خطوة لتخفيف الصدمة

1223 Words
اجتمع القائد هنري مع هاني وأندرو في قاعة الاجتماعات، وكانت الأجواء متوترة. بعد كل ما مرت به إيفا، كان من الواضح أنها ليست قادرة على التأقلم مع الحياة داخل المنظمة. **تها الطويل، رفضها التواصل، ونظراتها الشاردة كانت كافية لتثبت أنها لم تعد تتحمل البقاء هنا. هنري: (بصوت حازم) "لقد جربنا كل شيء، لكن لا فائدة. حالتها النفسية في تدهور، وهي ترفض حتى التعاون معنا. استمرارها هنا لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانهيار." هز أندرو رأسه موافقًا، بينما قال هاني بعد تفكير: "ربما ما تحتاجه الآن هو مكان بعيد عن هذا الضغط، بيئة تساعدها على استعادة توازنها النفسي. لن تتمكن من استيعاب وضعها إذا استمرت في هذا المكان الذي تراه كقيد وسجن." فكر هنري للحظات قبل أن يسأل: "وأين يمكن أن نأخذها؟" تحدث أندرو بثقة: "هناك معابد استشفائية في الجبال، أماكن معزولة توفر بيئة هادئة للعلاج النفسي والجسدي. بعض هذه المعابد تستقبل الأشخاص الذين يعانون من صدمات عميقة. أعتقد أن إرسالها إلى هناك قد يكون الحل الأفضل." تبادل الرجال الثلاثة النظرات، ثم قال هاني: "هذا قد يمنحها فرصة لتتعافى بعيدًا عن الضغط الذي تعيشه هنا. سنبقي عيوننا عليها، لكن دون أن تشعر أنها مراقبة أو مجبرة على شيء." تن*د هنري وهو يفكر في الأمر، ثم قال بحزم: "حسنًا. سنرسلها إلى هناك، ولكن بشروط. يجب أن يكون هناك شخص يراقبها عن بعد دون تدخل، وإذا ظهرت أي بوادر قوة غريبة، يجب أن نكون مستعدين للتدخل فورًا." وافق الجميع على القرار، وعُهد إلى هاني وأندرو بمهمة ترتيب انتقال إيفا إلى المعبد الاستشفائي. لم يكن أحد يعلم كيف ستتقبل إيفا هذا القرار، لكن الجميع اتفق على أنه قد يكون الحل الوحيد لمنحها بعض الراحة والوقت لفهم حقيقتها. دخل هاني إلى غرفة إيفا بهدوء، حيث كانت تجلس على السرير، تنظر إلى النافذة بشرود. لم تكن قد تحدثت كثيرًا في الأيام الأخيرة، لكن نظراتها كانت مليئة بالرفض والاستسلام. جلس على الكرسي المقابل لها وقال بصوت هادئ ولطيف: "إيفا، لدينا حل قد يساعدك. سنأخذك إلى مكان أكثر هدوءًا، بعيدًا عن هذا الضغط. هناك ستجدين الراحة وستتمكنين من استعادة توازنك بعيدًا عن كل هذه الفوضى." رفعت إيفا رأسها ببطء وحدقت به للحظات، وكأنها تحاول استيعاب كلماته. ثم سألت بصوت خافت: "إلى أين؟" ابتسم هاني برفق: "إلى معبد استشفائي. إنه مكان آمن، لا قيود، لا تحقيقات، ولا تهديدات. يمكنك أن تأخذي وقتك هناك، تفكري، وتتعافي بعيدًا عن هذا المكان الذي يسبب لك التوتر." لم ترد إيفا، لكنها بدت وكأنها تفكر في الأمر. كان جزء منها يريد الهرب من هذا المكان، لكن فكرة أن يتم إرسالها إلى مكان آخر جعلتها تشعر بالتردد. في تلك اللحظة، كان جون لي في الممر خارج الغرفة، يراقب من بعيد دون أن يتدخل. عندما سمع كلام هاني، تجمد مكانه، وكأن صدمة ض*بته. إيفا ستغادر؟! تحرك بسرعة متجهًا إلى مكتب القائد هنري، اقتحم الغرفة دون أن يطرق الباب، مما جعل هنري ينظر إليه بحدة. جون لي، بصوت مليء بالغضب والقلق: "لا يمكنك إرسالها بعيدًا! هذا جنون!" رفع هنري حاجبه وسأله ببرود: "وما السبب الذي يجعلك تعترض بهذا الشكل؟" ضغط جون لي يديه بقوة، يحاول كتم توتره، ثم قال: "إنها ليست جاهزة لتكون وحدها. إنها ضعيفة الآن، وإذا حصل شيء هناك، فلن نتمكن من حمايتها!" أجابه هنري بحدة: "وهل بقاؤها هنا في هذه الحالة مفيد؟ هي لا تتحدث، لا تأكل جيدًا، لا تثق بأي منا. نحن لسنا في سجن، ولا نجبر أحدًا على البقاء بالقوة. نحن نفعل هذا لمصلحتها." لم يكن جون لي مقتنعًا، لكنه لم يجد حججًا كافية ليواجه بها القائد. كل ما كان يشعر به هو الخوف من فقدانها. لم يكن يفهم هذا الشعور تمامًا، لكنه كان يعلم أنه لا يريد أن يراها ترحل بعيدًا عنه. أخفض رأسه قليلاً، ثم قال بصوت هادئ لكنه يحمل قلقًا عميقًا: "إن حدث لها أي شيء هناك... لن أسامحكم." نظر إليه هنري بتمعن، ثم قال بجفاف: "إنها ليست طفلة، ونحن لسنا أعداءها. إذا كنت تهتم بها لهذه الدرجة، فعليك أن تثق بقرارنا." خرج جون لي غاضبًا، بينما كانت إيفا لا تزال في غرفتها، تفكر فيما سيحدث لها لاحقًا. جلس هاني أمام إيفا، صوته هادئ كعادته، محاولًا أن يجعلها تشعر بالأمان. "إيفا، أعلم أن كل شيء حدث بسرعة، وأعلم أن الثقة ليست سهلة الآن... لكن هذا القرار لمصلحتك. تحتاجين إلى مساحة تفكرين فيها بعيدًا عن هذا المكان." ظلت إيفا صامتة، عيناها متعلقة بالأرض، تفكر في كلماته. لم تكن متأكدة مما تشعر به، لكنها لم تعد تملك طاقة للرفض بعد الآن. تابع هاني بلطف: "لن يكون هناك من يطاردك بالأسئلة، ولن يجبرك أحد على شيء. فقط استراحة، وقت لك وحدك، لتقرري بنفسك ماذا تريدين فعله لاحقًا." رفعت إيفا رأسها ببطء، عيناها تائهتان، لكن في أعماقها، وجدت نفسها تميل إلى الموافقة. لم تكن تريد البقاء هنا، ولم يكن لديها أي مكان آخر تذهب إليه. تن*دت ببطء ثم همست: "حسنًا... سأذهب." ابتسم هاني برفق وأومأ لها: "هذا قرار جيد، إيفا." في الخارج، كان جون لي يستمع ب**ت من خلف الباب، قلبه يعتصر وهو يسمع قرارها. لم يتمكن من التدخل هذه المرة، لكن مشاعره كانت في فوضى تامة. وقف تايلور بجانب جون لي، متكئًا على الحائط وذراعيه متشابكتين، وعيناه تضيقان بمكر. ابتسم بسخرية وهو يقول: "يبدو أن خطتك العظيمة لم تنجح، أيها المخادع." لم يرد جون لي، بل بقي صامتًا وعيناه مثبتتان على الأرض. لكن تايلور لم يكن ينوي التوقف، فقد رأى في **ته فرصة للاستفزاز أكثر. "ألم تكن تحاول حمايتها؟ أم أنك فقط تخفي شيئًا آخر؟ لقد خدعتها، جعلتها تثق بك، والآن سترحل بعيدًا، بعيدًا عنك." قبض جون لي يده، لكنه ظل صامتًا، لا يريد إعطاء تايلور ما يريده. تايلور اقترب أكثر، همس عند أذنه بنبرة ساخرة: "أخبرني، هل كان الأمر يستحق العناء؟ هل كنت صادقًا معها حقًا؟ أم أنك فقط كنت تخدعها مثل الجميع؟" رفع جون لي نظره أخيرًا، نظرة باردة، لكن في أعماقه كان هناك اضطراب واضح. لم يكن بحاجة للرد، فقد كان يعلم أن تايلور أراد فقط إشعال النار بداخله. لكن الحقيقة كانت واضحة... إيفا سترحل، وهو لن يستطيع إيقاف ذلك. اقترب تايلور من جون لي أكثر، وعيناه تلمعان بمكر واضح، ثم قال بنبرة مستفزة: "تعرف، لطالما كنت بارعًا في التلاعب بالآخرين، لكن هذه المرة... يبدو أنك تورطت حقًا." لم يرد جون لي، لكنه كان يشعر بغضب مكبوت. تايلور ابتسم بسخرية وهو يضيف: "أخبرني، هل كنت تخطط لهذا منذ البداية؟ أن تقترب من عائلتها، أن ت**ب ثقة والدها، ثم تخفي عنها الحقيقة طوال هذا الوقت؟ أم أنك فقط استمتعت بلعب دور الحامي الكاذب؟" قبض جون لي يده، لكن تايلور لم يتوقف. "تخيل صدمتها عندما اكتشفت أنك لم تكن مجرد صديق والدها، بل كنت تعمل مع منظمة سرية طوال الوقت. أنك كنت قريبًا منها بينما كنت تخفي عنها حقيقتك. هل فكرت يومًا في شعورها؟ أم كنت تستغل ثقتها بكل بساطة؟" رفع جون لي نظره أخيرًا، نظرة قاتمة، لكن ملامحه لم تتغير. رغم كل شيء، لم يستطع إنكار كلمات تايلور... إيفا الآن تراه كاذبًا، وربما لن تصدقه مجددًا. تغيرت ملامح جون لي فجأة، ولم يستطع كبح غضبه أكثر. تقدم خطوة نحو تايلور، ونظر إليه مباشرة بعينين مشتعلة. "لو لم تتدخلوا أنتم بتهوركم، لما وصلت الأمور إلى هذه الفوضى!" قال بصوت منخفض لكنه حاد. تايلور لم يتراجع، بل زادت ابتسامته استفزازًا. "أوه، إذن نحن السبب الآن؟ أليس أنت من كان يخفي حقيقتها طوال هذا الوقت؟ كنا نظن أننا نساعدك، لكن يبدو أنك كنت تفضل إبقاءها في الظلام، أليس كذلك؟" تشنج فك جون لي وأجاب بصوت غاضب: "كنت أحميها! لو لم تتسرعوا في كشف كل شيء دفعة واحدة، لما أصيبت بهذه الصدمة، ولما حاولت الهرب!" "أنت فقط خائف لأنها لم تعد تثق بك." قال تايلور ببرود، ناظرًا إليه نظرة تحدٍّ. شد جون لي قبضته بقوة، لكنه أدرك أن الجدال لن يغير شيئًا. استدار عنه بغضب، وقال بصوت منخفض لكنه واضح: "لقد أفسدتم كل شيء." ثم غادر، تاركًا تايلور يراقبه بابتسامة خفيفة، وكأنه استمتع برؤية رد فعله.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD