مذكرات حائر الجزء الأول (الحلم المستحيل)

مذكرات حائر الجزء الأول (الحلم المستحيل)

book_age4+
21
FOLLOW
1K
READ
sweet
like
intro-logo
Blurb

_ خلعت الدبلة وخاتم الزواج كي تنظف الأطباق , أنهم لا يعنوا لها أي شيء لها ولكنها تخشي أن تغضب عبد الرحمن ولا تريد إعطاءه فرصة كي يؤلمها مرة أخري , نسيتهم بالمطبخ تلك الليلة وصعدت الي غرفتها , وحينما رآهم وهو يشرب جن جنونه , صعد وطرق الباب بعنف فتحت له الباب وكانت نصف مستيقظة , جذبها بعنف وألصقها بالحائط .

قالت بذعر " في إيه أنا معملتش حاجه؟! " زمجر بها " أنا منبه عليكي كام مرة متقلعيهمش من أيدك؟ " ارتعشت شفتها في خوف وشعر هو بغصة في قلبه " والله نسيتهم أنا كنت بغسل الأطباق ونسيتهم " وفركت ذراعها بعد أن تركها من ألم قبضته .

أمسك يدها وألبسها إياهم وأنخفض نحوها وقال محذرا ولاكن لهجته بدت واهية جدا مقارنتا بسابقتها " متتكررش تاني " هزت رأسها موافقة فهي لا تحتمل بطشه بها , أما هو فلم يستطع مقاومة شعرها المسدول ووجهها الملائكي وهي ناعسة هكذا وأنخفض نحوها وقبل وجنتها , صعقت سارة منه ومن قبلته الصغيرة علي وجنتها وهم بتقبيلها ولكنها هربت الي غرفتها وأغلقت الباب جيدا ووقفت مرعوبة ظنت أنه سوف يركل الباب ويدخل يفتك بها مثلما فعل من قبل ولكنه لم يدخل , بل ظل جامدا مكانه وأغمض عينيه من شدة الألم والشوق لها وبعدها نهر نفسه بشدة ونزل الي الحديقة وظل يزرع بها ذهابا وإيابا , يريد أن ينساها ولكن كيف السبيل الي ذلك لقد حاول مرار وتكرار , لسنوات ولم ينجح وها هي الآن زوجته وفي منزله ويجب عليه نسيانها الآن , أيفعل هذا؟! .

احبها بشدة لكن أخيه الكفيف أراد الزواج منها فتحى جانبا، ظن أنه يستطيع نسيانها لكنه لم يستطع

ترى ما الذي سوف يفعله؟!.

ic_default
chap-preview
Free preview
الفصل الأول (العمل الإجباري)
حائر الفصل الأول رواية مذكرات حائر المقدمة الي أي مدي يمكن أن يصل بك حب عائلتك، والي أي مدي يمكن ان تضحي، هل تضحي بقلبك؟! أجل قلبك. لكن مهلا هذا القلب الذي أنقلب ضدك وجعلك تفسد كل ما بنيته لسنوات هل يدمرك؟ أم ستستطيع الوقوف علي قدمك مرة أخري؟! إذا اردت ان تقرأ قصة لم ييأس أبطالها من البحث عن السعادة , فهي ليست بالشيء الهين صحيح إنها رزق، ولكن الله يرزق فقط من يسعي. فبداخل تلك " المذكرات " قص علينا حائر دون قصد منه مشاهد حياتيه لعائلة كامله ما بين الفرح والحزن والفراق والحب ... . هل يستسلم أبطالها؟ أم يقاوموا للرمق الأخير! هل الحب مجرد وهم ؟! ومن هو هذا الذي يدعي أنه حائر؟ كل ذلك سوف تعرفة بين طيات هذه الصفحات ...... . مشاعر كثيرة اختلجت قلبي .. لم أعد أعرف ما العمل! وأنا الوحيد الذي لا يستطيع أن يفضي بما يشعر به، لا يوجد أحد أستطيع أن أخبره بما في قلبي، بالنار التي تنهش في محصول حياتي. كيف وأنا رجل؟ لا أستطيع البكاء ..لا أستطيع الصراخ، ما الذي سوف يحدث؟ إذا فعلت .. إذا صرخت وإذا بكيت!، إذا حكيت ما بداخلي؟!. ليس عندي الشجاعة، ليس لأنني رجل جبان أو ضعيف لم ولن أكون يوما!، لكن أو ليس ذلك حالي أمامها؟!. علي العموم علي الرغم من كل قوتي لن أفعل ... ببساطه لأنني لا أقوي علي خسارة أحب الناس إلي قلبي... . لذلك قررت أن أجد كتاب أخفيه بشدة واحميه بحياتي بحيث لا يجده أحد سواي أنا كي لا تدمر عده بيوت، وتنتهي سعادة عشره أشخاص علي الأقل. لذلك وبدون مقدمات عن أسباب كتابتي لتلك الكلمات ، صراحة لا استطيع أن أدعوها بمذكرات فأنا أشعر بسخافة وحساسية لدي هذه الكلمة " مذكرات " فلست بشاعر أو كاتب أو شخصية مشهورة، بل أنا مجرد وحيد غريق بأحزانه لم يجد من يفضي إليه بمكنونات قلبه فاض به الدهر ونالت منه الحيرة والغيرة والإهمال لدرجة إنه لم يعد يعي من هو؟ ومن نفسه؟!. أنا مجرد رجل لم يجد من يستطيع أن يتحدث معه فقرر أن يتحدث مع نفسه علي الورق فقط كي أستريح، أخبرني أحدهم بأن هذا الشيء الذي أفعله قد يزيح الهم عن قلبي. وأجد نفسي مع ذلك مصر كل الإصرار علي أن الأحداث التي سوف أذكرها هي من وحي رؤيتي التي قد لا تكون صحيحة بالمرة، وقد أصيب أحيانا!، علي العموم أنا بشر ولست معصوم عن الخطأ. ارتكبت الكثير من الأخطاء ولا أعلم إذا كانت سوف تكون الأخيرة أم لا، قد تكون تلك الكلمات للعبرة وليس للامتثال لما حدث لي، فانا لست سعيد بما أنا فيه من وحده وآسى وإهمال!!. وأكرر أيضا " هو موضوع غريب بما إني بكلم نفسي أنا ليه شاغل بالي باللي ممكن يقرأ الكلام ده أو لاء؟! بس بصراحة حسيت إني مرتاح أكتر لما عرفت ان ممكن حد يقرأها ويحس بيا عشان كده ..." . أكرر أن أسماء الشخصيات هي من وحي خيالي وأنا أعترف أن هناك أحداث فسرتها حسب رؤيتي الخاصة، لذلك رجاء ألا يعتبر ما أكتبه دليل ضد أحد أو مع أحد. أنها مجرد خواطر وظنون خاصة بي. إمضاء "حائر" الفصــــــل الأولــــــــــــــ " العمل الإجباري " كل شيء ضبابي أمام عينها فهي تبكي منذ مده، حاولت أن تنفض أي آسي عنها ليس من أجلها بل من أجل عائلتها المسكينة القلقة عليها، أشاحت بنظرها بعيدا عن النافذة حيث وضعت أمامها حوض بني صغير ملئ بالأزهار وأخرجت منديل من العلبة القابعة في حضنها. يا الهي لقد كان الأخير! نظرت للعلبة بآسي ثم نظرت إلي سلة القمامة لمنظر كانت متوقعة أن تراه, لقد امتلأت وفاضت وهناك مناديل مكورة علي الأرضية، لقد أعطتها والدتها هذه العلبة البارحة مساءا وتحوي علي الأقل مائتي منديل والآن لم تصل الساعة إلي التاسعة بعد وها قد نفذت منها المناديل ولم تنفذ منها دموعها وشجونها. همت لكي تلملم المناديل المبعثرة قبل أن تراها والدتها و لكن أثناء انحناءها وقبل أن تخفي علبة المناديل الفارغة دخلت والدتها إلي الغرفة وانتفضت هي من علي كرسيها. "صباح الخير يا سارة" ثم أردفت وهي باسمه "تعالي يا حبيبتي افطري معانا". "حاضر يا ماما" كان صوتها محشرج من كثرة البكاء والنحيب، ظلت تخفي وجهها عنها مدعية انشغالها بلملمه المناديل. " صوتك ماله يا سارة أوعي تكوني كنتي بتعيطي؟" واقتربت منها ثم قالت "وبتنضفي إيه علي الصبح كده! ". عندها رأت علبة المناديل فارغة ورفعت سارة رأسها فرأت سلة القمامة ممتلئة عن أخرها، ض*بت علي ص*رها "كده؟ كل ده؟! أنا لسه مديها ليكي بالليل معني كده انك طول الليل بتعيطي ومش دوقتي طعم النوم يا دوب عشان تخلصي ده كله! ". رفعتها في مواجهتها وهزهزتها بشدة وعنف، وأغمضت سارة عينها فهي ليس لديها ذرة قوة لمواجهتها فاستسلمت لهزها وتعنيفها "كل ده عشان مين؟ عشان واحد ميستهلش ضفرك! ،عامله في نفسك كده عشانة! زى ما يكون معبرك وبيحبك وإحنا اللي طلقناكي منه غصب عنك، فوقي بقي لنفسك شويا شايفة وشك بقي عامل أزاي؟، عنيكي باظت كفاية بقي حرام عليكي هتموتينا، دي كانت جوازه هم ربنا ينتقم منـــه". كان لديها الكثير الكثير من هذا ولكن انتشال سارة من بين براثن غضبها من قبل الأختين جعلها ت**ت قليلا ثم أردفت بغضب "لو مخرجتش الوقتي تفطر معانا، أنا همشي واسيب البيت كله و وروني بقي هتعملو إيه! " وصفقت الباب خلفها. " حرام عليكي نفسك والله ما يستاهل كل الزعل اللي أنتِ زعلاناه ده أنتِ مكنتيش سعيدة معاة أصلا أنا افكرتك هتفرحي زى أمل انك خلصتي منه! " قالت لها أية وهي الأخت الصغرى في عامها الثاني من الجامعة، نحيلة وجميلة وتعشق خطيبها مصطفي. وض*بتا أختها أمل بكتفها تمازحها "ده أنا يوم ما أمسك ورقتي في أيدي ندرا عليا لرقص بالمزمار أنتِ هبله؟! هو ده حد يزعل عليه هو كان معبرك أصلا!" ، وآخذت تتمايل في الغرفة رافعة زراع وواضعه الأخرى أسفل إبطاها وترقص مثل " الصعايدة " وتدندن بصوت عالي " تا تاتارار تاتا "فابتسمت سارة رغم عنها وضمتها أية إلي ص*رها "ايوه كده يا شيخه بلا وجع قلب". " قومي يالا معانا أحسن ماما اليومين دول مش مظبوطة ممكن تعملها وتطفش وتسبنا بس المشكلة هتروح فين؟!" أخذت أمل تضحك بشدة ثم أردفت "ماما لو مشيت لآخر الشارع هاتوه ومش هتعرف ترجع، مش عارفه إحنا كنا بنصدقها أزاي وإحنا صغيرين! " , أكملت أيه وهي تضحك "كنا هبل أوي يا شيخه!". نظرتُ سارة لهم نظره لوم "حرام عليكو بطلوا تريقه عليها" , " يا ســـلام " اندهشت كل منهم في نفس الوقت. " والله عال نطلع إحنا منها بقي لو كنا تأخرنا يا فالحة دقيقة واحدة كان زمانك في خبر كان مش بعيد كانت استعادت أمجاد زمان وعلمت عليكي بالشبشب " أنهت أمل كلامها ونظرت إلي أية التي تتفق معها في كل كلمة .... . خَرجت إلي الخارج ولم يعجبها ضوء الصباح فعيناها متورمتان وكثره جلوسها في الظلام جعل النور يزعج عينها بشدة، لكن لم يكن لديها خيارات ... . عندما دخلت إلي غرفه الطعام بعد أن غسلت وجهها وتوضأت وأدت صلاتها رغم استيقاظيها طيلة الليل ولكنها لم تستطع أن تنتشل نفسها من الهم، جذبتها والدتها وربتت علي ص*رها بحنان "تعالي اعدي جنبي ده أنا عمله ليكي الفول بالطماطم زي ما بتحبية ". قالت أية بتهكم وهي تتناول قطعه طماطم "مش شايفين شنط يعني يا ماما ولا حاجه؟!" كتمت أمل ضحكه عالية وقالت "ماما هتطفش خفيف خفيف " , جذبت سارة إلي حضنها وقبلت وجنتها "وهي سارة يهون عليها ماما بردو" , ونظرت لهم شزرا "اتلمي منك ليها واصطبحوا علي الصبح! " , وضعت أية يدها علي فمها بطريقه درامية وقالت " اهه أتكتمنا " . _دخل الوالد و لم يكن في حاله جيدة، فقد كان لديه الكثير من المشاكل، طلاق سارة وحزنها ، وسعيه الدائم مع المحامي كي تتمكن " أمل " من الحصول علي حريتها، وعدم رضاه عن خطيب "أية" حسنا لقد كان الوضع في المنزل مأساوي بعد أن كان أفراده في غاية السعادة منذ أن بدأت خطبتهم واحدة تلو الأخرى وقد وجد الهم والحزن مكانة داخل المنزل. قال باقتضاب "صباح الخير" هرعت أية نحوه وقبلته علي وجنته "صباح الخير يا بابا يا عثل" ضحك لطريقه نطقها كلمه " عسل " وقال لها "عثل يا لمضه" ذهبت إلي كرسيها مرة أخري وقال لأمل " صباح الخير يا أمل مفيش أخبار من المحامي " " صباح الخير يا باشا لا مفيش جديد " وأكملت طعامها. نظر الي سارة ف أخفضت رأسها ونظرت لقبضتها التي أخذت تضمها بشدة، تن*د مطولا وقال بحزن "الوقتي عرفت ماما معليه صوتها من الصبح علي مين". فرت دمعه بائسة رغم كل محاولات عيونها كي لا تتركها ولكن جفونها فشلت. ض*ب بحزم علي الطاولة "أظن كفاية كده أوي أوي يا سارة، في الأول أنا كنت بخلي والدتك تسيبك علي راحتك، قولت لها معلش سيبيها تعيط وتخرج كل اللي جواها لكن منظرك ده خلاني متأكد أني كنت غلطان، انهاردة أخر يوم في عدتك وأنا احترمت رغبتك لما رافضتي الخروج وكل المحاولات عشان تسافري معانا وقولتي أنا هلتزم بالعدة، لكن خلاص يا سارة لازم تخرجي من كل ده فاهمه ولا لأ ؟!". أشاح وجهه الغاضب عنها ونظر إلي الأم " ناوليني المايه يا وفاء " , " أتفضل يا شاكر سارة طول عمرها عاقله وبتسمع الكلام مش معقول هت**ر لك كلمه " , ونظرت إليها وأردفت " ده بابا حاجز أسبوع في إسكندرية عشانا وأجلو كذا مره عشان خاطرك والفلوس هتروح علينا مش حرام " وداعبتها وأخذت تدغدغها حتي ضحكت رغما عنها،" حاضر يا ماما خلاص ". قال والدها وهو يأكل " والشغل يا سارة هتنزلي بكرة تروحي المقابلة فاهمه ولا لأ " " يا بابا أنا مش عاوزة أشوف حد من فضلك " . أشار محذرا " سارة أنا عمري ما زعلت منك بس والله العظيم لو ما قبلتي في الشغل ده صدقيني ل**ني مش هيخاطب ل**نك " . وتدخلت أمل مدافعه عنها "بس يا بابا حرام الحلفان ده ممكن يرفضوها لأي سبب وهي ذنبها إيه؟!" ، "هو أنا مش عارف أختك، كل الشروط والمواصفات عليها وصاحب الشأن هو اللي عرض عليا الوظيفة لو هي اللي عاوزة تفشل هتفشل لو عملت اللي عليها هتقبل ومش عاوز رغي تاني في الموضوع ده انا قايم رايح شغلي " ونهض وترك الطعام ثم عاد ونظر إليها " لو الطبق ده مخلصش ليا معاكي حساب تاني ". ضحكت له رغم حنقها منه فابتسم رغم عنه وقال " يا جذمه لازم أزعق فيكي " وذهب وقبل رأسها فاحتضنته بكل قوتها ودمعت عيونها وهو يربت علي رأسها ويقبله بكل حنان كم هو حنون، كم كانت تتمني زوج محب مثله، لكن لا لم يكن يشبهه علي الإطلاق. مسح دموعها برقة شديدة " صدقيني هتلاقي اللي يحبك ويحطك في قلبه العمر كله " . انهمرت دموعها بشدة فقد نظر أبيها إلي عينيها وعلم ما يؤلمها حق العلم، فكل ما يؤلمها هو أنها لم تجد الحب الذي كانت تحلم به. احتضنته أكثر لأنه يعلم ما في قلبها دون أن تتكلم ممتنة لوجوده بحياتها، " أخر مره أشوف دموعك وعد" هززت رأسها وقالت له بكل حب " وعد ". *** " يا صافي من فضلك كفاية خروجات بقي! " كان يتحدث في سماعه الهاتف ويقود إلي منزله وها هو يتحدث معها للمرة المليون دون مبالغة عن كثره خروجها مع أصدقائها، تن*د بأسي يرد عليها " أنا مروح وتعبان هكلمك بعدين ". دخل بالسيارة عابرا الحديقة الصغيرة للمنزل ودلف إلي الجراج وأطفأ السيارة وتن*د مطولا مرة أخري ووضع رأسه علي المقود يفكر بحاله مع صافي التي لا تكتفي من الملابس والخروج والأصدقاء والهدايا ورغم كل ذلك يحبها بل ويعشقها ولا يستطيع أن يرفض لها طلب , غفي علي المقود قليلا من كثره إرهاقه وهو يفكر بحسابه البنكي ولكنه انتفض فجأة عندما سمع صوت الهاتف، وعندما رأي الاسم الذي علي الشاشة ض*ب رأسه بكفه وتأوه لهذه الحركة التي زادت من حدة صداع رأسه. كلمه واحدة سمعها منها وهي تقولها باقتضاب " أطلع " "حاضر يا ..." وأغلقت الخط قبل أن يكمل , تن*د بآسي " ست الحبايب! " . خرج من الجراج وصعد السلم بدل المصعد كي يفق قليلا، لم يصعد سوى طابق واحد ووجد باب المنزل مفتوح، كان يعلم تمام العلم أن والدته هي من فتحه وها هي أمامه الآن تعقد يدها فوق ص*رها ووجهها لا يبدوا عليه أي ملامح تبشر بالخير، إنه يشم رائحة العاصفة!. هرع نحوها وقبل رأسها وهو يحتضنها بيديه " حبيبه قلبي يا لوزا وحشيتني موت يا بطه " وداعب خدها بقبله مفرقعه، تقززت منه وض*بته علي يده ورغم عنها ابتسمت. " بلاش شغل النصب بتاعك ده ادخل " وأشارت له بالدخول. داعبت أنفه رائحة محشي ورق العنب ودجاج مشوي كان يعشقه من والدته، رأته وهو يشم بتلذذ الرائحة " اتغديت " قالتها باقتضاب شديد. تنحنح وقال وهو يبحث في الشقة عن أي أحد كي لا يكون في ورطته وحده، " يعني حاجه علي خفيف كده" " طيب أدخل جوا الأكل هيتحط الوقتي " " أمرك يا ست الكل " ،همهمت وهي مبتعدة عنة " بتسمع الكلام أوي! ". كانت مساحه المنزل كبيرة والمنزل مكون من ستة طوابق وكل دور به شقتان والشقة الواحدة مكونه من طابقين " دوبل** ". ذهب إلي غرفة الطعام حيث سفرة كبيرة مكونة من اثني عشره كرسي، وأثناء ما كانت والدته تضع الطعام مع الخادمة نزل والده من علي السلم واتجه نحوه، رغم إنه بدل ملابسه وشكله أصبح مريح أكثر في هذا الزى الرياضي إلا أن وجهه لم يختلف كثيرا عن والدته!. جلس علي رأس الطاولة وقال بهدوء " تعالي يا حسام " وأشار له بالجلوس إلي يمينه. انتهت الخادمة من وضع الطعام ووضعت الوالدة الدواء أمام أبيه وسكبت كأس من الماء وقالت وهي تنظر شزرا نحو حسام " دوا الضغط يا شهاب ". ابتلعه وربت علي يدها بحنان " شكرا يا حبيبتي " , نظر بآسي إلي حب والده لوالدته إنه يحب زوجته ولكنها لم تقف معه الي الآن ولو لمرة واحدة. لقد أصيب مرة ببرد شديد وكل ما فعلته هي؟! عصرت له كوب ليمون وناولته إياه، وعندما قال لها " تعالي في حضني يا صافي وحشتيني " ضحكت مقهقه "في حضنك وش كده يعني أخد الدور المتين ده، طيب يرضيك أطلع شرم وأنا ملفوفة في بطانية زيك كده!، لا يا حبيبي أنا هنام بره انهاردة أنا مش مستغنيه عن نفسي" وخرجت وأغلقت الباب وسط دهشته. أفاق من تخيلاته عندما وضعت والدته الطعام أمامه شعر بجوع مفاجئ فوالدته لها خبره جبارة في مجال الطعام وأخذ يأكل بتلذذ ونهم شديد مص*را تأوهات سعادة بالغه ووالده و والدته يشاهدونه مستغربين!. علق والده بسخرية " متكولش نص بطن كل براحتك الخير كتير" , نظر له وضحك " متقلقش يا حج أنا ناوي أخفف " ثم أردف بعد ان أبتلع إصبع محشي " هسيب لك , هسيب لك ". قالت والدته بتهكم "هتخفف ليه؟ السنيورة مدام اتأخرت كده يبقي ادغدت مع أصحابها ومعتقدش أنها هاتيجي تطبخ لك الوقتي ، اه صحيح نسيت دي مش بتطبخ! " . تن*د بآسي ورمي مل*قته في الطبق وبصوت حانق " أبوس أيدك يا ماما أنا مش قادر " ثم أردف " أنا طالع " خبط والده علي الطاولة " والله عال بتعلي صوتك علي أمك وأنا أعد! " . دخل شاب طويل علي هذا المشهد وقال بتهكم "إيه جو ليالي الحلمية ده؟!" وقبل رأس والده و والدته , ثم ض*ب كفه بكف حسام وتناول إصبع بيده دافعا أمه إلي التذمر " روح أغسل أيدك وتعالي كل زي الناس! " , أكمل طعامه وهو يقول "حاضر يا لولو يا جميلة، أمال فين أحمد؟ ". تن*دت والدته بآسي " لسه مش عاوز ينزل ومش راضي ياكل خالص يا عبد الرحمن " " لا بقي كده , طيب اعملي ليا طبق علي ذوقك وهاتي شوكتين وأنا هطلع أكل معاه بس بسرعة أحسن واقع من الجوع ". جهزته بسرعة وناولته إياه، أخذه وأخذ كوب العصير ثم همس في آذن أخيه قبل صعوده السلم " أبوك عرف " وتركه. ناداه حسام بصوت عالي يرجوه " طب بقولك متسبنيش لوحدي يا عبده " , لم يعره أخوة أي انتباه , وعندما صعد السلم إلي أخره صاح قائلا " مع نفسك ". " أعد وبلاش دلع " لقد كانت نظره والده محذرة فجلس علي الفور. " الفلوس اللي في حسابك راحت فين كلها تبخرت , صارف في اقل من شهرين بس 650 ألف جنيه , أقدر اعرف راحوا فين والشهر التاني فاضل عليه عشر أيام؟! ". " ما هو يا بابا جددت عربيه صافي عشان إيه .. كانت ب .. تعطل وشويه حاجات كده بقي ". " عربيه صافي!! قوتلي اه عربيه صافي اللي مكملتش سنه يا أستاذ حسام لحقت تعطل وتزهقكوا؟!! ", كانت والدته تشعر بالمرارة من زوجه ابنها التي تعتبره بنك مركزي وليس زوج كل ما يهمها كيفيه سحب المال منه وهذا الأخير كان يصدق ترهاتها حول الحب والعيش بحرية، وأن الشباب لا يدوم طويلا، وأن المال خلق لنستمتع به لا ليوضع في البنوك. قال والده بحنق " أنا عارف أنك مش هترد ومع ذلك سألتك علي أمل انك تقولي استثمرتهم في حاجه بس مش مشكلة الأسهم ونصيبك أتوقف ". دهش حسام عندما سمع تص**حات والده هذه، وفي تلك الأثناء دخلت فتاة رشيقة جميلة تزين وجهها بعناية شديدة وترتدي قميص دون أكمام وبنطال غاية في الضيق يبرز أسفل خصرها بشكل مثير للغاية. قالت وهي تعلم قبل أن تلتفت لها حماتها رأيها في ملابسها " هاي يا جماعه ازيكو " وذهبت لتقبل جبين زوجها " أزيك يا حبيبي وحشتني " ثم جلست إلي جواره. " كلي يا حببتي إحنا لسه اعدين " قالت والده حسام بهدوء. " لا مرسي يا طنط أنا ادغديت بره مع أصحابي ومليش في المحشي والجو ده " ثم التفتت إلي زوجها تعيد خصلة من شعره الي الوراء وقالت له ب ميوعة مبالغ فيها " يالا يا حبيبي عشان عندنا عيد ميلاد بالليل ولا نسيت ". أسند رأسه الي يده فهو يعلم أن موقفه متهالك أمام والده لا محالة وها هي تزيد من الطين بله!. *** _ دخل عبد الرحمن علي أخيه وأغلق الباب بقدمه وأشعل النور " أخرج يا عبد الرحمن " قالها بصوت هادئ حزين وهو يجلس علي كرسي وثير أمام شرفة غرفته ثم أردف " وخد الأكل معاك ". قال عبد الرحمن بسخط " مقفل الأوضه كده ليه؟ ". تهكم أخيه بسخرية وانف*ج عن ثغره ضحكه مريرة " وهتفرق حاجه يا عبد الرحمن؟ " , وضع العصير و الطبق من يده وذهب وفتح الشرفة وهو ينظر بآسي الي حال أخيه لكنه أراد مداعبته فجلس بعنف قبالته علي السرير وض*ب بكفه علي ركبته وقال ضاحكا " والله يا أخي أنت شكلك بتشوف وبتشتغلنا كلنا ". لم يجد أي أجابه من وجه أخيه فأردف " أنت عرفت أزاي إن اللي دخل أنا وكمان عرفت ان معايا أكل طب قولي معايا إيه كمان وانا أمشي واسيبك " , قال أحمد ب اقتضاب " عصير واقفل البلكونة وأخرج بقي يا عبد الرحمن ". صفق عبد الرحمن بيده " لا وربنا لازم أعرف أنت بتعمل كده أزاي انا مش هسكت إلا لما أعرف " قال أحمد بحنق " يا أخي رحتك فايحه من ساعة ما طلعت السلم وأكل أمك فضيحة لوحدة وسمعتك وأنت بترزع الكباية ". أمسك عبد الرحمن وجه أخيه وأخذ يعبث فيه ويلكمه علي أنفه ويدغدغ بطنه ولم يترك أحمد إلا وقد كان ضاحك وباسم " وحياه أمك يا أحمد كل معايا الطبق ده ماما زعلانه تحت ذنبها إيه الغلبانة؟ وانا هموت من الجوع حرام عليك حس بينا يحس بيك ربنا يا أخي! " , " أنت ها تشحت؟ قوم أتنيل جيب الأكل وخلصني خليني ارتاح منك " " ايه ده وأنا اللي قولت هتحايل عليه ساعة! " ، " بصراحة ريحه المحشي خلتني أتراجع مش عشان خاطر سعادتك " امسك عبد الرحمن بالطبق وغرز الشوكة وناولها لأخوة. فقال أحمد عابث بعد أن أصبح أفضل حال من مداعبات صديق عمرة وأخوة " إيه ده هو أنت مش هتأكلني في بوقي! " , " فاكر نفسك مراتي ياض ولا إيه؟ " ثم أردف بعد ان تناول كميه كبيرة " حبيبه بقي وكده " قال أحمد وهو يبتسم " لا يا باشا وإحنا نطول " وضحك الاثنان وهم يأكلون. " أخوك بيتغسل تحت " " حسام! " قال وهو يهز رأسه " أها " " عمل إيه تاني او الأصح صافي عملت إيه تاني " " حسابه الشخصي شطب يا سيدي تاني " , تأفف أحمد " يا أخي الستات دول إيه هما فاكرينا بنكنوت وفسح بس ومحدش عاوز يحب جوزه ويخاف عليه! ". لمس عبد الرحمن مرارة أخيه وقال " لا يا أحمد في ستات كويسه برده ماما اهه قدامك بميت راجل عمرها ما أتخلت عن بابا الدنيا فيها الكويس وفيها الوحش وأحمد ربنا يا أحمد عشان أنت عرفت مروة من أولها بدل ما تتورط زي حسام " , زمجر أحمد "لو سمحت معتش تجيب سيرتها تاني ". وضع عبد الرحمن الطبق بجوار العصير ثم أعطي الكوب إلي أخيه وارتشف منه عده رشفات ثم أعاده إلي عبد الرحمن كان يريد أن يهدئ بال أخيه لكن ما سوف يخبره به الآن يوتره هو شخصيا فبلع رشفة كبيرة من الكوب كي يحصل علي بعض الشجاعة. " بص يا أحمد أنا عارف انو مش وقته بس لما تعرف مني أحسن " ازدرد ل**به ثم أكمل وهو مطرق إلي الأرض بآسي " مروة أتجوزت أمبارح وسافروا أنهارده علي ماليزيا ومنها علي أمريكا وهتعيش هناك ". وقف أحمد والذهول بادي علي وجهه يحدث نفسه ألن تندم علي تركي هكذا؟ ألن تعود ذهبت بغير عودة؟! لم يستطع تصديق الأمر ولكنه قرر نفضها نهائيا من حياته، فقال لعبد الرحمن بهدوء مفتعل محاولا ألا يظهر تأثره " الخاين ما يتبكيش عليه خلينا ننزل تحت ". قرر دفن ألامه وحبه لها بغير رجعه والعودة إلي الحياة الآن فكل شيء وكل حلم أصبح من الماضي، ولن يعذب والديه وإخوته أكثر من ذلك، ففي الصباح سوف يكون العاقل الهادئ وفي المساء حيث يغلفه ظلام الليل حول ظلام عالمه الصغير سوف يستسلم ليأسه. ربت عبد الرحمن بحب وقوة علي ظهر أخيه وضمه إليه " جدع يا أحمد أنت طلعت أجمد مما كنت متصورك بكره تتجوز ست ستها وتبقي أسعد واحد في الدنيا " , ابتسم بوهن ومد يده يبحث عن عصاه وقال " خلينا ننزل بقي أحسن من الأعده هنا لوحدنا لما نشوف أخوك هيعمل إيه ". وأثناء نزوله علي السلم مع أخيه قال هامسا لعبد الرحمن " تعرف إن صافي مطلعتش تسأل عليا ولا مرة رغم إننا كنا أصحاب " ربت عبد الرحمن علي ذراع أخيه " ولا يهمك البت دي مش هتعمر مع أخوك حسام وعلم علي كلامي ". أصبحت الأصوات واضحة الآن ولم يكن من العسير معرفه المشكلة القائمة بينهم. _ أرتفع صوت صافي " ليه بس كده يا عمي هو حسام عمل إيه عشان كل ده؟! " " عمل إيه؟! أنت صارف حسابك كله في أقل من شهرين ومراتبك و واخد 250 ألف من حساب الشغل داخل علي مليون جنيه مصاريف في شهرين كل ده ومعملش حاجه يا صافي! " سألتها والده حسام بتعجب، ارتبكت صافي ثم أردفت " إحنا بس عشان العربية وكمان سافرنا كذا مره لكن بقيه مصارفنا عاديه يعني يا طنط زي كل الناس " ، " والله هاتي ليا حد تعرفيه بيصرف مبلغ زي ده في شهر! " , هبت واقفة " قصدك إيه يعني يا طنط إني مش من المستوي بتاعكو بس أنا اعرف ناس بتصرف أكتر مني بكتير " " مين دول؟ ثم تعالي هنا فين بيتك يا بنتي فين جوزك اللي بتهتمي بيه؟!!، ده علي طول تعبان من السهر والخروج وقله الأكل وبدل ما يجي من الشغل يرتاح ويأكل عشان يعرف يروح شغله اليوم اللي بعده يسهر للصبح برة كل يوم!! ". جلس أحمد وعبد الرحمن علي الطاولة لكن لم ينتبه لهم أحد. صاحت بزوجها " سامع يا حسام مامتك بتقول إيه أزاي تسمح لها تتدخل كده في حياتنا؟!، أنت وعدتني قبل الجواز لما نسكن هنا محدش له دعوة بينا ... " وقبل أن تكمل انتفض حسام وصاح بها كما لم يفعل قط " كفاية بقي واحترمي نفسك وأنتِ ب تتكلمي مع ماما اكتر من كده فاهمه ولا لاء؟ " " أنت بتزعق ليا وقدامهم! " وأشارت بيدها علي الجالسين وكأنهم تماثيل حجريه لا حياه فيها وهمت بالذهاب إلا أن السيد شهاب وقف وقال لها " استني يا صافي من فضلك ". صاحت " أنا مش هعد عشان اتهزق أكتر من كده " وهمت بالذهاب إلا أن زوجها امسكها من مع**ها وأجلسها بالقوة وزمجر وهو مكشر عن أسنانه بغيظ لم يسبق له مثيل " لما بابا يقولك استني يبقي تستني فاهمه ولا لاء؟ ". جلست رغم عنها ودموعها تتساقط فهي لأول مره تري الغضب والمعاملة السيئة من زوجها ورغم قله ذوقها اللامتناهية إلا أن الأسرة كانت مشفقة عليها وعلي دموعها. " نسبتك من هنا ورايح موقوفة حتي علي المشاريع الخاصة ومعدش ليك دخل في حساب شخصي ليك راتب كل شهر 6 ألاف جنيه " قاطعه حسام " بس يا بابا انا راتبي 12 ألف! " " ده كان زمان أيام ما كنت بتشتغل الوقتي أنت بتروح الشغل الساعة 12 وبترجع 4 , غير اللغبطه في الحسابات والهرجلة اللي بقت في شغلك لو انتظمت هترجع لراتبك الأصلي ولو ما انتظمتش مفيش شغل عندي ليك، أه وهات مفاتيح عربتيك " ناوله إياها وهو مصدوم من قرارات والده كيف له أن يعيش بستة ألاف جنيه في الشهر خصوصا مع زوجه مثل زوجته!. " تقدر تتفضل أنت ومراتك علي شقتكوا " قالت بتهكم شديد " ليه؟ ما تسحبها هي كمان يا عمي ". لم تعي ما حدث بعد ذلك سوي إنها شعرت بحرارة شديدة علي وجهها لقد لطمها زوجها لطمه قويه أصابتها بالدهشة، وصوت صياح زوجها بها بعد أن امسك عبد الرحمن بكلتا يديه وهو يخبرها بأن ت**ت. صعدت إلي شقتها وهي راكضه والدموع لا تفارق وجهها والوعيد لا يفارق ل**نها ... . نهاية الفصل

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

احببتها فى قضيتى ❤️ بقلم لوكى مصطفى

read
2.2K
bc

"السكة شمال" بقلم /لولو_محمد

read
1K
bc

روح الزين الجزء الثاني بقلم منارجمال"شجن"

read
1K
bc

خيوط الغرام

read
2.1K
bc

ظُلَأّمً أّلَأّسِـدٍ

read
2.7K
bc

قيود العشق - للكاتبة سارة محمد

read
7.0K
bc

شهد والعشق الأخر

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook