دايمًا واقف مُبتسِم، لكنها ابتسامة دموية، كأنه جرح مقطوع في الجلد بين الأذن دي والأذن دي، ودايمًا الجرح شكله جديد، كأنه حد شاقق الجلد من طرف فمه لحد أذنه حالًا أو من شوية قُليلين، الدم كثيف ومُتجلّط على أركان فمه، أصلع ومالوش شعر، لكن المُخيف أكتر إن معندوش عينين، أمكان عينيه عبارة عن حُفر سوداء فارغة، آه زي ما قريتوا كدا، حُفر سوداء فارغة، هو مش إنسان
آه طبعًا مش إنسان، مُستحيل، ساعات بينمو جلد ق**ح كثيف على أماكن العيون عشان يحجبها، طويل جدًا، حوالي 6 أقدام تقريبًا، شاحب جدًا بشكل مُخيف، جلده شاحب لدرجة إن عضمه الم**ّر باين من تحته، عضم ب*ع مُتسِخ وم**ّر، هحاول أقرّب لك الصورة، عارف شكل هدومك لو طلعت من منجم حجري؟، هو دا نفس الإتساخ اللي في عظامه
إيديه نحيلة وطويلة، أظافره حادة وأظافره مُتسخة، لونها أ**د، بس أ**د طبيعي مش مدهونة بلون أ**د، كأنه عفن، كأن جسمه بيتعفن وهو حي، إيديه كمان م**ورة وأظافره م**ورة بشكل ب*ع
لابس على جسمه شوال خيش لونه رمادي وقذر، لو ركزت شوية هتقدر تسمع صوت تنفسه الخافت، ساعات بيشوبها صفير حاد، كأنه بيجاهد عشان يقدر يتنفس، صفير حاد خافت جدًا، ساعات مبيقدرش يتنفس من أنفه فبيضطر يتنفس من فمه وساعتها بقدر أشوف ل**نه، طويل وأ**د وشكله مُرعب، فمه مليء بالكدمات الدموية والجروح المفتوحة، أسنانه مش مُنتظمة، أغلبها حاد وم**ور، والباقي طويل وعليه دم
.
أول مرة شُفته كان عندي 6 سنين، صحيت من النوم بالليل بترعش وخايف، كان واقف مستنيني، في رُكن غرفتي، إيديه الطويلة بتتحرك ببطء، وجهه الب*ع كان بيبُص ناحيتي، صرخت ... أهلي جُم غرفتي بيجروا، شاورت علي رُكن الغُرفة وأنا بصرُخ إن فيه وحش شرير واقف هناك، لكن لمّا بصوا مكانش فيه حاجة، بس أنا كُنت شايفه كويس، أنا الوحيد اللي قادر أشوفه وأسمعه، إبتسم ابتسامة دموية واختفى من ادامي
.
بعد فترة قُليّلة الموضوع دا إتكرر تاني، وبمرور الوقت كان بيزيد، أهلي بدأوا يشكوا إني مجنون، عشان كدا بطلت أحكي لهم اللي بيحصل
.
ساعات بيكون موجود، وساعات لا، بس عُمري ما شُفته وهو بييجي أو وهو بيمشي، بعد حوالي 6 شهور بدأ يؤذيني، تقريبًا كان بيعاقبني عشان كُنت ببُص له لفترة طويلة، مكُنتش مُدرِك إنه يقدر يوصل لرجليا بإيديه الطويلة، زحف بصوابعه جوا جلدي من أول رجلي لحَد ما وصل لوجهي، ساب جرح طويل مُمتد على مدار جسمي، صرخت بألم وبخوف، أهلي جُم يجروا زي كُل مرة، بس مكانش فيه حاجة، هو اختفى والجرح اختفى كأنه مكانش موجود، قالولي إنهم زهقوا مني ومن كذبي، بعتوني لدكتور نفسي، كشف عليّا وقالهم إني كويس ومش بعاني من حاجة
رحت لعشرات الدكاترة، عملت كُل التحاليل والأشعة اللي مُمكن تتخيلوها، والنتايج كُلها كانت واحدة، أنا سليم جدًا ومفيش فيّا أي حاجة غلط
.
مرت السنين، كان بيختفي لأيام طويلة، ساعات لمُدة أسابيع، وساعات لشهور، لكن آجلًا أم عاجلًا كان بييجي، مهما كان مكاني، كان بيظهر في ركن الغُرفة اللي أنا موجود فيها، جربت كُل الفنادق وكان بيعرف يلاقيني، واقف ... بيراقبني، استمر في الظهور لعقود، هي دي حياتي اللي أعرفها واللي بعيشها، خوف مُستمِر بلا نهاية، بيؤذيني لمّا بطوّل في النظر إليه أو لمّا بيحس إني مش خايف منه
في يوم شُفت إعلان لوسيطة روحانية في واحد من الجرايد، قررت أزورها، كُنت يائس ومش عارف أعمل إيه، دخلت غُرفتها عشان أحكيلها اللي بيحصل، كان مستنيني، واقف في ركن غُرفتها مستنيني، كُنت خايف منه، قالتلي بهدوء إنه مش هيقدر يؤذيني في وجودها، كانت شايفاه وعارفة مكانه وحاسّة بوجوده، أول مرة حد غيري يشوفه، سألتها، إترجيتها تساعدني، وفي النهاية ...
قالتلي الحل والطريقة
.
الحل كان في مُنتهى البساطة، إني أحكي للناس، أحكي لهم كُل اللي حصلّي، أقولهم شكله بالتفصيل المُمِل، أقولهم أول مرة قابلني كان فين وإمتي، لكن الأهم كان وصفه ... شكله، عشان لمّا حد يقرا أو يسمع القصة دي، يتخيله
حد منكم هيكون سيء الحظ، هيقدر يتخيله بشكل كافي، حد منكم هيكون سيء الحظ إنه هيخلق وجوده من قلب خوفه، أنا وصفته بأفضل طريقة مُمكنة عشان تتخيله صح، بمُجرد ما هتفكّر فيه وتتخيله، هيتواجد، هيحتل حياتك، ركزوا وفكروا فيه وتخيلوه عشان تخلصوني من لعنتي
عشان أستعيد حريتي وحياتي منه
.......