المفاجأة

984 Words
اخذ جوني ايفا للحديقة الهواء كان عليلًا، والسماء مغطاة بظلال الغيوم التي بدأت تتراكم في الأفق، بينما كانت المدينة تغرق في السكون. كان الضوء الخافت للمصابيح في الحديقة العامة ينع** على الطريق المتعرج، مما خلق جوًا من الهدوء الذي يقطع الحديث بين جون لي وإيفا. إيفا كانت تسير بجانبه، وعيناها مملوءة بالأفكار الثقيلة التي لا تستطيع التخلص منها. كل كلمة قالتها كانت تع** الألم والحيرة، وكل حديثها عن قضية والدها كان مليئًا بالحزن، لكن خلف ذلك كان هناك شعورٌ بالاستفهام، تساؤلات لا تجد لها إجابات. إيفا (بصوت منخفض، وعيناها على الأرض): "لا أستطيع أن أفهم، جوني. لماذا كل شيء يحدث لوالدي؟ أنا متأكدة من براءته، ولكن النظام لا يرحم. إنه محاصر في تلك القضية، وأنا لا أستطيع فعل شيء. فقط أشعر بالعجز." جون لي كان يستمع بتركيز، وفي داخله كان يعلم أنه يجب عليه أن يكون أكثر من مجرد أذن صاغية لها. كان قلبه يعتصر ألمًا لرؤيتها هكذا، لكنه في نفس الوقت كان يحاول أن يفكر في كيفية مساعدتها. كان من الواضح أن ما تمر به كان يؤثر في كل شيء حولها. جون لي (محاولًا أن يطمئنها): "إيفا، كل شيء سيصبح أفضل. أنا متأكد أن والدك لم يفعل ما يُتهم به. لكن عليك أن تكوني قوية الآن، ليس فقط لأجله، بل لأجلك أنتِ أيضًا." إيفا توقفت قليلاً، وأخذت نفسًا عميقًا، بينما كانت تنظر إلى السماء التي بدأت تظلم مع حلول الليل. كانت هناك لحظات من ال**ت، شعرت فيها وكأن الكلمات قد نفدت منها، لكن الأفكار ما زالت تملأ رأسها. إيفا (موجهة حديثها لجون لي، وعيناها مليئة بالحزن): "أنا لا أستطيع العيش في هذا الوضع، جوني. كل شيء ينهار من حولي. أبي في السجن، ووالدتي رحلت، وأنا ضائعة في هذا العالم. كنت دائمًا أظن أنني أستطيع الاعتماد على القانون، على العدل، لكنني اكتشفت أن الحياة ليست بهذه البساطة." جون لي شعر بالثقل الذي يحمله قلبها، لكنه ظل صامتًا للحظات، فكر في الكلمات المناسبة التي قد تهدئها، لكنه أيضًا كان يشعر بأنه لا يستطيع أن يعبّر عن مدى تعاطفه. فالألم الذي كانت تعيشه كان أكبر من أن يُفهم بسهولة. جون لي (بصوت هادئ، لكن مليء بالعزم): "الحياة صعبة، إيفا، لكنك لست وحدك فيها. وأنا هنا لأجلك، مهما كانت الظروف. حتى لو كان العالم بأسره ضدك، سأظل أحميك وأساعدك." لكن هناك من كان يراقبهم عن كثب، وكان تايلور، الذي كان يراقب عن بعد بناءً على أوامر القائد، يتتبع تحركاتهم. شعر بالأسف وهو يرى العلاقة بينهما تتطور بهذا الشكل، لكنه كان يؤمن بأن عليه تنفيذ مهمته، مهما كانت مشاعره الشخصية. [على بعد مسافة، تايلور يتابع عن كثب] كان يتنقل بين الظلال، يتأكد من أنه في مكانه المناسب للمراقبة، دون أن يلفت انتباه أي منهما. عينيه كانت تراقب كل حركة بينهما، وكل كلمة قالها جون لي لإيفا. تايلور (همس لنفسه): "لماذا هذا الشعور بالأسف؟ إنني فقط أؤدي مهمتي. لكن يبدو أن كل شيء يتعقد أكثر من أي وقت مضى." وفي الوقت الذي كان فيه تايلور يراقب عن كثب، استمر جون لي في حديثه مع إيفا، متمسكًا بالأمل والوعود التي قدمها لها، وهو يعلم أن الطريق أمامهما سيكون طويلًا وصعبًا، لكنه قرر أن يكون إلى جانبها مهما كان الثمن. جون لي (مواصلاً الحديث): "أنتِ لا تحتاجين للقلق، إيفا. سنجد طريقة لحل كل شيء. ليس الآن فقط، بل دائمًا." حضنها برفق فجأة شعر جون لي بشيء غريب. قلبه بدأ ينبض بسرعة أكبر، وعينيه كانت تفحص المكان حوله بحذر. لم يستطع تحديد مص*ر القلق، لكنه كان متأكدًا من أن هناك شيئًا ما يحدث. ثم، في لمح البصر، شعر بشيء يتحرك خلفه. انع**ت في عينيه اللامعة إشارات الخطر، وعرف على الفور ما كان يحدث. كان شبحًا، كما شعر بذلك قبل أن يظهر في وضوح تام خلفه. قبل أن يتمكن من التحرك، جاء الصوت. إيفا (بصوت مرعوب، وهي تصرخ): "جون! وراءك!!" صرخت إيفا فجأة، وعينيها اتسعتا بينما كانت تشير إلى الظل الغريب الذي كان يقترب منهما. كان الشبح يبدو كما لو أنه يتغذى على الظلال، وجسده غير مرئي تقريبًا إلا لأعين قليلة. ولكن ما جعل الأمر أكثر غرابة هو أن إيفا، التي لم تكن قادرة على رؤية الأشباح من قبل، كانت تستطيع رؤية هذا الكائن. جون لي (مرتعدًا لكنه متماسك): "إيفا! ابتعدي!" على الرغم من هول الموقف، كانت سرعة جون لي وحركاته البديهية لا تزال سريعة وقوية. ألقى بنفسه نحو إيفا وأخذها في ذراعيه، محاولًا إبعادها عن الشبح المتربص بهما. لكن قبل أن يختفيا عن الأنظار، ظهر شخص آخر في الظلال. كان تايلور، الذي كان يراقب عن كثب من بعيد، قد لاحظ ما جرى. تطلع إلى الشبح في دهشة. لم يكن هذا مجرد تهديد عادي، بل كان كائنًا غير مرئي غالبًا للبشر. كيف استطاعت إيفا رؤيته؟ كان هذا ما أثار حيرته، إذ أن الأشخاص العاديين لا يمكنهم رؤية الأشباح إلا في حالات نادرة. تايلور (بهمس لنفسه): "كيف يمكن لها أن تراه؟" لكن قبل أن تتاح له الفرصة للغوص في تلك التساؤلات، كان قد أدرك الأمر جيدًا. لم يكن هناك وقت للاختيارات، وكان عليه أن يتصرف بسرعة. اتخذ خطوة واحدة إلى الأمام، وجهز نفسه. كانت الحركات التي أداها سريعة وخفيفة، كما لو أنه لم يكن يقف في المكان نفسه. في لحظة، تحرك بسرعة شديدة، وأخذ سيفه الذي كان مخبأً تحت سترته ووجهه نحو الشبح. الهجوم كان دقيقًا للغاية. تم اختراق الشبح بض*بة واحدة، مما أدى إلى انفجار غريب من الضوء والظلال قبل أن يختفي تمامًا في الهواء. الشبح لم يكن قادرًا على المقاومة. تايلور (وهو يتنفس بصعوبة بعد الهجوم): "تم التعامل معه." بينما كان تايلور ينهي المهمة، كان جون لي قد أخذ إيفا بعيدًا إلى مكان آمن. شعر بالارتياح لكونها بعيدة عن خطر الشبح، لكنه كان ما يزال يشك في رؤية إيفا له. كانت تلك أول مرة يرى فيها شخص آخر الأشباح، وكان ذلك يثير تساؤلاته حول قدرتها الخاصة. ولكن الآن لم يكن الوقت مناسبًا للتحقيق في هذا الأمر، كان يجب أن يطمئن عليها أولًا. إيفا كانت لا تزال في حالة صدمة، وعينيها تتنقلان بين المكان الذي كانت فيه وبين جون لي. كانت شفتاها ترتعشان، محاولة فهم ما جرى، لكنها في نفس الوقت كانت تشعر بشيء غريب في أعماقها. إيفا (بصوت متقطع، وهي تنظر إلى جون لي): "كنت... أراه... كنت أراه، هل... هل كنت أيضًا تستطيع رؤيته؟" جون لي تجنب الإجابة على الفور. نظر إليها بعينين مليئتين بالقلق، لكنه لم يستطع أن يقول شيئًا يُطمئنه.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD