الفصل الثالث

2688 Words
حدقت بالمكان من حولها بدهشة وخوف وثبت جالسة بفزع عندما وجدت نفسها بغرفتها فى منزل زوجها ، لوهلة ظنت أن كل هذا حلم وأنها لم تهرب ولكنها تأكدت عندما رأت ملابسها ، وماهى الا دقائق وهل ذلك الوحش الكاسر من خلف الباب ، فأرتجفت أعضاء جسدها برعب جلى وفاضت عيناها بالعبرات كالاطفال ... فنزع سترته الجليدية عنه وشمر عن ذراعين مفتولتين وسحب حزام بنطاله بنظرات مهيبة ولفه حول اصابعه جيدًا قائلًا بقسوة : _ واضح أن علقة امبارح مجابتش بنتيجة معاكى ياملاك ، طاب حتى اصبرى كام يوم اكون نسيت انك حاولتى تهربى ، لكن تانى يوم علطول كده ... احب اقولك انك مش هتهربى منى ابدًا ياروحى انا حاطلك جهاز تعقب فى تلفونك علشان كده ملقيتش اى صعوبة فى انى اعرف مكانك ، ودلوقتى بقى استعدى لانى ممكن اخليكى قاعدة فى السرير علطول أجهشت فى البكاء ومن شدة خوفها عقد لسانها ولم تستطيع حتىَ أن تتوسله وتستعطفه أن يرحمها ، فقد بدأ عقابه بصفعة دامية منه ثُمّ نزل بالحزام على جسدها بجفاء وكأنها جماد لا يشعر بشئ ولكنها كانت تتلوى وتصرخ بين يديه والبكاء لم يتوقف للحظة .. حتىَ اصبحت لا قوة لديها للمقاومة فاستسلمت لعقابه وضربه لها كالصنم الذى لا حياة فيه ، حتىَ كاد جسدها أن ينزف الدماء ، دلفت فى تلك اللحظة نيرة وسحبت من يده الحزام صارخة به بغضب : _ كفاية يا أكرم حرام عليك ياخى ! هتف باسمًا باستنكار : _ ومن امتى الحب ده يانيرة هانم ؟! صاحت به مندفعة فى أنفعال : _ مش حب ، بس انا عندى قلب ومستحملش اشوف اللى بيحصل ده واسكت ، اعمل فيها اى حاجة غير كده حرام عليك هتموت بين ايدك ، اتقى الله شوية ! كانت ملاك مستلقية على الفراش لا تعى اى شئ كالجماد الذى لا حياة فيه ، فقط تسيل العبرات من مقلتيها بصمت .. فألقى هو بالحزام على الارض وغادر ، فأسرعت هى نحوها تهتف فى اشفاق : _ ملاك ردى عليا ، ملاك كشفت عن جزء من جسدها فشهقت بهلع من هول المنظر فقد بدأ جسدها ينزف الدماء ، تمزق قلبها اربًا على تلك المسكينة ، اخيرًا خرج صوتها الضعيف وهى تهمس بعينان تهيمان بالدموع : _ سبينى وحدى يانيرة ! فلوت فمها بأسى ونهضت تاركة اياها بمفردها فأنفجرت باكية بشدة ، بكاء أشبه بالصراخ وتكورت حول نفسها كالجنين فى بطن امه ، لم يكن عساها شئ سوى الاستغاثة بالله فهو وحده القادر على تخليصه مما فيه لعلها تكون ساعة أستجابة ويستجب الله لدعائها واستغاثتها به ! ........................... *** أرتفع النور فى السماء والشمس الباسمة أرسلت شعاعها رفيقاً فوق المروج ، بينما كان يجلس فى مكتبه ينهى أعماله المتكدسة أقتحم الغُرفة دخول ريان الذى رمقه أُسيد بدهشة قائلة : _ ايه يابنى انت مش لسا ماشى امبارح لحقت تاجى امتى تانى ! قال فى شئ من الجدية : _ روحت ورجعت ، صد رد يعنى .. انت عارف فى شغل كتير هنا ولازم حد يكون موجود يخلصه وانت يدوب تلاحق على شركتك يا ابن العم ومروان كلها يومين وياجى كمان تانى بادله الجدية التامة ليغمغم بخشونة : _ طاب كويس انك رجعت بقى ، أكرم المناوى عازمنا عنده النهردا على العشا جلس على الاريكة وأردف بتعجب : _ عازمنا ! ، ويعزمنى انا ليه ده انا حتى مليش شغل معاه جامد زيك .. لا فكك منى يا أُسيد روحله انت بنيابة عنى انا اصلا مبينزليش من زور الراجل ده ! خرج صوته الرجولى الحازم فى إمتعاض : _ على أساس انى انا اللى بطيقه يا ريان ، مضطر استحمله علشان مصلحتنا معاه وهو مصلحجى رقم واحد مهو مش هيعزمنا عنده غير لمصلحة ليه واحنا هنستغل ده طبعا لصالحنا ، فأنت زى الشاطر كده هتاجى معايا علشان انا خلقى ديق اليومين دول واخاف يقول اى حاجة فاتجنن انا ، فتكون انت معايا تهدينى لو حصل حاجة زى كده قهقه بخفة قائلًا فى مداعبة : _ وحياتك انا اللى عايز اللى يحوشنى عنه لاحسن ده راجل ملسلس !!!! أرتسمت شبه إبتسامة على ثغره مجيبًا بهدوء : _ طيب قوم شوف لو وراك حاجة خلصها علشان منتأخرش على المعاد *** جالسًا على مقعده الهزاز فى غُرفته يحدق فى شاشة هاتفه ، يتحرق شوقًا للاطمئنان عليها ولكن مايعيقه تردده ! ، هب واقفًا متحفزًا ومسح على شعره الاسود الغزير بأضطراب وهو ينفث أنفاس حارة من بين شفتيه فحسم امره وأخرج رقم هاتفها ووضع الهاتف على أذنه منتظر اجابتها ....... على الجانب الاخر كانت هى تجلس بصحبة أبنه عمها " سارة " يتحدثون فى شتى الامور فصمتت سارة لبرهة من الوقت لتهتف بترقب : _ أسمى انا سامعة صوت موبايل بيرن شوفي ليكون تلفونك انا تلفونى فى ايدى اهو تلفتت حولها باحثة عنه بنظرها فى أستغراب فتشدقت بتهذيب : _ معلش ياسارة هتهولى مش هقدر اقوم هو تقريبًا تحت المخدة هناك نهضت وامسكت به لتحدق بالمتصل مردفة بنظرة لئيمة : _ ده مروان ! .. هو من امتى مروان بيتصل بيكى يا أسمى ! عقدت الاخيرة حاجبيها مجيبة اياها فى دهشة : _ مروان ! ، مبيتصلش اصلا وهاتى التلفون ونضفى نيتك شوية هاا يمكن يكون فى حاجة مهمة علشان كده بيتصل ناولته اياها وهى تغمغم بمكر : _ خدى اما نشوف ايه هى الحاجة المهمة دى اجابت على الهاتف فأسرعت سارة والصقت اذنها فى الهاتف بجانبها لتستمع الى حديثهم الذى كان كالأتى : _ الو يامروان تنحنح بنبرة رجولية مجيب بصوت هادئ : _ ايوة يا أسمى عاملة ايه ؟ بنظرات زائغة هتفت فى خفوت : _ كويسة الحمدلله يامروان ، خير هو فى حاجة ولا ايه ؟ بصوت يفيض رقة وحنانًا هتف باسمًا : _ وهو لازم يكون فى حاجة علشان أتصل يعنى !! ، عادى انا أتصلت أطمن عليكى أبتعدت عنها سارة لتهمس فى نظرات شيطانية وخبيثة : _ حاجة مهمة اوى الصراحة ! ألتقطت أحد الزجاجات البلاستيك الممتئلة بالماء وضربتها بها بقوة على ذراعها لتص*ر هى صوت صرخة شبه مرتفع ، فيخرج صوته الحازم : _ ايه الصوت ده ؟! هتفت مسرعة فى توتر جلى : _ لا ده التلفزيون كان عالى بس ، انا كويسة الحمدلله يامروان متقلقش ، فيك الخير والله ! .. ايه اخبار مرات عمى وجدى ؟ لفظ الكلمات من بين شفتيه ببساطة فى مرح قائلًا : _ كله زين اهنه ، انا بس اللى بشد فى شعرى من الشغل وريان عاد مقيم فى القاهرة خلاص ! تعالت صوت ضحكتها الرقيقة وهى تكمل مزاحه : _ لا ريان انا بقيت اشوفه اكتر مابشوف مراد وأُسيد ! ، انت مش قولت جاى تانى ؟ _ اهاا احتمال اليومين الجايين بأذن الله اجى فى خفوت انوثى وصوت رقيق رشق فى ثنايا قلبه فورًا : _ توصل بالسلامة أن شاء الله افترت شفتيه عن إبتسامة وهو يقول مبتهجًا : _ إن شاء الله ، عايزة حاجة انا هقفل بس علشان فى حد بيرن أنسدل صوتها الحرير ناعمًا مجيبة : _ لا عايزة سلامتك ، سلام ! أنهت ألاتصال معه لتقابل نظرات تلك ال " سارة " الخبيثة وهى تهمهم مقلدة جملتها : _ عايزة سلامتك !! ، ياختى على الرقة ، لا انا اصلا مروان مكنتش مرتحاله وربنا من فترة والحمدلله اتأكدت من اللى كنت شاكة فيه خلاص ! صرت أسمى على اسنانها وهى تهتف بتحذير : _ قومى من جمبى ياسارة عارفة ليه علشان انتى حقيرة ودماغك حقيرة زيك ، طاب ما أُسيد بيهتم بيكى زيي واكتر لدرجة انى كنت بشك انه بيحبك اكتر منى ، ليه مقولتش انى مش مرتاحة لأسيد ! أنتصبت فى جلستها بحماس شديد وهى تهتف بوضوح : _ اقولك ليه علشان كلنا عارفين أن أُسيد كان بيحب مريم اكتر من روحه ومازال ، وثانيًا لان أُسيد فعلًا بيعتبرنى زيك ومتأكدة انه عمره مافكر فى حاجة وانا بعتبره زى ريان كمان بس مروان الوضع مختلف بعدين بيبقى باين ياعديمة الخبرة اذا كان الشخص ده بيهتم لمجرد انه بيعتبرك زى اخته ولا حاجة تانى ، لكن اقوا ايه انتى اصلا ... ولا بلاش حرام اغلط فيكى واخد ذنوب علشان خاطر وحدة غ*ية زيك !!! التفتت حولها باحثة عن زجاجة الماء صائحة بها : _ فينها هى اللى ضربتك بيها اما اد*كى بيها على دماغك المرادى افتحها أن شاء الله ، قومى من جمبى ياسارة قومى هتفقعى مرارتى جاتك القرف نهضت من الفراش وهى تقهقه بقوة هاتفة بمشا**تها المعتادة : _ ماشية وسيبهالك ياع**طة ، استنى بس اشوف مروان ده انا هزله زل ! ، ده انا كنت اتحنسه يامروان خدنى معاك فى طريقك وصلنى بالله عليك ياخى ولا فى مرة رضى فيها ويقولى مش فاضى ماشى يامروان هطلعه عليك اصبر عليا بس ! سيطر جو من المرح عليهم لتجيبها أسمى ضاحكة : _ على أساس أن ريان كان بيوصلك يعنى ماكنتى بتلفى على البيت كله ياشحاتة وفين لما ريان يوافق لما انا اقوله خدها معاك ياخدك ، هو عمى بس اللى مبيرضاش يزعلك فى حاجة لكن انتى مهزقة فى البيت كله اصلًا يامهزقة خلعت حذاء قدمها بمهارة والقته عليها لتهتف فى أغتياظ : _ انا قولت حرام اخد ذنوب علشان وحدة زيك ، اصبرى ياحبيبتى الدنيا دوارة وكلكم هياجى عليكم دور واهو اولكم مروان ! لتلتقط حذائها مجددًا وترتديه لتغادر وهى تلقنها ببعض الكلمات الغاضبة والمغتاظة وتقابلهم الاخيرة بالضحك الشديد ......... وبينما هى فى طريقها الى غُرفتها وتهندم من هيئة حجابها الغير منظم ، أصطدمت بمراد الذى طالعها باسمًا هاتفًا برجولة : _ ايه بتتشاكلى مع دبان وشك ليه !؟ حدثته فى أنفعال مزيف : _ اد*ك قولت يعنى ممكن اتشاكل معاك انت كمان ، وسعلى كده ! أص*ر ضحكة رجولية مجيبًا فى برود : _ انا بارد مش هوسع ياستى ! اخيرًا زين وجهها الابتسامة وهى تجيبه بمرح : _ طاب كويس انك عارف يابارد ، ابعد يامراد ياخى عطشانة والله عايزة اشرب أفسح لها المجال للعبور وهى يطالعها بإبتسامة صافية فعادت له مُجددًا لتهمس فى فضول شديد بنظرات طفولية : _ الا انت كنت فين من امبارح صح ؟ ليجيبها بتقليد لطريقتها فى إبتسامة: _ وانتى مالك انتى ياحشرية كنت فين ! بإبتسامة بلهاء فى مداعبة هتفت : _ متخفش والله سرك فى بير مخروم ، انت تعرف عنى انى بقول حاجة ! مراد بضحك بسيط : _ انتى مش قولتى عايزة اروح اشرب ، ولا ارتويتى دلوقتى ، امشى يابت بلا كنت فين ! زمت شفتيها فى غضب زائف مردفة بأغتياظ : _ تصدق انى مهزقة صح على رأى أسمى ، ماشى يامراد براحتك *** فى أحدى محافظات الصعيد ...... كان يلتف الجميع حول مائدة الطعام يتنالون طعامهم بصمت حتى أخترق قفاعة الصمت أشجان الذى هتفت وهى تعلم تأثير تلك الكلمات التى ستقولها على كُل واحد جالسًا على الطاولة : _ عاد فردوس قطعت بينا كانت متسكتش واصل على الاكل وتخلى الاكل ليه طعم ، بس اهى محدش عارف وينها وبتها وين .. هى اللى عملت فى نفسها اكده ! تسلطت جميع أنظار من على الطاولة عليها ليترك محمد الذى يجلس فى ورد الطاولة المعلقة من يده بعنف صائحًا : _ هتخلينا نطفح ولا ايه أشجان ، كام مرة انا هعيد وإزيد فى الموضوع ده وإن محدش يجيب سيرة الـ *** دى جدامى ، ولا عايزاه هى ولا بتها ، متخلنيش اجول الكلام ده تانى مفهوووم فى مكر دفين هتفت : _ ياعمى كانت صغيرة لما عملت اكده ومكنتش تعرف حاجة صرخ بصوت جهورى أوقع الرعب فى قلوب الجميع : _ وهو الموضوع خلص على اللى عملته بس ، اخوها مات بسببها ويتمت ابن اخوها اللى كان لسا سبع سنين واخوها التانى اللى كان عياله لسا صغيرين ، وحدة كانت عندها عشرين سنة مكنتش فاهمة الغلط من الصح ، هى لو كانت قاعدة كنت زمانى دخلت السجن فيها نظر ثروت الى زوجته بنظرة نارية هاتفًا : _ ياتاكلى بسكاتك ياتغورى على اوضتك فوق أنفعلت بشدة لتهتف بغضب : _ واسكت ليه ماكلنا عارفين أن عزت مكنش عايز يتجوز أحلام ومرات عمى الله يرحمها هى اللى غصبت عليه وانه كان مشيه بطال ! وانا مش عارفة اصلًا هى اللى مقعدها لغاية دلوقتى بعد ماجوزها مات خلاص وجدت صفعة قوية تهوى على وجنتها من زوجها وهى يصيح بها : _ اطلعى على الاوضة واستنينى بينما أحلام فنهضت من على الطاولة مسرعة الى غرفتها بأعلى وهى تبكى بقوة ، فهب مروان على قدمه فى نظرات مشتعلة وصوت رجولى مهيب هاتفًا : _ علشان يكون فى معلومكم بس امى خط أحمر وقسمًا عظمًا ماهرحم حد لو فكر انه يدايقها بالكلام بس ، ومن بكرة هاخد امى ونروح نعيش فى بيتنا مش علشان حد لا علشان انا مش عايز اشوفها زعلانة بأى شكل من الاشكال ، انا مش هرد عليكى يامرات عمى اكتر من كده بس احترامًا لعمى وجدى صاح به جده فى أستياء : _ لا كتر خيرك يا ولد عزت عملت احترام جوى لينا واضح الاحترام ! _ انا وسبق وقولت الكلام ده ياجدى انا عندى امى معرفش ابويا ! ثُمّ أستدار ليصعد خلف امه بينما ثروت فرمقها بنظرة ارجفتها وهو يصرخ : _ غورى فوق وحسابى معاكى بعدين ! *** خرجت من المرحاض وهى تلف المنشفة حول جسدها لتقف امام المرأة تتأمل هيئة جسدها ، وعلامات " الحزام " على كُل من ظهرهها وذراعيها لم تستطيع حتى لمسهم ، ألمهم لم يكن أقوى من ما عاشته فى الماضى وماتعيشه فى الحاضر الان ، وجهها التى ذهبت ملامحه الجميلة من شدة الحزن حتىَ انها أصبحت تمتلك فى وجهها أثار عذابها معه .. أسفل عينها بقعة سوداء كبيرة وبجانب ثغرها كذلك، أصبحت كقطعة خردة قديمة لا تصلح للحياة ، لوهلة كانت تفكر فى تخليص حياتها من هذا العذاب ولكن تلك المرة ليس عن طريق الهروب بل عن طريق الانتقال الى خالقها ! ، فأصبحت تسأل نفسها بأستمرار " هل انا على قيد الحياة حتى الان حتى اتعذب وأهان وأذل لماذا انا على قيد الحياة اذا " وتعود وتستغفر ربها مرارًا وتكرارًا على ماتقوله وكعادتها تتطلع لنفسها فى المرأة وتبتسم رغم كُل شئ وكأنها تواسى نفسها بأن الف*ج قريب كما وعد الله عباده أن بعد العسر يسر .............. ليدلف فجأة بدون سابق أنذار الغُرفة فيتوقف قليلًا مكانه وهو يطالعها بنظرات جريئة مقتربًا منها فى صوت لئيم : _ ايه الحلاوة دى بس يالولو مد يده ليتحسس بأصابعه بشرة جلدها الناعمة على ذراعها فدفعت يده بوحشية وهى تصيح به بشراسة غير معتادة : _ عايز ايه يا أكرم ! جذبها من ذراعها بعنف وهو يغمغم منذرًا فى نظرات وضيعة : _ شكلك شوفتى نفسك لما قولتلك انك تتحلى من على حبل المشنقة ، لا متنسيش نفسك ياقطة لانك هتفضلى خدامة برضوا عندى مهما حصل ويارب اشوف صوتك ده بيعلى عليا تانى ياملاك انتى مطيعة ماشاء الله وهتسمعى الكلام طبعا فى نظرات متحدية وعدم مبالة بتهديداته لها هتفت : _ مبقيش ليا حاجة اخاف عليها يا أكرم لو عايز تضربنى تانى بالحزام اتفضل بس المرة الجاية ياريت متسبنيش غير لما تتأكد انى أنتقلت لرحمة ربى .. وعلشان اقولك بس أن الله لا يرضى بالظلم وهياجى عليك يوم وتدوق من اللى بتدوقهولى ترك ذراعها بسخط متمتمًا : _ فى ناس جايين دلوقتى مش عايز اشوف وشك تحت فاهمة ، لغاية ما يمشوا تقعدى فى الاوضة هنا ! *** أطرق الباب بهدوء ثُمّ دخل وتحرك نحوها ليضمها الى ص*ره هاتفًا بنبرة ناعمة تحمل فى طيأتها الحزم : _ ما عاش ولا كان اللى يخلى دموعك تنزل وانا لسا عايش ياست الكل أبتعدت أحلام عنه لترفع رأسها وتقبل جبين ابنها قائلة بحنان امومى : _ ربنا يخليك ليا يابنى ويحفظك ويكرمك فى حياتك مد يده وجفف عبراتها هامسًا بنبرة لم تخل من الرقة : _ مش مرات عمى اللى تخليكى تبكى ، ولما تقول حاجة زى كده تانى تردى عليها يا امى ومتسبهاش تقول كده واوعى تقولى جدى ولا عمى وعيب ومعرفش ايه ، انتى خلى بس واحد منهم يرفع صوته عليكى وشوفى هعمل فيهم ايه كلهم ثُمّ أكمل بنظرات حاسمة ونفس غاضبة : _ كده كده بكرة هنمشى ونسبهالهم مخضرة فى أعين متساءلة تحمل الدهشة اجابته : _ نمشى فين يامروان ؟ فى شئ من الخنق تشدق بصوت رجولى صارم : _ هنروح نقعد فى بيتنا القديم ، انا اصلا جبت اخرى من عمايل مرات عمى ومش ضامن ممكن اعمل ايه لو عملت حاجة تانى فخلينا بعيد عنهم احسن همهمت بخفوت فى أطاعة لامر ابنها : _ اللى تشوفه يابنى ! *** توقفت سيارة أُسيد الصاوى امام منزل أكرم المناوى ليترجل منها هو وريان ، كانت هيبتهم طاغية على الجميع .. حيثُ كان أسيد طويل القامة ذو أستقامة رياضية تهابه جاذبية لا تقاوم يرتدى بنطال من اللون الاسود اعلاه قميص باللون الابيض اعلاهم سترة جلدية تناسب برودة الشتاء والصقيع ، اما ريان فكانت ملابسه لا تختلف كثيرًا عن أُسيد ولكن لكل منهم جاذبية خاصة به ............. تقدم نحوهم أكرم بأبتسامة عذبة ، ليقف امامها ويصافحهم بحرارة هاتفًا بلطف بديع : _ البيت نور والله خرج صوت أُسيد الرجولى هاتفًا : _ منور بأهله خرجت ملاك الى شرفة غُرفته فتصلبت بأرضها عندما رأت ريان ، تسارعت انفاسها واستخوذت عليها حالة من السعادة المفرطة وهى تحمد ربها ، وكأن الله ارسله إليها ليكون نجاتها من ذلك الوحل ...... اصطحبهم اكرم الى الداخل وجلسوا يتبادلون الاحاديث فى العمل بأهتمام جلى ، بينما هى فحاولت فتح الباب فقد كان مغلق ، لعنت ذلك المنزل وذلك المدعو بـ " أكرم " ، فأخذت تضرب على الباب بكُل ما اوتيت إليها من قوة صائحة : _ رياان .. ريااان !! رفع الثلاث رجال أنظراهم الى أعلى حيثُ أنبعاث الصوت ولكل منهم كانت قِسمات وجهه تنم عن شئ مُختلف ! ، فقد فرت الدماء من وجهه أكرم وأتسع بؤبؤى عينيه بصدمة ممزوجة بالاضطراب ، وأُسيد كانت عيناه تتساؤل ببفضول عن ذلك الصوت ، اما ريان فكانت قِسمات وجهه تنم عن دهشة ممتزجة بالتلهف لعلمه الجيد لذلك الصوت المألوف عليه ................... _يتبع............. نقرأ الفاتحة يلا كلنا ياجماعة على أكرم من اللى هيعمله ولاد عيلة الصاوى فيه?? #ندى_محمود
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD