[في منزل آنا]
في تلك اللحظات العميقة من ال**ت، كانت إيفا لا تزال غارقة في أفكارها المتسارعة، تتخبط بين الذهول والخوف. لقد رأت شبحًا، وكان الأمر الذي لا يمكن تصديقه بالنسبة لها قد حدث. كانت تتساءل إن كانت قادرة على فهم هذا الوضع أو تقبله. كان قلبها يضطرب بشدة، وصداع رهيب يلف رأسها. جلسَت، ساكنة، لا تستطيع إخبار آنا بما رأته، كما لو كانت ترفض تصديق الأمر بنفسها.
آنا، التي كانت تراقب إيفا بعينين مليئتين بالقلق، لاحظت **تها العميق. شعرت أن هناك شيء ما ليس على ما يرام، لكن إيفا كانت محاطة بسحابة من التوتر، وحاولت إخفاء مشاعرها في وجه آنا.
آنا (ملاحظة ال**ت، وهي تحاول تهدئتها):
"هل أنتِ بخير؟ تبدين متعبة للغاية. ربما تحتاجين للراحة."
لكن إيفا فقط تن*دت، وعينيها الزائغتين تعبّران عن ضبابية الأفكار. كانت لا تزال مشوشة، غير قادرة على شرح ما شعرت به أو ما رأته. كانت تجلس هناك، ولا شيء سوى صوت أفكارها المعذّبة في ذهنها.
إيفا (بصوت خافت، تهز رأسها ببطء):
"لا أعرف... لا أستطيع فهم ذلك."
كانت الكلمات عالقة في حلقها، مثل سكين صغير يضغط على ص*رها. كل ما كانت تفكر فيه هو تلك اللحظة المريعة في الحديقة، والشبح الذي كان يطاردها في الظلال. لماذا كانت تستطيع رؤيته؟ لماذا كان ذلك يحدث لها؟
آنا (وهي تضع يدها على يد إيفا، محاولة أن تبث فيها بعض الراحة):
"كل شيء سيكون على ما يرام. ربما كل هذا مجرد كابوس. عليكِ أن تخلدي للراحة، وستشعرين بتحسن."
إيفا لم تجب، ولم ترفع رأسها. كانت غارقة في التفكير، في العجز عن فهم ما يحيط بها.
[في مقر المنظمة]
وفي نفس الوقت، كان تايلور قد عاد إلى المقر، وهو يشعر بشيء غير طبيعي يشغل ذهنه. قلبه كان ينبض بسرعة، وعقله مليء بالأسئلة التي لم يجد لها إجابات. كل شيء كان يشير إلى شيء غريب حول إيفا، ولم يكن يستطيع التخلص من القلق الذي بدأ يراوده.
دخل تايلور غرفة القائد هنري وهو يتنفس بعمق، وتوجه مباشرة نحو القائد الذي كان يترقب دخوله.
تايلور (بعينين مليئتين بالقلق):
"القائد هنري، هناك شيء غريب جدًا. إيفا... إيفا رأت الشبح. شيء غير ممكن! لا أحد يستطيع رؤيته سوى الأعضاء أو التابعين لنا أو الكائنات غير البشرية."
هنري (متحفظًا، عيناه تحدقان فيه بتركيز):
"ماذا؟ هل أنت متأكد؟"
تايلور (بحذر شديد، يلحظ التوتر في الأجواء):
"نعم، هذا صحيح. لقد رأتها بنفسها. جوني كان برفقتها، ثم اختفى. أنا قتلت الشبح، لكنني لا أستطيع تفسير ما حدث. هذا غريب جدًا."
هنري (مندهشًا، يحاول أن يستوعب):
"إذا كانت إيفا تستطيع رؤية الأشباح... هذا يغير كل شيء. هل تعتقد أن هناك شيء غير عادي بشأنها؟ شيء يمكن أن يمثل خطرًا علينا؟"
بينما كان تايلور يعرض تقريره، دخل جوني الغرفة بهدوء كما لو لم يكن هناك شيء غير عادي يحدث. شعر الجميع بالتوتر في الجو، وكان دخول جوني بمثابة نقطة تحول في الوضع. عيناه كانت ثابتة على هنري، وكل خطوة اتخذها كانت محسوبة بعناية. لم يظهر عليه التوتر، على الرغم من أن الجميع كان ينتظر تفسيرًا لما جرى.
هنري (بنبرة حادة):
"لقد تأخرت في العودة. هناك الكثير من الأمور التي يجب أن تشرحها لنا، جوني. لماذا لم تخبرنا عن إيفا؟ ولماذا لا تزال متشبثًا بها بهذه الطريقة؟"
كان سؤال هنري صارمًا، وكانت نبرة الصوت تدل على القلق المتزايد. جوني كان يعلم أن الإجابة على هذه الأسئلة ليست بالأمر السهل. لكنه شعر أنه لا بد له من إيجاد حيلة للتهرب من الإحراج.
جوني (وهو يتنفس بعمق، يحاول السيطرة على نفسه):
"القائد هنري، إيفا هي مجرد فتاة... كنت فقط أحاول حماية شخص بريء. الأمر ليس كما تظن. لم أرَ ما يستدعي إخباركم بكل شيء، ولكن بما أنكم تشعرون بالقلق، سأكون أكثر حذرًا في المستقبل."
ابتسم جوني بابتسامة متوترة بينما كان يشرح الأمر، محاولًا أن يخفف من شكوك هنري. على الرغم من أنه شعر أن هنري لم يكن مقتنعًا تمامًا، إلا أنه تمكن من إقناعه جزئيًا. القائد هنري لم يكن يود أن يضع المزيد من الضغط عليه، لكنه كان يشك في دوافعه.
هنري (بشكل حذر):
"حسنًا، جوني. سنرى. لكن عليك أن تكون أكثر شفافية في المستقبل. ولا تكرر ما حدث."
بقدر ما كان هنري يثق في مهارات جوني، إلا أنه لم يكن يقتنع تمامًا بكل تفسيراته. كان هنالك شيء مريب في القصة، وكانت شكوكه تتسارع.
بينما كان جوني يقف تحت المياه الساخنة في حمام الهواء الطلق، كان يغمض عينيه ويحاول تهدئة أعصابه. حرارة المياه كانت تساعده على التخلص من التوتر الذي كان يلفه، وتمنحه لحظات من الهدوء وسط الفوضى التي تعصف به. كان عقله مليئًا بالتساؤلات، خصوصًا بعد أن شعر بالشكوك التي أطلقها القائد هنري.
لكن فجأة، فتح عينيه على صوت الباب يفتح خلفه. كان تايلور قد دخل الغرفة، وعيناه مليئتان بالقلق.
تايلور (بصوت جاد، وهو يقترب من جوني):
"أنت تعرف أن كلامك لم يكن مقنعًا، أليس كذلك؟"
جوني (ينقلب برأسه قليلًا نحو تايلور، محاولًا الحفاظ على هدوئه):
"ماذا تعني؟"
تايلور (بنبرة حادة):
"لقد أوجدت تفسيرًا ضعيفًا لما حدث مع إيفا. حتى لو كنت تحاول حمايتها، عليك أن تعلم أن هنري ليس سهل الإقناع. خاصة مع ما حدث حول الشبح. أنت تعلم أنه لا أحد يمكنه رؤية هذه الأشياء إلا الأعضاء أو الكائنات غير البشرية. كيف تفسر ذلك؟"
كان جوني يعرف أن تايلور محق في كل كلمة قالها. ولكن لم يكن بإمكانه إخباره بالحقيقة، أو حتى الاعتراف بشكوكه. لقد كانت تلك لحظات حساسة، وكان يواجه خطرًا يهدده شخصيًا.
جوني (يأخذ نفسًا عميقًا، ثم يجيب بهدوء):
"أنت تعلم جيدًا أنني لا أستطيع كشف كل شيء. الأمور أكبر من مجرد شبح، تايلور. إيفا ليست مجرد فتاة عادية، وهناك أشياء تتخطى ما نراه."
تايلور (يعبس حاجبيه، ينظر إلى جوني بتمعن):
"إذا كنت تحاول إخفاء شيء، فإن هنري لن يسامحك. لكن إذا كنت صادقًا بشأن إيفا، فسأساعدك. لكن عليك أن تخبرني الحقيقة."
جوني وقف تحت المياه لبرهة، يفكر فيما سيقوله. كان يعلم أن مهما كان يخبئه، فإن الموقف أصبح أكثر تعقيدًا مع مرور الوقت.
جوني (بصوت منخفض، مغمغمًا):
"لا أستطيع قول كل شيء الآن، لكن إيفا قد تكون أكثر ارتباطًا بكل هذا من ما نعتقد. وأنا هنا لأحميها."
تايلور (ينظر إليه مليًا، ثم يهز رأسه):
"إذا كنت صادقًا، سنواجه ما سيأتي معًا. لكن عليك أن تكون مستعدًا لأسوأ الاحتمالات."
أخذ تايلور خطوة للخلف، مغادرًا الحمام بعد أن ترك جوني وحيدًا في أفكاره. كان جوني يعلم أن التحديات التي ستواجهه في الأيام المقبلة أكبر من أي وقت مضى.