من هي؟

825 Words
وقف جون لي أمام سرير إيفا يراقب ملامحها الشاحبة تحت ضوء المصابيح الخافتة. كانت أنفاسها هادئة، لكن آثار التعب واضحة على وجهها. شعر بضغط غريب في ص*ره، مزيج من القلق والذنب، وكأنه السبب في كل ما حدث لها. استدار بحدة نحو هنري وأندرو، وعيناه تحملان مزيجًا من الأسئلة والريبة. جون لي (بصوت منخفض لكنه حاد): "كيف حالها؟ لماذا لم تستيقظ بعد؟" أندرو، الذي كان يقف بجانب المعدات الطبية، نظر إليه بهدوء قبل أن يجيب: أندرو: "لقد استيقظت للحظات، لكنها كانت في حالة هلع. صراخها كان شديدًا، ولم يكن أمامي خيار سوى إعطائها مهدئًا حتى لا تؤذي نفسها. جسدها ضعيف بالفعل بعد فقدانها لكمية كبيرة من الدم." شدّ جون لي قبضته، وأخذ نفسًا عميقًا محاولًا السيطرة على مشاعره. التفت إلى هنري، الذي كان يراقب الموقف ببرود وتحليل. جون لي (بإصرار): "إيفا لا يجب أن تكون هنا، هذا المكان ليس آمنًا لها!" هنري (متقاطعًا ذراعيه): "بل على الع**، هذا هو المكان الوحيد الآمن لها الآن." نظر جون لي إلى القائد بحيرة، لكن هنري أكمل بجدية: هنري: "هذا الهجوم لم يكن عشوائيًا، وهناك شيء بشأن إيفا لا نعرفه بعد. رؤيتها للأشباح ليست أمرًا طبيعيًا. علينا إبقاؤها هنا حتى نفهم السبب، وإلا فإنها ستكون عرضة لهجمات أخرى." كان كلام هنري منطقيًا، لكن هذا لم يطمئن جون لي ، نظر هنري نحو إيفا بنظرة متفحصة، وكأنه يحاول اختراق الغموض الذي يحيط بها، ثم همس لنفسه بصوت بالكاد يُسمع: "ما الذي تخفيه عنا...؟" ثم استدار نحو جون لي وأشار إليه بحدة: هنري: "تعال إلى مكتبي فورًا." لم يتردد جون لي، فهو يعلم أن القائد لا يستدعيه إلا لأمر خطير. سار خلفه ب**ت، والقلق يتصاعد في داخله. دخل هنري إلى المكتب أولًا، تبعه جون لي الذي أغلق الباب خلفه. ألقى هنري نظرة عميقة عليه قبل أن يتحدث بنبرة جادة: هنري: "الأمر أخطر مما تظن، جون لي. إيفا ليست مجرد بشرية عادية." ارتبك جون لي للحظة، لكنه لم يقاطع هنري، الذي أكمل حديثه: هنري: "رؤيتها للأشباح ليست مجرد مصادفة، بل دليل على أنها مستهدفة. الأشباح العادية لا تهتم بالبشر، لكن الشياطين... هذه قصة أخرى. هناك من يريدها ميتة، ومن يجرؤ على مهاجمتها بهذا الشكل يعني أنها تمثل خطرًا عليه." شدّ جون لي قبضته، محاولًا استيعاب الكلمات. جون لي (بقلق واضح): "لكن لماذا؟ ما علاقتها بهم؟" ألقى هنري ملفًا على الطاولة، بداخله تقارير وتحليلات، ثم نظر إلى جون لي بجدية: هنري: "هذا ما سنكتشفه. لكنها لم تعد آمنة في الخارج، وهروبها من هنا ليس خيارًا." نظر جون لي إلى الملف، ثم إلى هنري، وأدرك أن الأمور أصبحت أكثر تعقيدًا مما تخيل. لم يكن يعلم أن إنقاذ إيفا سيجره إلى عالم أكثر ظلمة وخطرًا مما اعتاد عليه. تردد جون لي للحظة وهو ينظر إلى الملف أمامه. فتحه ببطء وبدأ بقراءة المعلومات التي جمعها هنري. كانت هناك تفاصيل عن كائنات نادرة تمتلك القدرة على رؤية الأشباح والشياطين، وكيف أن هذه القدرة تجعلهم هدفًا لهذه الكائنات الشريرة. كلما قرأ أكثر، ازداد قلقه. كان هنري يراقبه، محاولًا التقاط أي رد فعل غير طبيعي. ثم قال ببرود: هنري: "يبدو أنك تعرف شيئًا، جون لي." توقف جون لي عن التقليب في الصفحات، لكنه لم يرفع نظره نحو هنري. للحظة، شعر أنه محاصر. لم يكن بإمكانه إخبارهم بالحقيقة كاملة، ليس الآن على الأقل. جون لي (بهدوء محكم): "لا شيء مؤكد. لكنني أشعر أن هذه الهجمات ليست عشوائية... إيفا قد تكون أكثر من مجرد فتاة عادية، وربما كان هذا مقدرًا لها منذ زمن." هنري ضيّق عينيه، لم يقتنع تمامًا بجوابه، لكنه لم يضغط عليه أكثر. هنري: "سنعرف عاجلًا أم آجلًا. لا يمكننا المخاطرة بوجود شخص مجهول القدرات بيننا." أغلق جون لي الملف ببطء، وأخفى اضطرابه بإحكام. كان يخفي سرًا عن إيفا، سرًا قد يغير كل شيء... بعد خروج جون لي من المكتب، بقي هنري جالسًا في **ت، يعبث بقلمه فوق المكتب بينما أفكاره تتشابك. لم يكن يشك في أن جون لي يخفي شيئًا، لكنه لم يكن مهتمًا بالنبش في دوافعه الآن. الأهم هو معرفة حقيقة إيفا. هنري (بصوت منخفض، وكأنه يحدث نفسه): "إن كانت من بني ج*سنا، فهذا يغير كل شيء... وإن لم تكن، فعندها علينا أن نعرف لماذا تستطيع رؤية الأشباح." نهض من مقعده واتجه مباشرة إلى الجناح الطبي، حيث كان أندرو يراقب حالة إيفا عن كثب. دخل هنري بخطوات ثابتة، مما جعل أندرو يرفع نظره فورًا. هنري: "أندرو، أريد إجابة واضحة. هل هناك طريقة لمعرفة إن كانت من ج*سنا أم لا؟" أندرو لم يتفاجأ من السؤال. بل على الع**، بدا وكأنه كان ينتظر هذا الطلب. أومأ بهدوء قبل أن يقول: أندرو: "هناك طريقة، لكنها ليست سهلة. دمها... إذا كان يحمل أي آثار للطاقة الروحية المشابهة لنا، فهذا يعني أنها واحدة منا. لكن إن كان دمها بشريًا بالكامل، فسنحتاج إلى البحث عن تفسير آخر لقدراتها." توقف للحظة قبل أن يضيف بجدية: أندرو: "لكن هذا ليس كل شيء. إن كانت لديها قدرات خاصة، فربما لا تدركها حتى الآن. وهذا قد يجعلها في خطر أكبر مما نظن." أومأ هنري ببطء، يفكر في كلماته. لم يكن الوقت في صالحهم، وكان عليه معرفة الحقيقة قبل أن تقع كارثة أخرى. هنري: "ابدأ الفحص فورًا، وأبلغني بكل التفاصيل." أندرو لم يضيع وقتًا، واتجه إلى الأجهزة الطبية التي تحتوي على عينات دم إيفا. بدأ التحليل، لكن شيئًا في داخله كان يخبره أن النتيجة لن تكون عادية على الإطلاق...
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD