الفصل الثاني دخلت أمل إلى المشفى في الصباح باسمة مرحبة بكل من يقا**ها في طريقها للداخل عندما قابلت السيدة ذكرى في طريقها تقف عاقدة ذراعيها أمام ص*رها بحنق و هى تقول بتوبيخ ..” أمل لا تضيعي وقتك بالسلام و الصباح على الكل و كفى تضيع وقتك و أذهبي لبدء عملك “ هزت رأسها موافقة و قالت بخجل ..” حسنا سيدتي الرئيسة سأذهب أنا أسفة “ اندفعت لتغادر عندما أوقفها صوت الرئيسة و هى تخبرها قبل أن تنصرف ..” أمل مريض الحجرة السابعة مسئول منك ستتابعين حالته و موعد دواءه مع الطبيب المعالج هل فهمت “ قالت أمل تجيبها باهتمام فهو مريض أمس الذي وجدوه بعض الناس ملقى في الصحراء ..” حسنا سيدتي سأهتم به هل أذهب الآن “ أشارت السيدة ذكرى لها لتنصرف و هى تكمل قبل أن ترحل ..” الصغير مراد سأل عنك منذ قليل أذهبي إليه أولا “ أومأت برأسها و هى تنصرف لبدء مهام عملها لليوم و الاعتناء بالمرضى الموجودين في قسمها و هى مسؤولة عنهم و الاهتمام بموعد دوائهم و مساعدتهم على الراحة بعد أن قامت بالمرور على مرضاها دلفت لغرفته وجدته كما تركته أمس كانت قدمه اليسرى معلقة على حامل و ذراعه مجبر و معلق في حامل حول عنقه بعد أن جبرهما الطبيب أمس كان عاري الص*ر متصل بجسده عدة أسلاك لتقيس ضغطه و دقات قلبه و كان مكان الطعنتين قد ضمد بضماد صغير حتى يسهل تغيره وقت الحاجة كان رأسه حليق بعد أن قص الطبيب شعره حتى يسهل معالجة جرح رأسه الذي أخذ عشر قطب كان وجهه ملئ بالكدمات شاحبا من كثرة ما فقد من دماء اقتربت منه تنظر لانتظام الإشارات على الأجهزة التي تراقب وضعه الصحي بانتظام الأصوات التي تص*ر عنها دنت منه تتطلع لملامح وجهه عن قرب كانت ذقنه القصير تذيد ملامحه غموضا مع كدماته تظن أنه سائح ما أتى لهنا و تعرض للهجوم فملامحه لا تدل على أنه مصري أو عربي حتى ب*عره الأشقر و بشرته البيضاء المشرئبة بحمره و لون عينيه الزرقاء التي رأتها أمس عندما عاينه الطبيب قبل أن يرحل و رغم كل تلك الكدمات في وجهه هى تظن أنه أوسم رجل رأته في حياتها ليس لبشرته البيضاء و لا لزرقة عينيه و لكنه فقط هناك من نظنه جميل الملامح رغم أنه يمكن أن تكون ملامحه عادية و من نراه ق**حا رغم وسامة ملامحه أنه شعور نشعر به و ارتياح للشخص أمامك و لكن هذا الرجل جمع بين الإثنين وسامة ملامحه و ارتياحها إليه ..أستمرت أمل بالاهتمام به مع باقي المرضى المسؤولة عنهم و لكنها دوماً ما كانت تبقيه في أخر قائمتها حتى تجلس معه أكبر فترة ممكنه قبل أن ترحل ..مر أسبوع و لم يستفق أو يتحرك فشعرت بالقلق رغم مرور الطبيب و معاينته و تأكيده أن حالته الصحية مستقرة و لا خطر على حياته ..كانت تعود للمنزل و تخبر والدتها بما تمر به في يومها بالعمل و كانت قد أخبرتها عن ذلك الرجل و ما حدث له و أنهم لا يعلمون هويته و لا أحد قد بحث عنه و لا تظهر ملامحه بوضوح حتى تعلن الشرطة عن اختفائه أو يأتي أحد للإبلاغ بأنه مفقود ... كانت عائدة للمنزل بعد يوم عمل مرهق فقد أتى اليوم للمشفى حادث سيارتين و قد ظلت معظم الوقت في غرفة العمليات بما أنها تعمل في قسم الجراحة فقد كانوا يحتاجون لكل يد عاملة اليوم تشكر الله أنهم لم يفقدوا أحدا من المرضى الآتين في الحادث اليوم و رغم ذلك مرت لتره قبل أن تذهب إلى المنزل كانت تسير مسرعة عندما أوقفها مازن قائلاً ..” مساء الخير أمل كيف حالك “ عقدت حاجبيها و شعرت بالضيق منه فهو رغم أخبارها له الا يتحدث معها في الطريق إلا أنه مازال يوقفها كلما رآها ..” مساء الخير مازن أنا بخير .. أرجوك مازن لا تنتظرني في عودتي للمنزل أو عند ذهابي حتى لا يرانا أحدا من الجيران فتسئ لسمعتي لقد أخبرتك مرارا بهذا “ رد مازن بحزم فهو قد مل حقا من كثرة ما طلب يدها و هى ترفض مرة تلو الأخرى ..” أرجوك أمل أنا أريد التقدم لخطبتك لقد أخبرتك بهذا مرارا و تحدثت مع السيدة زينب والدتك و لكنها أخبرتني أن أخذ موافقتك أولاً فهى لا تستطيع إجبارك على شيء لا تريدينه و أنا أسألك الآن أمل لم ترفضينني هل أنا شخص سيء أم لا أرقى لطموحاتك “ قالت أمل و هى تنظر لملامحه فهو شاب في الثلاثين من عمره طويل القامة أسمر البشرة و له شارب صغير و شعره أ**د ناعم و عينيه بنيه كان عادي الملامح و لا يقال عنه وسيم و لكنه لا يخلو من بعض الجاذبية خاصةً أن شاربه يذيده وقارا و بهدوء أجابت لتفهمه أنه ليس به عيبا في شخصه و لذلك ترفضه و لكنها فقط لا تحبه و هى لا تريد الزواج من شخص لا تحبه أو تكن له المشاعر هل هذا صعب الفهم بالنسبة له ..” مازن لقد أخبرتك من قبل أني لا أريد الزواج الآن هذا أولا و ثانياً أنا لا أحبك و لا أشعر نحوك برابط ما و هذا ما أريده من شريك حياتي أن أشعر معه ببعض المشاعر على الأقل حتى أن أستطيع أن أحبه فيما بعد و أنت مازن لست أكثر من ش*يق لي هذا هو شعوري نحوك صدقني لو شعرت بأني سأحبك يوماً ما ما ترددت في قبول الزواج بك “ أجابها بحزن و الألم فهو منذ راها عندما أتى ليسكن بجوار منزلهم منذ خمس سنوات و هو تمني أن تكون زوجته في المستقبل منذ كانت بملابس الدراسة ..” هل هذا رأيك النهائي أمل الا تريدين فرصة لتفكري أو تعيدي التفكير على الأقل “ قالت بحزم و تأكيد فهى لا تريد بث أمل واهي أو كاذب في داخله ..” أجل مازن و أرجو منك الا تعيد معي هذا الحديث مرة أخرى و لا توقفني في الطريق أيضاً و لا تنس أني أعيش و والدتي و ش*يقي وحدنا و لا أريد أن يتحدث أحد عني بسوء إذا رآني أحادثك و الآن سأذهب الوداع مازن “ رحلت تاركه إياه ينظر إليها بحزن واعدا نفسه أنه لن ييأس و سينتظر حتى توافق عليه ... دلفت إلى المنزل ب**ت و ألقت بجسدها على الأريكة بجوار والدتها حانقة و هى تزفر بضيق فقالت لها زينب بمرح و هى ترى حالتها تلك حتى تخرجها من ضيقها و لا تلح عليها بالسؤال عن ما يضايقها .. ” مساء الخير حبيبتي أجل أنا بخير و الولدين بخير “ ابتسمت أمل و هى تلقى برأسها على ص*ر والدتها التي ضمتها بحنان تبعث بها بعض الراحة سأله بحيره ..” أمي لما أنا لست كباقي الفتيات التي تشعر بالفرح والسعادة و بعض الغرور عندما يطلبهن أحدا للزواج أو يعلمن أن أحدا يحبهن لما أتضايق بدلاً من أن أفرح هل أنا غريبة الأطوار أمي “ **تت والدتها قليلاً ثم ذادت من ضمها بحنان و قالت بتساؤل ..” مازن أمل ..هل مازال يحادثك “ تن*دت أمل بحزن ..” أجل أمي هل تعلمين أنا أشعر بالحزن عندما أسمعه حديث قاسي و لكنه لا يفهم و يعاود الحديث معي مرة أخرى و كأني لم أقل شيء أنه لا ييأس أبدا و أنا أشعر بالضيق و الحزن و كأني أرتكب ذنبا ما صدقيني أنا حقاً أتألم من أجله و لكن ليس بيدي شيء فأنا لا أستطيع التحكم في مشاعري و أوجهها لتحب هذا و تكره ذلك “ أجابتها والدتها بحنان ..” حبيبتي لم تشعرين بالذنب فكما قلتي قلوبنا لا نستطيع التحكم بها و إجبارها على محبة أحدهم أو كرهه لا تحزني و تضايقي نفسك سيتفهم الأمر إن أجلا أو إن عاجلاً لا تقلقي و لا تهتمي و الآن أخبريني كيف حال مريضك الفاقد الزمن “ ضحكت أمل برقة و هى تتذكره ..” هو ليس فاقد الزمن أمي هو فاقد الوعي و هو لم يستفق بعد أشعر بالقلق عليه أمي لا أعرف و لكن أشعر و كأن هناك رابط يربطني به أعتقد أنه أحساسي بالمسؤولية تجاهه لحين يستفيق و نعلم ما حدث معه و من هو و كل هذه الأشياء “ سألتها زينب بهدوء و هى تتفرس ملامح ابنتها ..” أوصفي لي ملامحه أمل كيف يبدو أريد أن أعرف من يشبه “ شردت أمل ثواني قليلة ثم قالت برقة و كأنها تنظر له أمامها لتصفه .. ” ملامحه غير واضحة الآن بسبب كدمات وجهه و لكن كل ما يظهر هو أنه أشقر أبيض البشرة بعيون زرقاء و رموش طويلة كلون شعره .. أنا لا أعتقد أنه مصري أو حتى عربي أعتقد أنه سائح و تعرض للهجوم لسبب ما ولكن ليس بغرض السرقة فمازالت أشيائه موجودة ما عدا هويته هل تعتقدين أنه محتمل أن يكون جاسوسا و دارت معركة بينه و بين المنظمة التي تموله “ ضحكت زينب حتى أدمعت عيناها و هى تجيب ابنتها ..” يا إلهي أمل أن لك خيال واسع حقاً هل تشبهينني بالمحقق كونان بل أنت هى أحدى فتيات شارلي “ زمت أمل شفتيها ..” و ما تفسيرك لما حدث برأيك و لما هو مختلف عنا أن لم يكن أجنبي “ ردت زينب عليها بهدوء ..” أولا لما تقولين أنه ليس مصري فنحن أيضاً لدينا البشرة البيضاء و العيون الزرقاء و الخضراء أيضاً أما شعره ليس غريباً أيضاً فهناك مصرين مخلطين أب أجنبي أو أم أجنبية أو جده جد و هكذا اكتسبوا بعض هذه الصفات الوراثية عن ذويهم و كما ترين ليس غريباً أبدا صفات هذا الرجل “ قالت أمل تجيبها بحيره ..” عموماً أمي سنعلم عندما يستفيق و يتحدث أليس كذلك “ هزت زينب رأسها و قالت ..” بالتأكيد حبيبتي “ **تت كلتاهما قليلاً و أمل تقول بجدية ..” أفكر أن أخذ له كتابا لأقرأ له قليلاً أعتقد أن هذا سينشط عقله و يحثه على الاستيقاظ هذا ما نفعله مع مرضى الغيبوبة نجعل عائلاتهم تتحدث معهم و تقرأ لهم لعل حديثهم يصل إليهم فيستفيقون “ ابتسمت والدتها و قالت ..” فكرة ممتازة أفعلي حبيبتي فلتقرأ له كتابا عن المغامرات أو الألغاز لعله يستفيق ليخبرك بالحل “ ضحكت أمل و قالت ..” سأفعل أمي و أتمنى أن يجدي نفعا معه “ نهضت وقالت ..” و الآن سأذهب لتبديل ملابسي و نحضر للعشاء “ قبل أن تدلف لغرفتها استدارت متذكرة فقالت متسائلة ..” أين عادل و علاء الش*يين لم أرهم منذ قدمت و هذا غير عادي بالنسبة لهم “ ردت والدتها بمرح ..” و هل سترينهم بعد جلبك للعبة الفيديو تلك التي تأخذ كل وقتهم و لولا إصراري لهم للمذاكرة و قيامهم بواجبتهم لظلا عليها ماكثين “ ابتسمت أمل و قالت ..” حسنا أمي سأتحدث معهم لا تقلقي و أن لم يلتزمان بدروسهم سيكون هناك عقاب مشدد لكليهما أطمئني “ ردت زينب براحة فأمل لها طريقتها الخاصة مع الولدين و التي دوماً تصيب و يعودان للالتزام بالنظام المتبع في تنظيم دروسهم و أوقات لعبهم ..” حسنا حبيبتي أذهبي لتبديل ملابسك لحين أحضر العشاء و أجلبي الولدين معك “ ” حسنا أمي سأفعل “ قالتها أمل و هى تتجه لغرفتها بهدوء ... كانت تدلف للمشفى مبتسمة و هى تراه يقف كما تعود عند فتاة الاستعلامات نظر في ساعة يده و عاد للنظر إليها فابتسمت بمرح قائلة ..” لا الوقت مازال باكرا و لم أتأخر و لا أريدك أن تتوسط لي دكتور “ أبتسم سليم قائلاً بسخرية ..” اسمها صباح الخير يا فتاة و ليس أتيت باكرا “ ضحكت أمل قائلة بخجل ..” أسفة صباح الخير دكتور سليم كيف حالك اليوم الن تكف عن مراقبة ولاء صباحاً كل يوم أنت ترعبها سيدي “ رفع حاجبه بتعجب مرح ..” أنا أرعبها و هل أنا وحشا أنا فقط رجل عجوز يشعر بالوحدة و يأتي فقط ليبحث عن بعض التسلية بمراقبة القادمين إلى هنا أنا أسليها بوجودي بدلا من وقوفها وحيدة صباحاً كل يوم “ ابتسمت أمل و قالت بمكر ..” حقاً دكتور تسليها أم تراقبها هى لا القادمين كالصقر و تجعلها ترتبك و هى خجولة بطبعها سيدي و أنت تذيد الوضع سوءا بمكوثك بجوار مكتبها كل يوم “ نظر لساعة يده مرة أخرى و قال ساخرا ..” لقد تأخرت خمس دقائق أمل أنتظري ما سيحدث لك الآن من السيدة الرئيسة “ تذمرت أمل و هى تركض للداخل ..” دكتور سليم لقد تعمدت ذلك تعمدت تأخيري لن لن أسامحك على ذلك “ ضحك سليم و هو يرها تركض للداخل ..” بل أنت هى الثرثارة يا فتاة و ليس أنا “ دلفت لغرفة الرئيسة و هى تقول بارتباك ..” صباح الخير سيدتي الرئيسة“ قالت ذكرى ردا عليها ..” صباح الخير أمل هيا أذهبي للمريض في الغرفة السابعة فالطبيب قد وجده ينزف من جرح ص*ره عندما ذهب لمعاينته منذ قليل و لا نعرف هل أستفاق و حاول أن يتحرك أم أن أحدا حاول إيذائه أمس “ شعرت أمل بالقلق و هى تتذكر حديثها أمس مع والدتها عنه و قالت ..” حسنا سيدتي سأذهب الآن فهى قد تركته أمس قبل أن تذهب للمنزل و قد كان كما هو على وضعه و لم يستفق بدلت ملابسها و أرتدت خفها الخفيف الذي لا يص*ر صوتا حتى لا يزعج المرضى أثناء تجولها بينهم دلفت لغرفته كان كما هو على حاله قدمه معلقه و جرح ص*ره بضماد جديد نظيف و الجرح في جانبه أيضاً قد قام الطبيب بتبديله قالت من باب التغير معه كما أخبرت والدتها لعله يتحسن ..” صباح الخير سيدي نحن لم نتعارف من قبل و أعتقد أنه حان الوقت لذلك أنا أمل الممرضة المسئولة عن علاجك لقد أخبرتني السيدة الرئيسة أنك كنت تنزف هل آفقت سيدي لم لم تنادي أحدا منا بدلا من أن تتحرك أنظر إلى ما فعلته لقد تسببت في الأذى لنفسك مرة أخرى و الآن ما رأيك في حمام جاف حتى تشعر ببعض الراحة و لكن لا تتحرك لحين أنتهى من تنظيف جسدك أتفقنا“ قامت أمل بتنظيفه بقطعة من القطن بالماء الدافئ المعطر الذي جلبته له معها و بعد أن انتهت مسحت وجهه بالمناديل المعطرة و حقنت جرعة دواءه التي أمر بها الطبيب في المغذي المتصل بجسده و بعد أن انتهت قالت بهدوء ..” و الآن سأذهب لأرى المرضى الأخرين و لكن لا تقلق سأعود مرة أخرى فقد أحضرت معي كتابا لتسلي وقتك به “ ضحكت أمل مكملة ..” أنا من ستقرأه لك و ليس أنت لا تقلق و لكن أتمنى فقط أن تكون تعرف العربية فأنا لا أعرف غيرها تركته منصرفة لترى بقية المرضى واعده نفسها بالعودة إليه بسرعة .... *******************※