الفصل السادس عشر

1780 Words
 انا أول كاتب في التاريخ يقرّر انه يشارك قرّائه فعلياً في كتابة روايته.. وكمان هيكون ليكم حرية اختيار اسمها، وتصنيفها كمان لو عايزين.. انتم اللي في ايد*كم تخلّوها رعب، او رومانسي، او فانتازيا، أو دراما، أو حتى خيال علمي، ومش مطلوب منكم غير كتابة رغبتكم في التعليقات.. بس قبل ما تقولوا رأيكم، لازم الأول أحكيلكم بداية القصة، وأعرّفكم على نفسي.. أنا اسمي حازم شريف، وطبعاً ده مش اسمي الحقيقي، بس تقدروا تنادوني بيه مؤقتاً لغاية ما تختاروا اسمي بنفسكم.. الموضوع ابتدى يوم ما كنت في الجامعة، وتحديداً كلية أداب تاريخ.. ولو ذاكرتي قوية فاعتقد إن الحكاية ابتدت بالظبط في أول شهر ليا في سنة أولى.. كنت على طول قاعد لوحدي، وعمري ما كنت بحب أقعد مع حد، وده مكانش عشان الناس ما بتحبّش قعدتي.. خااااالص.. انا اللي كنت بتخنق من القعاد معاهم وبحسهم كلهم متخلفين عني في حاجات كتير، ويمكن تقريبا كل حاجة، فابتديت اخلق العالم الخاص بيا على الورق وزي ما انا عايز بالظبط.. فرسمت رسمة لبنت من وحي خيالي، بس للأسف الصورة مش معايا دلوقتي عشان أعرضها عليكم.. كانت عينيها واسعة، وشعرها طويل، ودايماً كنت برسمها وهي لابسة هدوم تقيلة.. صيف شتا كنت دايماً برسمها بالطريقة دي، وبالصدفة البحتة لقيتها قدامي وانا داخل المحاضرة، بس الاختلاف الوحيد اللي بينها وبين الرسمة هو انها كانت لابسة نضارة.. استنيت يوم، اتنين، تلاتة، وكنت عمال اراقبها في **ت، ودايماً بقارن بينها وبين الرسمة اللي مكانتش بتفارق جيبي ابدا.. وبعد اسبوع تقريبا اتجرأت ورحت أكلمها، وطبعاً كالعادة سألت عن اسمها الأول وفضلت ساكت كأني نسيت ل**ني بيشتغل ازاي.. ويمكن ده عشان عينيها كانت اوسع من الرسمة شوية، لدرجة إني كنت حاسس ان الكورتين البيض اللي جواهم هيقعوا منها.. ويمكن فضلت ساكت ومتنّح عشان ملاقيتش حاجة أقولها، لغاية ما عملت زي أي شاب وقولتلها ممكن كشكول المحاضرات بتاعك!!.. لزاااااجة طبعا، بس هو ده اللي جه على بالي ساعتها.. والصراحة هي ادتني الكشكول، وانا شكرتها وخدته منها وقمت مروح على البيت.. الحقيقة أنا مكنتش محتاجه منها أصلاً، لأني كنت بذاكر وبحضر محاضراتي دايما؛ ففضلت قاعد بيه في البيت حاطّه قدامي على ترابيزة السفرة اللي كنت متعود اذاكر عليها.. وتاني يوم رحت فيه الجامعة، كتبت رقم موبايلي في ضهر الكشكول بسرعة، ورحت رجعتّهولها بسرعة ومشيت قبل ما تبص فيه.. خلصت محاضراتي، وروحت البيت وعملت طقوسي اللي متعود اعملها دايما بعد ما برجع من برة.. استحميت، عملت الغدا وأكلت، ونمت حوالي ساعتين عشان أعرف أصحى أذاكر.. وعلى الساعة تمانية صحيت كالعادة، وعملت الشاي وجبت الكتب والملازم عشان ابتدي مذاكرة على ترابيزة السفرة.. فجأة لقيت الموبايل بيرن من رقم معرفهوش بس كان رقم غريب نصّه أصفار ونصّه التاني ستّات.. رديت عشان اعرف مين اللي بيتصل لقيتها هي صاحبة الكشكول.. بتقولي ازيك يا ,,,,,,,,,,,,,.. وقالت اسمي الحقيقي رغم اني مش قولتلها عليه وانا باخد منها الكشكول.. سكتت شوية وبعدين كمّلت وقالت : عرفت تقرا اللي مكتوب في الكشكول، أصل أنا خطّي وحش أووي مش عارفة ليييه!!!!. طبعاً معرفتش ارد عليها غير اني قولتلها ان خطّها كويس، واني نقلت المحاضرة اللي فاتتني وكدة، رغم اني اصلا مفتحتهوش.. بس اللي حصل بعد كدة مكانش طبيعي.. ضحكت جاااامد كانها شيطانة، وقالتلي : طب بص كويس كدة، وشوف خطّي حلو ولا لا!!.. ف*جعت بضهري وشيلت التليفون من على ودني عشان صوتها كان عالي وغريب اوووي؛ فخبطت في الترابيزة اللي بقعد اذاكر عليها.. وببص لقيت الكشكول قدامي، ومفتوح على صفحة مرسوم فيها صور وعلامات غريبة، ومكتوب فيها كلام أغرب.. ايه اللي جاب الكشكول بتاعها عندي هنا!!.. ده السؤال اللي سألته لنفسي قبل ما النور يقطع، والدنيا تضلّم حواليا.. وبعدين لقيتها بتضحك ضحكة هيستيرية زي المجانين، وقامت قافلة المكالمة.. وفضلت واقف مكاني محتاس مش عارف اروح فين واجي منين، ومنتظركم انتوا اللي تقولولي اعمل ايه!!. ******** ايه اللي جاب الكشكول بتاعها عندي هنا!!.. ده السؤال اللي سألته لنفسي قبل ما النور يقطع، والدنيا تضلّم حواليا.. وبعدين لقيتها بتضحك ضحكة هيستيرية زي المجانين، وقامت قافلة المكالمة.. وفضلت واقف مكاني محتاس مش عارف اروح فين واجي منين.. ولقيت فجأة صوت عامل زي فحيح التعابين جاي من ورا ودني، ومفيش صوت تاني سامعه خالص غيره.. وبعد حوالي دقيقة لقيت النور رجع تاني، فبصّيت على ترابيزة السفرة ملاقيتش الكشكول عليها.. جريت على الأوضة بتاعتي زي العيال الصغيرين.. ورغم اني كنت هموت وادخل الحمام الا اني مكانش عندي جرأة خاااالص اني اعمل تصرف مجنون زي ده.. كان اهون عليا اني اعملها ساعتها على روحي ولا اني ادخل الحمام وانا قاعد في البيت لوحدي كدة.. المهم.. جريت على الاوضة، وولعت النور بتاعها، وقعدت على سريري، وحضنت ركبتي وانا جسمي كله بيترعش.. وفضلت قاعد متصلّب مكاني مش عارف أعمل إيه.. عايز اهرب من الشقة، وفي نفس الوقت معنديش مكان غيرها ابات فيه.. شوية ولقيت الجرس بيض*ب جاااامد، والخبط على الباب كان عالي جداً كإن في حد بيحاول يخلعه.. طبعاً كان مستحيل اروح اشوف مين، خاصة اني حسيت ان الشورت اللي انا لابسه بقى عامل زي ما يكون مبلول.. وبعد دقيقة تقريبا الباب بطّل يخبّط، والجرس مبقاش يرنّ.. بس سمعت صوت حدّ بيفتح الباب، وبعدين قفله.. عرفت كدة ان خلااااص نهايتي قربّت.. وبقيت العن اليوم اللي كلمتها فيه، على اليوم اللي اخدت فيه كشكولها، على اليوم اللي فكرت فيه اصلا اني ادخل الكلّية الزفت دي.. المهم.. لقيت بعد شوية حاجات بتخبّط برّة، وصوت حد لابس جزمة تقيلة بيقرّب من باب الأوضة.. جريت زي المجنون على الشبّاك، ومكنتش عارف لو هي دخلت هعمل ايه، خاصةً اني ساكن في الدور الخامس يعني، بس ده المكان الوحيد اللي لقيت رجلي تلقائياً بتوديني له.. بسرعة فتحت الشبّاك، وخدت قرار اني على الأقل أصرخ لو دخلت عليا الأوضة.. وببطء شديد لقيت باب الأوضة بيتفتح، وانا خلاص كنت هصرخ واستنجد بالناس.. بس لقيتها امي وبتقولي ونفسها مقطوع : - لما أنت هنا مفتحتش الباب ده كله ليه!!.. وبعدين اتصلت بيك عشرين مرة على موبايلك عشان تنزل تاخد منّي الحاجة من تحت عشان الاسانسير عطلان، بس كان بيديني مشغول.. بتكلم مين ده كله!!!!.. خالتك باعتة معايا حاجات أد كدة، وطالعة بيها السلم لما نفسي اتقطع.. مالك واقف متنّح كدة عند الشبّاك زي ما تكون شوفت عفريت!!. = مفيش والله.. أنا.. أنااااااا.. كنت سرحان بس شوية ومسمعتش الموبايل. أنا الصراحة كنت خايف احكيلها لتقول عليا اني مجنون، أو تفتكر اني بشرب م**رات ولا حاجة فلقيت نفسي بقولها كده.. وبسرعة البرق جريت على الحمام، استحميت وأخدت دُشّ على السريع، واتشطّفت وغيّرت الشورت، وطلعت.. جريت على موبايلي زي المجنون، وبصّيت عشان أشوف إزاي امي اتصلت بيا وانا مسمعتهوش.. فتحت سجل المكالمات، ملاقيتش ولا ميسد كول من أمي.. والاغرب اني فتحت المكالمات الواردة، وبرضو ملاقيتش فيه اتصال من صاحبة الكشكول.. كنت ساعتها هتجنن لدرجة اني فعلاً بقيت أشكّ في نفسي.. قولت أكيد كان بيتهيألي، رغم ان صوت ضحكتها كان لسة بيرن في ودني زي ما تكون لسة قافلة معايا المكالمة حاااالا.. قعدت على الكرسي اللي في الصالة، وقاعد عمّال أكلم نفسي عشان اشوف تفسير منطقي للي حصل ده.. وبعد ما خدت وإدّيت كتير مع حالي؛ قولت اكيد دي كانت تهيّؤات بسبب ان مواعيد نومي مش متظبّطة، وعشان بقعد لوحدي كتير فأكيد عقلي هو اللي خلق القصة دي.. المهم.. فاتت ساعة واتنين وانا قاعد مكاني على الكرسي وعمّال أفكّر لغاية ما أقنعت نفسي بالعافية انها كانت هلاوس ومفيش حاجة اصلا حصلت.. فدخلت عشان استريّح شوية، وانام يمكن عقلي يهدا ويرجع لطبيعته.. وكالعادة، قولت ادخل لأمي اشوفها لو عايزة حاجة اعملهالها قبل ما انام.. خبّطت على باب اوضتها، وفتحته لقيتها نايمة في السرير وعينها مبحلقة في السقف كإنها شايفة عفريت فيه، قمت قايلها : - ماماااا.. انتي كويسة!!. = اه يا حبيبي كويسة.. بس بفكر في حاجة كدة. - حاجة ايه اللي بتفكّري فيها الساعة اتناشر بالليل!!.. نامي دلوقتي والصباح رباح.. وبكرة يا ستي نبقى نتكلم فيها سوا. = خالتك مش راضية تقبّضني الجمعية رغم اني متفقة معاها اني هقبضها الشهر التالت.. وانت عارف ان العريس اللي متقدّم لاختك متسربع على الجواز ازاي.. مش كفاية انها متغرّبة في جامعة محدوفة في اخر الدنيا، عايزها بقى لما تنزل أجازة تلاقيني لسة مجبتش الاجهزة الكهربائية!!. - طب نامي دلوقتي، وبكرة بعد ما ارجع من الجامعة نبقى نشوف موضوع الجمعية ده.. عايزة حاجة قبل ما انام!!. = عايزة سلامتك. قفلت الباب ودخلت الاوضة بتاعتي عشان انام.. بس للأسف معرفتش انام وفضلت قاعد في السرير افكر لغاية الصبح.. معقول كل اللي حصل ده كان مجرد تهيؤات!!.. عقلي مش قادر يستوعب اني بخترف وبهلوس كدة الصراحة!!.. المهم.. الساعة سبعة ونص، لقيت المنبّه بتاع الموبايل بيرن كالعادة عشان انا ظابطه يرنّ في الميعاد ده يومياً حتى يوم الجمعة.. لبست هدومي، لقيت باب اوضة ماما مقفول فعرفت انها لسة نايمة، ونزلت من البيت رحت الجامعة.. والصراحة المرة دي كنت داخل المدرّج وانا متوتر وخايف أشوفها.. خلصت المحاضرة الأولى، لقيتها داخلة من الباب وقعدت في نفس المكان اللي متعودة تقعد فيه دايما، وأنا بدأت أتوتر أكتر وأكتر، وبقيت أعرق ونفسي عمّاب يعلى.. خصوصاً إنها بصّت عليا أكتر من مرّة.. بعد شوية الدكتور بتاع المحاضرة التانية دخل، قعد يشرح محاضرة عن التاريخ الفاطمي، وشوية يخشّ على الفرعوني، واسرح دقيقة ولما انتبه الاقيه بيتكلم عن الحضارة الآشورية أو البابلية، وأنا عقلي مركّز على صاحبة الكشكول كإنها سارقة منّي حاجة.. وبعد ما المحاضرة خلصت، قمت أول واحد في اللي قاعدين، ورحت خارج رايح الحمام عشان أغسل وشّي وأفوق.. وبفتح باب الحمام لقيتها خارجة منه، ومبرّقة عينيها جامد، وعلى وشّها ابتسامة تقبض اللي قلبه حجر.. انا حسيت ان جسمي كله بيترعش، ومفيش صوت عايز يطلع منّي خاااالص.. ده حمام رجالي، دخلته إزاااي خاصة ان في طلبة ولاد كانوا جوّة!!.. وبعدين انا سايبها هناك في القاعة، لحقت تيجي قبلي ازاي وانا أول واحد يخرج من المدرّج!!.. وفضلت واقف متنّح زي المشلولين ومش عارف اتحرّك، وهي قامت مقرّبة منّي وهمست جنب ودني : - مستنياااااااك.. ما تحاولش تهرب منْي تااااااااني!. الدم هرب من جسمي، ووشّي ساعتها كان عامل زي اللي اتصاب بأنيميا حااادّة فجأة.. يستحيل أكون بحلم، وهي قدّامي وعمّالة تبرّقلي جااامد، وبتبتسم نفس الابتسامة الصفرا بتاعتها.. حاولت اردّ عليها، أو أصرخ، أو حتى أطلع أجري لكن معرفتش.. جسمي كله كان مشلول تماماً.. لغاية ما رفعت ايدها الشمال، وقامت لامساني في رقبتي بصباعها اللي أنعم من الحرير، وراحت ضاحكة بالراحة كدة وقامت ماشية.. بعد حوالي دقيقة لقيت حد بيخبطني على كتفي، وبيقولي: - حاسب يا باشا عشان اعدّي، عايزين ندخل الحمام. = انت ما شوفتش اللي كانت خارجة من الحمام دلوقتي!!.. كانت في واحدة لسة خارجة من الحمام حالا، ووقفت هنا تكلّمني. - مين دي يا عم اللي كانت خارجة من الحمام!!.. ده حمام رجالي، ولا مؤاخذة.. يا عم حاسب كدة، انت مبرشم ولا ايه!!. وقام زاققني وداخل الحمّام.. كنت ساعتها في نص هدومي، ومش عارف افكّر.. برضو بيتهيألي!!!.. ده السؤال اللي سألته لنفسي بعد ما دخلت عشان اغسل وشّي، جايز افوق واعرف أفكّر.. غرّقت وشّي بالمية، وبرفع راسي عشان ابص في المراية لقيت في خطّ أزرق على رقبتي في نفس المكان اللي حطّت صباعها عليه.. حاولت امسحه أكتر من مرّة، ودعكته كتيييييير بالصابون عشان يروح بس مكانش راضي يروح خاااالص.. جريت على البيت، وقولت أرتاح وتولع المحاضرات بتاعة النهارده.. دخلت الشقة، استحميت كالعادة، ولسة داخل الأوضة عشان أنام لقيت الموبايل بيرن، مسكته اشوف مين اللي بيتصل لقيتها أمّي، رديت عليها فقالتلي : - معلشّ بقى معرفتش آجي إمبارح، خالتك مسكت فيا وحلفت اني أبات عندها كمان ليلتين عشان جوزها مسافر وهي مش عايزة تقعد لوحدها.. لو جعت، افتحلك علبة تونة ولا حاجة، لغاية ما أبقى ارجع كمان يومين.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD