الفصل الاول والثاني
في إحدي قري الصعيد ، منزل متميز بالرقي ، و لما لا و هو منزل عائلة الجبالي ، منزل مكون من ثلاثة طوابق ، يحمل أفراد يسود بينهم المودة و الحب ، و لكن ليس بأكملهم ، فتلك الحاقدة الملقبة ب "سلسال" تعامل الجميع معاملة سيئة للغاية ، برغم تحذيرات حماها لها و هو كبير المنزل و يدعي "عبد الحافظ" لكنها رمت بتحذيراتة عرض الحائط ، لينشب الشجار بالداخل بين الأب و زوجة أبنه ، و لكنها لم تحترم حديثة لتصيح بصوت مرتفع يجتمع علي أثره كل العاملين بالمنزل وسكانه قائلة ..
سلسال .. دي مبجتش عيشة يا أبوي، مش كل ما أتحدت مع بت من الشغالين تزعجلي أكدة
ض*ب بعصاة الأبنوسية أرضا بغضب قائلا
عبد الحافظ .. أسمها بيساعدونا مش شغالين ، و أنا حر ، داري و أنا حر يا بت لبيبة ، إياكي حسك يعلي في الدوار تاني ، و لما يندلي ولدي أنا ليا حديت تاني وياه
أذدرأت ل**بها بتوتر عند ذكر زوجها بالحديث لتقول بتوتر
سلسال .. أنا مجصديش يا أبوي أنا بس ...
عبد الحافظ مقاطعا .. خلص الحديت أنجلبي من جدامي دلوك، زهرة
تقدمت فتاة عشرينية تتميز بجمالها الهادئ قائلة
زهرة .. أمرك يا أبوي
عبد الحافظ .. أطلعي صحي أخوكي عشان يلحج يعاود جبل الليل
أبتسمت زهرة بخبث و هي تنظر لزوجة أخيها قائلة بسعادة
زهرة .. حاضر يا أبوي
سلسال .. برضيك عيسافر لها يا أبوي
عبد الحافظ ..مرته يا مرت ولدي، و ليها حج عندينا
نظر عبد الحافظ للأعلي حين لمح أبنه الكبير و يدعي جلال ، الذي أستيقظ توا بسبب شقيقتة الصغيرة والتي يبدو أنها أخبرتة بكل ما بدر من زوجتة ، لانه مازال يرتدي جلبابه الأبيض الخاص بالنوم و يقف بدون عمامتة ، أهتزت أرجاء المنزل حين صرخ بزوجتة قائلا
جلال .. سلسااااال
ألتفتت سريعا والخوف يحتل قلبها قائله
سلسال .. ن نعم
جلال .. راايدك
نهي حديثة وهو يلتفت عائد أدراجة للداخل ، لتهرول سلسال للأعلي ، قابلتها زهرة بمنتصف الدرج و هي تبتسم ، لتعلم ما ينتظرها بالأعلي
"جلال عبد الحافظ الجبالي ، شاب أربعيني حاصل علي بكالريوس التجارة ، تزوج بسبب الثأر و لكنة لم ينجب بعد ، برغم إلحاح والده و والدته بالزواج مرة أخري و لكنة رفض ، و لكن القدر كان له رأي أخر حين توفي أبن عمتة و ترك فتاة في مقتبل عمرها بمفردها ، تفاجأ الجميع من وصيته حين علموا أنة يوصي بزواج فتاته من جلال ، لينتهز عبد الحافظ الفرصة و يزوج جلال من تلك الفتاة ، و لكنها تمكث بالقاهرة حيث منزل والدها ، و يذهب لها مرة واحدة كل شهر يطمئن عليها و يعود مرة أخري بأمر من والده، لا يتقبلها كزوجة له بسبب فرق السن بينهم فهي تقارب شقيقتة زهرة بالعمر و هو بالأربعين ، لتبقي معاملته اللطيفة فقط هي اللغة السائدة بينهم
في أحد أحياء القاهرة ، حيث منزل عزت الجويني ، تهبط تلك الفاتنة المدعوة ب "أنين" الدرج الخرساني الخاص بالمنزل ، و أتجهت لمقر عملها ، وهو مقر عمل والدها الراحل ، تن*دت و هي تلقي بالمفتاح في الهواء ليلتقطة ذلك الشاب الذي يعمل معها و هو يدعي "دونجل" ليبتسم قائلا
دونجل .. صباح الخير يا أسطي
أنين .. صباح الخير يا دونجل ، يلا أفتح و أبعت الواد سعيد يجيب لينا فطار
دونجل .. حاضر يا أسطي ، المعلم عبد القادر قال هيبعت عربيته عشان فيها عطل
أنين .. طيب خلص الشغل إللي قاعد في العربية دي عشان صاحبها هيعدي علي المغرب ياخدها ، و أنا هشتغل في عربية المعلم عبد القادر
دونجل .. ماشي يا أسطي بس مش هتروحي الجامعة النهاردة !
أنين .. لا مليش مزاج ، يلا ابعت الواد سعيد أنا جوعت
دونجل .. حاضر فوريرة
"أنين عزت الجويني ، فتاة بأوائل العشرينات من عمرها ، طالبة بكلية الهندسة جامعة القاهرة ، و لكنها كانت تساعد أبيها في ورشتة للميكانيكا ، و حين توفي تابعت العمل كما هو ، لتصبح أشهر أسطي ميكانيكي بحيها ، تزوجت من جلال الجبالي منذ عام و عدة أشهر ، حين توفي والدها أوصي بذلك ، لتوافق دون حديث ، ولكنه تركها بمنزها ويزورها كل شهر مرة ، لا تنكر أنها أحببته ولكن لم تبوح له بذلك ، تعيش بمفردها فقد توفت والدتها و هي تنجبها ليتفرغ لها والدها و لم يتزوج مرة أخري و ليس لها اشقاء ، و لكنها تعتبر زهرة مثل شقيقتها ، ليصبحوا علي مقربة من بعضهم البعض ، و تتواصل معها يوميا عبر أحد مواقع التواصل "واتساب" ، تسافر للصعيد علي فترات زمنية بعيدة ، بسبب زوجة زوجها الاولي فهي تكرهها بشدة ولذلك تضع المسافات حتي لا تزعج أحد "
منزل الجبالي مرة أخري .. غرفة جلال
يقف أمام طاوله الزينة يربط عمامته بضيق واضح علي ملامحة ، تجلس سلسال أرضا و هي تمسح حذاء زوجها و دموعها تنهمر علي وجنتيها ، و أثار صوابع جلال تركت أثر علي وجنتها اليسري ، انتهي جلال من عمامته ليذهب و يجلس علي حافة الفراش ليلتقط حذائه من يدها و يرتديه سريعا، ثم سحبها من يدها لتجلس بين أحضانة ، و ظل يربت علي ظهرها حتي كفت عن البكاء ، و فتح درج الكمود بجواره و أخرج بعض العملات الورقية وضع جزء منها بجيب جلبابة والجزء الأخر قدمة لزوجتة قائلا
جلال ... خلاص كفايا بكي عاد ، خدي شيعي للبت هنادي الدلالة و أشتري خلجات جديدة
سلسال بسعادة .. ربنا يخليك ليا يا أخوي ، متزعلش مني يا جلال
جلال .. مش زعلان ، بس المرة الجاية هتروحي دار أبوكي ، دا أخر أنذار ليكي يا سلسال ، وإياكي تتحدتي مع أبوي أكدة تاني فاهمة
سلسال .. فاهمة
قبل جبينها وتركها ونهض كي يرحل لتمسك يده قائلة
سلسال .. جلال
جلال .. رايدة حاجة أجبهالك و انا معاود
سلسال بتوتر .. ي ينفع متروحش أصلا
تن*دت قائلا
جلال .. لاه مينفعش ، دي مرتي ، زيها زيك ، بالع** أنتي و أخدة حجوجك أكتر منيها ، أنا بروح ليها مرة كل شهر ، مش عايش معها ، مش بصرف عليها ، هما ملمين كل شهر و أنا متأكد أنها مش محتجاهم ، أنتي عارفة عني كل حاجة ، هي لاء ، متتحدتيش في الموضوع دا تاني ، لأن أنين أمانة عندي و مش ههملها واصل ، سلام عليكم
نهي حديثة ورحل ، ظلت تنظر لأثرة دون أن ترد السلام، لتهمس بينها وبين نفسها قائلة
سلسال .. برضيك مش ههملك ليها يا جلال ، وأكيد هخلص منيها في يوم
أما في الأسفل
هبط جلال الدرج الداخلي ، و دلف غرفة السفرة ، ليجد أبية يترأس الطاولة وشقيقته تجلس علي يمينه ، تقدم وقبل يد أبية قائلا
جلال .. صباح الخير يا أبوي
عبد الحافظ .. صباح النور يا ولدي
تقدم من شقيقته الصغري و قبل جبينها قائلا
جلال .. صباح الجمال علي أحلي عروسة
زهرة .. صباح الخير يا خوي
جلس علي مقعدة و هو ينظر لأبيه قائلا
جلال .. متزعلش يا أبوي من سلسال
عبد الحافظ بتنهيدة .. والله يا ولدي جوازتك من بت الفرطوس دي كانت أكبر غلطة عملتها في حياتي
جلال ببسمة حزينة .. نصيب الحمد لله
عبد الحافظ .. متنساش تعزم أنين علي فرح زهرة
جلال .. حاضر يا أبوي ، مع أني متأكد أن الهبلة دي جالتلها
زهرة ... طبعا مش صحبتي و..
قطعت حديثها بسبب إصدار هاتفها لصوت معلن عن وصول رسالة لتمسك به سريعا و هي تبتسم ليقول اخيها
جلال .. زهرة جولتلك تجفلي الزفت دا علي الوكل
زهرة .. دي أنين يا أخوي
لايعلم لما توترت دقات قلبه عند ذكر أسمها ، ليشرد قليلا في تلك الصغيرة ، فاق علي صوت شقيقتة قائله
زهرة .. دا بعد أذنك يا أخوي
جلال .. هو أي !
عبد الحافظ ببسمة .. أي إللي واخد عجلك يا ولدي ؟
جلال .. لاه مفيش ، بس مكنتش مركز ، في أي يا زهرة !
زهرة .. رايدة شوية حجات من مصر ، ينفع أدلي وياك أشتريها لو مش هضايجك
جلال .. بس أنا مبتأخرش هناك
عبد الحافظ .. ومالة أتأخر النهاردة ، و لو الليل ليل عليكم باتوا عند أنين ، و عاودوا في الصبح
لم تمهل زهرة أخيها وقت للأعتراض ، و نهضت سريعا وقبلت وجنة أبيها قائله
زهرة .. ربنا يخليك ليا أبوي ، ثواني هغير وأعاود يا أخوي
نظر جلال لطيفها وقال
جلال .. عليا الطلاج مجنونة
ورشة عزت الجويني
لقد رفع أذان العصر ، و أنين ما زالت تعمل في سيارة عبد القادر ، قد أصابت زي العمل الرسمي بعض الأوساخ والشحوم ، أمسكت بكوب من الشاي و هي تقوم بفك أحد المسامير و تحدث دونجل قائله
أنين .. العربية دي كتر خيرها أنها لسة عايشة مع الحاج عبد القادر
دونجل .. دا مبيصرفش عليها إلا لما تجيب اخرها وتبقي قربت تشتمة
أنين ... هههههههههههه عندك حق ، دي أهانة كبيرة في حق العربيات والله ، و...
قاطع حديثها وصول جلال و زهرة التي صاحت بأسمها قائله
زهرة .. أنييين
ألتفتت أنين سريعا و هي تضع كوب الشاي مكانة وتبتسم بسعادة حين رأت صديقتها قائلة
أنين .. زهرة وحشتيني
هرولت زهرت لأحتضانها لتوقفها قائله
أنين .. أستني يا مجنونة هتتوسخي
زهرة .. مش مشكلة ، كيفك يا خيتي وحشتيني
أمسكت أنين بأحدي الأقمشة الخاصة بأزالة الأوساخ لتنظف يدها قائلة
أنين .. الحمد لله بخير ، و أنتي كمان وحشتيني
تنحنح جلال حتي ينتبه لوجوده ، لتنظر له أنين ببسمة قائلة
أنين .. حمدلله علي السلامة
جلال .. الله يسلمك ، كيفك ؟
أنين .. الحمد لله
جلال .. زين ، ناجصك حاجة ؟
أنين لنفسها .. أنت
أنين .. لا شكرا
زهرة .. بجولك أي أنا هتدلي أشتري شوية حاجات ناجصاني ، تعالي معانا
جلال .. متعطليهاش يا زهرة
أنين ببسمة .. لا مفيش عطلة هاخد شاور بسرعة و أغير و جاية معاكم ، تعالو أتفضلوا فوق
جلال .. لا هنستناكي هنا
أنين .. يالهوي أزاي تقفوا في الشارع ، عيب والله ، يلا علي فوق ، دونجل
دونجل .. نعم يا أسطي
أنين .. خلص أنت العربية دي ، و أنا عندي مصلحة في السريع و جاية
دونجل .. حاضر يا اسطي ، لو أتأخرتي اقفل انا ؟
أنين .. أة، يلا أتفضلوا
صعدت مرة أخري الدرج و دلفت لمسكنها الخاص قائلة
أنين .. أتفضلوا أتفضلوا،والله نورتوني
دلف جلال للداخل ، لينبهر من نظام المنزل ، لانة لم يدلفة سوي وقت عقد قرانه علي أنين ، تفاجأ بحائط كامل يحمل صورها برفقة أبيها و بعض الصور الخاصة بيها ، سرح بجمالها ، فهو لم يراها إلا بملابس العمل ، لا يعرف عنها شئ ، ولا عن حياتها شئ ، فاق من شرودة حين وضعت أمامه كوب من العصير قائلة
أنين .. مش هتأخر ، علي ما تشربوا العصير هكون جيت
دلفت للداخل سريعا حتي تستحم و تبدل ملابسها سريعا
زهرة .. شجتها حلوة جوي ، بموت في طريقتها في الترتيب
جلال .. و أنتي إيش عرفك بطريجتها !
زهرة .. أنا معاها طول اليوم علي النت ، و ببجي فاتحة الكاميرا و شايفاها كمان و هي بتطبخ أو بتنضف أو بتذاكر
جلال بمزاح .. و أنا أجول كل شويه تجوليلي الباجة خلصت يا أخوي ، أتاريكي مضيعاها علي الست أنين
زهرة .. هههههههههه الله مش صاحبتي ، بجولك يا أخوي ينفع أجولها تيجي تفرش ويانا وتحضر ترتيبات الفرح من الأول ، لو مش هيضايجك
جلال .. ينفع مش هضايج يا لمضة
زهرة ..ههههههههههههه أحلي أخ وربنا
أتأخرت عليكم
توجهت أنظارهم لتلك الفاتنة ، لينبهر جلال من هيئتها ، حيث كانت ترتدي بنطال من الجينز الأ**د علية كنزة من الصوف الابيض و ترتدي قبعة أيضا من الصوف الأبيض نظرا لبرودة الجو و حذاء رياضي من نفس اللون ، صعق جلال من لطافتها و برائتها، لم يظن أنها بهذا الجمال ، فملابس العمل كانت تخبئ كل هذا الجمال لتقول مرة اخري
أنين .. مالكم!
زهرة .. بصراحة أنتي حلوة جوي
أنين بخجل .. بس يا رخمة
زهرة ... هههههههههههه أت**فتي من كلمتي ، طب أي رأيك يا اخوي ، بذمتك مش حلوة
جلال بدون وعي .. حلوة جوي
نظرت له الفتاتين بصدمة ليعي لما تفوه به ، ليتنحنح واقفا و هو يقول
جلال .. هموا عاد هنتأخر
تقدمت زهرة من أنين و مالت علي أذنيها قائلة
زهرة ... جلال الجبالي بينلو عشجك يابت الجويني
..........يتبع............
مني الاسيوطي & تيسير محمد
تلطخ يدها بالعجين و هي شادرة ، تداهمها أفكار و أفلام عقلها يكتبها ، كل مرة يذهب زوجها لغريمتها تظل هي علي نار هادئة تسوي علي الجانبين .
أتي عبد الحفيظ لها و هي مازالت تجلس بمنتصف تلك الساحة الفارقة بين المطبخ و البهو المطل علي باب المنزل .
عبد الحفيظ ... سلسال !
لا تجيب فأعاد هتافه بقوة أكبر
عبد الحفيظ .... سلسااااال
استفاقت أخيرا و هبت واقفة
سلسال .... أيوه يابوي أؤمرني .
عبد الحفيظ ... عجلك فين يامرت ولدي ؟
سلسال ... ها ... لاع موجود أهوه
عبدالحفيظ .... رايد كوباية شاي .
سلسال ... أمرك يابوي .
كاد الذهاب لكنه عاد مرة اخري بعدما وجدها مازالت واقفة .
عبدالحفيظ ... ماتجلجيش جوزك ماهيعملش حاجه مع مرته و كمان زهرة هناك و اكفياكي عاد تفكير الي ربنا يستر منه دا
ألقي كلماته الاخيرة ليتركها تنظر له و من ثم تبسمت بانتصار
سلسال ... واااه كيف نسيتها دي لولا أني دبيت الفكره في راسها ماكنتش عرفت اهدي شوي .
اختيار مكانهم للتسوق كان المول ، حيث يوجد به الكثير و الكثير لأجل الزفاف ، كانت زهرة و أنين يتقدمون عن جلال في السير حيث أنهم و كعادة الفتايات لا يتركن شبر حتي يمعنوا النظر به
أنين .... خلاص أنا عرفت انتي عايزه إيه بالظبط سيبيلي نفسك خالص .
زهرة ... الله عليكي يا أنين اني جولت مايجبهاش غيرك .
انين .... قلبيي يلا تعالي ندخل المحل ده .
بعدما أشارت لها تقدموا سويا و لكن أنين هي من أوقفت جلال الذي كان يتابعهم في **ت
انين ... بص هو أنت ماينفعش تدخل معانا .
جلال ... ليه يعني ؟
نظرت لزهرة بضحكة مكتومه و من ثم للمحل لينظر أخيرا بعدما تفوه دون علم ليدرك مقصدها ليبتعد قليلا وتركهن يدلفن سويا .
تن*د بحب و لكن قبل أن يفكر بها حتي كان هاتفه قد دق معلنا عن اتصال من زوجته الاولي فيجيب بعدما ابتعد قليلا
جلال .... ألو !
سلسال ... أتوحشتك جوي .
جلال .... و أنتي اكتر .
سلسال .... ماكفياك غياب عاد وأندل .
جلال ... أنتي خابره يا سلسال أني مع زهرة عتجيب أغراض للفرح .
سلسال .... مع زهرة و لا ست هانم أنين .
جلال ..... جولتلك هي مرتي زيك تمام ، أتحدتي عليها زين .
سلسال .... عتتحمجلها يا جلال ؟
جلال ... لا... أنين ؟!
كاد أن يجيبها لكن صوتهم الذي دب أذنيه ليلفظ أسمها بهمس و هذا ما جعله يغلق الهاتف بوجهها حيث كان المشهد كالتالي
أنين تقف و خلفها زهرة التي تحتمي بها من هؤلاء الرجال الذين يعترضون طريقهم .
رجل 1 .... يابت أسمعي الكلام و تعالي معايا
انين ... بت أما تبتك ماتتلم يلا منك ليه عشان بنات هنسكتلكوا يعني .
رجل 2 ..... إيه يا حلوه واقفه وراها ليه أوعي تكوني خايفه ، تعالي و أنا هطمنك .
انين .... ماتنشف ياض انت كده و مالكش دعوه بيها لأما و ديني أفلقك نصين .
زهرة ... جلال !!
كانت تهتف لجلال ما أن لمحتة يأتي من بعيد سريعا ، أما أنين فما زالت تتصدي لهم بشجاعة بالغة و لكن ما أن جعل الدم يغلي بعروقه تلك اليد التي حاولت لمس زوجته ليتقدم سريعا يحول بين انين وذلك اللعين ليمسك يده بقوة ناظرا له بأعين كالصقر و هي خلفه تفاجأت من دخوله بتلك اللحظه .
أنزل يده سريعا
جلال بقوة ... لو مانجرتش من اهنه يدك مش هتلاجيها جمبك واصل .
و كأنهم لا يعلمون بتواجد رجل معهن لينسحبوا بهدوء .
ألتفت سريعا لأنين و زهرة و لكنه تركهن و رحل في محاولة في تهدئة ذاته لا يريد الحديث معها .
تطرق الغرفة ذهابا و إيابا تكاد تحترق من الغيظ فكيف له أن يغلق الهاتف بوجهها و هو يلفظ أسم تلك الدخيلة علي ل**نه ، و لأول مرة تشعر و كأن حياتها ستنتهي فهي و منذ أن أتت تلك النكبة علي حياتها و تزوج زوجها من أخري و هي لم تشعر بتلك المشاركة أيضا ، أول مرة تشعر بها الان .
سلسال ... بجي يجفل في خلجتي و يروحلها ماشي يا جلال ماشي .
أنهت حديثها و هي تخرج هاتفها و تقوم بطلب والدتها التي أجابت سريعا .
سلسال ... أيوه ياما ! ريداكي في حاجه ضروري .
والدتها .... خير يابت لازمك حاجه ؟
سلسال ..... رايده أخلص من بت الفرطوس دي بأي طريجه كانت .
والدتها .... إيه الي حوصل تاني ؟
سلسال .... هجولك بعدين يلا الأول جولي كيف أخلص منها
والدتها .... تعاليلي دلوك لأن الحل في أيد واحده بس .
و هنا وعت لما تقصده والدتها لتبتسم بفرحة و عيونها تعلن عن بريق الإنتصار فتغلق الهاتف وتشرع بتبديل ثيابها .
عادت إلي منزلها بعدما سبقها جلال و أخته بعدما أعطت أنين لزهرة المفتاح ، فهو معطيها كامل الحرية .
ألقت السلام عليهم حيث أنهم تواجدوا في الصالة لتلتقي بهم فور دخولها .
تقدمت زهرة من أنين
زهرة ... اتأخرتي أكده ليه ؟
أنين ... أنا أسفه سبتكوا بس فعلا كان ورايا شغل مستعجل كنت لازم اخلصه ، عن إذنكوا
وتركتهم لتذهب لغرفتها ، أما زهرة فنظرت لأخيها
زهرة ... عايزه أجولها دلوك أجبهالها كيف ؟
جلال بهدوء ... ماخبرش كيف ماتريدي .
زهرة بتوسل ... حاول معاها أنت
جلال ... وااه لاع مايحصلش أنتي الي رايداها تاجي تجوللها انتي .
و كادت أن تحاول اقناعه مرة اخري لكنه اوقف تلك المحاوله بنهوضه سريعا حيث الغرفه لتتأفف زهرة بيأس و هي تجلس بتذمر .
سلسال .... واااه لاع ياما معملاش أني الحاجه دي
لبيبه ..... اسمعي كلام أمك عاد ، دا ماهيأذوش في حاجه بالع** هيجربه منك أكتر .
سلسال ... ياما عايزه حاجه لبنت الفرطوس دي أما جلال فافرضي الحجاب دي أذاه في حاجه بجي ؟
لبيبه .... ماتجلجيش يا جلب أمك أسمعي كلامي ت**بي ، جومي بينا يلا نروح للشيخه .
كان حديث سلسال و والدتها الشيطانة تلك ، تشبهها كثيرا في الشكل و الافعال و العقل ايضا لكن ما تختلف فيه البنت عن والدتها هو حبها لزوجها .
ترددت بدق الباب عليها و لكنها فعلت بنهاية المطاف ، وجدتها متسطحة علي الفراش لتذهب لها زهرة أما أنين ف*نهض بتبسم
زهرة ... ازعجتك ؟؟
تبسمت بلا فهي كانت تستعيد بذاكرتها أحداث اليوم و كيف وجدت عيون جلال عندما التقي بهؤلاء الفتيات .
أنين ... المهم أنتي محتاجه حاجه ؟
زهرة ... لا يا جلبي ، بس عيزاكي في موضوع أكده .
أنين بانتباه ... قولي علي طول من أمتيي يابت أنتي بتقولي مقدمات كده .
زهرة بتبسم ... حيث أكدة أجول بجلب جامد .
تنفست بعمق وأكملت زهرة ... أنا رايداكي تاجي الصعيد عندينا .
قطبت أنين حاجبيها دون تعقيب
لتكمل زهرة ... ريداكي تحضري فرحي يابت أنتي مش أختي و لا أي ؟
لم تجب فمشاعرها بدأت بالاختلاط منذ تلك الجمله .
تيسير محمد
مني الاسيوطي