الفصل السادس عشر
جلس أمير على طاولة الطعام بغضب لوجود عا** يجلس معهم فهو كان يرفض تناول الطعام معه لولا أن أمل أصرت عليه أن يفعل حتى لا تحزن والدته ..أمسكت أمل بيده تحت الطاولة لتهدئه و تحاول إلهائه عن ذلك المستفز الجالس أمامه يتعمد إغضابه من وقت لآخر لا تعرف إلى ما يريد إيصاله إليه ..” حبيبي أمير أريد الذهاب معك اليوم للشركة ما رأيك فأنا لم أذهب إلى هناك من قبل و أريد التعرف على مكان عملك هل ستأخذني “
نظر إليها بتعجب فهو ألح عليها مرارا لتأتي و لكنها لم تفعل متحججه أنه لا شيء لتراه أو تفعله هناك و لا داعي لذهابها لم الآن تريد الذهاب أجاب أمير و هو ينظر لعا** بضيق ..” حسنا حبيبتي و لكن ليس اليوم فلدي عمل كثير لقد اكتشفت أغلاط كثيرة و سرقات حاول أحدهم إخفائها بكل خبث و لكني اكتشفتها لسوء حظه و ما هى إلا أيام و سأدله على مكان زنزانته التي سيعيش فيها بعيداً عنا “
قال عا** بخبث و قد فهم تلميحاته فهو لن يستطيع فعل شيء فهو متأكد أن الأمور بخير و هو بعيد عن مص*ر الشبهات ..” لم تخبرني أمير كيف تزوجت.. و متى..؟ و لد*ك طفل أيضاً ..!كم عمره الآن ..؟ كل ما أعلمه أنك خطيب لدارين هادي.. فماذا حدث لها هل تركتها أم ستتزوجان قريبًا كما يقول والدها في كل مكان يذهب إليه.. أم أنك ستتزوجها على زوجتك و يكون لد*ك اثنتان معك حق تتمسك بكلتاهما فواحدة سمراء و الأخرى بيضاء ناصعة. هووه هووه ستكون مدلل من كلتاهما مؤكد “..؟!
شعرت أمل بالألم لحديثه فهى تعلم أن زوجها لم يترك خطيبته بعد متعللا أنه لم يجد وقتا ملائما بعد لينهي الأمر معها و يعلمها بانتهاء خطبتهم ..نهضت أمل مغمغمه بصوت خافت ..” عن إذنكما سأذهب لأرى باسم “
صعدت لغرفتها تحت نظرات رين الحانقة من عا** و أمير الغاضب مما قاله أمامها نهض بدور و ألقى بمنديله على الطاولة بعنف ليذهب خلف زوجته التفتت إليه رين بغضب قائلة ..” الن تكف عن بث سمومك في أذن ولدي و زوجته .. أنا أحذرك عا** إن لم تبتعد عنهم رأيت مني ما لا يسرك و ستجد أحدهم يساعد أمير على كشف من هو خلف الاختلاسات في الشركة خلال عامين اختفائه فلا تدفع بحظك كثيرا “
سألها بمكر غير عابئ لغضبها ..” الن تخبريني كيف تزوجها على الأقل. ربما كانت كاذبة من أين لك أن تتأكدي أنها زوجته و ليست مدعيه و ربما طفلها هذا ليس طفله حقاً ربما ...“
قاطعته رين بغضب ..” أ**ت أ**ت عا** و إياك أن تتفوه بهكذا ترهات أمام أمير و إلا قتلك هل سمعت و الآن تمتع بطعامك وحدك أتمنى أن يقف في حلقك لتختنق به و تريحنا منك “
تركته صاعده للأعلى خلف ابنها و زوجته و هو ينظر لذهابها بمكر يعرف كيف يدير لعبته الجديدة ...
★
اتجهت رين لغرفة باسم لترى هل أمل معه.. فلم تجدها. فجلست جواره تنتظر قدومها إليه فهى تعلم أن أمير معها الآن .. تعلم رين أن كل ما يريده عا** هو المال و يريد أن يصل إليه بأي طريقة و إذا كان إبعاد أمل عن أمير سيساعد في مخططه سيفعل كل ما تتمناه فقط أن تنتبه أمل لما يريد فعله بهم و لا تعطيه فرصة لذلك ..هى تعلم أن عا** لديه شك أو دليل على أن أمير كان فاقد الذاكرة حين تزوج و لكنهم لم يؤكدا له الأمر أو ينفونه ليشعر بالتشتت و لأنه لم يرى باسم بعد فلديه شك في الأمر و يعمد إلى التشكيك في أمل أمامها و التسبب بالشقاق بينها و أمير بذكر دارين ..كانت و أمل قد بدأ خطتهم في الإيقاع بعا** بداً بإبلاغ الشرطة سرا بدون علم أمير أو أحد أخبرا الضابط المسؤول عن كل ما حدث منذ عامين و إلى الفيلم الذي شاهدته رين لولدها و هو يض*ب و السرقات التي تحدث في الشركة لمزيد في إدانة عا** فأخذت الشرطة الحيطة و قامت بزرع كاميرات مراقبة في جميع أرجاء المنزل عدا غرفة أمير و غرفة رين و أجهزة تصنت ليتابعوا ما يحدث هناك و كانت غرفة الصغير من ضمن خطتهم حماية للصغير كل ذلك تم دون علم أمير و قبل مجيء عا** للمنزل و ذهاب أمل و أمير لمنزلهم القديم ..
من وقتها و هى تحاول معه لتوقعه في الحديث و لكنه دوماً حريص على عدم البوح بأي شيء مما فعل أو حتى الإشارة إلى ما فعله حتى بدأت تيأس من الأمر و تظن أنه على علم بوجود الكاميرات و أجهزة التنصت لذلك يحرص على عدم الحديث ..ويوما بعد يوم يزيد استفزازه لأمير و اغضابه لها حتى باتت لا تستطع تحمله .. كانت دوماً تجعل البيت يعج بالزائرين حتى لا تترك له مجال أخذ راحته في المنزل فكانت تأتي زينب و والولدين و أسيا و عمار حتى دكتور سليم كان يأتي من وقت لآخر لرؤية أمل و الصغير و التحدث مع أمير فكان يتقرب منه يوماً بعد يوم و يتعاملان كأب و ابنه مما أسعد رين و أمل لوجود داعم في حياة أمير يعتمد عليه غيرهم... و السيدة ذكرى التي أصبحت صديقة مقربة من رين كل ذلك فقط حرصا لتحيط أمير بدروع حماية من ذلك المبتز عا** حتى يعلم أن ولدها لم يعد وحيداً بعد الآن ...تململ الصغير في فراشه فنهضت رين لتحمله باسمة مرحبة بحنان ..” أهلاً بك باسمي ..هل أنت جائع ..“؟ فأص*ر الصغير صوت فرح فقالت ضاحكة ..” حسنا سأحضر لك الطعام فوالدتك غاضبة من أبيك الآن و هو يحاول إرضائها ..هل تأتي معي للأسفل ..“؟؟
تذكرت رين وجود عا** فعادت و وضعت باسم في فراشه مرة أخرى قائلة ..” فلتنتظر هنا عزيزي ريثما أحضر طعامك “
أص*ر باسم صوت تذمر فأعطت له رين لعبة تص*ر صوتاً ليلهو بها ريثما تعود قائلة ..” أبقى هادئ صغيري حتى لا يراك أو يسمعك الوحش بالأسفل و أنا سأتي بطعامك “
خرجت رين و لم تنتبه للعيون المتلصصة في الغرفة المقابلة و التي ما أن رحلت رين حتى دلف صاحب العينان للغرفة لتنظر للصغير بخبث ...
***** *****
أزاحت يده بغضب عن جسدها و هى تقول بحرقة ..” أتركني أمير الآن أرجوك فأنا لست بحالة تسمح بسماع حديث أو ملامسة منك “
أمسك بجسدها بقوة يديرها لتنظر إليه قائلاً ..” أنظرى إلي أماني “
أغمضت عينيها بقوة فانحنى يقبل عنقها قائلاً ..” أنظرى إلي حبيبتي “
فتحت عينيها تنظر إليه بألم و عتاب ف*نهد بحزن قائلاً..” أسف لم أنهي الأمر للأن لأشياء كثيرة .. أولاً لأني لم أكن أعرفك عندما علمت أننا زوجان و كنت فقط أحتاج درع حماية منك و دارين كانت هذا الدرع الذي أحتمي خلفه من مشاعري تجاهك “
نظرت إليه بغضب تتنفس بقوة فقال مكملا ..” ثانياً تناسيت الأمر عندما غرقت بك لأذني و لم أعد أعرف ليلي من نهاري و أنا أتقرب منك “
فزمت شفتيها بضيق فأكمل بقلق ..” ثالثاً عند عودة عا** و قلقي مما سوف يحدث بعودته لحياتنا و هكذا كلما فكرت بإنهاء الأمر يحدث شيء يمنعني من ذلك “
أدارت وجهها بعيداً عنه تنظر أمامها ب**ت فأدار وجهها مرة أخرى ينظر في عينيها بقلق يسألها ..” الن تقولي شيئاً “
قالت بألم و هى تبكي ب**ت ..” ماذا تريدني أن أقول ..أتركها أمير و أخيرك بيننا أن لم تتركها ..“ أغمضت عينيها بألم و أكملت ..” أن لم تتركها للأن فأنت تحبها فلا تكذب علي بأعذار واهيه فأنا رأيتك كيف كنت تقبلها ..“ ثم أكملت بسخرية ..” أم نسيت يحق لي الزواج بأربع ربما هذا الرجل معه حق فيما قال “
أمسك وجهها بقبضة حديدية جعلتها تتألم و هو يقول بغضب ..” كفى غباء منك أماني أنا لا أحب غيرك و لن أحب غيرك هل تسمعين “
قاطعته بحرقة ..” ربما باسل هكذا أما أمير فلا أعرف لا أعرف “
أنهت حديثها بصراخ جعلته يشتعل غضبا و هو يقول ..” نحن الشخص نفسه أماني أنصتي إلي حبيبتي ..أعدك أن أنهي الأمر في أقرب فرصة صدقيني ..و الآن أريد أن أرى ابتسامتك فقد اشتقت إليها منذ عودتنا لهنا لم أرها و كأنك تركتها هناك في منزلنا القديم “
شعرت بالحنين لهناك فقالت برجاء ..” لم لا نذهب هناك يومين فقط لنبتعد من هنا و نريح أعصابنا من التوتر السائد هنا .. فأنا اشتقت إليك أميري فمنذ عودتنا و أنا أراك متصلب متحفز و كأنك تنتظر حدوث شيء سيء “
**تت تنتظر إجابته مفكرة أنها ستكون فرصة مناسبة لرين لتتصرف مع هذا الحقير ربما استطاعت أن تجعله يتحدث و هما بعيداً عن المنزل ..أومأ أمير برأسه موافقا ..” حسنا حبيبتي لك ذلك ما رأيك بالغد فلنذهب غداً فقد اشتقت حقاً للولدين و الحديث مع عمار و رؤية محمود الصغير “
تعلقت أمل بعنقه و هى تقبله بجنون ..” شكراً لك شكراً لك حبيبي سأحضر كل شيء للذهاب و سأخبر أمي “
خرجت أمل مسرعة تتجه لغرفة باسم فهى تعلم أن رين دوماً ما تمكث معه و ايضاً لتحادثها فيما تريدها أن تفعل حتى تجد فرصة مناسبة مع ذلك البغيض ....
*********
دلفت أمل لغرفة باسم لتجده يقف هناك يشرف على سرير الصغير ينظر إليه بحقد فصرخت برعب و هى تسرع لتأخذ طفلها من أمامه قائلة ..
” أنت ماذا تفعل هنا هيا أخرج من غرفة صغيري كيف أتيت لهنا من سمح لك بالدخول “
أبتسم عا** بخبث و قال مجيبا بتحذير ..” أهدئي يا قطة حتى لا تفزعين الصبي بصراخك “ فأكمل بصوت كالفحيح ...” أنه يشبه أمير كثيرا إذن فهو طفله حقاً رغم أني توقعت غير ذلك “
ض*ب قبضتيه ببعضهما قائلاً بندم ..” يالها من فرصة ضائعة ذلك اليوم في المشفى لولا تلك الغ*ية التي كانت تمر هناك في ذلك الوقت لأنهيت الأمر.. و عندها قررت البقاء بعيداً لفترة ..و عندما عدت كان قد أختفى و هؤلاء الأغ*ياء لم يستطيعا الوصول لمكانه أو حتى إسمه فذلك المشفى متشدد للغاية و لا يقبل العاملين به المال مقابل الحديث يالهم من حفنة من الأغ*ياء “
أتسعت عيني أمل برعب يا إلهي هذا الرجل حاول قتل زوجها و كان يبحث عنه أيضاً فقالت متسأله ..” ماذا تقصد بحديثك هذا ماذا فعلت في ذلك اليوم “
دنا منها عا** فتراجعت برعب و هى تضم باسم بقوة لص*رها تحميه فقال بصوت خافت لم تكد تسمعه و هو يتحدث من بين أسنانه بغيظ
” أنا لم أفعل شيء فقط قمت بزيارة قصيرة له فكاد أن يختنق و هو يقاوم يدي ليزيحها من على وجهه كان ينظر إلي و كأنه يتسأل لما أفعل به هذا .. و عندها علمت أنه لم يعرفني .. نعم أيتها الحمقاء أعرف أنه كان فاقد الذاكرة و أنت و حماتك المصون تتخيلان أني غ*ي و لم أعرف بذلك “
صدمت أمل لسماع حديثه و هى تتذكر ذلك الوقت عندما أخبرتها ذكرى أن الطبيب وجده ينزف إذا كان يحاول قتله حقاً لقد وجده إذن “
صرخت أمل بهستيريا ..” أنت ماذا تريد منه ماذا تريد منا أبتعد عنا و إلا أقسم أن أقتلك أيها الو*د عديم الرحمة “
قال بغضب صارخا ..” أريد مالي مال أبي الذي سرقه والده و هو من بعده “
أجابته أمل غاضبة فهذا الرجل يصر أن له مال و لا يصدق أن والده قد أفلس قبل موته و أن فاروق قد أعاد كل شيء كرمة لوالده فقط ..
” ليس لك مال لقد أفلس أبيك قبل موته ألا تفهم “
قال عا** ساخرا ..” هل هذا ما أخبرتك به حماتك العزيزة أنت حقاً فتاة ساذجة و حمقاء “
كانت أمل تتلفت حولها في الغرفة تنظر لموضع كاميرات المراقبة و أجهزة التنصت داعيه الله أن تكون الشرطة قد انتبهت للأمر و سيأتون لنجدتهم ..عقد عا** حاجبيه بشك سائلا ..” إلى ما تنظرين يا امرأة “
ارتبكت أمل و هى تتقهقر للخلف مبتعدة ..” لا شيء لا أنظر لشيء “
حاولت التوجه إلى الباب عندما وقف أمامها يسُد عليها الطريق و هو يدنو منها بغضب فصرخت أمل بذعر مستنجدة ..” أمير ..أمير... أمي “
هجم عليها عا** يحاول نزع باسم بالقوة من بين ذراعيها و هو يصرخ بها ..” ماذا تخفين أيتها اللعينة أجبيني “
نزع باسم من يدها بعد أن تسبب في جرحها و هو يزيح يدها عن الصغير بعنف ..كان يعيد سؤاله مرة أخرى قائلاً ..” ماذا تخفين عني أنطقي وإلا قتلته “ في نفس الوقت الذي أندفع به أمير للغرفة ليرى زوجته تبكي و عا** يقبض على ولده بجنون و باسم يبكي و يصرخ من الفزع ..أتت رين مسرعة لترى ماذا يحدث ظنت أن أمل تتشاجر مع أمير عندما رأت عا** يمسك بباسم صرخت هاتفه و زجاجة الحليب تقع من يدها ” حفيدي أتركه عا** هل جننت أترك الصغير “
أقترب منه أمير فأوقفه عا** غاضبا ..” قف مكانك و إلا **رت عنقه بيدي لا يهمني فقد سبق و فعلت مع جده من قبل و كدت أنجح مع والده “
أتسعت عيني أمير و أمل بذهول و سقطت رين أرضاً من الصدمة ذاهلة مما تسمع زوجها زوجها قتل و لم يكن حادثاً ..أشار عا** لأمير أن يتنحى بعيداً عن الباب قائلاً بغل ...” تنحى جانباً و إلا “
لم يكمل عا** جملته و أمير مازال على ذهوله من ما سمع عمه عمه هو من قتل أبيه و حاول قتله ..لم يكن يكتفي بسرقتهم و ابتزازهم فقط بل قتل والده و حاول قتله و يريد قتل ابنه..! قال أمير بقوة و هو يدنو منه ببطء محذرا ..
” أعدك أعدك عمي أن تركت طفلي يعود لوالدته الآن ستبقى على قيد الحياة لتحاكم و هذا تحذيري لك أترك طفلي أفضل لك و لحياتك و سأسمح لك بالخروج من هذا المنزل على قدميك .“
ضحك عا** بجنون و هو يقول ..” أخف*ني يا ابن أخي أنا لن أخسر شيئاً بعد الآن هل تظنان أني سأنجو من حبل المشنقة و لكني لن أدعكم تحيون بسلام قبل أن أموت سأحرق قلبكم على ولدكم هذا سأقتله لأحرق قلبك و قلب جدته الغالية تلك التي لم تقبل بي زوجا يوماً ..عندما أتيت لتساعدني على السفر منذ سنوات طويلة فعلت ذلك مسرعة لتتخلص مني فقط ..هل تظنين أني لم أكن أعلم ذلك ؟ يالك من امرأة غ*ية هل تظنين أني ابتعدت بسفري لا ..لقد كنت دوماً أرسل لزوجك لطلب المال... المال الذي سرقه من أبي و أستولى عليه. هل كنت تظنين أني أعمل خارجا لأعيش ..“
ضحك بسخرية ..” لولا زوجك اللعين هذا ما حدث شيء من كل ذلك لو أعطاني حصتي من مال أبي ..ما أفسدت مكابح سيارته “
كان يتحدث بهستيريا تحت نظراتهم المذهولة و علامات الجنون تظهر على وجهه ..
******************※