سر جوني

907 Words
في ليلة هادئة، تحت ضوء قمر شاحب، خرج تايلور، فريدريك، وويليام من المقر بخطوات واثقة، كل منهم يحمل على كتفه ثقل المهمة الجديدة. كانوا يعلمون أن جون لي لم يعد مجرد شبح من الماضي، بل عاد للظهور بقوة، وأصبح تحت أعينهم مباشرة. وقف تايلور عند بوابة القاعدة العسكرية، يلقي نظرة أخيرة على المبنى الضخم قبل أن يوجه حديثه إلى رفاقه: "لدينا هدف واحد الآن... راقبوه عن كثب، أي حركة غير عادية، أبلغوني فورًا." أومأ فريدريك وويليام ب**ت، كانا يعلمان أن هذه المهمة لن تكون سهلة، فجوني لم يكن شخصًا عاديًا. عبر الأزقة المعتمة، استخدموا جهاز الإنذار الذي زرعوه سابقًا لتحديد موقعه بدقة، وبالفعل، كانت الإشارة واضحة، جوني كان في منزله. قرر الثلاثة المراقبة بالمناوبة، كل واحد منهم يتولى المهمة لساعات محددة، متخفيًا في الظلال، لا يُرى ولا يُسمع. في إحدى الليالي، كان فريدريك هو المناوب، مختبئًا بين الأشجار المقابلة لمنزل جوني، يراقب كل تحركاته بعناية، إلى أن لمح مشهدًا غير متوقع... فتاة صغيرة كانت تجلس معه في الداخل. اتسعت عيناه في دهشة، لم يكن متوقعًا أن يكون جون لي مسؤولًا عن شخص آخر، فمن تكون هذه الفتاة؟ ولماذا هي معه؟ حاول فريدريك التركيز أكثر، يراقب كل تفصيلة، حركاتها، طريقة حديثها، وحتى تعابير وجهها. كانت الفتاة تبدو مرتاحة بجواره، لكنه لم يستطع تحديد العلاقة بينهما. هل هي قريبته؟ ابنة أحد معارفه؟ أم أن هناك شيئًا آخر يخفيه جوني؟ تردد للحظة قبل أن يهمس عبر جهاز الاتصال: "وجدت شيئًا غير متوقع... هناك فتاة معه." على الجانب الآخر، ساد ال**ت للحظات قبل أن يأتي صوت ويليام متسائلًا: "فتاة؟ من تكون؟" أجاب فريدريك وهو لا يزال يراقب المشهد: "لا أعلم، لكن هذا يغير الكثير... علينا معرفة من هي ولماذا هي هنا." من بعيد، ظل تايلور يستمع ب**ت، ثم قال بنبرة باردة: "تابعوا مراقبته، لكن لا تتدخلوا... ليس بعد." كانت هذه بداية مرحلة جديدة من المراقبة، لكنها أيضًا كانت بداية لأسئلة كثيرة لم يجدوا لها إجابة بعد. في احد الليالي بينما كان جوني يسير في أحد الأزقة الجانبية، شعر بشيء غريب، إحساس قوي بأن هناك من يراقبه. لم يكن هذا الشعور جديدًا عليه، لكنه هذه المرة كان أقوى، وكأن الظلال من حوله تتحرك بطريقة غير طبيعية. استمر في السير، متجاهلًا الأمر، لكنه فجأة شعر بحركة سريعة خلفه، وقبل أن يتمكن من الاستدارة، انقض عليه شخص بقوة، ليجد نفسه محاصرًا بين قبضة تايلور القوية وذراعي فريدريك، بينما كان ويليام يقف أمامه، ينظر إليه بنظرة باردة. "وأخيرًا، قررنا الإمساك بك بدلًا من المراقبة." قال تايلور بصوت ساخر، بينما شدد قبضته على جوني. حاول جوني الإفلات، لكنهم كانوا مستعدين جيدًا، لقد نصبوا له فخًا بإحكام، ولم يتركوا له فرصة للهرب. أجلسوه بالقوة على كرسي في مستودع مهجور، حيث كان الضوء خافتًا والجو مشحونًا بالتوتر. وقف تايلور أمامه واضعًا يديه في جيبيه، بينما تقاطع ويليام ذراعيه، ووقف فريدريك بالقرب من الباب، كحارس يترقب أي محاولة للهروب. "لا نريد إضاعة الوقت، جوني..." قال ويليام بنبرة هادئة لكنها حازمة، "من تكون تلك الفتاة التي معك؟" نظر إليهم جوني ببرود، لم يبدُ عليه الخوف أو القلق، بل كانت عيناه تحملان تحديًا واضحًا. "وما شأنكم بها؟" أجاب بصوت هادئ، لكنه يحمل في طياته نبرة تحذير. تن*د تايلور، ثم انحنى قليلًا ليقترب من وجهه: "أنت تعرف أننا لن نتوقف حتى نحصل على الإجابة، فاجعل الأمر سهلًا على نفسك." ظل جوني صامتًا للحظات، وكأنه يزن خياراته، ثم أخيرًا قال: "اسمها إيفا... إنها ابنة صديق قديم." تبادل الثلاثة النظرات، قبل أن يسأله فريدريك: "ولماذا تعيش معك؟" أخفض جوني عينيه للحظة، ثم قال بصوت أخفض: "لأن والدها في السجن، ووالدتها في المستشفى... لم يكن لديها مكان تذهب إليه." ساد ال**ت للحظات، وكأنهم لم يتوقعوا هذه الإجابة. كانوا يظنون أنه يخفي سرًا خطيرًا، لكن الأمر بدا مختلفًا تمامًا. رفع تايلور حاجبًا وقال بسخرية: "إذن، أصبحت جليس أطفال الآن؟" تجاهل جوني سخريته، وقال بجدية: "أنا فقط أهتم بها حتى تتحسن والدتها، لا شيء أكثر." تراجع ويليام قليلًا، مفكرًا، بينما قال فريدريك بهدوء: "لم نتوقع هذا منك، جوني... لكن هذا لا يعني أننا انتهينا هنا." وقف تايلور مستقيمًا، ثم قال بابتسامة غامضة: "سنتركك الآن، لكن لا تظن أننا سنكف عن مراقبتك... لا نزال بحاجة لإجابات أخرى." ثم أطلقوا سراحه، لكن جوني علم أنهم لن يبتعدوا عنه بعد الآن، فقد أصبح في دائرة اهتمامهم، وعليه أن يكون أكثر حذرًا من أي وقت مضى. وقف القائد هنري خلف مكتبه الضخم، مصغيًا باهتمام إلى تقرير الشبان الثلاثة. كان مكتبه مزينًا بخرائط قديمة وأسلحة معلقة على الجدران، بينما ألقى ضوء المصابيح الخافت ظلالًا طويلة على وجوه الجنود الواقفين أمامه. تحدث ويليام أولًا، بنبرة جادة: "لقد تمكنا من استدراجه وسؤاله، يا سيدي." رفع هنري حاجبه وسأل: "وهل اعترف بشيء مهم؟" تدخل تايلور، مستندًا إلى الطاولة بإحدى يديه: "قال إنها مجرد فتاة بلا مأوى، تعيش معه مؤقتًا لأن والدها في السجن ووالدتها في المستشفى." تأمل القائد في المعلومات، ثم نظر إلى فريدريك، الذي كان أكثر هدوءًا منهم جميعًا، وسأله: "ما رأيك؟ هل تعتقد أنه صادق؟" أومأ فريدريك ببطء: "لم يبدُ عليه الكذب، لكن… هناك شيء غير مريح في الأمر. لم يفسر سبب اهتمامه بها بهذه الدرجة، وكأنه يخفي جانبًا آخر من القصة." أخذ القائد نفسًا عميقًا، ثم أشار إليهم بمتابعة تقريرهم. عندها، قال ويليام: "أما عن الفتاة، فقد رأيناها بوضوح. قصيرة، نحيلة، ذات شعر مموج يجمع بين الأزرق والأ**د، وعيناها زرقاوتان." رفع القائد رأسه فجأة، وعيناه تلمعان باهتمام غريب. تمتم لنفسه بصوت بالكاد يُسمع: "شعر أزرق وأ**د… وعينان زرقاوتان…؟" لاحظ تايلور تعبير وجهه المتغير، فسأله مباشرة: "هل تعرف شيئًا عنها، سيدي؟" لم يجب القائد فورًا، بل نظر إلى زاوية الغرفة حيث كان هناك خزانة قديمة مقفلة، ثم استدار نحوهم وقال بجدية: "راقبوا جوني عن كثب… وابحثوا عن أي شيء غير عادي حول تلك الفتاة. قد تكون أكثر من مجرد فتاة عادية." كانت كلماته غامضة، لكنها زرعت في نفوسهم الشكوك… فمن تكون إيفا حقًا؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD