قلب اخضر
بقلم /رباب عبدال**د
البارت الاول
كثيرا ما نفتتن بشخص ونتوهم ان الحياة والسعادة كلها بين يديه وان اسعفنا الحظ واقتربنا منه لوجدنا ان الجحيم كل الجحيم هو ما كان بين يديه وان ما ظنناه سعادة كان وهما مغلفا بشكل جميل ولكنه كان غلاف زائف
وكثيرا ما نعتقد ان الحب لا ياتى الا مرة ولا يكون الا للحبيب الاول ولكن نكتشف ان هذا خطا فما دام لنا قلب ينبض فهو دوما ما ينتظر الحب
كما ان هناك فرق كبير بين الحب والافتتان فالحب يدوم مهما طال عليه الزمن بل والادهى انه يتعمق ويتوغل اكثر بالقلب والنفس ويصبح كلاهما متوجان ببهجته وان حدث وبعدنا عمن احببنا حقا لوجدنا قلبنا يتمزق شوقا له وحنين لرؤياه ويظل الحب كما هو اما الافتتان فقد يعلوا مؤقتا كنوع من التوهم لمرتبه الحب ولكن ان حدث وتركنا من افتتنا به وكنا نظن اننا نحبه لنتعجب من الوهلة الاولى باننا سرعان ما نشفى من ذاك الوهم وسرعان ايضا ما نبدا حياتنا من جديد دون اى عناء ولا تمزق للقلب وقد نتعجب ان تذكرنا ذاك الافتتان يوما وراينا نفسنا نضحك عما كن نعتقده حبا اما الحب الحقيقى لا ننساه ابدا لنتذكره
الافتتان خيال ووهم بينما الحب حقيقة وقدر محتوم
الحب يزداد كلما توغلنا فى العمر وازادت وجوهنا نحولا وشحوبا لانه لم يرتبط يوما بالجمال فهو احساس وارتباط روح بروح اما الافتتان فيزول مع اول ظهور لاى شوائب قد تصيب الشخص على غير ما اعتدنا رؤيتنا عليه
اجمل صور الحب بين الرجل والمراة هى تلك التى تتوج فى النهاية بالزواج فهنا تدوم السعادة ولا يشترط ان اكتملت بالانجاب ام لا لانهم يوم ان احبوا بعضهم البعض لم يشترطوا ان يكون حبهم مصحوب بالاطفال ولكنهم اشترطوا ان يكون متوج بالزواج
الرجل والمراة كلاهما نصفان ويظل كل نصف يبحث عن نصفه الاخر الذى يكمله ولما قلنا يكمله فلابد ان يكون النصفان حقا متكاملان ومتكافان ولكن قد تضعهم الظروف ليتقابلوا بطريقة ما ومع مرور الوقت يكتشف احد النصفين ان نصفه الاخر اعوج فلم يكن ابدا متكافاً معه ويومها لابد ان يتاكد ان هذا ما كان نصفه ابدا ولكن نصفه الحقيقى لازال يبحث عنه وعلى هذا النصف فى هذا الوقت ان يبتعد فورا عن النصف الاعوج ليبحث عن نصفه الاخر الذى يبحث عنه هو الاخر
هناك حقيقة لابد ان ينتبه لها كل عاشق وهى ان قلبه الذى عشق شخص ما قد يتالم ان وجد ان من عشقه لا يبادله نفس الهوى ويومها اما ان يبذل قصارى جهده لجعل الاخر يعشقه واما يلعن الايام لانه عشق من لا يهواه وفى هذه الحاله نقول لقد اخطات ايها القلب العاشق فليس معنى انك عشقت شخص ان يكون هو الاخر مجبر ان يعشقك وما كان عليك ان تهدر من كرامتك لجعله يحبك او تلعن زمانك لان المبدا ببساطة يقول ان قلبك عندما عشقته لم يكن لك عليه سلطان وهو الاخر ليس على قلبه سلطان ليجبره على حبك
العطاء فى الحب شىء جميل بل الاصح ان الحب بين الرجل والمراة قائم على اساس فيض العطاء المتبادل بينهم وهذا العطاء لا ياخذ صورته الصحيحة الا بين كفتين متوازيتين يعطى الرجل فى احداهما الحنان والامان المادى والعاطفى وتعطى المراة الاستقرار والحب والدفء واى خلل فى احدى الكفتين عن الاخرى تجعلنا نخرج عن مبدا العطاء المتبادل الى مبدا الانانية وهنا ينتهى الحب فلا وجود للحب مع الانانية ولا يكون للانانية جمال فى الحب الا اذا كان المقصود بها ان يكون العاشق انانى فى حب معشوقه فلا يتمنى ان يرى اى شخص يحب حبيبه اكثر منه فهذا يسمى كمال الانانية
قد تلعب الاقدار معنا ونظنها انها تتلاعب بنا لنتفاجا انها كانت لتضعنا على اول ابواب السعادة
ولكن يجب علينا ايضا الا نلعن الاقدار فى المسائل التى جعل الله لنا فيها اختيار
وفرز النفوس كفرز الصخور
فيها النفيس وفيها الحجر
وبعض الانام كبعض الشجر
جميل القوام شحيح الثمر
وبعض الوعود كبعض الغيوم
قوى الرعود شحيح المطر
وكم من كفيف بصير الفؤاد
وكم من فؤاد كفيف البصر
وخير الكلام قليل الحروف
كثير القطوف بليغ الاثر
فى احد محافظات مصر وبالاخص فى الصعيد المتوغل توجد هناك مشاكل كبيرة صعب حلها عن طريق الحكومة ولكن قد تحل بذات اهلها والاغرب ان اهلها انفسهم هم من يرفضون تدخل الحكومة فيجدون ان هذا عيبا لهيبتهم وهيبة كبراءهم
وتتمتع معظم محافظات الصعيد بعادات ورثوها من الصغر قد يكون منها الايجابى وقد يكون منها السلبى
ومن اهم تلك العادات التشبث بالعزوة من الرجال فيود الرجل ان انجب الف طفل المهم ان ياتى الذكر وكان الانثى مجرد جارية خلقت لخدمة الرجل فقط
ومن اهم تلك العادات ايضا الاعتداد بالارض فهى لهم بمثابة الشرف
ومن تلك العادات ايضا تقارب الناس من بعضهم حيث انهم جميعا يعرفون بعضهم عن ظهر قلب
اما عن العادات السيئة التى لم تستطع الصعيد التخلى عنها هى التار او الاهمال فى تعليم الفتايات وان وجب علينا الذكر بان تلك العادتين قد انخفضت الى حد ما نظرا للتقدم فى التعليم والتنكنولوجيا فاصبحت الابناء اكثر تحضرا وفهما عن ابائهم ويستطيعون الحد من تلك العادات السيئة ولكن فى الاول والاخر نذكر اننا قلنا انها خفت ولكنها لم تندثر
كما ان هناك من ضمن العادات السيئة هو زواج البنت من ابن عمها حتى وان لم ترغب فيه او يرغب فيها المهم لم شمل الاسرة ولم يعتدون بوجود شىء يسمى المشاعر التى ان وجدت قد تحل كثيرا مما هم فيه
ومن ضمن تطور الافكار ان تاتى بعض الابناء بافكار ذكية قد تحد كثيرا من مشكلة التار ولكن تحتاج الى من يدعمها وهذا ما سوف نراه
فى محافظتنا هذه توجد تقريبا كل العادات السيئة التى ذكرناها انفا وان لم تكن فى طور نشاطها وتظل مكمونه ولكنها فى الاول والاخر موجود والخوف كل الخوف من اشعال اى فتيل صغير قد يؤدى الى قيام حرب بين عائلات البلدة
فى احدى بيوت العائلات الكبرى عائلة الحاج نعمان المنشاوى وبالاخص فى احدى الغرف فتاه جميلة جمال بسيط ولكنه لا يؤهلها لان تنافس اختها الاصغر منها ذات الجمال الفائق والمدللة من العائلة كلها والتى دوما ما تاخذ كل ما ترى ان اختها تريده فقد اعماها جمالها وتدليل عائلتها لها وبالاخص ابيها ان تكون صديقة لاختها
الاخت الكبرى ليلى والتى تبلغ من العمر السابعة والعشرون وبالطبع وصول الفتاة لهذا السن فى محافظات الصعيد دون زواج يجعل معظم الرجال يعكفون عنها لانها فى نظرهم دخلت طور العانس والتى من الطبيعى انها لا تتحمل الانجاب هذا فى نظرهم هم وبالتالى فهى كانت عبئا على ابيها على الرغم من انه هو السبب فى كل هذا فهو اول من حرمها من اكمال تعليمها على الرغم من تفوقها بحجة مساعدة امها فى البيت وبالتالى اصبحت مختفيه داخل المنزل لا يراها الشباب وقد تزوج ابناء اعمامها جميعهم
وقد طلب ابيها منهم جميعا ان يتقدموا لها ويتزوجونها كزوجة ثانية ولكنها هى من كانت ترفض قبلهم وكان ابيها فى شدة الضيق منها اما هى فقد كانت تشعر ان هناك خيرا ينتظرها حيث انها كانت تامل فى شخص بعينه كانت تعشقه ولكنه لا يدرى بها وهو ابن احد العائلات الكبرى الاخرى
ليلى فى غرفتها وهى تغلق على نفسها مخافة ان يلمحها ابيها وبدات تشغل الحاسوب الخاص بها وفتحت على عملها الذى تراه انه بداية النور لؤد تلك العادات السيئة
وفجاة طرقت عليها الباب اختها المدللة صفاء
ليلى بشهقة بدات تغلق حاسبها على وجل ان يكون الطارق ابيها ولكن هدات دقات قلبها عندما سمعت صوت صفاء ففتحت وهى تضع يدها على قلبها من خضتها
ابتسمت صفاء على حالها ودخلت وهى تلعب فى خصلات شعرها وتتمايل بدلال وقالت / بالطبع خشيتى ان يكون ابى هو الطارق
ليلى / بالطبع فانتى تعرفين ان علم اننى اتواصل مع الناس عن طريق النت لكان فيها هلاكى
صفاء بمكر / وماذا ان قلت له انا عن حقيقة تعليمك وانكى واصلتى تعليمك حتى اخذتى الجامعة وهو لا يدرى اتعلمين كيف سيكون تصرفه عندما يشعر ان ابنته كانت تخرج وتدخل دون علمه او ان عرف انكى حتى لم تكتفى بشهادتك العليا وقررتى ان تحصلين على الماجستير ؟
ليلى اقتربت منها وبرجاء قالت / ارجوكى يا صفاء اخفضى صوتك اودتتى ان يقتلنى ابى ؟
صفاء هى الش*يقة الصغرى لليلى وتحمل من الجمال ما جعلها تتدلل حتى على ش*يقتها وقد ساعدها ابيها على هذا التعالى فقد سمح لها باشياء ما سمح بها لليلى قط فقد سمح لها ان تكمل تعليمها ولم يرغمها على الزواج ولم يعايرها بعنوستها على الرغم انها لا تصغر عن ليلى سوى بثلاث سنوات ودوما ما يجعلها هى الاولى فى اى شىء حتى انها اصبحت تشعر بان اى حق هى تغتصبه من اختها انه فى الاول والاخر حقها وان ليلى ليس لها اى حق ان تختار اى شىء فى حياتها
اما المشروع الذى تقوم به ليلى هو انها رات ان حدوته التار التى لا نهاية لها لابد ان تعالج بطرق جذرية وهذا لن يتحقق الا اذا تداخلت العائلات فى بعضها اذ يصبح الجميع متحابين وتلين حدة العصبية كما وجدت انه ان الاوان للتخلى عن عادات الجهل بالتعليم فانشات جروب على النت فى الخفاء دعت اليه معظم فتيات البلدة المتعلمات اذ ان نظريتها تبدا من المراة فهى عامود التربية الاول اما الرجل فهو عامود البيت فى القوة و رجاحة الراى الاخير تكون له ولكن لم تنسى ان مهما كان الرجل فبداخله طفل صغير يتاثر فيه بكلام زوجته فقررت البدا من هنا
وقررت ان تدمج الفتيات مع بعضهن كخطوة اولى ومن بعدها النساء الامهات فدورهم سيكون مؤثر اقوى
صفاء بغيظ من ارادة اختها فى التغيير / اراكى تضيعين مجهودك فى الفراغ فبلدتنا لن تتخلى ابدا عن مبادئها ولا تعتقدين انكى تستطيعين فعل المعجزات
ليلى / انا بدات وعندى ايمان بنجاح فكرتى والله هو المعين
صفاء بخبث / ولكن احذرى من ابانا فان علم بذلك ...
قاطعتها ليلى قائلة / اعلم ستكون نهايتى ولكن لا تنسين اننى قولت الله هو المعين ومن كان الله معه لن يخذل ابدا