لمعت الدهشة في عيون هنري بينما كانت إيفا تقاطع **ت الغرفة بضحكتها المليئة بالصدمة والقلق. شعر الجميع بأن الوضع أصبح أكثر تعقيدًا مما كانوا يتوقعون. كان الجو في الغرفة مشحونًا بالتوتر، لكن هنري بقي هادئًا، مظهرًا برودًا يليق بموقعه كقائد.
هنري (بصوت هادئ ومؤثر):
"أفهم تمامًا ما تشعرين به، إيفا. نحن نعيش في عالم مختلف عن الذي اعتدت عليه. المنظمة التي تنتمي إليها ليست مجرد مجموعة من الأشخاص الذين يعملون سويا، بل هي شبكة معقدة تمثل القوة في مواجهة تهديدات خطيرة. نحن نتعامل مع قوى لا يمكن أن يفهمها الجميع، وهذا يشمل الشياطين والأشباح التي تهدد عالمنا."
إيفا (بت**يم وتحدٍ):
"ما هذا الجنون؟ منظمة، قوى، شياطين؟! أنا مجرد فتاة عادية تم الهجوم عليها، وكل ما أريده هو أن أعيش بسلام. كيف دخلتم حياتي وكيف يمكنكم حتى قول أنكم تساعدونني؟ ماذا عن جون لي؟ وما علاقته بكل هذا؟"
تبادل هنري والنظر بين أعضاء المنظمة الذين كانوا يتواجدون حول الغرفة. كانت الأجواء تزداد كثافة. تايلور كان أول من تحرك، خطواته كانت ثابتة وسريعة بينما هو يتقدم قليلاً نحو إيفا.
تايلور (بصوت جاف):
"جون لي لم يكن مجرد شخص عادي في حياتكِ، هو جزء منا، جزء من المنظمة. ونحن... نحن لدينا مهمة لحمايتكِ، لأنكِ في خطر. ما حدث لكِ ليس مصادفة، وأنتِ أكثر من مجرد ضحية عادية. أنتِ، كما يبدو، تمتلكين قدرات غير عادية، وقد تكونين مفتاحًا لفهم كل ما يحدث."
إيفا (مصدومة، ثم بصوت مرتجف):
"قدرات غير عادية؟... هل تقصدون أنني..."
توقفت عن الكلام وراحت تنظر إلى أيديها وكأنها تحاول أن تجد فيها شيئًا غريبًا.
هنري (يقترب منها، بنبرة أقل جدية):
"إيفا، من خلال التحاليل التي أجراها أندرو، اكتشفنا شيئًا مريبًا في طاقتكِ. قدراتكِ تتداخل مع بعض القوى التي لا نعرف عنها الكثير، وقد تكون سببًا في الهجوم الذي تعرضتِ له. هذا ليس مجرد حادث عابر."
ثم نظر هنري إلى أعضاء الفريق، موجهًا حديثه لهم:
هنري:
"نحن لا نحب أن نخفي الحقائق عن أي شخص، لكن في حالتكِ، كان من الأفضل أن نترككِ تستعيدين قوتكِ أولًا قبل أن نعرضكِ لهذا العبء. لكن الآن، الحقيقة قد تكون مؤلمة. الشياطين والأشباح التي تحدثنا عنها هي قوى تتداخل مع عالمنا، وهم لا يفرقون بين البشر العاديين وأمثالكِ، إن لم تكن لد*كِ الحماية اللازمة."
إيفا (بغضب وحيرة):
"وأنتم؟ هل تعتقدون أنني سأتقبل أنني جزء من كل هذا؟!"
ضحكت مرة أخرى، لكن هذه المرة كانت ضحكتها أكثر مرارة.
فريدريك :
"نحن هنا فقط للحماية، إيفا. ليس من هدفنا أن نجعلكِ جزءًا من شيء لا تريديه. لكنكِ في خطر، وقد تجدين نفسكِ في مواجهة أشياء أكبر من أن تتخيلها."
تقدم أندرو من الخلف، وكان يبدو أقل تفاعلًا، لكنه تحدث بوضوح:
أندرو (بصوت هادئ):
"ما نعرفه هو أن هناك قوى غامضة تحيط بكِ، ونحن هنا لنمنحكِ الأمان. لكن الحقيقة هي أنكِ بحاجة للمساعدة... ونحن فقط من يمكننا توفيرها."
إيفا (تصر على موقفها، وعيناها مليئتان بالغضب):
"أريد أن أخرج من هنا... أريد أن أعود إلى حياتي. والدي في السجن، أنا لا أملك وقتًا لهذا كله. كيف يمكنكم أن تتوقعوا مني أن أكون جزءًا من هذا العالم الغريب؟"
هنري (بهدوء وحكمة):
"أعلم أن هذا أكثر مما تستطيعين تحمله الآن، إيفا. ولكنكِ تحت تهديد، ونحن نعرض عليكِ الحماية فقط لأننا نعلم أنه لا يوجد أحد آخر يمكنه فعل ذلك."
نظر الجميع إلى إيفا بحذر، في حين كانت هي تجلس على حافة السرير، تفكر في خياراتها. لم تكن تعلم إن كان بإمكانها قبول هذا العالم الجديد الذي وجد نفسها فيه، لكنها كانت تدرك جيدًا أن الحياة التي اعتادت عليها لم تعد كما كانت.
هنري (يختم حديثه):
"ما تقررينه في النهاية يعود إليكِ، لكن تذكري أن القرار الصحيح هو الذي يضمن لكِ الأمان. وإذا قررتِ أن تبقي، فستجدين هنا من يقف إلى جانبكِ."
ثم ترك هنري الأعضاء في الغرفة، تاركًا إياها مع أفكارها، بينما هو يغادر الغرفة بأمل أن تبدأ إيفا في قبول ما يخبئه لها هذا المصير الغريب.
نظرت إيفا إلى جون لي، عينيها تغلي بالغضب والتعب. كانت تعيش في عالم من الأكاذيب والخداع، وكل شيء حولها كان يبدو مشوشًا وغامضًا. كان قلبها يثقل من الصدمة، وكل كلمة خرجت من شفتيها كانت تعبيرًا عن الألم العميق الذي شعرت به.
إيفا (بغضب شديد):
"أنت! أنت جوني! أو بالأحرى جون لي! صديق والدي، كنت تعمل مع منظمة سرية! كنت تخدعني طوال هذه المدة! والآن تدعي أنك تحميني؟!"
صوتها كان يهتز من شدة الغضب، ودموعها تكاد تملأ عينيها، لكنها كانت مصرّة على السيطرة على نفسها.
جون لي (يحاول تهدئتها، بصوت هادئ ولكن حازم):
"إيفا، ليس الوقت مناسبًا الآن لإخبارك بكل شيء. لكن صدقيني، لا أحد كان يعلم."
كان هناك توتر في صوته، وعيناه كانتا تلمعان بحزن وحيرة، لكنه كان يحاول جاهدًا أن يحافظ على رباطة جأشه في هذه اللحظة الصعبة.
إيفا (وهي تضغط على أسنانها):
"لا أصدقك! كيف يمكنني أن أثق بك الآن؟! أنت تخبرني الآن أنني محمية من قبل هذه المنظمة السرية، بينما كنت جزءًا من كل هذا؟! كنت تراقبني! كنت تتابع كل شيء عني! أتعامل مع أشباح، مع مخلوقات غريبة، وفي النهاية اكتشفت أنك كنت جزءًا من كذبة كبيرة!"
هزت رأسها بعنف، محاولة التخلص من الأفكار المربكة التي تدور في ذهنها.
جون لي (يقترب منها خطوة، محاولًا تهدئتها):
"أنا أفهم غضبكِ، وأعلم أن هذا كله مفاجئ جدًا لكِ. لكنني هنا الآن لأنني لا أريد أن أراكِ تُدمَرين. ما حصل لكِ ليس من تدبيرنا، لكننا نعرف أن هناك شيء ما أكبر من أن نتجاهله، وهو يهددكِ."
توقف لحظة، محاولًا استجماع قوته، وأردف بحذر:
"أنا هنا لأحميكِ، مهما كانت الحقيقة مؤلمة."
إيفا (بحزن، وهي تبعد وجهها عن عينيه):
"أنت تحميني؟ هل هذا ما تقوله؟ بعد كل ما حدث؟ بعد كل تلك الأكاذيب؟"
صرخت، وأخذت نفسًا عميقًا محاولًة أن تسيطر على مشاعرها.
"أنا لا أحتاج إلى الحماية منك ولا من هذه المنظمة! أنا بحاجة إلى إجابات، وإلى الحقيقة!"
جون لي (بصوت متماسك، متفهمًا لحدتها):
"أنا هنا، وأنا وعدت والدك بحمايتكِ. الحقيقة ستأتي في وقتها، لكنكِ بحاجة الآن إلى أن تكوني هادئة. الأمر أكبر من أن تتحمليه دفعة واحدة."
أضاف وهو ينظر إليها بنظرة مؤلمة:
"أتمنى أن تتمكني من رؤية الصورة الكاملة عندما يأتي الوقت."
إيفا (بغضب وبحزن):
"الصورة الكاملة؟ ماذا تعني بذلك؟ أنا أريد الحقيقة الآن، وليس غدًا! لماذا لا تخبرني الآن؟ هل ستخفي المزيد من الأسرار؟"
في ذات الوقت كان الضعف يتسلل إلى جسدها. كانت تتمنى لو أن هذا كله مجرد كابوس.
جون لي (بتن*د):
"أفهمكِ تمامًا، إيفا، لكن أرجوكِ، لا تعجلي. الأمور أكثر تعقيدًا مما يبدو، وأنتِ الآن في خطر حقيقي. كل شيء سيتضح في وقت قريب."
ثم **ت للحظة، ونظر إليها بتعاطف وحزن قبل أن يضيف:
"إيفا، لا تدعي غضبكِ يمنعكِ من فهم الحقيقة عندما تأتي. نحن هنا لحمايتكِ، حتى لو كانت الحقيقة قاسية."
إيفا (بغضب شديد لكنها تتنفس بصعوبة):
"حماية؟ فقط حماية؟! أكذبوا عليّ طوال هذه المدة وأتوقع أن أقبل بحماية سخيفة كهذه؟
"نا لا أحتاج إلى حماية منكم، أحتاج إلى العودة إلى حياتي، إلى عائلتي!"
لكن في أعماق قلبها، كانت تعلم أن الحقيقة لن تكون بهذه البساطة، وأن الأوضاع أصبحت أكثر تعقيدًا مما كانت عليه.