يوسف سلطان

يوسف سلطان

book_age18+
9
FOLLOW
1K
READ
dark
drama
genius
icy
evil
multi-character
realistic earth
lies
secrets
crime
like
intro-logo
Blurb

ماذا يا ترى يخفي وراء قناع الملياردير؟ ما هو هدفه؟ وماذا يفعل في أوقات فراغه؟  المظاهر في عالمه خادعة، والشرف في هذا المجتمع اصبح مجرد هراء، فقام باختراع كذبة وصدقها الجميع، وربما حتى هو صدقها بنفسه، لكن بسببها اصبح يمكنه **ر كل القيود في هذا العالم، فقد صنعها  لمحو الباقي من الكذب والشر ، حينها ادرك ان الشر هو من ينتصر في هذا العالم، وبسببها أصبح داهية، يقال عنه الأكثر وحشية، والأكثر رعبا، لقد أصبح الاكثر شرا "يوسف سلطان".

chap-preview
Free preview
المقدمة والفصل الأول
Intro: ما هو هدفه؟ من أين ظهر؟ هذا كله لا يهم، المهم ألا يتخذك عدواً له، ستسود أيامك وتتحقق كوابيسك، فذلك الشخص هو الأكثر دهاءً ممن عرفت، الأكثر رعباً عندما يغضب او ينزعج، وأكثر برودة مما يبدو أمام ناظريك، لا تحكم على الكتاب من غلافه، ليس في عالمه، فهناك المظاهر خادعة وما خُفي أعظم، ولكن ذلك الشخص كفيل بتحطيم كافة القيود. يعلم أموراً لا أحد يعلمها، يعرف اشخاصاً يحكمون العالم لم يسمع بهم أحد من قبل، وبالرغم من أنه لا يحب الكذب، ولكنه اختار أن يكون كذبة كبيرة، انه ليس محققاً للعدالة، فما هو إلا شر عظيم، صنع نفسه بنفسه لتحطيم كل ما تبقى من الكذب والشرور، لا أحد يعلم من أين ظهر وكيف وصل إلى هذا الحد، ولديه العديد من الهويات والكثير من الاسماء، ولكن علمت أنه يدعى مؤخرًا بإسم يوسف سلطان. Chapter1: في يوم صحوٍ هادئ، وأشعة الشمس الساقطة على وجهه تداعب بشرته، مستأنسًا بحرارتها في تلك الأجواء الباردة، كان أحد الأشخاص في نزهة مع حيوانه الأليف، وخلال سيره على أرصفة أحد تلك الأحياء الراقية شد ناظريه روعتها وأناقة ما بداخلها عندما مرت من أمامه، متسائلًا لمن قد تعود تلك السيارة الفارهة ذات اللون الاسود اللامع، ربما لم يتعرف على نوعها ولكن يتضح من مظهرها وجمالها ارتفاع سعرها، مما يدفع في قلبه نوعا من الغيرة لعدم قدرته على امتلاكها رغم ما يملكه من مال وفير ومنزل كبير، ولكنه نسي ذلك الشعور ال**بر بعد عدة ثوان بمجرد أن تكمل تلك السيارة سيرها مختفية من أمامه. تابعت السيارة سيرها حتى تقف أمام مقرٍ رئيس ضخم تابع لشركة او مؤسسة ما، السيارة يقودها سائق أنيق المظهر، تستدل من طريقة تعامله وحكمته على كبر سنه، ولكنه لا يبدو كبيرًا جدا في السن ويتمتع بلياقته، لديه لحية خفيفة تزين وجهه ويلبس ملابسًا رسمية لائقة، أما من يجلس في السيارة من الخلف فهو شخص وسيم الشكل، بني الشعر يميل الى الأشقر، ويغلب على مظهره صفات الشخصيات المهمة وذات التأثير في المجتمع. لن ترى وجهه من السيارة حتى وإن حاولت بسبب التظليل الخلفي الاسود، ولن تستطيع رؤيته حين ينزل من السيارة لوجود عدد هائل من الأشخاص عادةً لكي يستقبلوه، ويمر من خلالهم وكأنهم يصنعون له موكبًا، وحتى إن كنت قد لمحته، فلا يعد شكله مألوفًا بسبب قلة ظهوره، ولكن يمكنك التنبؤ بأن ذلك الشخص هو يوسف سلطان. وها هو ذا يترجل بتواضع من السيارة عندما فتح له سائقه الباب، ليجد نفسه أمام باب شركة كبيرة والتي تعد في الأصل واحدة من أملاكه، مبنى واسع ضخم، يمتد لعدة طوابق ويعد أكبر وأكثر مبنى ارتفاعًا في تلك المنطقة. بمجرد أن نزل من سيارته، رأى المساعدة الشخصية سارة، وهي امرأة جميلة ذات صفات قوقازية، كانت واقفة امام المبنى لتستقبله. ثم تخبره بعد استقباله بآخر التفاصيل مسترسلةً كالآتي: -سيدي يوسف، لقد تم تحديد الاجتماع على أن يكون بعد قليل، أرجوك اِحضره ولا تتقاعس؛ إنه اجتماع مؤثر في تاريخ هذه الشركة، ولقد اجتمع لكي يحضروه مجموعة من الخبراء والمحللين من عدة شركات أخرى مشاركة في هذا الحدث، لذا احتجنا إلى حضورك وبشكل عاجل. حينها سأل يوسف: ومتى سيبدأ هذا الاجتماع؟ اجابته سارة: سوف يبدأ الاجتماع بعد دقائق في صالة الاجتماعات الوسطى، وأردت اخبارك أن الترتيبات كلها جاهزة تقريبًا، لكننا مازلنا بحاجة إلى بعض الإجراءات الأخيرة التي تتطلب توقيعك لكي تكتمل، وأريدك أن تتطّلع على هذا التقرير من فضلك. تصفح يوسف سلطان التقرير سريعًا وكأنه يتصفح جريدة ثم قال: عمل جيد، وأيضا.... يبدو ذلك رائعًا. سارة: نعم لقد تعمدنا استيراد مواد أفضل مع تنسيق صارم للميزانيات كما... قاطعها يوسف قائلا: نعم نعم أعلم ذلك، لكن لم أكن اقصد ذلك عندما قلت رائع على كل حال. سارة: اعذرني، ولكن ماذا قصدت يا سيدي بقولك ذلك؟ فأجابها يوسف مداعباً: ألا يبدو هذا واضحاً؟ قصدت ملمع الشفاه بالطبع لم يسبق لك ان تستخدمي مثل هذا اللون. قالت سارة متجاهلةً تماماً ما قيل: حسنا يا سيدي سأبلغهم بانتهاء الترتيبات. ضحك حينها ثم قال: وانت ماذا عنك؟ هل تريد الانضمام الى هذا الاجتماع يا شارلي أم ستتصرف ببرود مثل البعض؟ شارلي (السائق): لا أجد اهتماماً في مثل الأمور في الحقيقة، لذا اظن أنني سوف انتظرك هنا، أبلغني إن احتجت أي شيء يا سيدي. بدأ الاجتماع وجلس كل من في القاعة للمناقشة بشأن مستقبل هذا الفرع من المؤسسة، وما قد يؤدي إليه المشاركة في ذلك الحدث العالمي. أول من تواجد في مكان الاجتماع كان المدير محمد وهو المدير التنفيذي لمعظم شركات يوسف سلطان وأحد معارف طفولته، كما أنه من بدأ الاجتماع قائلًا: يأتي في الذكر اولًا معرفة أحوال الأسهم المشاركة في هذا الحدث، وعلى صعيد التفاؤل يبدو أن بعضًا من اسهمنا ارتفع سعره كثيرًا مع الدخول في شراكات مع مؤسسات عالمية كما أنه تم اتخاذ خطوة كبيرة عن طريق تغيير مورد المواد الخاص بنا. ثم أكمل: ولكن في الناحية السلبية يوجد انخفاض في أسهم أخرى، ولكنها ليست بمعضلة فقد بدأنا بالفعل العمل على ذلك، وجئنا ببعض الحلول لها، ففي البداية يمكننا العمل على زيادة الإنتاجية مع زيادة في الرواتب للتحفيز والاهتمام بالتصدير للخارج عوضًا عن التصدير المح......... واستمرت المناقشات هكذا الى نهاية ذلك الاجتماع الذي لم يفكر يوسف في اثنائه سوى متسائلًا كيف يمكن أن تكون الاجتماعات مملة إلى هذا الحد، وأغرق نفسه في التفكير بما قد يكون نوع العشاء الذي سيتناوله بعد هذا العناء من شدة الملل الذي يشعر به. وبمجرد انتهاء الاجتماع ذهب يوسف الى مكتبه، وإن كان تسميته بالمكتب يعد تقليلاً من شأن ذلك المكان الواسع الذي يبدو وكأنه جناح كبير في فندق عالمي. ما أنفك يوسف يدخل مكتبه حتى تجده يخلع سترته بهدوء، ثم يضعها جانبًا على علّاقة للملابس بجانب الباب، ثم يقترب من مكتبه الموجود في نهاية ذلك المكان، ويتكئ بيديه عليه ويضع قبعته الباهظة ثم يجلس على الكرسي، بمجرد أن مد يده في أحد الادراج ليخرج شيئاً ما ليشربه وكأسًا، فإذا بزائر له تبلغه به سارة، " من هو هذا الزائر؟ " قالها يوسف متضجرًا. فردت سارة سريعاً: انه سايمون يا سيدي... ولكن دخل سايمون اثناء ذلك عنوةً وبدى وكأن شيئًا غير سار قد حدث. حينها أشار يوسف إلى سارة يأمرها بالانصراف وغلق الباب. بدأ يوسف الحديث محاولًا مداعبة سايمون: يا إلهي.. سايمون كراشدي؟ هل أتى من اسبانيا من يحكم العالم السفلي؟ ولكن ما الذي قد تفعله هنا بنفسك؟ ولكن ما حدث هو أن أبدى سايمون استياءه وظهر عليه بعض علامات الحزن وكأن أمرًا ما يؤرقه ويمنعه من المزاح، فأكمل يوسف قائلًا: سأوفر عناء الاستقبال والمزاح، لذا يمكنك الجلوس الآن وحدثني عما جئت من أجله، وبعدها يمكنك أن تحدثني عن تلك المواضع التي سألتك عنها منذ فترة. وجلس سايمون ثم دار بينهما حديث لم يكن لأحد أن يعرف ماهيته او عما يدور، ولكن بدى أنه تناول مواضيع عديدة حتى اخذ من الوقت الكثير. انتهى ذلك الاجتماع الطويل، ثم خرج سايمون من البرج وبرفقته يوسف، ثم ودعه يوسف سلطان مبتسما وركب السيارة قائلًا الى سائقه: بعثت إليك بتفاصيل الموقع الذي ستذهب إليه، وأيضا أريدك أن تبلغ البقية أن لدينا مهمة جديدة وعاجلة، لذا فليبقوا متأهبين من أجل تعليماتي. أثناء ركوب يوسف السيارة قابل سايمون مساعده والذي يعد ذراعه الأيمن ومرافقه، وأشار سايمون بيده ناحية يوسف سلطان وقال لمساعده: أترى ذلك الرجل(يوسف)؟ قد يبدو من النظرة الاولى -إن كنت لا تعرفه- مجرد شخص ثري كل ما يميزه الوجه الحسن وكثرة المال وإن كنت لماحًا فقد تظن أن له صلة بالعالم السفلي الاجرامي بسبب ظهور ثروته المفاجئ والكبير، أما إن بحثت في جهات أخرى فستجد: "يوسف سلطان.. رجل وسيم ذو ثراء فاحش تتخطى أملاكه المسجلة والشرعية المائة والخمسين مليار دولار امريكي، شاب قليل الظهور أمام الكاميرات، يحب الملابس الكلاسيكية والرسمية". ذلك فقط ما قد تجده في ويكيبيديا او جميع المواقع وحتى في ملفات الشرطة ان بحثت عنه وربما تجد صورة له وهو يرتدي بدلة سوداء انيقة وقبعة باهظة، هذا وبالإضافة الى معلومات سطحية عن سلسلة شركاته ومؤسساته لكن لن تجد غير هذا وربما لن تجد حتى هذا مذكورًا، فهو شخص لا يظهر ظهوراً تاماً للعلن، بل لا يظهر اطلاقًا، لذا لا أحد يعلم تماماً ما الذي يفعله طوال وقته. شرب قليلًا من الماء ثم أكمل: رجل غامضٌ ماضيه بدأ تحقيق ثروته في السنوات الأخيرة، ولكن الحقيقة التي أعرفها من تعايشي معه ومصادقته انني لا اريد عداوته بأي شكل، انه شخص مرعب "حتى بالنسبة لي". سأله المساعد الخاص به: لا أظن أن ذلك بسبب ثروته الفاحشة أو أنه يستطيع التحدث بأكثر من عشر لغات ولديه العديد من الجنسيات، ما الذي يجعل شخصًا مثله مرعب بالنسبة لك؟ اجابه سايمون: بالطبع ليس بسبب ذلك، ولكن المشكلة تكمن في مدى رعبه إن اعتبر شخصًا ما عدوًا له، فقدرته على التخطيط ومقدرته للخروج من أسوأ المواقف دون ضرر مذهلة، بل لا يشوبها شائبة أحيانًا، يسبق بعدة خطوات من يجابهه، وبالنسبة إلى ماضيه فقد يفعل أي شيء حتى يحصل على.... قاطع كلام سايمون في هذه اللحظة أن أصابه طلق ناري وبدأ ينزف من ص*ره، أمسك سايمون على جرحه متن*دًا من شدة الألم، وضغط عليه أيضًا مساعده فقال سايمون كراشدي بصوت نحيل جدا: بهذه السرعة؟ لقد انتهى الاجتماع فقط للتو... كان مساعد سايمون مصدوما مما حدث وغير واعي بسبب سيده المصاب وظل يناديه ويقول: هيي! سايمون ما الذي حدث لك الآن؟ اجتماع؟ ماذا به هذا الاجتماع؟ وعمَّ كان هذا منذ قليل؟ سايمون: من ضمن ما قد دار فالاجتماع أرادني يوسف أن أبحث له بمعلومات عن فريدريك ويبدو أنه... المساعد: فريدريك؟ اتقصد مالك الفندق ذاك؟ ولكن لم؟ لا أظن أن له علاقة بيوسف سلطان او ما يخطط له. سايمون: لا، قد يبدو ما يفعله يوسف فوضويًا، ولكنه... أخذ سايمون يحاول التقاط أنفاسه لذا سكت قليلًا ثم أكمل: ولكنه في الحقيقة مترابط ولكلٍ سببه.... يبدو أنني قد وصلت حد... أغمي على سايمون بسبب النزيف الحاد ونقله مساعده الى المشفى الخاص بهم، وهو مستودع صغير به اطباء يعملون تحت إمرة سايمون -سواء بالابتزاز او بالمبالغ العالية غير الشرعية، فهو مجرم مطلوب لا يمكن ان يذهب الى مشفى عام او حكومي-، ثم يتم إعلام مساعده بخبر وقوعه في غيبوبة مؤقتة بسبب فقدان كمية كبيرة من الدماء، كمان أن هذا المستودع يفتقر إلى حد كبير لإمكانيات الرعاية الجيدة. يبدأ المساعد التحقيق في الأمر لمعرفة لم حدث هذا رغم تخفي سايمون، ولم حدث بعد مقابلة يوسف وخصوصًا بعد محاولة التحدث عنه، وأمسك يفتش ملابس سايمون للبحث عن أجهزة تنصت قد يزرعها يوسف دون أن يلاحظها سايمون، لكنه لم يجد شيئًا وهم للتحرك بحثًا عن سبب ما حدث. بعد نصف ساعة من تعرض سايمون للطلق الناري، كان شارلي الذي يعد سائق يوسف سلطان، ينزل من السيارة الفارهة في جراج مبنى فندقي ضخم اسمه مارل، بعد أن ركن سيارته في الحارة ميم سبعة، ثم مشى قليلاً ليركب بعد ذلك المصعد الذي يبدو من مظهره جودة هذا الفندق ومدى الرقي. ثم ظل يتحرك حتى وصل الى طابق معين، كانت الحراسة كثيفة في ذلك الطابق مما يثير الريبة، وطفق يتحرك في الطرقات يمينا ويساراً، يقصد بذلك مكانًا معينًا مسترشدًا بمخطط ما يمسكه بين يديه، ويتفادى مقابلته لأيٍ من رجال الأمن المنتشرين، ثم وقف لنجد أنه أمام باب غرفة مغلقة بإحكام، وتلك هي الغرفة التي يوجد بها الاجهزة المسؤولة عن توزيع الحرارة والماء في هذا الطابق. فتحها عن طريق تعطيل ذلك القفل بطرقه الخاصة، والغريب في الأمر أنه قد بدى متمرسًا بذلك رغم كونه مجرد سائق، ثم دخل وبدأ بعدها يغلق بعض الصنابير ويغير مسار صنابير أخرى، وخرج من الغرفة وهو يشعل سيجارًا أسفل كاشف الحرائق متعمدًا، وإذ به يرميها على الارض ليحرق بذلك سجاد الأرض وكررها في عدة أماكن لزيادة حجم الحريق في وقت قصير. ينطلق جهاز الانذار وينبه الناس للهروب، حيث إنه لا تعمل المرشات الخاصة بإطفاء الحريق في هذا الطابق، ويعود ذلك إلى تغيير شارلي لمسار المياه، مما ينتج عن ذلك حريق كثيف في هذا الطابق وينتج عنه اضرار للطابق الموجود أسفله وما فوقه بالطبع. في نفس الوقت كان قد بدأ محمد يتحرك بجانب فرقة ليست بالكبيرة مجهزة بالأسلحة وترتدي أقنعة وسترات مضادة للرصاص إلى داخل قطاع في ميناء قديم لتحميل البضائع، مستهدفين بذلك بضائع عليها حراسة شديدة داخل الميناء، ولكنهم فالبداية يخدرون الحراس المسؤولين عن حراسة بوابات الميناء. ثم هجموا مباغتين على حراسٍ وُجِدُو عند تلك الصناديق، الذي كان يوحي مظهرهم بكونهم مرتزقة أو تابعين إلى منظمة إجرامية ما. بمجرد أن قضوا عليهم تمامًا، استعدت الفرقة لتحميل الصناديق على متن سفينة صادرات لإحدى شركات يوسف سلطان -او هذا ما استخدم ذريعة لنقل تلك الصناديق الضخمة-، وكانت حوالي خمس صناديق ضخمة والتي يصل طولها لسبعة أمتار او ما يقربها، أما ارتفاعها فيرتفع لمترين وعرضها يمتد لحوالي متر، فنقلوا تلك الصناديق وهربوها إلى إحدى المستودعات المخفية. بالتوازي مع تلك الاحداث كان يوسف قد ذهب وحيدًا بسيارته، ركنها بعيداً ثم وقف أمام ما يبدوا وكأنه مستودع مهجور، ولكن كان هناك بضع حراس، بطريقة ما يدخله يوسف رغم تلك الحراسة، فيرى على بعد مسافة صغيرة مكان مغلق، وكأنه تم بناء غرفة صغيرة من الخشب داخل المستودع. يذهب اليها ويفتح الباب ليرى أنها صممت لتكون غرفة مكتبية، ورأى شخصًا يجلس على كرسي في المنتصف ويوجد حوله ثلاثة اشخاص، شخص وراءه واثنان على جانبي الباب. قال يوسف بنبرة ماكرة: فريدريك! لمن أدين بهذه المفاجأة الرائعة؟، ها قد وجدتك اخيراً. ولكن فريدريك لم يبد مسرورًا، بل بدى منزعجاً من هذه الزيارة وقال: سمعت أنك تبحث في أمري، ما الذي تريده مني؟ وكيف مررت من بين كل تلك الحراسة؟ لم أسمع صوتاً لأي طلق ناري أو هجوم. فسرعان ما تحولت تعابير يوسف إلى تعابير جادة، ثم قال: هذا ممل قليلا، ولكن يبدوا إذا أنني سأدخل في صلب الموضوع مباشرة، فلا أريد تضييع مزيدا من الوقت في هذا المكان. سكت قليلاً ثم أكمل عندما نظر إليه فريدريك وقال: يا فريدريك، أعلم أنك منذ سنتين من الان، في شهر نوفمبر وفي موسكو، قد قابلتَ رجلا يُرمز له بالرقم سبعة، ويدعوه البعض بآكل الخطايا، ما هي صلتك به؟ وكيف تواصلت معه؟ وهل تعرف اسمه الحقيقي؟ فريدريك: الكثير والكثير من الأسئلة والمضحك أنك هنا لتسالني عن اشياء أنا لا اعلمها، جديا عمّ تتحدث يا صاح؟ رقم سبعة؟ آكل للخطايا؟، ولكن لحظة لا تحتاج لكي تتعب نفسك بالإجابة على ذلك، فأنا لست مهتمًا على الإطلاق بأن اعرف عم تتحدث، كما أنني لست مضطراً لكي أجيبك بشيء حتى إن كنت أعرفه. وأص*ر فريد صوت فرقعة بإصبعيه كإشارة، فاذا اثنان كانا يقفان على الباب خلف يوسف يوجهان مسدسيهما الى يوسف وكذلك الشخص الواقف وراء فريدريك. فريدريك مهددا: أتعلم ما قد يحدث لك إن لم تخرج الان؟ فانا لست متفرغا لمثل هذه الترهات! ابتسم يوسف اثناء ذلك مستفزاً فريدريك بفعله ثم قال: من المفترض أن يأتيك اتصال الآن، وربما أكثر من واحد. ولم يكد فريدريك يكمل سؤاله عن ماهية الاتصال الذي يتحدث عنه فاذا بهاتفه يرن ليخبره أحدهم باندلاع حريق في الطابق السابع في فندق مارل وتضرر معه الثامن والسادس.. فريدريك مفزوعًا: السابع! أليس هذا الذي يوجد به بعض..... بضائعنا؟ كما يقيم به أيضا ذلك السفير الذي يساعدنا؟ ثم يحاول فريدريك ليكمل رده عليه، ولكن يقاطعه اتصال آخر من الميناء، فيرد فريدريك بسرعه متجاهلاً مسألة الحريق -لابد انه امر بالغ الأهمية أكثر من ذلك حتى يتجاهل أمر الحريق- فيتم اعلامه أن البضائع سرقت. ولم يكد يرفع رأسه كي ينظر الى يوسف بتعصب شديد إلا ويرى الرجلان يقعان أمامه على الارض واحداً وتبعه الاخر بلحظات، ليكتشف انها قُتلا برصاصتين من قناصة اخترقتا رأسيهما، لا يعرف من اين مص*رها، والذي كان في الواقع من فعل سارة الموجودة على بعد ثلاث مائة وخمسين مترا فوق بناية مرتفعة بجانبها كأس من الشراب كانت تحتسيه، يبدو أن لديها عادة الشرب وقت العمل. ابتسم يوسف ابتسامة ماكرة ثم قال: رويدك ما هذه النظرات؟ هذا لم يكن سوى مجرد رد بسيط عما حدث من عدة أشهر، لقد تحديتَ الشخص الخطأ آنذاك عندما احتللت فندقي بتزوير بعض الاوراق كما أنك افسدت بعضاُ من تجارتي وسرقت بعضًا آخر، ولكن ما حدث قد حدث، ويمكنني اعتبار هذا تعويضي عليه، انا لست هنا لأقتلك لمثل هذه الأسباب، انا فقط هنا لأسألك عما كنت تنكره منذ برهة. فريدريك: فلتترك لي متنفساً، لقد مللت من هذا الهراء. ثم يشير فريدريك بيده الى الرجل الثالث الذي قد اعتبره ورقته الرابحة والذي لم يكن في مدى سارة، فإذا بالرجل الثالث يرفع مسدسه ويوجه، ولكنه وجه المسدس ناحية فريدريك وليس يوسف! فزع فريدريك وقال: رامي!؟ ما هذا أخنتني؟ ما الذي يحدث؟ فرد رامي قائلا: أخونك؟، وقهقه خفيفا ثم أكمل: لم أعمل لد*ك سوى بأوامر من سيدي يوسف وما كنت تابعا لك قط كي اخونك فمن أكن له الولاء شخص واحد فقط، يوسف لا غير. حينها ملّ يوسف من كثرة الحديث فقال: والآن هل يمكن ان نكمل ما جئت من أجله؟ فريدريك: حسنا حسنا! اهدأ، فهمت ما تريد، ولكن صدقني إن قلت أنني لم أتواصل مع ذلك الرجل، بل هو من تواصل معي فالبداية ولم يكن تواصلاً شخصياً حتى. وبدأ سرد ما حدث كون تواصلهم حدث عن طريق رسائل مشفرة، وأن ذلك الرجل في يوم المقابلة لم يأت بنفسه، بل كانوا اشخاصًا تابعين له، أما عن مهاتفته فكانت كلها من صناديق الهاتف بعد أن يتم إعلام فريدريك اين اذهب. ولكن اثناء ذلك السرد تذكر ما بدى أنه شيء قد ينقذه من هذا الموقف فقال: لحظة.... لقد تذكرت شيئا ما! معي بعض من تفاصيل الصفقة آنذاك، فأنا احتفظ بتفاصيل معظم صفقاتي، وقد كان هناك سماسرة مرتبطين به قد تستطيع الوصول إليه من عن طريقهم ان بحثت جيدا، ولكن اسمح لي ان اخرج قلادتي أولاً. فاذا به يدخل يده في جوف ملابسه عند ص*ره ليخرج قلادته وهو يقول: احفظ هذا جيداً "مونيكا فريد.." لم يكمل جملته حتى يقع مقتولاً إثر رصاصة اخترقت جمجمته. غضب يوسف وقال مخاطباً سارة من السماعة المثبتة في اذنه: ما هذا! لم أوجه لك اي أمر بذلك لم فعلت هذا؟ ما الذي حدث؟ سارة: لم يكن انا من فعل ذلك يا سيدي، لم يكن في مدى رؤيتي حتى. فيخرج يوسف مسرعاً مع رامي من تلك الغرفة بعد أن اقتلع قلادة فريدريك، ونظر في مختلف الاتجاهات محاولاً أن يرى مص*ر الرصاصة، فتبلغه ساره عن وجود انعكاس لضوء المنظار الخاص بقناصة على بعد مئتا متر، ولكنه سرعان ما اختفى ولا يمكن تحديد شخص هناك، لقد هرب. في اثناء ذلك كان قد توجه مساعد سايمون الى مكان فريدريك ليتحرى أمر يوسف ويخبر فريدريك عن بحث يوسف بشأنه وقد دخل الى المستودع من الباب الخلفي ثم يدخل الغرفة فيُصدم بوجود فريدريك مقتولا هو ورجاله، يهب مسرعا للخارج بعد هذا المنظر محاولاً أن يعرف من كان السبب وراء هذا فلا يجد أمامه سوى يوسف، فبمشاعر مليئة بالغضب والحقد يوجه مسدسه ناحية يوسف. المساعد: السيد يوسف! لم قتلت سايمون؟ وهل قتلت فريدريك ايضا!؟ انه مجرد رجل بريء. رد يوسف مناديا اسم المساعد بنبرة جادة: بومبا! سأقول هذا احتراما لصداقتي مع سايمون ولأنك رجل تحترم حياة الاخرين ولا تحبذ ازهاق الارواح: انا لم أقتل سايمون، وان كنت قتلته فهذا لا يعنيك، كما انني لا احتاج لإنكار ذلك بالطبع، وأستطيع قتلك في هذه اللحظة بإشارة مني دون أن أحرك ساكناً، كما أن ملابسي جميعها مضادة للرصاص وتحتها سترات واقية ايضاً ويمكنك أن تجرب ذلك، أطلق! ولكن لن تعيش لترى النتيجة. ثم حذره بوجود قناص قريب من هناك، وأخبره بالاختباء والذهاب الى مكان آمن، واستعطف بومبا قائلًا: لقد فقدنا شخصاً عزيراً وصديقا بالفعل -كان يقصد سايمون- لذا أريد ان احفظ حياتك من اجله. انزل بومبا سلاحه ومن حسن حظه أن كان وراءه حائط يستتر به، وذهب يوسف مستقلاً سيارته التي اتى بها وهو يقودها، ولكن عاد بقيادة رامي. وكذلك ايضا عاد بومبا الى سايمون. في اثناء عودتهم بدأت سارة محادثةً مع يوسف بنبرتها الباردة وهي تحتسي كوباً: هل لي بسؤال يا سيدي؟ يوسف: ولم لا، يمكنك ذلك. سارة: همم إذا لماذا لم تخبره؟ لماذا لم تقل أنك لم تقتل فريدريك!؟ وأنه ليس رجلًا بريئا كما يظن، هل نسيت ما قد وجدنا في شحنة الميناء؟، هل تحب أن تظهر في مظهر الرجل السيء أم ماذا؟ -قالت ذلك بنبرة لعوبة-. يوسف: آوه بخصوص ما وجدناه هناك، ذكريني ان نتصرف بشأنها فيما بعد. فأكملت سارة: وأيضا لم كذبت بشأن عدم اصابتك لسايمون؟ يوسف: اولًا انا لم اكذب، فقد قلت أني لم اقتله وأنا لم افعل، ولكن أمرت فقط بإصابته اصابة مميتة.. كما أنه ليس وكأنني أبالي بما قد يراه الاخرون بي، ولا اهتم لما يفعلون ما دمت اعرف مصير قراراتي وتأثيرها علي. أخرج يوسف قلادة فريدريك، ليجدها قلادة عادية وعندما تفتحها تجد صورة له ولابنته. ولكن لاحظ في عين فريدريك -في الصورة- وكأنه مصباح صغير جدا ليدرك بذلك يوسف أنه جهاز ينقل البيانات لاسلكيا. فيفتح جهازه المحمول سريعاً ويفتح برنامج النقل اللاسلكي (البلوتوث) ليجد جهازا غير مقترن يضغط عليه لكن يُطلب رقم سري فيتذكر كلمات فريدريك الأخيرة "مونيكا فريد.." يكتبها ثم يظهر مربع "رمز خاطئ" ثم يعيد كتابتها مرة اخرى باللغة الانجليزية فيظهر مربع "رمز خاطئ" تبقت محاولة واحده يكتبها يوسف "مونيكا فريدريك" ولكن قبل أن يضغط موافق، اقترن الجهاز بدون طلب كلمة المرور، فإذا بملف يتم نقله الى الجهاز، ولكن بدت آثار الصدمة على وجه يوسف عندما فتحه.... يتبع..

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

أشلاء

read
1K
bc

احببتها صعيدية

read
1K
bc

بريئات بين براثن الوحوش

read
1K
bc

الأسد ( الجزء الثاني من سلسلة سطوة الرجال )

read
1K
bc

حب رجل من المافيا

read
1K
bc

صراع على طاولة الشيطان

read
1K
bc

قاسي بالإكراه

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook