قرر جون لي أخيرًا، بعد تفكير طويل، أن يعود إلى المنظمة. كان القرار ثقيلًا عليه، لكنه لم يعد يملك رفاهية الاختيار بعد أن رأى ما جرى لإيفا. كان يعلم أن عودته قد تعني تضحيته بكل شيء، بما في ذلك أمله في حياة طبيعية بعيدة عن المنظمة، لكنه أدرك أيضًا أن هناك شيئًا أكبر يجب أن يحميه الآن: إيفا.
بينما كان يخرج من الزنزانة، شعر بحالة من القلق المتزايد في ص*ره. كان يظن أن كل شيء قد انتهى بعد خروجه من المنظمة منذ سنوات، لكن الآن، وجد نفسه عائدًا إليها، غارقًا في دهاليز الماضي.
حين وصل جون لي إلى المكتب، كان هنري ينتظره هناك، جالسًا خلف مكتبه الضخم، يحدق في الأوراق أمامه. كانت الغرفة مظلمة، تكاد تُخفي ملامح القائد الذي كان يختبئ خلف الظلال. نظر إليه هنري نظرة حادة، كما لو أنه كان يعرف أن هذا اليوم سيأتي.
هنري (بصوت جاف، مهيب): "أنت هنا. كنت أتوقع هذا."
جون لي (بصوت هادئ، لكنه حازم): "أعلم أنني لم أترك لك خيارًا. أعود لأحمي إيفا."
هنري (نظرة حادة): "هذا بالضبط ما أردت سماعه. ولكن هناك أمور يجب أن تعرفها قبل أن تعود. كل خطوة ستؤخذ بعناية، وكل تحرك يجب أن يكون بحساب."
[هنري وقف ببطء، وابتسم ابتسامة مخيفة، كانت تلك الابتسامة التي جعلت الجميع يشعرون بالرهبة.]
هنري: "أنت تعرف القوانين جيدًا، جون. أنت الآن جزء من هذه المنظمة من جديد. لا مجال للخطأ. عليك أن تضع الولاء أولًا، وتنفيذ الأوامر دون تساؤلات. وإلا، ستكون العواقب وخيمة."
جون لي (بت**يم): "لا مشكلة لديّ. لن أسمح لأي شيء أن يقف في طريقي. لكن لدي طلب واحد."
هنري (رفع حاجبه بتفاجؤ): "طلب؟"
جون لي: "أريد إيفا أن تكون في أمان. أريدها بعيدة عن كل هذا. إن كانت ستبقى في المدينة، فأنا أريد أن أضمن أن المنظمة لن تضر بها."
هنري (بصوت منخفض، مليء بالسلطة): "هذه المنظمة ليست مكانًا للأشخاص الضعفاء، جون. إذا كنت تخشى على الفتاة، فأنت غير مؤهل للبقاء هنا. لن نمنحك امتيازات خاصة بسبب عاطفتك."
جون لي (بصوت ثابت، رغم التوتر): "لن يكون لي فائدة في العودة إن كانت إيفا ستظل في خطر. لا أستطيع أن أتحمل ذلك."
هنري (نظرة ثاقبة): "ستظل في خطر مهما فعلت. ولكن إذا كنت ستظل هنا، عليك أن تلتزم بقوانيننا. ولن يسمح لك أحد بالتهاون أو التراجع. إذا كنت موافقًا على ذلك، يمكنك العودة الآن، أما إذا كنت تظن أنك تستطيع المساومة، فأنت مخطئ."
جون لي (بعد لحظات من التفكير، ثم بحزم): "موافق."
هنري: "حسنًا، إذن. بما أنك قررت العودة، فلن أكون رقيقًا معك. يجب أن تظهر ولاءك. أرسلوا له مهمة جديدة فورًا. ونحن هنا لا نرحب بالضعفاء."
بينما كان جون لي يغادر مكتب هنري، شعر بشيء من الحرية، لكن في الوقت نفسه، كان هناك شعور بالرهبة يتسلل إلى قلبه. كانت المرحلة المقبلة مليئة بالغموض والتحديات، وكانت إيفا الآن تحت أعين المنظمة، وهو لا يعرف كيف سيحميها في وسط هذا الصراع الدائم بين الوفاء لماضيه وحمايتها من عالم لا يعرف الرحمة.
كلما اقترب من الخروج، كانت أفكاره تتضارب. لكنه قرر في النهاية أن يعود إلى ماضيه في المنظمة فقط لحماية إيفا.
ذهب جوني رؤية إيفا، لكن قلبه كان مثقلًا. كانت آنا قد أخبرته عن حال إيفا بعد اختفاءه، وهي الآن داخل المنزل في حالة من القلق الشديد والعتاب.
حين دخل، رأى إيفا جالسة على الأريكة، وعيناها اللتان كانت تحملان الكثير من الأسئلة التي لا تجد لها إجابة. كانت تنظر إليه بتلك النظرة التي تختلط فيها مشاعر الحزن والغضب. على الرغم من أنها كانت تحاول أن تكون قوية، إلا أن الألم كان واضحًا في كل حركة منها.
إيفا (بصوت مملوء بالعتاب، ودمعة تلمع في عينيها):
"أين كنت؟ لماذا اختفيت هكذا؟ لماذا تركتني؟ كنت أبحث عنك طوال الوقت، وأنت لم ترد على مكالماتي... لماذا؟"
جون لي شعر بثقل الكلمات، ولم يعرف كيف يجيب. كان يعلم أن أية كلمة سيقولها قد تكون ناقصة أو لا تفسر ما مر به. لكنه أيضًا كان يعلم أنه يجب أن يطمئنها.
جون لي (بصوت هادئ، لكنه متردد):
"لم أكن أستطيع أن أخبرك بكل شيء... لم أكن أريد أن أزيد من همك. كنت في وضع صعب جدًا، لكن كل شيء الآن أصبح أكثر وضوحًا."
إيفا لم تقتنع بكلامه، ولا كانت ترغب في قبول ذلك. كانت مشاعرها متناقضة، فقد كانت تشعر بالخذلان والخوف، لكنها في الوقت ذاته لا تستطيع أن تتركه دون أن تفهم السبب وراء تصرفه الغامض.
إيفا (بانفعال، محاولًا أن تخفي دموعها):
"كنت بحاجة إليك، جوني. لقد فقدت والدتي، وأبي في السجن، ولم يكن لي أحد سواك. ولماذا لا تخبرني عن كل شيء؟ لماذا تخفي عني كل هذا؟ كنت أظن أنك تهتم."
جون لي (بصوت منخفض، مليء بالندم):
"أنا آسف، إيفا. لم أكن أريد أن أسبب لك الألم. لكنني فعلت ما اعتقدت أنه الأفضل. لم أكن أريد أن أكون عبئًا عليك في وقت كنت فيه بأمس الحاجة إلى الراحة. لكنني هنا الآن. سأكون دائمًا هنا، حتى لو كان العالم كله ضدي."
إيفا (بصوت خافت، بعد لحظات من ال**ت):
"أنت هنا الآن، وهذا كل ما يهمني. لكنني لا أستطيع أن أعيش في الظلام بعد الآن. أريد أن أعرف كل شيء، جوني. أريد أن أفهم."
جون لي نظر إليها للحظة، ثم أخذ نفسًا عميقًا، وهو يعلم أنه في النهاية سيكون عليه أن يكشف لها عن المزيد من الحقائق. لكنه في تلك اللحظة قرر أنه سيبدأ أولًا بحمايتها، قبل أي شيء آخر.
إيفا (بهمس، محاكية مشاعرها):
"أرجوك، لا تتركني مرة أخرى، جوني."
جون لي أمسك يدها برفق، وهو يشعر بثقل الكلمات التي قالتها، لكن في نفس الوقت، كان عهده أن لا يتركها أبدًا.
جون لي (بابتسامة هادئة، رغم التوتر):
"لن أتركك أبدًا، إيفا. لن أسمح لأي شيء أن يفرقنا."
كان ال**ت يملأ الغرفة بعد تلك الكلمات، لكن بينهما كان هناك نوع من الاتفاق، نوع من الأمل بأنهما سيتجاوزان ما هو قادم معًا.