(1) تكملة الفصل الأول

1892 Words
نظرت الي ذلك الشخص الذي ينظر لها بأبتسامته المستفزه ، ثم نطقت بموافقتهاا علي ذلك العمل خيري ببرود : نمضي بقي ال*قد مضت مريم ال*قد بدون ان تفكر بتلك السنه التي لابد ان تقضيها تحت رحمة ذلك الرجل ،لم تفكر سوا بوالدتهاا وعلاجهاا الذي تحتاجه كل شهر لمرض السكر،ولكن عزمت الا تخبر والدتهاا بعملهاا خيري : طبعا انتي شايفه ان المطعم مش اي زباين بتجيه ، ناس من اعلي مستوي عمرك حتي ماشوفتيهم ، يعني يبقي فيه التزام ووجهه بشوش وقال بضحكته المستفزه وهو يتفحصها ووجهه حسن وانتي بصراحه ايه قمر مريم بحده : افندم خيري وهو يندهه علي احد العمال: ياسعد ياسعد ، تعالاا فهم الانسه شغلهاا ذهبت مريم لتعرف ماهي طبيعة عملهاا وهي تشعر بالرهبه الشديده .................................................. .... دخل شركته وهو يمشي بثقته المعهوده ، ونظرات موظفينه تكاد ان تخترقه ، الي ان سمع احد الموظفات تتحدث مع صديقتها عندهم حق البنات تتلهف عليه ، حد يطول ان يقضي ليله مع القمر سمع جمتلهاا تلك ، فلتف اليهاا وهو يخلع نظارته وابتسم لها ابتسامته الساحره الفتاه وبعد ان رحل : ده ضحكلي ، انا مش مصدقه دخل الي غرفه مكتبه ، بعد ان القي التحيه علي سكرتيرته وبعد ان دخل وجد احمد يدخل خلفه احمد : كنت فين يا أياد من امبارح أياد بهدوء: في شرم ليه حصل حاجه احمد :وقفل تليفونك ليه أياد: في ايه يا احمد ، شايفني صغير وفي تلك اللحظه ، دخل ادهم وعلامات الضيق علي وجهه من تصرفات اخيه ادهم : صغير لا سمح الله يا أياد ، ده انت أياد عزت حفيد شوكت باشا وقف أياد لاخيه الاكبر دون ان يتحدث ادهم : كنت فين يا استاذ ، وقافل تليفونك ليه اياد : في ايه يا ادهم كنت زي ماكنت ، هو تحقيق واظن اني كبير ومسئول عن نفسي كويس ادهم بضيق وهو يلقي له احد المجلات التي يبدو فيهاا انه في حالة سكر شديد وفي وضع حميمي مع إحداهما: ومدام انت مسئول اووي عن نفسك وكبير وناضج اووي يامحترم ، ابقي شوف تصرفاتك كويس ، ثم خرج وهو يزفر بضيق شديد من تصرفات اخيه اياد بضيق : في ايه يا احمد انت بتبصلي كده ليه انت كمان نظر له احمد ثم غادر ولم يتحدث اياد بعصبيه وهو يأخذ مفاتح سيارته مره اخري ليغادر الشركه بأكملهاا .................................................. ....... عادت الي بيتها ، وجدت والدتهاا تنتظرها ويبدو عليهاا القلق والخوف الشديد سعاد : كل ده في الشغل يامريم مريم بتعب تحاول ان تخفيه: معلشي ياماما ما انتي عارفه المواصلات بتاخد ساعتين كمان الام بضيق: استغفر الله العظيم ، انا قولتلك اطلع مكنه الخياطه واشتغل عليها يابنتي ، ما انتي عارفه كان ليا زباين كويسين ولو عرفوا اني رجعت اخيط من تاني اكيد هيجولي نظرت مريم لامها الطيبه التي تشعر من كلامهاا بجمال الحياه وببساطتهاا وطيبة اهلها ولكن هيهات مريم بحب : وانا قولتلك طول ما انا عايشه مش هخليكي تتعبي ابداا ، وانا اه الحمدلله لقيت شغل سعاد بحزن وهي تتذكر جملة زوجهاا ايضاا عندماا منعهاا من شغل الخياطه حتي لا يتعبهاا : طب روحي ياحببتي غيري هدومك وصلي المغرب قبل ما العشا يأذن واكون انا حضرتلك الاكل مريم بحب وهي تقبل خد والدتها : ربنا يخليكي ليا ياماما سعاد : ويخليكي ليا ياحببتي ذهبت مريم لغرفتها وعينين والدتها عليها، وهي تشعر بالحزن من اجل ابنتهاا ، ابنتها التي كانت دائماا تداري احتياجهاا للاشياء التي ترغب بها اي فتاه في سنها حتي لا تكلفهم مايزيد عن استطاعتهم ، حتي لا تشعرهم بفقرهم ، كانت ترضي بالقليل بل وبالاقل سعاد بدعاء: ربنا يعوضك خير يابنتي ، وافرح بيكي مع حد يحافظ عليكي .................................................. ........... كانت تجلس امامه، تتطلع له وهي لا تصدق انهاا معه للمره الثانيه ادهم : مالك بتبصلي كده ليه صافي : ابدا ، بس مش مصدقه نفسي اننا اتقبلنا تاني وانك كلمتني ادهم : يااا لدرجادي صافي بابتسامه صافيه : انت متعرفش قد ايه انا مبسوطه يا ادهم ، ثم اقتربت منه لتمسك يدهه بحنان نظر لهاا ادهم بقلب يحتاج للأحتواء ، ثم امسك يدهها ونهضوا من علي الطاوله وخرجوا سوياا .................................................. ............... مش معقول أياد باشا منورنا ، لااا مش مصدق النايت كلب منور أياد بغرور: الطربيزه بتاعتي فاضيه يا حسن حسن : طبعاا يا باشا ، اتفضل دخل أياد وجلس علي طاولته ، وبدء في الشرب وهو ينفس بدخان سيجارته ايضاا جاء اليه بعض اصدقائه ، وجلسواا سوياا لقضاء سهرتهم في وسط الفتايات والضحكات والكؤس التي تتعالاا الي فمهم للشرب .................................................. ...... يحاوطها بين ذراعيهاا ، وهي تستلقي برأسهاا نائمه علي ص*ره العاري صافي:مبسووط يا ادهم نظر لهاا ادهم نظره طويله ثم اشاح بوجهه ، وهو يشعر بالضيق مما يفعله ، ولكن احتياجه وهدوء صافي ونظرات الحب التي تبدو في اعينها جعلته يعصف بنفسه لقضاء ليله اخري معهاا ، لينسي معها كل اعباء يومه ، ويلقي نفسه بين احضانها فكل منهم اصبح يحتاج للاخر لمست صافي وجهه بحنان ،وادارت وجهه ثانيه اليهاا ثم اقتربت منه وطبعة قبله علي شفاهه ، ثم ذابواا معاا لقضاء ليلتهم الحميمه .................................................. ....... بدء صوت أذان الفجر يعلواا ، وكلمه (الصلاة خيرا من النوم تتردد في الاذان لعلنا ننهض ونعلم ان الصلاه خيراا من اي شئ حتي من النوم الذي يغلبناا وبالاخص عند سماع الاذان وكأن الشيطان يحٌلي النوم في اعيننا حتي لا نفيق ونقف بين يدي خالقناا لنستجيب لندئه رحماك ربي بنا ومن تقصيرنا ) كانت مريم مستيقظه تقرء وردهاا اليومي الذي اعتادت علي قرئته في ذلك الوقت ، نهضت لتري والدتهاا هل استيقظت ام غفاهاا النوم مريم : صحيتي ياماما سعاد بحنان: اه ياحببتي ، قايمه اتوضئ عشان اصلي مريم بحب : ماشي ياست الكل .................................................. ............. عاد الي قصره الفخم ،وهو يترنح يمينا ويساراا الداده بحزن علي حاله: انت جيت يا اياد أياد بسكر ولا يستطيع الرد عليهاا ، ثم صعد الي غرفته والقي بجسده علي فراشه الوثير ونام في ثبات عميق كانت مازالت واقفه تتطلع اليه بحزن شديد ، نظرت اليه بحسره علي شبابه ومايفعله حزنت من اجله كثيرا فهي من ربته منذ ان تركته والدته وهو كان طفلاا لا يبلغ من العمر عامين ، تركته والدته هو واخاه الاكبر الذي كان يبلغ من العمر7 سنوات ورحلت وتركتهم في يد اب لا يهمه سواا متعته تن*دت المربيه بحزن ، ثم ذهبت لتأدي صلاتهاا وهي تردد له بالهدايه والصلاح .................................................. ............ تناولت الفطور مع والدتهاا ، وقبل ان تذهب لعملهاا مريم: عايزه حاجه اجيبهالك ياماما وانا جايه سعاد وكانت تود ان تطلب من ابنتهاا ان تجلب لها دواء السكر ولكنها كانت تعلم ان ابنتهاا لا يوجد بحوذتهاا سوا القليل جدا من المال ولم يأتي نهايه الشهر لكي تقبض اول راتب لهاا : لا ياحببتي ربنا يخليكي ليا ، خلي بالك من نفسك لا اله الا الله مريم بحب : محمد رسول الله ذهبت مريم الي عملهاا ، وهي تتذكر كلمه مديرهاا وهو يحثها علي لبس الملابس الضيقه ووضع المساحيق ، فلابد ان تكون وجهه لمطعمه الفاخر مثل بقيت العاملات اشاحت مريم وجهها بضيق وهي تستغفر ربهاا علي حال هؤلاء الناس .................................................. ...... استيقظت من نومهاا تبحث عنه ، ولكنها لمحت تلك الورقه التي وضعهاا لها بجانبهاا كانت ليله جميله زي الي قبلهاا ياصافي قرأت كلماته ، ثم التفت لمكان نومه وتحسسته بديهاا وظلت تشم رائحه عطره الذي اصبحت تعشقه ثم شردت قليلا في حياتهاا السابقه وبدون ان تشعر نزلت دمعه من عينيها فمسحتهاا سريعاا .................................................. ........... كانت دقات رنات هاتفه تتعالاا للمره الثانيه ، مد يدهه بتثاقل ليري المتصل أياد بنوم: في ايه يا احمد احمد : في ايه ، في اجتماع بعد ساعه يا استاذ وحضرتك لسا نايم أياد : يييييه نسيت ، طيب اقفل اقفل نهض من فراشه بتثاقل شديد ، ثم ذهب لحمامه ليأخذ دوشا لعله يفيق .................................................. ... كانت تتابع عملهاا بتعب شديد ، الي ان جائها اتصالاا من احد جارتهاا مريم بخوف: ماما مالهاا ياطنط ، طمنيني بالله عليكي جارتها: هي الحمدلله ياحببتي ، بس اظاهر ماكنتش واخده علاج السكر بتاعهاا فأغمي عليهاا مريم: طيب معلشي ياطنط خليكي معاها ، وانا ساعه وهكون عندك ولو في اي حاجه اتصلي بيا وانا هتابع معاكي الجاره : ماشي ياحببتي كانت نظرات المدير تتابعهاا ويرمقهاا بضيق مريم بخوف : استاذ خيري ، معلش ممكن استأذن حضرتك بس النهارده عشان والدتي تعبانه خيري بضيق : انتي مش شايفه المطعم يا انسه مليان زباين ، ولا انتي فاكره ان انا فاتحه سبيل مريم : لو سمحت ، انا بترجاك ، مش هتتكرر تاني بس والدتي تعبانه نظر لها خيري بتأفف : طيب خلاص روحي ، وياريت متتكررش تاني يا انسه .................................................. .. مش هتفطر يا أياد! اياد بحب : لاء يا بطوط هشرب فنجان قهوه في شركه ، يلاا سلام يا موزه ابتسمت الداده ،وهي تردد الله يغزيك يا أياد يابني ديما كده تع**ني وتدلعني كان ينظر في ساعته بضيق شديد ، الاجتماع بعد 10 دقايق ولسا الاستاذ مشرفش ، ولا عزت باشا كمان جيه احمد: زمانهم علي وصول متقلقش ادهم : خلي هنا تحضر الاوراق وتوزعهاا قدام كل اعضاء مجلس الاداره احمد : تمام ، ثم غادر احمد ليتابع ما طُلب منه بدء هاتفه يعلن عن وصول رساله ، وعندما قتحهاا وحشتينيِ وبدون ان يشعر ابتسم ادهم ولكن سريعا ما اختفت ابتسامته ونهض من علي كرسيه ليذهب الي غرفة الاجتماعات واغلق هاتفه كانت تمسك بهاتفها تنتظر منه مكالمه حتي تسمع صوته فقط ، او يبعث لها رساله ليرد بهاا علي رسالتهاا ، ولكن ظلت تنتظر دون جدوي ، نظرت الي هاتفهاا بحزن ثم اخذت حقيبتهاا وذهبت للتسوق لعلهاا تشغل بالها بشئ اخر سواه .................................................. . جلسا يرأسهم في غرفته الاجتماعات المخصصه ، كانوا يسمعونه فقط هو فقط من يلقي الاوامر والقررات وهم يسمعون ويقدمون الموافقه دون ادني شك في قرراته ، فهو معروف بخبرته واتقانه لكل شئ وتخطيطه فحتي الان لم تخسر مجموعتهم اي من الصفقات مهما كان المنافس ، كانوا يدركون هما ذلك لذلك لايعترضواا علي شئ انتهي الاجتماع ، وفي تلك اللحظه دخل والدهم نظر له ادهم بأستهجان ، ثم عاود النظر مره اخري علي الاوراق التي امامه كان أياد يتطلع اليهم ، ثم نطق ببعض كلمات المرح حتي لا يحصل صدام بين اخاهه ووالدهه أياد : اهلاا بالعريس ، منور يا عزت باشاا ، لاء أنا كده هغير وهتجوز عزت بضحك وهو ينظر لأدهم : بس ياواد طول عمرك بكاش، مش هتبطل صياعه أياد بضحك : طلعلك يا باشا ، يعني ابقي ابن عزت باشا وابقي واحد اي كلام ضحك عزت من كلام ابنه الاصغر عزت وهو ينظر لأدهم : معلش اتأخرت علي الاجتماع ، اصل كنت في المزرعه ولسا راجع حالا ادهم بهدوء وهو يهم بالرحيل : لاا ولا يهمك ، براحتك خالص اهم حاجه تتبسط ، ثم تركه وذهب نظر عزت لولاده الاخر وابن اخته احمد ولم ينطق احد بشئ فهم يعلموا مدي المشاحنات بينهم .................................................. . كانت تمسك يدهها وتقبلهاا بدموع كده ياماما تخوفيني عليكي ، ليه مقولتليش ان الدوا خلص كنت جبتلك غيره ، كده تضحكي عليا وتقوليلي بتخدي دواكي سعاد بأشفاق: ياحببتي ما انا كويسه اه ، محصليش حاجه مريم بدموع : يعني عايزاني استني لحد ما حاجه تحصلك ، ثم قالت بحب : هروح اجبلك الاكل الي الدكتور وصي عليه واجبلك الدواا كادت مريم تغادر الحجرة ، ولكن استوقفها صوت والدتها سعاد بتعب : جبتي فلوس الدكتور والعلاج منين يامريم نظرت لها مريم بأستغراب فكيف علمت امهاا انهاا لم تكن تملك الا القليل من النقود، واضطرت ان تبيع حلقهاا مريم بكذب: استلفت من واحده صاحبتي ، وهردلهاا الفلوس اول مااقبض مرتبي علطول هانت كلها 10 ايام واقبض تطلعت سعاد الي ابنتها بتفحص ، ثم نظرت الي أذن ابنتهاا سعاد بحزن : بعيتي حلقك يامريم ! مريم وهي تعود لوالدتها وتحتضنها: انا من زمان عايزه ابيعه ، ما انتي عارفه كان بيوجعلي ودني، وديما رمياهه في الدرج سعاد بضيق : بس برضوه مريم باشفاق علي والدتها : ياست الكل يعني هعمل بي ايه ، انا الحمدلله محجبه وملهوش لازمه اصلاا يعني ، هروح احضرلك الاكل ، ثم قبلت والدتهاا وذهبت لتحضر لهاا الطعام نظرت عليها سعاد بأشفاق وحزن ، وظلت تدعو لأبنتها بحب *****
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD