أن الحياة قد انتهت حين وصلت لأطراف الجزيرة وجدت رجلا يعيش وحيدا بعيدا عن كل بشاعات سكان تلك الجزيرة رغم أنه ثري لكنه يأكل من ثمار الأشجار الذي يقطفه بيده و يخدم نفسه بيده وجدها في حالة يرثى لها ، استنجدت به أن يأويها ويخفيها من أولئك المجرمين فأغاثها و حماها ، أواها في بيته و لم يحاول أن يفرض وجوده عليها ، طوال وجودها في بيته كان ينام في العراء حتى لا يحرجها بوجوده و كي يحرسها و يحميها ، كان رجلا شجاعا كريما ذكيا قويا أخذ لبها من أول وهله و شعرت أنها ايضا وقعت في نفسه ، جلسا معا ذات يوم تحكي له تفاصيل كل ما حدث لها ، حكت ثم حكت بأدق التفاصيل ، كان رقيقا نبيلا إلى درجة أن الدموع انطلقت من مقلتيه دون إرادة منه و بعدها في كل لحظة تحكي له عن أبيها و أمها و أخيها تحكي الذكريات الجميلة و هي بينهم كي تسري عن نفسها حكت له كم كانوا جميعا يدللوها ، كم كانوا جميعا يعاملوها كأميرة مدللة ، حكت له كيف كانت طلباتها أوامر ، حتى جاء ذات يوم و هي تحكي له قائلة - كنت أميرة في بيت أبي فرد تلقائيا - و يزيدني شرفا أن تصبحي ملكة في بيتي - ماذا تقصد ؟ - هل تشرفيني بأن تقبلي الزواج مني - بل أنا من يزيدها الشرف بالزواج من رجل في كرمك و نبل اخلاقك - ستكونين ملكة في بيتي و سأفعل المستحيل كي اعوضك عن مأساتك - و لكن أنا لن احتمل أن أتعب ولو لحظة واحدة فأنا مدللة ولن تحتمل دلالي ورفاهيتي - بل ستكونين مرفهة أكثر مما كنتي - حقا ستفعل - اقسم برجولتي - وانت زين الرجال لم ارى قط رجل يملاء قلبي وعيني بعد أبي مثلك - لن تندمي ابدا . أعانني الله أن أكون على قدر حبك و تقديرك و تزوجوا و كان بالفعل نعم الرجل و نعم الزوج
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD