جوني و المنظمة

789 Words
كان كل من تايلور وويليام وفريدريك يراقبون تحركات جوني بأمر من القائد، فبالرغم من أن جوني كان عضوًا في المنظمة، إلا أن اهتمامه بإيفا في هذه الفترة الحساسة أثار الشكوك. لم يكن القائد واثقًا من ولائه، خاصة بعد وفاة والدة إيفا ودخول والدها السجن، وهي أحداث لم تكن مجرد مصادفة بالنسبة للمنظمة. في إحدى الليالي الممطرة، جلس جوني على مقعد خشبي في الحديقة العامة، ناظرًا نحو السماء وهو يغرق في أفكاره. كانت عيناه تحملان مزيجًا من الحزن والقلق، وكأنه يزن خياراته بعناية. لم يكن يدرك أن ويليام كان يراقبه من داخل سيارة سوداء متوقفة على بعد أمتار. "هل تظن أنه قد ي**ننا؟" تساءل فريدريك بصوت منخفض وهو يراقب جوني من خلال منظاره الليلي. أجاب تايلور ببرود: "هذا ما نحن هنا لاكتشافه. القائد قال بوضوح: أي خطوة غير محسوبة منه، وننهي الأمر." في هذه الأثناء، لم يكن جوني غافلًا تمامًا. رغم انشغاله بإيفا، إلا أن إحساسه كعضو في المنظمة كان يخبره أنه مراقب. تن*د بعمق ونهض من مكانه، متجهًا نحو الزقاق الضيق خلف الحديقة. اختفت خطواته في الظلام، تاركًا خلفه التساؤلات والشكوك. "لقد تحرك،" قال ويليام وهو يشد قبضته على مقبض الباب. "علينا أن نعرف إلى أين يذهب." لكن السؤال الحقيقي كان: هل كان جوني على علم بالمصيدة التي تنتظره؟ لم يكن جوني رجلاً يمكن خداعه بسهولة. على الرغم من أنه غادر المنظمة منذ سنوات، إلا أنه كان يعلم جيدًا أن القائد لم يثق به أبدًا. ربما لأن جوني لم يكن مجرد عضو عادي، بل كان من بين الأعضاء النخبة الذين يعرفون أسرارًا لا يُسمح لهم بمغادرتها خلفهم. ومع ذلك، لم يكن يهتم، فقد اختار طريقه بعيدًا عنهم، وكرّس حياته لحماية المدينة من الأشباح التي تهدد البشر. لكنه الآن كان يواجه تهديدًا آخر، لم يكن من العالم الآخر، بل من ماضيه الذي رفض أن يتركه وشأنه. كان يدرك أن تايلور وويليام وفريدريك يراقبونه، لكنه لم يظهر أي رد فعل. لم يكن لديه ما يخفيه، أو على الأقل هذا ما أرادهم أن يعتقدوه. بدلًا من ذلك، ركّز اهتمامه على إيفا، الفتاة التي وجدت نفسها وحيدة بعد أن فقدت والدتها وسُجن والدها. لم تكن تعرف من يكون جوني حقًا، ولم يكن يخطط لإخبارها. كل ما أراده هو حمايتها من الظلام الذي كان يزحف نحوها ببطء. في إحدى الأمسيات، بينما كانت إيفا جالسة على حافة نافذتها تحدق في الشارع الفارغ، شعرت بوجود شخص يقف في الظل. لم تكن خائفة، بل شعرت بنوع من الطمأنينة الغريبة. "أنت هنا مجددًا، أليس كذلك؟" همست، دون أن تلتفت. خرج جوني من الظلام، ووقف تحت ضوء المصباح الشاحب. "كنتِ بحاجة إلى شخص ما، لذا أنا هنا." نظرت إليه للحظة قبل أن تعود ببصرها إلى السماء. "الجميع يرحلون في النهاية." ابتسم جوني ابتسامة خفيفة، لم تكن حزينة ولا سعيدة. "ليس الجميع." في تلك اللحظة، كان هناك من يراقب المشهد من بعيد. لم يكن أعضاء المنظمة فقط، بل شخص آخر... شخص لم يكن جوني مستعدًا لمواجهته بعد. تحدث فريدريك بصوت هادئ لكنه كان يحمل في نبرته الشك: "أفهم أنه يريد أن يعيش حياة طبيعية، لكن... لماذا هو مهتم جدًا بتلك الفتاة؟" كان تايلور جالسًا بجانبه، يراقب من خلال المنظار، قبل أن يرد ببرود: "ربما يشعر بالشفقة عليها." لكن ويليام، الذي كان أكثر حذرًا، لم يكن مقتنعًا بهذه الفكرة. شبك ذراعيه وهو يتأمل المشهد أمامه، حيث كان جوني واقفًا تحت ضوء المصباح، يتحدث مع إيفا. "لا أعتقد أن الأمر بهذه البساطة. جوني ليس من النوع الذي يتصرف بدافع الشفقة. هناك شيء آخر." تن*د فريدريك وأبعد نظره عن المشهد، ثم قال بصوت منخفض: "ربما علينا التحقيق في ماضي الفتاة... إذا كانت مجرد فتاة عادية، فلماذا شخص مثله مهتم بها لهذه الدرجة؟" ساد ال**ت بين الأعضاء الثلاثة للحظات قبل أن يضيف تايلور بابتسامة ساخرة: "ربما وجد الحب أخيرًا؟" لكن فريدريك لم يضحك. كان هناك شعور غريب يساوره، وكأن هذه الفتاة لم تكن مجرد فتاة عادية... وكأن جوني كان يعرف أكثر مما يظهر. عاد تايلور وويليام وفريدريك إلى المقر في **ت، كل منهم غارق في أفكاره الخاصة حول جوني وإيفا. عند وصولهم، دخلوا إلى قاعة الاجتماعات حيث كان القائد هنري جالسًا خلف مكتبه، ينتظرهم بنظرة صارمة. وضع فريدريك التقرير على الطاولة وقال بجدية: "راقبناه لعدة أيام، لم يظهر أي نية عدائية، لكنه مهتم جدًا بفتاة تدعى إيفا. يبدو أنه يحاول حمايتها." رفع هنري حاجبه قليلًا قبل أن يسأل: "إيفا؟ وما شأنه بها؟" تحدث ويليام: "والدتها توفيت مؤخرًا، ووالدها في السجن. جوني يقضي الكثير من الوقت معها، لكننا لم نجد دليلًا على أي نشاط مشبوه." أخذ القائد هنري التقرير وبدأ في قراءته ب**ت، قبل أن يضعه جانبًا وينظر إلى رجاله بحدة: "لا يهم إن كان بريئًا أم لا، لقد هرب من المقر وخان القسم الذي أداه. أريدكم أن تحضروه إلى هنا فورًا. لا أريد أعذارًا." نظر تايلور إلى القائد وقال بحذر: "وماذا لو رفض القدوم طوعًا؟" ابتسم هنري ببرود وهو يرد: "أنتم تعرفون جيدًا ما عليكم فعله." أدرك الثلاثة أن الأمر لم يكن مجرد استدعاء بسيط، بل كان أشبه بإنذار أخير لجوني لي. والآن، كان عليهم إيجاد طريقة لجلبه إلى المقر، سواء برغبته أو بالقوة.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD