الفصل الثاني

2546 Words
الفصل الثاني كانت يزيبل ترتدي فستانًا مرقعًا باللون الأصفر والبُني الباهت، مع مئزر مُمزق مقيد حول خصرها الضيق وكانت تربط شعرها الداكن الطويل بلف معقد حول الضفائر وحول تاج رأسها. لم تكن كبيرة في السن، أي في منتصف حياتها، ولكن ما وجدته أكثر جاذبية هو وجهها غير المتجعد؛ اللون الذي كالون القرفة، ملامحها الناعمة، كضوء القمر على الحرير بعدها نظرتُ إلى جسدي فرأت العديد من الجروح والكدمات، عندها فقط أدركت ما هي المحنة الرهيبة التي مررت بها. لقد آذيت في كل مكان، وخاصة في مؤخرة رأسي، تذكرت أنني مريضة وأن حرارتي كانت عالية جداً قبل أن يلقوني في النهر. ولكن بعد ذلك، لم يتبقى من ذاكرتي سوى القليل 10 لقد اكتسحني الضعف، شعرت بأني هشة ضعيفة، مثلي كمثل جذع م**ور تحت رياح باردة. هززتُ رأسي رداً على سؤال يزيبل "أنت نحيفة للغاية"، ثم قامت يزيبل بسحب الرِداء برفق ووضعت ذراعيها حولي لا أتذكر فيما إذا كان شخص ما قد عانقني من قبل. تركت صخرتي وتمنيت ألا تسمعها تضرب الأرض قالت: "شعرك رطب" ثم أخذت ضفيرة الشعر الطويلة، ووضعتها على كتفي وصولاً إلى يدي. "تعالي هنا حيث الجو الدافئ المُريح" أخذتني يزيبل إلى الموقد، حيث جلست واتكأت على الجذع، بدأت النار تُدفئ جسدي المتألم، والدخان يلفني من عقدة الصنوبر الطاحنة برائحة لطيفة ومهدئة. حدقت بعمق في النار، وأنا أراقب قفزة اللهب وهي ترقص داخل الموقد فبدت النار وكأنها وميض الحياة نفسها أين تذهب النار عندما يحترق كل الخشب؟ سألتني: "هل يمكنك تناول كونتا لوكا مع الوهاسا؟" أجبت "نعم" لم أسمع أبداً عن كونتا لوكا من قبل، لكنني كنت أعلم أنه يُمكنني تناول أي شيء التقطت يزبيل وعاء فخاري ومسحتهُ بجزء من مئزرها الذي ترتديه وقد كانت تستخدم ملعقة خشبية لِملئها بالحبوب البخارية مع قطع من اللحم. يوجد وعاء من الفخار موضوعاً على حجر مسطح بجانب النار يحتوي على صلصة حمراء فقامت بوضع ملعقة من هذه الصلصة فوق وعاء الطعام أخذت الوعاء منها وغمست أصابعي فيه، كان الطعام ساخنًا جدًا، لكنني لم أستطع الانتظار حتى وضعه في فمي. الطعم اللذيذ للقمح الطري وقطع لحم الضأن اللذيذة دفئت روحي، وكان لصلصة الوهاسا الساخنة تانغ حار يعطيها طعم مُميز، ابتلعتها دون مضغ ثم ذهبت إلى الوعاء مرة أخرى. ولكن قبل أن أتمكن من تناول اللقمة الثانية، تمردت معدتي الفارغة على الطعام 11 شعرت بالدوار، كان بطني مُكتظ ومُتشنج، حاولت أن أضع الوعاء على الطاولة، لكن يزبيل لأخذ الطعام قبل أن أسقطه أمسكت معدتي وتعثرت على جانب الخيمة، حيث رميت القليل من الطعام الذي تناولتهوتأيقت. استمرت معدتي في التشنج والارتعاش ساعدت كلمات يزبيل الرقيقة والقماش المُبلل خلف رقبتي بأشعاري بالتحسن. ثم استقرت معدتي وتحسنت فأدارتني يزبيل لتغسل وجهي "متى أكلت آخر مرة؟" حاولت التفكير ثم قلت: "ليس اليوم" قالت تعالي، أعتقد أنه يجب عليكِ شرب بعض نبيذ الزبيب قبل وضع الطعام في معدتك الفارغة. القليل من النبيذ سيهدئ جسدك، ولكن ليسبالكثير، وبعدها ستبدأ بالشرب مثل الغراب بعد تناوله العنب المخمر ابتسمت، أفكر في غراب أ**د مخمور ينهار في الهواء وعندما نظرت إلى الأعلى، غمزتني يزيبل جلست بجانب النار وعباءة تينداو تغطي جسدي، شربت النبيذ الحلو الذي جلبته من أجلي قالت يزيبل: "خذي القليل فقط، دعينا ننتظر لنرى ما إذا كانت معدتك سترفض النبيذ، كما فعلت في الطعام". أومأت وجلست بجانب وعاء الشرب. دفء النار هدأ بطني، يبدو أنني لن أتقيأ النبيذ. ذهبت نحو سكينة مُلقاة على حجر الموقد وأخذت إحدى حبات اللفت من السلة لتقشيرها، كما فعلت يزبيل من قبل. ابتسمت لي بينما كانت تقطع الجزر داخل الوعاء الفخاري الكبير. كانت الرائحة لذيذة جداً، ولكن لم يكن لدي أي نية لإغضاب معدتي مرة أخرى قالت يزيبل: "لا أعتقد أنني قابلت شخص هادئًا مثلك على الإطلاق" "أليس لد*ك ما تقوليه؟" قطعت حبة اللفت داخل الوعاء وانا أحاول التفكير 12 كانت أفكاري لا تزال غائمة مُخربطة ورأسي يؤلمني أكثر من أي وقت مضى. ربما اعتقدت يزيبل أنني مُغفلة أو حمقاء أخيرًا، سألتها، "ماذا يأكل الفيل؟" كان حاجب يزيبل البارز عالياً هو العلامة الوحيدة التي تأكد أن السؤال غريب قالت: "الفيل؟" "لماذا؟" يأكل الفيل كل ما ينمو، إذا كان جائعًا بما فيه الكفاية، فسيأكل الجزء العلوي من شجرة كاملة. ثم بدأت بتقطيع جزرة أخرى. يمكن للفيل الحربي الكبير أن يأكل حمولة عربة من البطيخ أو نصف حقل قمح قاسي. في بعض الأحيان حتى كومة قش يمكنه ان يأكل "ولكن هل يأكل طفلة؟" ضحكت يزيبل وقالت: "لا"، لا يأكلاي أنواع لحوم؛ فقط الأشياء الخضراء والصفراء التي تنمو على الأرض فلن يأكل طفلًا أبدًا. أشرب المزيد من النبيذ، ولكن ليس بسرعة كبيرة. فعلت كما قالت، وسرعان ما شعرت بتحسُن رأسي،وبطني قالت يزبيل: "الآن، خذي القليل من كونتا لوكا، لكن امُضغيها هذه المرة قبل أن تبتلِعِها كان الطعام لا يزال دافئا ولذيذا جدا. لم آخذ سوى قضمه صغيرة ثم ألقيت الوعاء "سألت يزبيل وهي تقطع جزء من حبة بصل صفراء كبيرة وتنظر الي:" ماذا يُنادونك؟ توقفت ذكرياتي عند النقطة التي ألقى هؤلاء الرجال بي في النهر، ولكن مثلما يمكنني استخدام الكلمات للتحدث مع يزبيل، يمكنني أن أعرف أيضًا أشياء أخرى، مثل نبيذ الزبيب - التعرّف على الطعم والتذكر كيف أصنعه. عادت بعض المعرفة إليّ، على الرغم من أنها قليلة جداً أي لا يمكنني تذكر الكثير؛ كنت أعرف أن الفتيات المقززات تم التخلص منهن إلى جانب الفخار الم**ور ورماد الأمس، ولكن لم يكن لدي أي ذاكرة تحمل اسماً قط هززتُ رأسي 13 خفت تعابير يزيبل، وخفضت عينيها. ربما كان البصل الذي قطعته داخل الوعاء أقوى قليلاً من المُعتاد. نظرت حول الموقد وكأنها تبحث عن شيء ما، وفي النهاية التقطت ملعقة خشبية قديمة. تأكدت فيما إذا كانت الملعقة تحتوي صدعًا في مقبضها قبل أن تتحدث "ليس لد*كِ اسم؟" مسحت خدي بمؤخرة أصابعي وقلت: "لا" قالت: "حسنًا"، فلنبحث عن اسم لك. أعتقد أنه لشرف عظيم عندما يقرر الله أن تختار الفتاة اسمها بنفسها. أليس كذلك؟ أردت الموافقة وعرفت بالفعل ما هو الاسم الذي أرغب في الحصول عليه، لكنني أمسكت لساني عن التحدث. على الرغم من أنني قد لا أتذكر وجود اسم لي على الإطلاق، إلا أنني مدركة أن الأطفال، وخاصة الفتيات، لا يجب عليهم التحدث. كيف عرفت ذلك؟ في كل مرة كنت أحاول فيها تذكر أي شيء، كانت ذاكرتي تنزلق مثل حمامة مخيفة تندفع من وإلى الضباب. راقبتني يزيبل، على ما يبدو أنها تنتظر الرد، لكنها حافظت أيضًا على صبرها، كما لو أنها تعلم أنني أُكافح مع أفكاري لم أكن أعرف ماذا أقول ربما يجب أن أخبرها عن الاسم الذي أريده لنفسي معدتي شعرت بتحسن، لكن رأسي مازال يؤلمني. عندما رمشت، حلقت نقاط سوداء صغيرة أمام عيني، واختفت، ثم عادت بالظهور مجدداً مع ألم شديد. هززت رأسي، محاولة توضيح رؤيتي سألتني يزبيل :"هل ترغ*ي في سماع قصة أثناء طهي للطعام؟" أنا: "نعم" أريد وعاء كونتا لوكا بعد إذنك 14 ""تدور هذه القصة حول إلهة الأم، الملكة إليسا منذ عدة سنوات، كان العديد من الناس، حتى قبل حياة جد والدي، الملكة إليسا، التي يطلق عليها الرومان ديدو، قد جاءوا إلى شواطئ بيسا من موطنها القديم في الشرق. سألت الناس الذين يعيشون هنا عن قطعة أرض صغيرة حيث يمكنها أن تستقر مع الأتباع القلائل الذين تجولوا معها عبر البحر. فقال رئيس هؤلاء الأشخاص الماكر والخادع للملكة إليسا، "يمكنك أن تملك مساحة أرض مُحاطة بخبأة ثور واحد، وسيكون السعر وزن تالنت واحد من الفضة" تالنت؟" وقفت ووضعت وعائي الفارغ على الطاولة وقلت: "ما هو ...؟" كل شيء حولي بدا غير واضح، أخر صورة يمكنني تذكرها هي أن أيزبيل تأتي إليّ لتنقذني * * * * * عندما استيقظت، كنت استلقي على جلود الح*****ت الرخوة بجوار النار، وعباءة تينداو فوقي. كان قماش القنب الرمادي يرفرف برفق، وامرأة تجلس عند قدمي، تراقب حالتي سألتني: " كيف حالك الآن، أفضل؟" جلست ببطء أحاول أن أفهم ما حدث. داخل رأسي طنانة، **رب من النحل الغاضب. وبينما كنت أنظر حولي، صفى ذهني وكل شيء بدا غريباً. حريق طقطقة، دخان منعش يتجه نحوي، والطاولات والرِجال المحيطين بنيران الطهي مثل الح*****ت ذات الأرجل الصلبة التي تنتظر بصبر أن تتغذى. انحدرت أشعة الشمس الصفراء على قمم الأشجار، تغمر كل شيء بالذهب والعنبر ويتألق وجه المرأة في وهج بعد الظهر تذكرت أنها كانت يزيبل سحبت العباءة على كتفي، مددت ذراعي، ثم لمست مؤخرة رأسي. الكدمات والنتوء لم تكن مؤلمة كما كانت من قبل فقلت: "جيد"، "اشعر بتحسُن" توقفت للحظة، أُجاهد وأُصارع لأتذكر 15 "كنت تخبرني قصة عن ملكة وثور، لكنني لا أتذكر النهاية" "هل تذكرين السقوط؟"قالت: ""لا قالت: "لقد نمت طوال اليوم" "أنا آسفة" ""لا تتأسفي فقد كنت منهكة "من فضلك، هل يمكنك أن تروي لي القصة مرة أخرى؟" نهضت يزبيلوقالت: بالتأكيد "ولكن أولاً، أريدك أن تقفِ حتى أتمكن من معرفة فيما إذا كنت ستغرقين في النار كما فعلت هذا الصباح" وبينما كنت أقف، أخذتني يزيبل من كتفي، وهي تُراقبني وسألت: " هل ستسقطِ؟" هززت رأسي، ثم نظرت إلى الوعاء الفارغ على الطاولة "أتشعرين بالجوع؟" ""نعم ملئت يزبيل نصف الوعاء بالكونتو لوكا ووضعته في يدي. جلستُ بجانب النار بينما هي تحرك القدر الكبير وتُخبرني قصة الملكة إليسا من البداية عندما وصلت إلى الجزء الخاص بالفضة، سألتها، "تالنت؟ ما هو ...؟ نظرت إلىيزيبل بقلق، ربما ظنت أنني قد يغمى عليّ مرة أخرى، بعد ذلك ابتسمت لها فأبتسمت لي ومضت ثم قالت: "تالنت من الفضة يعني شريط كبير من الفضة" ثم التقطت سكينتها وقالت: "تكون ضعف طول السكين، وتساوي الوزن الذي يمكن أن يحمله رجل ليوم واحد، قيمتها هي ستة أفيال حرب، أو ربما سبعة"، أخذت جزرة من السلة وقطعتها ووضعتها في القدر الضخم. كانت إليسا جميلة جدًا، تملك الشعر الطويل المُجعد والابتسامة الجميلة، لكنها لم تكن مضجرة البديهة كما كانوا هؤلاء المواطنين البسيطين يظنونها 16 بعد التفكير، قبلت ملِكتُنا (اليسا) اقتراحهم، وبمساعدة خادماتها أمرت بجلب جلد الثور الذي عرضه عليها الملك وتقطيعه إلى شرائح رقيقة ثم مد هذه الشرائح حول هضبة بالقرب من شاطئ البحر عودة إلى الشاطئ من الجانب الآخر ثم أخبرت إليسا رئيس هؤلاء الأشخاص قائلة: "سأحصل على تلك الأرض، الآن وهي مُحاطة بغطاء ثور واحد". وبالنظر إلى كيف كان السكان الأصليون أكثر دهاء، فقد أعطوها الأرض على مضض وتمنوا لها الحظ السعيد في بناء مستوطنتها، وذهبوابتالنت الفضة راقدين على خسارتهم "اختارت إليسا قسمًا من الشاطئ يحتوي على واحد من أرقى الموانئ الطبيعية على طول الساحل الجنوبي الكامل لبحر ثالاسا، الذي أطلق عليه الرومان ماري انترنوم. وإن هذا سيثبت لاحقًا مدى فائدتهُ للملكة إليسا ومستوطنتها التي سمتها المدينة الجديدة، قرطاج (قِرطَاجُنا)" وفجأة دخل الصبي الذي هددني واخافني بعصاه في الغابة إلى بيت يزبيل، الامر الذي جعلني اندهش وأتساءل عن سبب وصوله إلى هنا ذهب إلى وعاء الطعام ليأخذ قطعة من اللحم، لكن يزبيل أمسكت بيده ودفعتها بعيدًا وقالت: "انظر إلى مدى اتساخ يد*ك، وأنت تعلم هذا " "فأجابها:" أنا جائع قال: "يمكنك الانتظار مثلُنا. هل أخذت الحطب إلى بوستار كما قلت لك؟" أومأ برأسه، لكن عينيه كانتَ تنظرَ إليّ وإلى وعائي المملوءبكونتا لوكا قال:"لقد سرقت معطف تينداو؟" أجابت يزبيل: "لا لم تفعل" أخذتُ قطعة كبيرة من اللحم من وعائي وأعطيتها لهُ. فهمتُ هذا الصبي من عينيه، يبدو أكبر مني سنناً، ربما يكبُرني بصيف واحد، وعلى النقيض من عيون يزيبل البنية، فقد كانت عيناه رماديتاًن ضحلتان 17 ما لون عيوني؟ أتمنى أن يكونوا بُنيين كعينيها سأل الصبي بصوت خشن كأنهُ مُنزعج: "إذا لماذا ترتديه؟" كان سلوكه تجاه يزبيل عابسًا، كأنه يسخر مني كأنني اشمئز منه قامت يزبيل بضرب الملعقة الخشبية على حافة الوعاء بشدة، حتى ظننتُ أنها ستن**ر. ثم جحرت الصبي حتى أنزل عينيه وقالت: " إذا لم تتعلم الإمساك بلسانك، فسوف يقطع شخص ما هذا الخنجر الحاقد من فمك. هل تفهمني؟" فقال وهو ينظر إليّ من زوايا عينيه: "نعم" هل يعتقد أنني ألوم يزبيل على توبيخه؟ هو لديه لسان قبيح ويستحق ما حصل عليه. أخذتُ حبة لفت آخرى من السلة. وقلت لنفسي، ربما لم يتعلم شيئًا من كلمات يزيبل، لكنني تعلمت. ومن الطريقة التي تعاملت بها معه، أعتقد أنه قد يكون ابنها، أو ربما شقيق تينداو. مؤسف جداً أنه ليس كالشباب الآخرون كنت أرغب في معرفة المزيد عن الملكة إليسا وشعرها المُجعد، وابتسامتها الجميلة وطرقها الذكية، لكنني لم أرغب في أن تواصل يزيبل قصتها والصبي موجود، بل كنت أرغب في أن يتم إخباري بمفردي، لذلك قد يكون عليّ الاحتفاظ به ليوم يمكنني فيه نقله إلى فتاة صغيرة حمقاء ليس لديها معرفة بالأشياء الجميلة. انتهيت من تقشير حبة اللفت، وبعدها قطعتها داخل الوعاء، ثم نظرت إلى يزبيل وأشرت إلى السلة، فأومأت برأسها وأخذت واحدة أخرى لتبدأ بتقشيرها. مسح الصبي يديه بالسُترة بعد غسلها وجلس على ركبتيه. ثم أخذ حبة لفت وبدأ بتقشيرها بسكين أخرجها من غ*ده على حِزامه. قالت يزبيل: "جابنيت، هل ترى أين الشمس؟" 18 إذا، اسمه جابنيت. اسم سخيف لصبي سخيف، إن الاسم الذي اخترته لنفسي أفضل بكثير، وهو أيضًا اسم نبيل، وربما اسم مَلكي نظر جابنيت غرباً، حيث كانت الشمس قد سطعت أسفل قمم الأشجار في الجانب البعيد من المخيم، وقال: "نعم امي" كان طويلًا تقريبًا كطول والدته، واعتقد إذا ابتسم من حين لآخر، فقد يبدو وسيمًا. لكن تعابير وجههُ الغامضة والبشعة تشوه شخصيته "ما هي وظيفتك كل يوم عندما تغرب الشمس؟"ثم قالت يزبيل: قال: "تنظيف الطاولات" وحنى كتِفيه محدِقاً في الأرض قالت: " ضع أوعية شرب النبيذ خارجاً وأطفئ المصابيح"، ثم أسقطت حبة اللفت التي قشر نصفها في السلة ومسحت السكين بأكمامها وقالت: "هل يجب أن أخبرك كل يوم ماذا تفعل في هذا الوقت؟" قال: "لا أمي" عبس جابنيت في وجهي ووضع السكين مرة أخرى في غُمده، ثم التفت للقيام بأعماله، فداس بصندلهِ على قدمي العارية عمداً فاقتطعت حافة صندله في الجزء العلوي من قدمي، ولكنني رفضت أن أعطيه ما يريد وهو سماع صراخي أو شكواي لأمه قالت يزيبل: "عندما يأتي الجنود، سوف نرى في أي مكان ستنامين. هلترغ*يفي البقاء في خيمتي الليلة؟ لم أُحبهم "الجنود؟"قُلت: فقد كانوا لئيمين وقبيحين، كنت اعلم انهم سيسخرون مني ومن الفيل اوبولس الضعيف أنا يمكنني أن أتحمل كل السخرية التي كانوا يوجهونها إلي، لكن اوبولس لم يعد بإمكانه الدفاع عن نفسه فقد كانوا على الأرجح يقطعونه ويطهون لحمه على النار وهم يضحكون على حماقاته، فقد شعرت بالأسف على هذا الحيوان الكبير وما أحزنني حقاً هو أنني سبب وفاته!! 19 قالت يزبيل: "نعم أعلم"، ففي المساء، يأتي الرجال إلى المُخيم، يبحثون عن ..... أما عن ملذاتهم، والقليل يأتون هنا لتناول الطعام ودائمًا ما أصنع لهم طعامًا، وإذا أعجبهم، يتركون لي بعض من القروش أو الحُلي الذي يحصلون عليه من غزواتهم في ساحة المعركة "وإذا لم يعجبهم طعامك؟" قلت: قالت: " حسناً، يرمون الاشياء وي**رون الفُخار الذي أملكه" ثم نظرت إليّ ولا بد أنها شاهدت تعابير وجهي وقالت: " أنا فقط أمزح، هم أذكياء ويعرفون جيداً أنه من الافضل لهم ألا يتسببُ في مشاكل على طاولة يزبيل" لم أكن متأكدة ما معنى هذا الكلام، لكنني بالتأكيد لم أرغب في أن تغضب مني مرة أخرى، كما فعلت عندما رأتني لأول مرة أرتدي رداء تينداو قالت يزيبل: "الآن، أرني أصابعك جميعها" أزلت اللفت ورفعت يدي، مع مد الأصابع. فعلت يزبيل نفس الشيء، ثم خبأت أصابع يدها اليمنى، وتركت الإبهام فقط لأعلى، قلدتُها. الآن لدي كل أصابع يد واحدة، بالإضافة إلى إبهام اليد الأخرى قالت يزيبل: "هذا هو العدد الذي أحتاجه من الخبز" قلت: "ستة" رفعت حاجبها وقالت: "جيد جدا، سعيدة لأنك تعرفين الأرقام" ثم أشارت إلى إبريق فخاري كبير موضوع بالقرب من رفرف الخيمة المفتوحة، " والآن، هل يمكنك أخذ انبوب النبيذ هذا إلى بوستار وإخباره أن هذا من صديقته العزيزة يزبيل مقابل ستة أرغفة من الخبز الطازج؟" "نعم" فأنا حريصة على المساعدة بأي طريقة مُمكنة "أين بوستار؟" يزبيل: "خيمة الخباز ليست سوى رحلة سهم من هنا، وأشارت إلى الشرق". من ذلك الطريق سوف تشُمين رائحة الخبز كلما اقتربتِ ترددت قبل أن تُكمل وقالت: 20 "كُوني حذِرة مع الإبريق، فلا أريدك أن تُسقطي قطرة واحدة من هذا النبيذ فهو ثمين جداً، هل تفهمين…؟" يبدو أنها نسيت أن ليس لدي اسم قلتُ لها: "اوبولس" اتسعت عينيها، ربما لم تفهم ما قُلت "هل قُلتِ اوبولس؟ الفيل الكبير "نعم، هذا هو الاسم الذي أريده لنفسي" ضحك جابنيت من خلفي، فأدركت أنه سمع كل شيء ثم قال: "هي جزء من الفيل، لقد عرفت أن هناك شيء ما غريب حصل معها ربما والدها فيل ووالدتها..." نظرت يزيبل إليه بعينيها الذابلتين فأسكتته، فعاد لملء المصابيح بزيت الزيتون وتجهيزها بفتائل قطنية جديدة. بعد ذلك بدأت يزبيل الحديث قائلة: "يمكنك اختيار أي اسم تريدينه، ولكن هل تعتقدِ أن اسم الفيل أسم مناسب لكِ؟" ""نعم أمسكتُ بالإبريق الثقيل وغادرت لأبحث عن بوستار. 21
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD