فنُّ الحيَاة |٠٠
تمخضت ظلمة الليل و أنجبتني بعد أن خاضت في غمار علاقة قاسية مع برد ديسمبر .
لفتني بين طيات الرياح التي أسقمت روحي و جردتني من نفسي فتقهقرت من عرجون الخطيئة و سقطت على أشواك الحقد التي غرست فيّ ، كلّ يسطع نجمه حين تخترقه أنفاس الحياة و انا رفعت رأسي لأجد ليليث تحتلّني
أنا أنثى تهوى فضح الحقيقة المنمقة أمام العيان ، لا تخشى عهر الزمان و لا ترضى بالذل و الهوان . لكنَّ قَـلبَهَـا لرَجُلٍ يَقسو في الحُبِّ مَـاثِلٌ و في دَامُـوسِ مُقلَـتيه هَـائمٌ. إذَا جَـفَـاني خِلتُ أنَّ العُمـرَ من دُونِـه فانٍ و الهَلَـاكَ منِّـي دَانٍ ، قد خُضتُ في لُجَجِ الهَوَى و ما بيننَا حَـائلٌ و أقمتُ في حُبِّـه الدَّائم فخِلتُ أنِّـي إستَوطننتُ أعَـاليَ الجِـنَان و سُقيتُ من كَلفه صافيَة الدِّنَـان
إشتَدَّ شَـوقِي لك وقَـتَلنِي ، و سَرَى عشقُكـ فيَّ و خَدَّرَنِي ... إنِّـي رَوَّضتُ قلبِي على الغِلظ فَغَدَرَنِي و حينَ دَبَّ فيه نَسيم حُبِّكَ دَعَـانِي بدَقٍّ رَنَّـان و ليسَ الإنصيَاع من شَـانِي فَهل أتبعُ لحنَ الهَوى و الأمَـانِي أم أمِيلُ للعَقلِ الذِّي بالمَوعظَة نَـهَـانِي
جونغكوك ويليامز
[ الأستاذ البارد ]
" و لَمَّـا قُلتُ إنَّـه البَدرُ ضِيَـاء ، قَـاطَعنِي البَدرُ و قَـال حَـاشَى لو ضَاهيته بَـهَـاء"
إن كَـانَ إذَا عَبدَ الجَسدَ إتَّـخَذ الأوثَـان منهَـاجَا كنَّـا زدنَـا و إرتَكَـبنَا في عُقره الآثاما ، رَاقبتُ حَمَـامًا حَطَّ عندَ شوَاطِئه رَاغِبَا في السَّلام فكَسره المَوجُ أسقَـامًا و جَرَفه فلا تنفَع عندِه المَلامة و لا يَحنُو قَلبِه و لو غَمَره الصَّبو و المرَامَة . و إنَّـه و لو رأَى في تِمثَالهَـا الجَمَـال ما اعتَرفَ أنَّه نِتَاجٌ لفَتِـيل يُلهِبُ مُهجَـتَه غَرَامًا
" لَـا تُغوِيني بل أسكِريـنِي ، سَـآتِيكي رَاغِبًا فإحتَوِيني ، و عَلَى أبيَـاتِ الوَجدِ علِّـقيني ، و بِلَمسَة شَغَفٍ لاقـينِي ... إن إمتَـنَعتُ عنكِ في الرَّغبَـة نَـافسِيني و إن صددتكِ دُسِّيـنِي إلى صَدرِكِ أستَنشِقُ نَعِـيمًـا في المُرَاوَغَـة يُنسِيني ، إنِّـي رأيتُ فيك عُسلُوجًا طَريًّا يُغرِينِـي و كُلَّـمَا إهتَزَّ قَـوَامُك للجَوَى يهدِينِـي "
إيفا سميث
[من نسل إبليس]
" إن كان إبليس ذكرا فأنا أنثاه و إن كان الشر نزعة فأنا معناه "
إنِّـي مَـا أملِكُ من طَرف اللِّسَـان حَلاوَة و لَـا من سحر النَّـظَرَات سَلاسَة ، الحَيَاة لم تمنَحنِي السَّـعَادَة بل أغدَقَت عَليَّ التَّعَـاسَة و وَفَّـرت لي كُلَّ الظُروف و العَوَامل الملائمَة لأتَيَـبَّس . جَفّـت المَقَائي بعد دَهر من الهَجرِ و المآسِي و بَـات من الصَّعب رسمُ الفَرحَة على من فَـاقت صلابته الجِبَـال الرَّوَاسي
هـيونجِـين وينسليت
[الخليل الفاسد]
قد كُـنتُ لَـهَـا الصَّـاحِب و الأنِيسَ ، وَجَدتهَـا لمَّا ضِقتُ ذَرعًا بالحَـياة و ضَاقَت سُبُـلهَـا في وَجهِي . وَلَجتُ جَوَّهَـا القَـاتِمَ فأضفَت نُونَين بعدَ جيمِ الجَلَـد و قَبل هَاء الهَوَادَة ، فإن تَسألنِي كَيفَ أنتَ صَبور عَـلى مَشَـاكَستهَا أقُل إنِّي من عُشَّـاق الشَّـمس حينَ تطلعُ و حِينَ تغرُبُ و حينَ تُغَـافلنَا و تختَفي خَلفَ السَّـحَاب و إنِّي لحَريص عَلى رسمِ بَسمَة إنتَشَلهَا الزَّمَـن من سَمَـاء ثَغرهَـا