بينما كان جون لي يواصل تدريبه بحزم في **ت، كان شعور التوتر يسيطر عليه. كل مهمة أنجزها في الأيام الماضية كانت تثير رضا القائد هنري، ولكن في داخل قلبه كانت تتسابق الأفكار والهمسات المتعلقة بإيفا، وصراعها مع الظلال المجهولة التي كانت تلاحقها. كان يعلم أن في قلب كل هذه الفوضى، كانت إيفا هي المحور الذي يدور حوله كل شيء.
وفي تلك اللحظة، دخل هنري إلى المقر، وفي ذهنه كانت الأمور تزداد تعقيدًا. قرر أن يتفقد إيفا، فقد شعر في الآونة الأخيرة أن هناك شيئًا غريبًا يحدث حولها، ربما شيء لم يكن في حسبانه من قبل. كان القلق يساوره بشأن حالتها، وكان لا بد له من أن يتحقق بنفسه من وضعها.
دخل إلى غرفة إيفا بهدوء، لكنه شعر بشيء غير طبيعي في الجو. كان الظلام يلف المكان، وكان يبدو أن هناك شيئًا مفقودًا في هذا المكان الذي كان من المفترض أن يكون مكانًا آمنًا. وعندما اقترب من سريرها، بدأ يشعر بشيء غريب في قلبه. كان هناك شيء في عينيها عندما كانت نائمة... أو ربما كانت مجرد فكرة خالية من المنطق، لكنه شعر بشدة أن إيفا ليست في أمان، وأن هناك شيئًا يهدد حياتها.
وفجأة، استفاقت إيفا من نومها، وكأنها كانت في عالم آخر، وعيناها الواسعتان مليئتان بالذعر. كانت تنفث الهواء بسرعة، وتتنفس بصعوبة كما لو كانت قد عاشت لحظة من الرعب لا يمكن تفسيرها.
إيفا (وهي تنظر حولها في قلق، تحاول استجماع قوتها): "أين أنا؟ ماذا حدث؟"
هنري (بصوت هادئ، محاولًا طمأنتها): "أنتِ هنا في أمان. فقط استريحي، إيفا. نحن هنا لحمايتك."
لكن إيفا كانت لا تزال تشعر بتلك القشعريرة التي اجتاحت جسدها، وكأن شيئًا غير مرئي يطاردها. كانت عيونها تبحث في الغرفة في ذعر، وكأنها تشعر بشيء لم يكن في مكانه. حاولت أن تتنفس بهدوء، لكنها لم تستطع التخلص من الشعور بعدم الأمان.
إيفا (بهمسات مرعوبة، وهي تشعر بشيء غريب): "هناك شيء هنا... شيء يراقبني... شيء لم يكن هنا من قبل..."
هنري (يحاول الحفاظ على رباطة جأشه، ولكنه يشعر ببعض القلق): "لا شيء هنا، إيفا. أنتِ في أمان. فقط تهدئي."
لكن عيون إيفا لم تخطئ ما كانت تشعر به، وكانت تدرك أن شيء ما قد تغير في هذا المكان. كانت لا تعرف كيف تشرح ذلك، لكن شعورها كان أقوى من كلماتها. كانت هناك قوة غير مرئية تحوم حولها، ولم تستطع الهروب منها.
هنري (بحذر): "إيفا، عليك أن تهدئي. سنكتشف ما يحدث، لكن عليك أن تثقي بنا."
في تلك اللحظة، كان هنري يشعر بأن هذه القضية أكبر مما كان يتوقع، وأن إيفا تحمل شيئًا في داخلها قد يؤثر على الجميع. كان يظن أنه يجب أن يكون حذرًا أكثر من أي وقت مضى، فقد بدأت علامات غير مريحة تظهر، وهذه المرة، لم يكن يستطيع أن يتجاهلها.
بينما كانت إيفا تتألم من آثار الجروح العميقة التي كانت تملأ جسدها، كان الخوف يسيطر عليها أكثر من أي وقت مضى. كانت تتنفس بصعوبة، وعينيها مليئتان بالرعب، وتصرخ بلا توقف. كان كل شيء حولها غامضًا ومرعبًا، وكلما حاولت التركيز على ما يحدث، كانت الذكريات المؤلمة والألم الشديد يغمرانها أكثر.
صراخها ملأ المكان، صرخة غير متناهية من الألم والذعر. كان من الواضح أنها لم تكن تستطيع السيطرة على مشاعرها في تلك اللحظة. كانت تشعر أن كل شيء كان ينهار حولها، وأنها كانت عالقة في مكان مظلم لا مفر منه.
سمع أحد الأطباء صراخها من بعيد، فركض بسرعة نحو غرفتها. كان الطبيب يحاول تهدئتها بينما كانت تحاول أن تهرب من ألمها وخوفها. لم يكن بمقدورها تحمّل أكثر من ذلك.
الطبيب (وهو يحاول تهدئتها): "إيفا، يجب أن تهدئي. سنساعدكِ الآن، لا تخافي. نحن هنا من أجلكِ."
لكن إيفا كانت تلتفت يمينًا ويسارًا، تبحث عن مخرج لما يحدث حولها. كان ذهنها مشوشًا بالكامل. في تلك اللحظة، قام الطبيب بحقنها بمهدئ قوي لتهدئتها، حتى تتمكن من استعادة وعيها.
شيئًا فشيئًا، بدأ تأثير المهدئ يسري في جسدها، وأصبح صراخها أقل حدّة. بدأت عينيها تغلقان تدريجيًا، وبينما كانت تغفو، كانت تحاول فهم ما يحدث حولها، ولكنها كانت عاجزة عن ذلك.
هنري كان يراقبها من بعيد، وكان القلق يعتصر قلبه. لم يكن في حساباته أن الأمور ستصل إلى هذا الحد. وكان يدرك جيدًا أن هناك شيئًا غريبًا يحدث، وأن إيفا قد تكون أكثر من مجرد فتاة عادية. لكنها كانت الآن في حالة من الضعف، وكان عليه أن يتخذ قرارات سريعة بشأنها.
بينما كانت إيفا تغرق في النوم العميق بفعل المهدئ، كان هنري يقف في مكانه، تفكيره مشوشًا ومملوءًا بالأسئلة. هل كانت إيفا مجرد ضحية للأحداث، أم أنها تحمل سرًا أكبر قد يغير كل شيء؟