منذ خمسون عام داخل غابه الذئاب الزرقاء ، صرخ أحدهم وهو يركض داخل الغابه بفزع .
" أنهم قادمون ، الصيادين هم قادمون "
خرج الزعيم صاحب العيون الزرقاء الي عشيرته عدا زوجته الوحيده التي كانت من أصحاب العيون الذهبيه ونظر الي الجميع الذى يركض خائف علي عائلته صاح بهم.
" نحن ذئاب لا نهرب ونقاتل في جماعات "
توقفت الذئاب عن الحركه وبدأت الذكور منها تتحول إلي هيئتها الذئبيه القويه وهي تحمي زوجاتهم وأطفالهم خلفهم مستعدين الي الموت ولكن لا يحدث شىء لزويهم ، توجه الزعيم الي زوجته التي علي وشك أن تضع طفلها ونطق بهدوء بعد أن قبل رأسها بحب .
" اذهبي الي عشيرتك سوف تحميكي الصيادين لا تريد سوي الذئاب الزرقاء وانتي ذهبيه "
هزت راسها نافيه لا تريد أن تفقده الآن قلبها يؤلمها علي ذلك الفراق وهي تصيح بإسمه
" ارجوك تحدث معهم مرة أخرى ربما يوجد هناك حل اخر "
ابتسم لها ونظر لها نظره وداع قبل أن يطلب من الساحر مرافقه أن يذهب بزوجته الي عشيرتها مع نظراتها المتوسله اليه ولكنه نطق قبل أن يتحول الي هيئته الذئبيه السوداء الضخمه ذات العيون الزرقاء المشعه .
" أنه الوداع اهتمي بطفلنا "
تاركها متجه الي حتفه مع صوت الساحر زاد الذى نطق باحترام " هيا بنا يجب أن نذهب قبل أن تقتحم الصيادين المكان "
على الرغم من أنها لم تريد أن تذهب ولكن كلمه زوجها الذى طلب منها أن تهتم بطفلها هي الاهم الان ، وضعت يدها فوق بطنها المتفخه برعب وهي تنظر إلي الساحر الان الذى يمد يده لها وينطق بقلق قبل أن ينظر حوله جيدا " الان سوف اقوم بتعويذه اختفاء حتي نصل الي قطيع ابيكي "
نظرت له بعيون مملؤه بالدموع وهي تهز رأسها بنعم لا يمكنها الان التفكير ، وضع الساحر يده فوق رأسها متمم
" نفزيبول "
كان هو الوحيد الذى يراها وهي تسير بجواره الآن صامته هادئه لا يوجد بينهم حديث عن شئ ولكن صوت عواء زوجها التي تعلمه جيدا أنتشر في الإرجاء ، نظرت إلي الساحر بقلق وهو يهز رأسه نافيا يعلم ما يدور في عقلها الان " لا تفعلي ارجوكي انها فكره سيئه "
ولكن كيف هي لا يمكنها أن تسمع ذلك العواء المتألم ولا تركض اتجاهه فهو شريكها الذى اختاره قلبها ، تحولت إلي هيئتها الذئبيه البيضاء وعيونها الذهبيه أصبحت لامعه تحت انظار الساحر وهو يضع ملابسه فوق جسده الذئب حتي تستطيع أن تريدها بعد أن تصبح انسانه مره اخرى ، نظرت إليه بتردد ولكنه فهم ما تعنيه تلك الذئبه الان ، ركب فوق ظهرها وهي تركض بسرعه في اتجاه عواء زوجها مع قلبها النابض بقوه وخوف وقلق الآن ، توقفت عندما وجدت الدماء تركض علي الأرض بسرعه وكأن هناك بحيره من الدماء سوف تقا**ها الان ، نظر الحارس الي الدماء ثم نزل من فوق ظهرها وهو يضع يده علي فروها يحاول أن يهدء من روعها الان ولكن لا مجال لقد ركضت بسرعه حتي دخلت ذلك المكان حتي شعرت أنها الان خارج قوه السحر أصبحت مرئيه الي الجميع وهي تنظر إلي كل هؤلاء الذئاب من الرجال والأطفال والنساء تقريبا جميع القطيع والفصيله ، كانت تبحث عن زوجها بعينها حتي وجدته هناك ملقي مقطوع الرأس
وقعت امامه علي ركبتيها تبكي بحرقه وهي تحمل جسد زوجها بين ذراعيها وهي تصرخ بعواء حزين جعل من قلبها يتقطع الي اشلاء من حزنها على فراق زوجها بتلك الطريقة المؤلمه التي لم تتخيل أن تكون تلك نهايه قائد قطيع ذئاب العيون الزرقاء ، شعرت بيد الساحر وهو يضع ملابسها فوق ظهرها وهو ينطق " يجب علينا الذهاب قبل أن يأتي الصيادين مجددا "
نظرت إلي الساحر وهي تنظر إلي زوجها الميت الان " لن يفعلوا لي شئ انا ذئبه ذهبيه "
ارتدت ملابسها وهي تسير دون حمايه تلك المره من الساحر ولكنها قبل أن تذهب اخذت قلاده زوجها من فوق رقبته وهي ترتديها وتضع يدها فوق ص*رها " سوف انتقم من اجلك " ..........
فى الوقت الحاضر داخل قطيع الذئاب الذهبيه .
يجلس ذلك الذئب حفيد قائد القطيع مع اصدقائه حول تلك النيران واحدهم يحمل جيتار ويعزف بكل راحه ولكن عقل ذلك الحفيد كان في ذلك الحلم الذى يراه منذ أشهر تلك العيون الزرقاء التى تنظر إليه لا شىء غيرها ، اغمض عيناه بيأس محاولا أن يندمج مع أصدقائه ولكن لا مفر من تلك العيون .
نكزات شعر بها بسبب يد صديقه التى تض*ب كتفه " زين فيما انت شارد يا صديقي "
نظر إلى صديقه ثم حول نظرت إلى النار المشتعله " ذلك الحلم لا يكف عن مطاردتى وانا لا أعلم السبب "
نطق صديقه الاخر الأطول بينهم " ربما تكون شريكتك ، لقد اخبرنى ساحر ذات مره أن يمكنك أن تحلم بشريكتك "
نظر القصير بينهم إلى الطويل " حمزه ، لا يمكن أن تكون شريكته يا رجل ، ربما بسبب تلك القصه المريعه التى عرفتها مسبقا "
هز رأسه بنعم ولكن بداخل عقله هناك شئ خاطئ ويريد أن يعلمه عما قريب ولكن تفكيره ذهب بسرعه عندما صاح الطويل حمزه " ايها الشباب هل انتم مستعدون إلى الجامعه أنها الأسبوع المقبل "
ابتسامه نمت على جميع الشباب فى حماس مستعدين لذلك اليوم الجامعى الرائع ....
بداخل محل الاعشاب ..
تنظر مبتسمه إلى والدتها وهى تعد خلطه تلك الأعشاب الطبيعية كما اعتادت منذ صغرها " امى انا لا اصدق ان الاسبوع المقبل اول يوم لى فى الجامعه انا حقا متحمسه "
ضحكت والدتها وهى تبعد ذلك الطبق الذى أمامها وتضعه فى أحد القوارير الزجاجية " انا فخوره بك عزيزتى ، ولكن لا تنسي ما اتفقنا عليه لا حديث مع الغرباء "
تن*دت بيأس وهى تنظر إلي عمل والدتها بهدوء " لماذا لا افقه مثلكم فى الاعشاب انتى وابي واخى ، وايضا لماذا لا أتحدث مع الغرباء لقد أصبحت كبيره "
تقربت منها والدتها وهى تضع يدها فوق كتفها وتنظر إلى عيناها الزرقاء بوضوح " بالنسبه لعدم لقاعده عدم التحدث مع الغرباء أنه من اجلك لانك مريضه ، وبالنسبة لعدم موهبتك فهذا لا اعرفه ولكن يمكننى أن أعلمك بعض الاشياء الهامه ما رئيك "
هزت الفتاه رأسها بسعاده أمام تلك المرأه التى شردت بسرعه فى ذلك اليوم التى أتت وعاشت معها ....
طرقات علي الباب بفزع تنظر الساحره زهره الي زوجها برعب وهو يتمم " انها الذئاب ، لا تتحركي من هنا "
وقف بسرعه من أعلي السرير ينزل الي الباب يفتحه وهو يرى قائد قطيع الذئاب مع أخته يحملون طفل صغير بين يداهم نظر اليهم بتردد قبل أن يطلب منهم أن يدخلا الي الداخل مع نظراته الي ذلك الطفل الذى بين يدايهم مع صوت قائد القطيع " اسعد ، لقد قطعت عائلتك وعد بحمايه قطيع الذئاب الزرقاء وهذا الوعد يسير علي جميع الأجيال القادمة "
نظر الساحر اسعد الي قطيع الذئاب الذهبيه بتسأل " أجل هذا صحيح ولكن لا لم يعد هناك ذئاب زرقاء بعد أن قضي عليهم الصيادين ايها القائد "
وقفت الذئبه وهى تظهر الطفله الصغيره الان التى بين يداها وتنطق برعب " يوجد هناك ذئبه زرقاء اخيره ايها الساحر اسعد " دموعها كانت تركض على خديها مع كل نظره تخرج منها الى تلك الطفله التى بين يداها .
نظره عدم تصديق وهو يمسك تلك الفتاه وينظر إلى عيناها بصدمه متمم " كيف هذا لقد قضي عليهم منذ زمن "
نطقت الذئبه الذهبيه بهدوء " انها حفيدتى لا تنسي أنا كنت زوجه قائد قطيع الذئاب الزرقاء " .....
يتبع ......