الفصل الأول

2984 Words
تجلس نور في غرفتها في إحدى المصحات النفسية، شاردة الذهن تفكر فيما مضي لها من عذاب والم، لقد مضيت داخل المصحه أكثر من ستة شهور، فقد ساءت حالتها النفسية بعد أن تعرضت لكل الضغوض النفسية، من خلال ماعانت منه في حب من لا يرحم... وتوعدت له أن تذيقه من عذاب الحب الواناً... فنتبهت من شرودها على دقات باب غرفتها، لتجد أن الطارق طبيبها الخاص " هادي" فهو اسم علي مسمي دكتور.. عاني مع نور في رحله علاجها كثيرا، فنور بنت رقيقة جدا، مرهفة الأحاسيس، محبه للحياة، كلها همه ونشاط، كل ذنبها إنها عشقت من لا يستحق حبها.. فذاقت من العذاب ما يكفي لأن وصل بها الحال إلى هنا، فقد اصيبت بانهيار عصبي حاد أدى إلى اكتئابها لفترة طويلة، لا تتحدث مع أحد ولا تشعر باي أحد ، لقد حاول كثيرا معها أن يجعلها تتحدث معه؛ لكنها كانت لا تشعر به، فلم ييأس يومً، فاتبع معها أسلوباً أن يكون هو المتحدث وهي المستمعه، فبقي على هذا الحال لمدة أكثر من ستة شهور، فقد تكلم عن نفسه، وعن كل شيء يخصه، فهو دكتور مخضرم كبير في السن طيب القلب، صبور أحب نور وتعاطف معها كأنها ابنته، ومر بهم الحال إلى أن حدث شئ جعلها تنطق لأول مرة...حين نطق اسم معذب قلبها "إيهاب" فصرخت بكل ما أوتيت من قوة لترفض مقابلته فهو من جرح قلبها بغروره وكبرياءه... فأعلنت عليه العصيان.... فحاول "هادي" تهدئتها لتتحدث معه لأول مرة عن سبب الامها لتروي لنا نور حكايتها بكل تفاصيلها في نفس صباح اليوم هادي ينظر لها وعلى وجه ابتسامه صافيه، ثم يقول : - صباح الخير ازي مريضتنا النهاردة؟ نور تجلس على اريكتها، ثم التفتت له ونظرت له بنظرة كئيبه وحزينه ترد قائله : - الحمد لله يادكتور على كل حال. هادي بنفس ابتسامته يقول : - لا أحسن كتير جدا إحنا كنا فين وبقينا فين، ده أنا تعبت من كتر ما بكلم نفسي، وانتي ولا هنا خالص؟ نور ترد بنبرة حزينه : - سامحني يادكتور، أنا فعلا تعبتك كتير اووي، لكن كان غصب عني والله مكنتش قادرة اتكلم؛ صوتي كان محبوس جوايا مش راضي يطلع. هادي يربت على كفيها ثم يقول : - ولا يهمك، أنا دلوقتي عايز اسمعك، أنا اتكلمت كتير وجه الوقت اللي أكون مستمع وأنتي اللي تتكلمي... ها عندك استعداد تتكلمي؟ ولا نأجلها شوية كمان؟ نور تنظر له بدموع باكيه ونبره مخنوقه تقول : - لا أنا عايزة أتكلم، تعبت من كتر ما أنا مش قادرة أطلع اللي جوايا خلاص تعبت وعايزة افضفض، تحب نبدأ منين؟ هادي بنظرة تشوق لحديثها وباهتمام شديد يقول : - زي ما تحبي ابداي، مكان ما أنتي عايزة أنا هنا عشان اسمعك،،، أنا جاهز وكلي اذانُُ صاغيه، ثواني اشغل الكاست ونبدأ أول جلسات علاجنا مع بعض، أول ما تحسي إنك تعبتي وقفي يانور على طول، أنا مش عايز اتعبك خالص، لكن قبل اي حاجه ياريت تاخدي القرص ده، هيساعدك إنك تكوني هاديه وريلا** خالص، وهيهدي اعصابك، وتخليكي تحكي هاديه خالص اتفضلي فلاش باك - أنا أسمى نور زين الدين، وحيده مليش اخوات، والدي بيشتغل عازف في فرقة موسيقيه لأحد المطربين، ووالدتي ست بيت بسيطة، كبرت ونشأت على حب الموسيقى في بيتنا دايماً كل يوم سهر، ومعتادة إني أشوف ممكن أحد المطربين لما بابا كان بياخدني وأنا صغيرة معاه الشغل، حبيت الجو اووي، ومع مرور السنين اكتشف بابا فيا أن صوتي حلو، لكن مرديش أبدا يلفت انتباهي لده، خاف عليا من الوسط، لكن اللي ميعرفهوش عني إني كنت بعشقه عشان بيقربني من معشوقي المفضل إيهاب عمر اللي عشقته منذ صغري، كل يوم افتح عيني على صورته محوطاني في كل مكان في حجرتي، على دولابي، وعلى الحيطان، اصبح عليه، وامسي عليه، تعبت جدا عقبال ما عرفت رقم فون منزله، كانت كل هوايتي وسعادتي إني أسمع صوته في الانسر ماشين وهو يردد"اسف أنا غير موجود بالمنزل الآن اترك رسالتك وسوف اعاود الإتصال بك عند عودتي.. إيهاب عمر" يالها من فرحة لما أسمع صوته كنت بسيب رسالات كتير اوووي، احكي له عن مدى إعجابي وحبي له، لدرجة أنه ممكن كان اي حد يسميني مجنونة إيهاب ، وكنت ببعت له رسايل كتير أطلب منه صورة، وفي يوم فوجئت بساعي البريد ينادي على اسمي... نور زين الدين. فجريت بسرعه على الشرفه اشوفه، وكان الرعب ميسطر عليا، وكانت المفاجأة! إيهاب بعت صورة ليا....! ااااه كان يوم من أسعد أيام حياتي، بقيت اقفز في الهواء واردد.. "ايهاب رد عليا" ... ايهاب بعتلي صورة"... واصرخ واطقطق من السعادة ليرد عليا والدي قائلا : _ يابنتي ياحببتي مش هو اللي بيبعتلك؛ مدير اعماله هو المسؤول عن الرد على الرسايل، والمكالمات، والحفلات، وينظمله كل حاجة تخصه. وفي اللحظة دي تلألأت عيني بفكرة زرعتها أمامي؛ وهي إني أصبح مديرة اعماله في يوم من الايام، لاتمتع بقربه، وامتع عيني لترتوي من رؤيته...اه من قلب عاشق متيم بحبه برغم الفارق السني ، والاجتماعي بيننا ، لكن قررت إني أتحدي كل الظروف والعقابات حتي أوصل له، ولطريقي اللي بتمناه؛ وهو النعيم في جنة معشوقي.. وتمر الأيام وأصحى في يوم على خبر خطوبة "إيهاب" في كل المجلات، والجرائد اليومية، فصتدمت بالواقع المرير.. ياله من احساس قاصي، وآسي يادكتور.. احساس ان كل أحلامك بتتهد أمام عينك... أنا كنت وقتها سني صغير كنت في المرحله الثانوية، والفارق بينا حوالي ١٣عام بس أعمل إيه في قلبي.. برغم كل الحزن والالم، لكن اشتريت كل المجلات وكنت بقراها وعيني تنذف دما.،لكن ما باليد حيله، دعيت ربنا يوفقه ويسعده، والدي كان دايما يحاول بيعدني عن الوسط ده بس أنا كنت رافضة جدا.. كنت حاسه ان دي دنيتي اللي بحبها. وفي يوم بعد شهور طويله تجاوزت فيها حزني وبكائي عرفت انه فسخ الخطوبه.. فرحت جدا وتجدد الأمل مرة تانيه عندي "باك" هادي مقاطعها بفضول يقول : - أنتي كان عندك أمل أنه يحبك يانور، او حتى تتقابلوا مع بعض؟ نور بنظرةحب، مع حزن دفين تنظر له وتقول مردده له : - الامل عمري ما فقدته يا دكتور ابدا، كنت واثقه إني هقا**ه، ازاي معرفش؟ بس هنتقابل واخليه يحبني، ويعشقني زي ما بحبه، وياريتي ما اقابلته؟! هادي يضيق عينه، ويقبض حاجبه ويقول : - ياااه للدرجه دي، كملي ولا تعبتي؟! نور تزفر انفاسا عاليا وتتن*د بالم مردده : - لا هكملك ... أنا اللي تعبني سكوتي يادكتور،... المي النفسي أكبر بكتير من اللي عمله فيا "إيهاب" عشان كده هكملك..... زي ما قولتلك قررت إني أدرس إدارة أعمال؛ عشان اخد كورسات بعد كده في كيفيه إني ادير أعمال فنان وبالفعل اتخرجت من كليه التجارة قسم إدارة أعمال، ودرست كمبيوتر، ولغات. وثقفت نفسي جدا عشان أكون مطلوبه هادي يرفع حاجبه الأيسر باعجاب ويقول بأعجاب وفخر : - برافووو عليكي، شئ جميل أن الإنسان يعرف يحدد هدفه ويسعى للوصول إليه . تقاطعه نور وعلى وجهها نظرات من الأسى والندم قائله : - مش دايما يادكتور الهدف بيسعد صاحبة لما يتحقق؛ أوقات بيكون سبب في تعاسته والمه وجرحه. هادي مستفهما : إزاي مش فاهمك ياريت توضحي النقطة دي؟ نور وعلي وجهها علامات الحزن، تقول : - يعني أنا كنت فاهمه لما اتعب في دراستي، واشتغل الحاجه اللي حباها وهتوصلني لحبيبي هرتاح، واعيش سعيده، لكن اللي اتضح إني عشت عذاب والم، كنت فاكرة إني لما أكون قريبه منه هيحس بيا وبحبي، لكن اخد الموضوع بغرور، وعناد، جرح في القلب بينذف...... ت**ت نور لحظات ويظهر على وجهها التاثر لذكريات حزينه، وتلمع الدموع في عينيها ثم تكمل حديثها... - بعد ما خلصت كل الكورسات كان من السهل جدا إني أشتغل بحكم معارف والدي من الفنانيين، فتوسط لي عند مطربه مشهورة، بصراحة كنت سعيده بالعمل معاها ونجحت جدا، وصيتي ارتفع بين الفنانيين، والكل بيحاول ي**بني عشان أشتغل معاه، وامسك أعماله ، بس أنا كنت حابه المطربه اللي بشتغل معاها، وكنا أصحاب أكتر من العمل كمديرة أعمالها ،لحد ما جه يوم وقررت إنها تعتزل أنا حزنت جدا بصراحه لأني حبتها أوي ، ويمكن أعترف ليك يا دكتور إني نسيت أو بمعني أصح تناسيت فكره شغلي مع إيهاب، هي عوضتني بحاجات كتير كنت مفتقداها هادي يتدخل ليقاطعها متسائلا : - حاجات زي اية كنتي مفتقداها يانور وهي عوضتك عنها؟ نور موضحه : زي مثلا الأهتمام ، أنك تلاقي حد يفهمك، يسمعك، وأنت تسمعله، تكون أنت محور حياته كلها، يأخد برأيك قبل ما يتصرف في اي قرار، يعني ببساطة أنت اللي بتمشيله حياته كلها. هادي مفسرا لها : - يبقي كنتي حابه أن في حد معتمد عليكي، وميقدرش يستغني عنك، والقرار يكون قرارك أنتي في حياته. نور تمط إحدى شفتاه، وترفع كتفيها لأعلى ثم تقول : - يمكن منكرش إني حبيت ده فعلا، وعشقته أكتر لما جربته مع إيهاب. هادي باهتمام شديد لها يردد قائلا : - تمام وبعدين ايه اللي حصل؟ نور مكمله حديثها... بعد ما سبت الشغل فضلت فترة من غير شغل، كنت برفض أي عرض يتعرض عليا، مكنتش حابه أشتغل مع أي حد تاني غير إيهاب، كنت بتابع اخباره دايما كعادتي منذ صغري، أعرف كل كبيرة وصغيرة عنه، وده طبعا مكنش صعب بالنسبالي، واستمر حالي ده لفترة طويلة تعبت بصراحة عشان مكنتش لاقية نفسي في البيت، خصوصا إني مكنش ليا أصحاب كتير كلهم اصحاب عمل وبس، والدتي والدي حاولوا معايا كتير اقبل شغل عشان نفسيتي ترتاح واهدي شوية من العصبية اللي بقيت فيها، بس مكنتش عارفة أعمل ايه، لغاية في يوم عرفت خبر كان نقطة تحول في حياتي... هادي على وجه علامات الضيق يقول : - علي اد ما أنا مشتاق أعرف إيه اللي حصل، بس كفاية لحد هنا النهاردة ونكمل بكرة، عشان شكلك تعب. - نور بارهاق يبدو عليها : - ياريت يادكتور أنا فعلا مش قادرة أكمل . هادي ينهض ويغلق التسجيل ويأخذ متعلقاته، ثم يودعها مرددا : - تمام يانور هشوفك بكره في نفس المعاد، مع السلامه. نور تنظر له ببتسامه مصطنعه وتقول : - مع السلامة يادكتور يذهب د هادي إلى مكتبه لتفريغ مقابلته الأولى معها، بكل تركيز، وإذا بصديقه معتز يدلف إليه ببتسامته المعتاده ويقول له : - صباح الخير يادكتره، عامل ايه؟ معتز برغم صغر سنه لكنه قريب جدا لدكتور هادي الذي يعتبره اخ أكبر له، فيستشيره في كل أمور حياته الخاصة وغيرها حتى في بعض حالاته التي يعالجها، فهادي صديق للجميع ويحبونه كتيرا لطيبة قلبه وروحه المرحه" هادي يضع القلم جانبا، وينظر إليه مرددا : - صباح الخير يامعتز، يابني أنت كل مره كده تنسى تخبط على الباب ؟ معتز يضع يده على جبهته، ويض*بها ض*به خفيفه ثم يقول : - اخ نسيت يادكتره معلش، حقك عليا المره دي، بس أنت مالك منهمك اوي كده في ايه؟ هادي ينظر للورق الذي أمامه ، ثم يرد قائلا : - مفيش أنا كنت بس بفرغ أول حديث مع نور، أخيراً بدأت معاها النهاردة أول جلسات العلاج. معتز يتن*د ويقول : - ياااه اخيرا يا هادي اتكلمت وهتحكي؟! هادي بحزن وتنهيده عاليه مسحوبه بالم من أجلها يقول : - اخيرا يامعتز، شكل حكايتها ليها حكايه كبيره اووي، وشكلها عانت ياما في حبها معتز بحزن يرد : - ومين فينا متعذبش، وشاف من الحب والامه كتير ياهادي ياخويا هادي يشعر أن صديقه به شيء ما فينظر له مردد : - مالك يامعتز فيك ايه ياصاحبي، متخبيش عني؟ معتز ينظر له وعلى وجه الحزن يقول : - هيكون في اي غير نانسي، واللي بتعمله معايا؟ هادي يقترب منه ويقول له : - معلش أنت اللي عودتها على الدلع ده يامعتز، متجيش دلوقتي وتضايق منها، ومن اهملها ليك. معتز يستند على مكتبه ويضع يده على راسه ويتحدث مرددا : - عارف بس تعبت والله ياهادي، تعبت مش حاسه بيا خالص، ودايماََ مطالبها مش بتسكت، كل شويه عايزه عايزه وأنا خلاص زهقت. هادي ينظر له نظره شفقه وعطف، ثم يقول : - خلي نفسك طويل، وأهدى كده وسايس أمورك بالكلمه الحلوة كل حاجه تتحل بإذن الله. معتز يلتفت له ويقول : - هحاول ، أسيبك بقى عشان تكمل شغلك، وأنا اروح اكمل مرور على المرضى، سلام يادكتره هادي ببتسامه : سلام ياحبيبي وينصرف معتز، ويمسك هادي نظارته الطبيه، ويكمل ما بدأه، ولا يشعر بالوقت الذي أوشك على الإنتهاء، فأنهى ما كان يقوم به، وأخذ متعلقاته وانصرف إلى منزله، ثم بعد مضي ما يقرب من ساعه وصل إلى منزله، وقام بأخذ حماماََ، ثم ارتدي ملابسه وجهز غذاءه، وحدث نفسه مرددا : - اااه ياقلبي هتفضل لحد أمتى كده وحيد؟ عايش لوحدك من غير ونيس،؟ ولا جليس يأنس وحدتك، معرفش هفضل لحد كده أمتى عايش وحيد،؟ يارب هون عليا وحدتي وارزقني ببنت الحلال ثم يفوق من سرحانه، وينظر للطعام، ويتناول القليل منه، وينهض ويقوم بوضعه داخل المطبخ، ويذهب إلى غرفته، لياخذ قسطا من الراحه، فستند على فراشه وظل يفكر في مريضته الحزينه، حتى غفي في نومِِ عميق استيقظ هادي في موعده على صوت اله التنبيه خاصته، فنهض وتوجه إلى حمامه لياخذ حماما دافئاََ ليتوجه إلى عمله، في نشاط وتشوق لمعرفه المزيد عن حالة مريضته، وبعد حوالي ساعتين توجه إلى المشفى، ودلف إليها ، فوجدها تجلس أمام شرفتها ناظرة إلى حديقة المشفي شاردة في ذكرايتها كعادتها، وكانت تحدث نفسها مردده : كنت سرابا سرت اخطو وراءه سنوات، ونسجت من خيوط غرامك نسيجا من الرمال لاصنع بيتا يضمنا، نسكن به وننعم بشهد غرامنا، لكن مع اول ثوره للموج هدمت بيتنا... وهدمتني معه... فقد كان بيتا هشا، بدون اساس، نسجته من خيالي، كم حلمت به وتمنيت أن تسكن معي بداخله واستمتع بصراخ اولادنا بداخله... وأنت ياحبيبي من قضى عليه، فأنت من قمت بانهياره قبلي مع اول اختبار لك، لا تلموني.. بل لوم نفسك على ثوره غضبك، علي عدم ثقتك.. على الحب الذي كان بين يد*ك وأنت من تسببت في جراحه والامه... ولا تشعر بمن طرق باب غرفتها ودخل وإذا به دكتور هادي يلقي عليها تحيه الصباح ممسك بيده وردة حمراء تصر العين من جمالها ورائحتها الذكية مردد : هادي ببتسامه على وجهه يقول : -صباح الورد على عيون مريضتنا، إزيك النهاردة عامله ايه؟ نور... نور... أنا بنادي عليكي؟ نورانتبهت له ونظرت له نظرة شارده ثم قالت : - صباح الخير يا دكتور، آسفه كنت سرحانه محستش بيك خالص لما دخلت، ليه تعبت نفسك برضو كل يوم كده ورد على الصبح، والله مفيش داعي لتعبك كفايه مجهودك معايا. هادي بتمثيل الزعل يقول : - اولا مفيش تعب ولا حاجه دي وردة بقدمها لبنتي قبل ما تكون مريضتي اللي بعالجها، وكمان كنتي سرحانه في إيه بقي، ثانيا بقي هو أنا اشتكيتلك، ولا أنتي بتهربي مني النهاردة، ومش عايزة تكملي إيه الخبر اللي عرفتيه وغير مجري حياتك؟ نور تبتسم ابتسامة صافيه الأول مرة من شهور فإنها تحاول بقدر المستطاع أن تخرج من هذه الدوامه بأي وسيله كانت لترد عليه : - لا ابدا والله مش بهرب ولا حاجة، ده أنا حتى منتظرة حضرتك ساعة ما صحيت من النوم، أما سرحاني هيكون في مين غيره؟ هادي يجلس بالمعقد المجاور لها وينظر لها مرددا : - تمام ياستي يالا أنا سامعك ومركز معاكي كويس ومشغل التسجيل اهو اتفضلي ابداي. نور بتركيز تقول : - الخبر يادكتور كان أن مدير أعمال ايهاب سابه واستقيل لظروف خاصة برغم أنه كان عشرة طويله اوي معاه، وفي ناس كتير اوي عرضت على ايهاب تمسك مكانه لكنه كان متمسك بيه جدا، يمكن عشان فاهمه ومريحه، او لأنه راجل زيه مش عارفة، لكن اللي اعرفه كويس إني **مت اشتغل معاه... وطبعا بما إني كنت معروفه بشطارتي فكان سهل إني اقنعه بالشغل معاه، لكن الأصعب طلع إني أقنعه بنفسي واخليه يعشقني زي ما عشقته... وعند هذه اللحظة سقطت دمعه خائنه من عيونها حاولت كثيرا أن تغتالها؛ لكن فشلت وانتصرت عليها، و**تت بعض لحظات ليقاطعها هادى قائلا : هادي بنظرة قلق : -نور أنتي كويسة... لو تحبي نوقف مفيش مشكله نور تحاول أن ت**د وتتحدث بهدوء : - أنا كويسة متقلقش عليا يادكتور، دي دمعه خانتني غصب عني، بس حسيت ان نفسي صعبت عليا مش أكتر ، المهم قررت في يوم إني أحاول أعرف هو فين واقا**ه لكن فشلت، كانت مقابلته صعبه اوووي، دايما البودي جارد معاه مش بيسمحوا أن حد يتكلم معاه وكانوا فاكرني من المعجبين، فقررت أعمل محاوله مجنونة زي يا صابت ياخابت. هادي ينظر لها بأعين تائه ومتشوق لمعرفه المزيد : - وعملتي أية يامجنونة هانم؟ نور مبتسمه ثم تقول: - راقبته زي ظله وعرفت انه بيسجل في استديو اغنية جديدة، فروحت انتظرته لحد ما خلص تسجيل وكان في وقت متأخر ، وأول ما العربية اتحركت رميت نفسي عليها بس بحذر! هادي مستمع وعلامات الدهشه والتعجب عليه ليصرخ بها قائلا : - أنتي فعلا مجنونة، في حد يعمل كده؟ طيب افرضي السواق ماخدش باله كان ممكن تعرضي حياتك للخطر. نور بألم وحزن ترد : - حياتي كان ملهاش اي معني وأنا عايشة بتعذب في بعده. إيهاب كان حبه لعنه وصابتني لا أنا عارفه أقرب منه عشان يحس بيا؛ ولا قادره أنساه وابعد، فقررت أقرب ولو حتى كنت هموت يكفي إني هموت وهيكون هو آخر حاجه تشوفها عيوني، بس أنا كنت واخده بالي كويس ان العربية يادوب تلمسني، والحمدلله محلصش حاجة، أنا بس مثلت اني دايخه. هادي باطمئنان يرد : - طب الحمد لله إنك محصلكيش حاجة، وياتري رد فعل إيهاب كان اية؟ تضحك نور جدا حين تذكرت الحوار الذي دار بينهم، مما جعل هادي يتعجب لها ويستغرب جدا لتكمل له : "فلاش باك" - أنا اول ما لاقيت العربيه جايه عليا قربت منها أوي بحذر، السواق داس فرامل بسرعة، وسمعت إيهاب بيصرخ ويقول : إيهاب بخضه وفزع : - حاسب ياعم سيد خلي بالك من المجنونة دي هتودي نفسها في داهية وهتاخدنا معاها! عم سيد بأرتباك وتوتر يقول : - والله يا إيهاب باشا هي اللي طلعت قدامي كده مش عارف ازاي؟ ايهاب بتنهيده يأخذ نفس عميق ثم يقول : - أنا عارف ياعم سيد الحمدالله إنك فرملت في الوقت المناسب، أنزل لما نشوفها حصلها إيه المجنونة دي؟ يتوجه إيهاب وعم سيد إليها ليجدوها إنها فاقده للوعي، فيحاول إيهاب أن يفوقها ليصرخ ينادي عم سيد ليجلب له زجاجة عطر من السياره فتفوق تدريجيا نور على أحب صوت لقلبها وهو ينادي : إيهاب بنظرة قلق، وخوف : - يا انسه... يا انسه فوقي.. أنتي يابنتي فوقي الله يرضي عليكي؟ نور بتمثيل مصطنع تقول بتوهان : - أنا فين...؟ أنت مين...؟ اااه رجلي وجعاني! إيهاب بغضب وحده يقول : - في حد يعمل اللي عملتيه ده؟ نور بنظرة حب، وشوق له تقول : - مش ممكن أنت بجد هو...؟ معقول أنا مش بحلم...! لا أنت هو..؟ نفس صوتك،! نفس عيونك اللي بتسحر قلوب ملايين! إيهاب يض*ب كف على كف ثم يقول : - لا ده أنتي مجنونة رسمي، وهربانه من العباسية وجاية تقعي في قدري! نور بتحدي تنظر له وتقول : - فعلا أنا قدرك، وجيت لحد عندك، أنا نصيبك اللي ربنا شيلهولك من زمان! إيهاب يزفر انفاساََ غاضبه فيرد عليها بضيق قائلا : - صبرني يارب على ما بلتني... أنتي بس عايزة مني أية بس يا ستي؟ نور بحب تقول : -عايزة منك ؟ عايزة منك أغلى حاجة عندك! إيهاب يضم حاجبه وبوجه عابس يرد : وأية بقي هو ده اللي أغلى ما عندي وعايزاه؟ وهنا تتعب نور من تكمله حديثها لتعتذر من دكتور هادي على تكمله الحديث لتلقي به غدا في جلسه جديده، تكشف بها أسرار جديده بينها وبين محبوببها هادي: ماشي يانور زي ما تحبي، مع إني متشوق لمعرفه اية هي الحاجه اللي غاليه عند إيهاب وعايزاها؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD