على حافة الانهيار

515 Words
في الصباح الباكر، استيقظ جوني . كان المنزل يعمّه السكون، سوى صوت أنفاس بينجامين الثقيلة وهو يرقد على الأريكة، يده تتدلى بلا حراك. جوني (متن*داً وهو يهزه بلطف): "انهض، بينجامين. تأخرتَ عن العمل." تأوه بينجامين، محاولاً فتح عينيه بصعوبة. رأسه كان يدق كطبول الحرب، وجسده منهك كما لو أنه خاض معركة. نظر إلى جوني للحظات قبل أن يتكئ على الأريكة محاولًا استجماع قوته. بينجامين (بصوت متحشرج): "كم الساعة؟" جوني: "السابعة والنصف. لا وقت للأسئلة، استعد." نهض بينجامين بتثاقل، جرّ نفسه إلى الحمام، بينما جلس جوني على الكرسي، متأملاً المكان المبعثر أمامه—زجاجات فارغة، أوراق متناثرة، وعبء ثقيل يخيّم على الغرفة. بعد ذلك ، كانت إيفا قد وصلت إلى المدرسة مع جوني، ثم التقت بصديقتها آنا تحت شجرة كبيرة في ساحة المدرسة. آنا (بحماس بعد أن رأت إيفا): "أخيرًا، ظننت أنكِ لن تأتي اليوم!" إيفا (بتنهيدة طويلة وهي تتكئ على الشجرة): "أتمنى لو لم أفعل. المنزل أصبح لا يُطاق." نظرت إليها آنا بقلق، عبست قليلاً قبل أن تقول: "ماذا حدث؟" إيفا (بإحباط): "أبي يشرب، أمي غاضبة طوال الوقت، وأنا عالقة بينهما. كل شيء أصبح متوتراً." آنا (متفاجئة): "والدك لم يكن يشرب، ماذا حدث له؟" إيفا (بمرارة): "مشاكل العمل، الديون، أمي تريد أن تعمل لكنه يرفض. وكأننا نعيش في سجن بلا أبواب." هزّت آنا رأسها بأسى، لم تكن تعرف ماذا تقول. أمسكَت يد إيفا بلطف، محاولة أن تخفف عنها. آنا (بابتسامة صغيرة): "لكن لد*كِ جوني، أليس كذلك؟ يبدو أنه الوحيد الذي يحاول المساعدة." إيفا (بصوت منخفض، وكأنها تتحدث مع نفسها): "نعم... لكن حتى جوني ليس طبيعيًا تمامًا." نظرت إليها آنا بدهشة، لكن إيفا لم تفسر أكثر. كانت هناك شكوك صغيرة بدأت تتسلل إلى عقلها، لكنها لم تكن متأكدة إن كانت حقيقية أم مجرد أوهام في ظل الفوضى التي تعيشها. في هذه الأثناء، كان جوني ينتظر بصبر في السيارة، يراقب باب المنزل، متأكدًا أن بينجامين لم يكن الرجل ذاته الذي عرفه من قبل. ولكن السؤال الحقيقي هو: لماذا تغير؟ وما الذي ينتظرهما بعد؟ كانت الأجواء خانقة في الشركة. أصوات الطابعات، همسات الموظفين، نظرات المدير القاسية—كل شيء كان يضغط على ص*ر بينجامين. كان يجلس في مكتبه، يحدّق في الورقة أمامه: إشعار رسمي يطالبه بسداد الديون فورًا، وإلا سيواجه الملاحقة القانونية. مرت يداه المرتجفتان على جبينه، شعر بوخز في رأسه، وكأن الدنيا تدور حوله. دخل جوني المكتب فجأة، وأغلق الباب خلفه. نظر إلى بينجامين بنظرة قلقة قبل أن يجلس أمامه. جوني (بجدية): "كيف هو الوضع؟" بينجامين (بصوت متعب ومهزوز): "إن لم أسدد الديون خلال أسبوع، سينتهي الأمر بي في السجن." جوني (متفاجئًا): "ماذا؟! أسبوع واحد فقط؟ كيف يمكن لأي شخص أن يجمع هذا المبلغ في هذا الوقت؟" بينجامين (بابتسامة حزينة): "بالضبط… لا يمكن." ضغط جوني شفتيه، ثم نظر إلى صديقه مليًا، وكأن شيئًا ما دار في ذهنه. جوني (بنبرة غامضة): "هناك دائمًا حل… لكن ليس كل الحلول قانونية." رفع بينجامين رأسه ببطء، التقى عيني جوني المتوهجتين بشيء غير مألوف. لم يكن يعرف إن كان ذلك القلق عليه أم شيئًا آخر مخبأ خلف قناع الصداقة. بينجامين (بارتباك): "ماذا تقصد؟" ابتسم جوني ابتسامة خفيفة، ثم قال بصوت خافت: "أنا أقول فقط… إن كنت بحاجة إلى مخرج، قد يكون هناك طرق غير تقليدية." شعر بينجامين بقشعريرة زحفت على جلده، لكنه لم يكن متأكدًا إن كانت من الرعب… أم من الإغراء.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD