الفصل الرابع
..............
**
*
في يوم مصطفي كان نايم وقام منزعج علي صوت تليفونه حاول يوقف وكنسل لكن المتصل كان ملح جدا فتح الخط من غير ما يشوف مين وهو بيقول بعصبيه :
- الو مين
اميره اتخضت وردت بحذر :
- الو يا مصطفي انا اميره
مصطفي هدي نفسه عشانها وهو بيقول بهدوء :
- ايوه يا اميره خير في حاجه
اميره استغربت بروده :
- خير وفي حاجه هو مش انا خطيبتك ولا ايه ؟
- ايوه خطيبتي وعارف والله بس انتي مصحياني من النوم عشان تسأليني السؤال ده
اميره حاولت تلطف الجو لما لقت مصطفي مضايق :
- لا يا حبيبي بس انا كنت عاوزه اشوفك بقالنا كام يوم مشوفناش بعض
مصطفي بتعب :
- والله ما قادر انا لسه جاي من الشغل وكنت بجيب شمس واوديها مشوار كده
اميره حست بوجع لما قالها كده بس حاولت تداريه :
- طب وانا يا مصطفي ؟؟ مليش مكان فـ يومك !!
مصطفي بنفاذ صبر :
- اكيد لأ يا حبيبتي ليكي مكان ف يومي وفـ حياتي كمان
اميره بسخريه :
- اه ما هو واضح !!
مصطفي بعصبيه :
- ايه يا اميره لهجة التريقه دي هنبدأ وصلة النكد ولا ايه ؟؟
اميره بعصبيه هي كمان :
- نكد ؟!! … بتقولي نكد انا نكديه عشان عايزاك معايا وعايزاك تحطلي مساحه ف يومك عشان عايزاك تكلمني هو ده مش من حقي ولا هو حق الست شمس لوحدها
مصطفي رد عليها بغضب :
- شمس شمس انتي مالك بشمس هااه ؟؟! ، انتي مش عارفه هي بالنسبالي ايه ؟!
اميره بسخريه ووجع :
- ما المشكله اني محتاره هي بالنسبالك ايه ؟؟
مصطفي بعدم تصديق :
- لا انتي مجنونه اكيد مجنونه شمس دي اختي بالظبط وليها حقوق عليا ووالدها اللي هو عمي الله يرحمه كمان موصيني عليها
اميره اتكلمت بهدوء بس كان هدوء موجوع وده بان فـ نبرة صوتها وهي بتقول :
- عارفه انها ليها حقوق عليك وليك انت كمان حقوق عليها ان والدها موصيك عليها وكل الكلام ده ومبقولكش متنفذش الوصيه بالع** نفذها بس انا محتاجاك انا كمان محتاجة احس بحبيبي والانسان اللي عايشة بتمني وجودة معايا ف بيت واحد محتاجة احس بحبيبي وانة مهتم بيا ومحتويني ومديني مساحة ولو صغيرة من يومة ومش مخليني محتاجة اعاتبة علي قلة اتصالة او عدم اهتمامة
محتاجة مصطفي اللي اول ما اتخطبنا كان بيكلمني طول الوقت وحتي لو مشغول بيلاقي وقت حتي لو دقايق يكلمني فيها يطمن عليا ويقولي وحشتيني …!!
مصطفي كان لسه هيرد لكن اميره حست ان الجدال عقيم ومفيش نتيجه وقررت تسكت لانها مش هتوصل لحاجه :
- سلام يا … هه يا مصطفي
اميره قفلت الخط من قبل ما مصطفي يرد وهو اتن*د وحط راسه بين كفوفه ودعا ربنا انه يخلصه من حيرته …!!!
...........................
فجاة توقفت مراسلات مهيب ، و انقطعت الأخبار مرة واحدة .. كانت مستمرة فى جواباتها ليه واحد ورا واحد ، و مفيش اى رد ، و اصبحت الايام مرة جدا على شمس ، مش قادرة تتحمل فراقه و كمان مفيش اخبار عنه ، قلقت ، اتوترت ، انهارت من البكا كل ليلة على مدى شهور كاملة ، قرب المعاد اللى قال انه راجع فيه .. لكنه ما رجعش ..
...................
كانت شمس قاعده ف اوضتها كعادتها حزينه ودبلانه من بعد مهيب عنها … كان مصبرها جواباته ورسايله اللي بيبعتها دلوقتي مفيش اي خبر عنه مامتها لاحظت ده عليها ولاحظت حزنها حاولت تعرف منها بهدوء فدخلت اوضتها وقعدت جمبها واتكلمت بهدوء:
- مالك يا حبيبة ماما مش هتقوليلي مالك
شمس بتحاول تداري اللي فيها :
- مفيش حاجه ي ماما
حنان بعدم تصديق :
- مفيش ازاي بس انتي مش شايفه نفسك خسيتي النص ووشك دبلان ازاي ي حبيبتي
شمس:
- مفيش يا ماما دي بس مشكلة مع واحده صاحبتي وانا متأثره
مامتها فهمت انها مش هتاخد منها عقاد نافع حست انها عاجزه انها تعمل حاجه لبنتها بس جت فبالها فكره وابتسمت واتمنت من ربنا انها تكون نافعه ليها وانسحبت بره الاوضه عشان تنفذها
بعد ساعه سمعت صوت الباب قامت تفتح ولقت قدامها هبه ونورهان رغم انها مش بترتاح لهبه بس بنتها بتحبها وممكن تخفف عنها كانت اول واحده اتكلمت هي نورهان اللي قالت بقلق :
- ازيك ي طنط حضرتك قلقتيني لما اتصلتي وقولتي ان شمس تعبانه
حنان اتن*دت بتعب علي قلب علي بنتها :
- مش عارفه ي بنتي ادخليلها
هبه ونورهان دخلوا عندها كانت الاوضه ضلمه وتقبض القلب ريحتها فيها حزن فهبه دخلت فتحت شباك الاوضه وهي بتقول بدهشه :
- ايه يا بنتي جو الاكتئاب ده
نورهان قعدت جمبها بإستغراب :
- مالك ي شمس في ايه يا حبيبتي…؟!!
شمس رفعت راسها وهي تبصلها بأسي:
- مهيب بقاله شهور مابيبعتش رساله يطمني عليه
هبه بإستخفاف :
- ما يمكن مشغول ... وبعدين عشان مبعتش رساله تكوني بالشكل ده
شمس بصت لها زي الميت اللي من غير روح :
- لأ لأنه حتي لو مشغول بيبعتلي رساله … وبعدين بتسالي ازاي ابقي بالشكل هو مش انتي اللي شاهده علي قصة حبنا وعارفه يعني ايه تبقي روحك عباره عن انسان ولو بعد عنك تموتي انا كده بالظبط ومهيب هو روحي
ولو بعد عني بموت
هبه هزت راسها بالموافقه علي كلامها ونورهان اتكلمت بهزار :
- ي ستي اعتبريني انا مهيب وحبي فيا شويه
شمس ابتسمت ابتسامة صغيره :
- انتي مش مخطوبه ي بت فين خطيبك …؟!!
نورهان ابتسمت وغمزتها بهزار :
- خطيب ايه ي بنتي انتي اللي ف القلب برضو
شمس ضحكت بصوت ونورهان كملت كلامها :
- عالعموم حسيني ف شغله دلوقتي واول ما يرجع هبيعكو عادي جدا
كلهم ابتسمو ومامتها قدمت واجب الضيافه وفرحت لما شافت ضحكة بنتها ودعت ربنا وعدت الساعه بين ضحكهم وهزارهم اللي قدرو يخففو من حزن شمس ولو شويه …!!!
..............................
فى نهاية المطاف ما قدرتش تستحمل اكتر من كده ، راحت بيته .. لقيت حال والده و والدته ما يفرقش عن حالها ، ما بين البكا و القلق اللى وصل لحد الرعب على مهيب ..
شمس كانت بتزور والد ووالدة مهيب ... هما اصبحو سلواها الوحيده عشان تعوض بعده عنها بإنها تروح لمامته وباباه وتقعد معاهم … دقت الباب وفتحت لها مامته وكعادتها بصتلها بإشتياق بتحس بروح مهيب موجوده حواليهم لما تكون موجودة ... هي حبت شمس جدا من حب مهيب ليها وبقت بتستني زيارتها اللي بتكون من فتره للتانيه بصت وهي بتقولها :
- شمس يا بنتي ازيك
شمس عينيها دمعت اول ما سمعت صوتها ... مهيب اخد من باباه ومامته خليط بين حنية مامته ورجولة ومبادئ باباه :
- ازيك انتي ي ماما وحشاني
والدة مهيب واسمها زينب: وانتي كمان يا حبيبتي ادخلي ادخلي
وسعت لها تدخل وشمس دخلت وبدأت تبص لأركان البيت بحنين حاسه بنفس مهيب وبدأت الذكريات تيجي ف دماغها وهما مع بعض ف الكليه … وهما مع بعض قدام النيل اللي خدوه صديقهم واكتر واحد عارف قصة حبهم … ومكالماتهم ع التليفون بالساعات واللي بيبقي كلها حب ووعود … دموعها نزلت من غير ما تحس وهما مراقبينها ووالده حاول يخفف عنها فقال بهزار :
- ايه ي بنتي عاجبك البيت ميغلاش عليكي ده حتي منور بوجودك
شمس انتبهت لنفسها وابتسمت علي هزاره :
- البيت منور باللي فيه يا بابا
عينيها دمعت علي ذكر ابوها وصوتها اتخنق وهي بتقول :
- حضرتك عوضتني عن بابا جدا بابا اللي حسيت انك نسخه منه فـ حنيته عليا - ولفت لمامته وهي بتقول بحب - وماما اللي بحسها امي التانيه ويمكن احن كمان ربنا يخليكو ليا
مامته بصتلها وهي بتقول بإمتنان :
- انتي اللي رديتي فينا الروح وعوضتينا عن الغايب ربنا يرده يارب
شمس قعدت معاهم وكلهم كانو بيحاولو يخففوا عن بعض رغم ان الوجع واحد وبعد فتره شمس لاحظت ان الوقت عدي واستأذنت ومشيت علي وعد بإنها هتزورهم مره تانيه بس كلهم منتظرين الزياره الكبيره من مهيب واللي هتتغير حياتهم برجوعه مره تانيه …!!!
لكن ما باليد حيلة .. مابقتش عارفة تروح فين و لا تسأل مين ، ياترى ايه مصير كل جواباتها ؟ و فات كمان ست شهور و هى بتماطل فى أهلها و رافضة اى مشروع جواز .. منتظرة الغايب اللى محدش عارف عنه اى خبر ..
و تحول انتظار رسالة من مهيب لانتظار خبر عنه ، و تحول انتظار اى خبر ، لانتظار خبر وحيد و هو وفاته ، كانت لما بييجى فى خيالها انه ممكن يكون مات ، تحس ان قلبها بينخلع من مكانه ، و تفضل تبكى و تبكى لحد ما ياخدها البكا لأبعد ركن فى اوضتها و تقعد فيه و تلم رجليها فى حضن ايديها و هى مرعوبة انه يكون ده اللى حصل فعلا ..
و أصبحت السلوى الوحيدة شمس فى بُعد مهيب هى زيارة والدته و والده فى بيتهم و مشاركتهم البكا و النحيب ، مش عارفه تصبرهم و لا تصبر نفسها .. و فى يوم راحت تزورهم كالعادة ما لقيتهومش فى البيت
و لما سألت عليهم قالولها انهم فى المستشفى ، والدته من كتر البكا جاتلها حالة اغماء ، و لما راحتلها المستشفى لقيتها اتوفت .. اصبحت الأحزان متضاعفة فى قلبها ..
كان والد مهيب بيعزيها و هى بتعزيه و اصبح والد مهيب فى حزنه على ابنه و زوجته و بقا عايش ينتظر الموت .. بص ل شمس و الدموع فى عيونه و قال لها :
خلاص يا شمس مابقاش ليا حد فى الدنيا غيرك يا بنتى
بكت و هى بتقوله ماتقولش كده ، مهيب ضرورى يكون بخير و هايرجعلنا بالسلامة .. ما تفقدش الامل يا عمى ..
.....................................
شمس كانت قاعده ع النيل اللي كان بيشهد علي قصة حبها هي ومهيب اما دلوقتي بيشهد علي الآمها واحزانها من بعده عنها كانت عاطيه ضهرها للناس وبتكلم النيل كأنه انسان بإبتسامه حزينه ولمعة عين مشتاقه :
- تفتكر هيرجع … انا حاسه انه هيرجع … وحاسه انه لأ انت ايه رأيك ؟
االنيل هاج والموج قرب من الشط كأنه معترض ع الفكره وبيوصلها رساله او هي اللي فهمتها كده انه هيرجع وهيتقا**ه علي نفس النيل من تاني … دعت ف سرها :
- يارب رده حتي لو مش عشاني ف عشان والدته اللي تعبت من كتر البكا يوميا او عشان والده اللي بيتعكز عليه- عينيها دمعت - او عشاني ما انا برضو تعبت م البكا وانا برضو اللي بتعكز عليه يااارب
كل اللي كان معدي البعض بيشوفها مجنونه وبتكلم نفسها والبعض عنده نفس المعاناه وبيبصلها بشفقه لحد ما بنت قعدت جمبها وبدأت تتكلم ف وسط استغراب شمس اللي كانت فاكره انها بتكلم حد تاني بس اتأكدت انها بتكلمها هي :
- بتعيطي بحرقه - واتكلمت بسخريه - زيي تمام زمان - وبجديه كملت كلامها - لو بتبكي ع الذكريات ف بلاش لأن ان احنا اللي بنعملها. ارمي الماضي ورا ضهرك واعملي ذكريات جديده
شمس بدأت تتكلم من غير ما تبصلها :
- ولو الذكريات دي هي اللي مخلياكي عايشه لدلوقتي
البنت بصتلها :
- تدوسي ع قلبك
شمس بصتلها وبدأت تتكلم :
- انا بشبه عليكي
البنت: وانا كمان
سكتو الاتنين ل اقل من الثانية ومره واحده صرخو بأسماء بعض :
- شمس … سلمي
حضنوا بعض جامد كانوا مشتاقين لبعض جدا وكل واحده فيهم كانت بتدور علي التانيه لحد ما يأست شمس اتكلمت بلهفه :
- سلمي كنتي فين وحشتيني اوي سنين وانا بسأل عليكي
سلمي : وانا كمان كنت بسأل عليكي
شمس : انتي بعد ما مشيتي من هنا ومحدش عرف عنك حاجه بعدها
سلمي بتنهيده : ياااه الموضوع طويل اوي
شمس : طب احكيلي
سلمي : لأ الموضوع يطول شرحه اديني عنوانك وهجيك
شمس : هو هو العنوان القديم
وعدي الوقت بين حكاويهم عن ذكرياتهم ووعدهم انهم يتقابلو تاني وكل واحده تحكي للتانيه عن وجعها …!!
بعد يومين
سلمي راحت تزور شمس زي ما وعدتها بانها هتيجي وبعد السلام والضيافه من والدة شمس واختها اللي كانو مش مصدقين انها رجعت تاني وهيشوفوها بعد فقدوا الامل لما عزلت من 8 سنين واتقطعت اخبارها ... شمس وسلمي دخلوا الاوضه وابتدت سلمي تتكلم بلهفه :
- يلا احكيلي اخبارك كلها
شمس :لأ طبعا احكيلي انتي الاول
سلمي بتنهيده : احكيلك من فين ولا فين الحكايه بدأت لما مشيت روحت عيشت مع بابا بعد ما انفصل هو وماما واتعرفت علي ايمن…!!
شمس بتركيز : مين ايمن؟
سلمي بسخريه : ايمن ده اللي كان مفهمني انه ابويا وامي وكل ما ليا
****
إنت ليه دايما بتيجي على الوجع
زي ما تكون حد عمره ما كان جدع
زي ما تكون حد خان كل إللي ليه
وقت ما احتجتله وراني البدع
كنت كل ما أحس حاجه بقولها ليك
كنت بهرب م الحقيقة إللي في عنيك
كنت بعتبرك حبيبي وكل شيء
حد ماسك ايده بنعدي الطريق
ليه بعدت وبعت بعدك كل حاجه
كنت بالنسبالى دايما أغلى حاجه
كنت نور لما الطريق يصعب عليا
واتصدمت اما انتهيت بالنسبة ليا
روح واعى ف يوم تفكر تيجي تاني
م النهاردة هعيش لنفسي واكون اناني
مش هفكر لحظة فيك تفكير خسارة
مش هموت علشان تقول عايش عشاني
*****
- اتن*دت - هحيلك من الاول
وكملت بشرود : طبعا انتي عارفه ان بابا انفصل عن ماما وانا صغيره وكان م**م جدا ياخدني رغم ان انا وماما اترجناه كتير جدا بس هو قدر ياخدني وداني مكان بعيد كان شبه مقطوع من الناس مكانش فيه غير كام بيت كده بس وكان بيغيب بالشهور ويرجع مبيسألش فيا مكنش بيفرق معايا اوي لأن سبب انفصاله عن ماما هي قسوته وجموده لكن بعد فترة قابلت ايمن
شمس بإهتمام : مين ايمن ده ؟ وايه اللي جابه المكان البعيد ده زي ما بتقولي ؟؟
سلمي : هقولك ايمن ده كان باباه حد مهم جدا وايمن ده كان شاب طايش وباباة زي ما تقولي كده حب يعلمه الادب ف نفاه …
شمس باستغراب : نفاه !!
سلمي بموافقه : ايوه نفاه سحب منه كل حاجه العربيه والفلوس والكريديت ووداه يعيش ف بيت عادي بدل القصور اللي عايش فيها
شمس : فهمتك كملي
سلمي : اللي جاي مايتحكيش يا شمس مايتحكيش …
..................