غلت الدماء بعروقي، لم يحاول أحد أبدا تخليصها منه بل كانوا يهللون له ويسخرون من صراخها ورعبها، التفت وقررت تخليصها منه ولكني وجدت يدا تحكم قبضتها حول مع**ي، حاولت تبين من صاحب هذه اليد في ذلك الظلام الحالك الذي لا ي**ر حدته سوى عدة مشاعل نارية بعيدة عن هنا، وجدته ذلك الهندي الذي كان يرمقني بنظراته الغريبة طوال الطريق، حاولت نزع يدي من قبضته ولكنني وجدته يسحبني إلى الأسفل وأسقطني أرضا وأحكم قبضتيه حول كل من ذراعي، ثم صاح أحد الجنود بالفلاحين المستيقظين وانهالوا عليهم بسياطهم ثم أغلقوا باب الحظيرة وخرجوا من جديد لمشاهدة الفتاه البائسة في الخارج.
نفضت ذلك البلاء عني وصحت به بألا يلمسني مرة أخرى، تركني ثم نطق بإنجليزية ركيكة للغاية بالكاد استوعبتها" لا تفعلها"
أبعدته عني واتجهت نحو الباب ولكنه جذبني مرة أخرى وقال مشددا على كلامه بنفس الإنجليزية الركيكة" سوف تمد ديدان الأرض بوجبة إضافية لا أكثر" وأنزلني بالقوة إلى الأرض مرة أخرى، هدأت فورة غضبي وانتبهت إلى كم الرجال المسلحين الهائل بالخارج وأنني لن أصل أبدا إليها، حتى وإن فعلت بفضل معجزة ما إذا تلقيت لكمة واحدة من ذلك الثور سوف ينتهي أمري، فزعيم المافيا هذا كان ضخما للغاية لدرجة أنني لم أرى أحدا بمثل هذه الضخامة أو هذا الطول من قبل في حياتي كلها ولا حتى في حلبات المصارعة التي تعرض على شاشات التلفاز.
أعطاني خرقتان ووضعهما بأذني كي تسدا عني صراخ الفتاة، ونظرت حولي وأنا مصعوق لكل الرجال الموجودين معظمهم أشاروا لي بألا أذهب والبعض الآخر نصحني بإحكام الخرقة على أذني كي لا أسمع الصراخ ثم أعادوا أيديهم إلى آذانهم سأجلس هكذا وأتخاذل عن هذه الفتاه المسكينة؟! يا إلهي لم صوت صراخها يشبه صوت سارة إلى هذا الحد؟! وضعت كلتا يداي على أذني وأحكمت انسداد الخرقتان وأغمضت عيني واستسلمت لنحيب وبكاء كما لم أفعل من قبل وضممت ساقي إلي بشدة ودفنت رأسي بهما، وأخذت أدعوا الله أن يسامحني على سكوتي وخذلاني هذا ليتني مت، ليتني أموت الآن.