الفصل الثالث : معجزة

1214 Words
يومان مرا قبل ان تقوم فرق الإنقاذ بإنتشال جثتها من المياه هى والعديد من الجثث الاخرى و القليل فقط من وجدوهم مازالو على قيد الحياة ، وصلوا بالجميع الى مشفى العا**ة ليتم التعرف على الجثث و علاج المصابين . اثناء هذا و بالصدفة البحتة لمح طبيب ما جسم ضئيل يتنفس بصعوبة وسط الجثث المرصوصة ليتعرف عليها الاهالى فتحرك سريعاً اتجاه هذا الجسم ليجد فتاه لا تتعدى العاشرة تتنفس بصعوبة اذاً فهى على قيد حياة و كانوا قد اوشكوا على دفنها حية ارعبته هذه الفكرة و قام بنقلها فوراً لاحدى الغرف منادياً إحدى الممرضات لمعاونته ..... ثم هم بفحصها ليدرك وقتها كونها اصيبت بغيبوبة سكر امر الممرضات بإتخاذ الاجراءات اللازمة لإسعافها و توقف هو امامها ينظر لها بدهشة ..... فتاة بهذا العمر وحيدة بعرض البحر مريضة بالسكري و لم تأخذ علاجها لمدة يومان على الاقل ومع ذلك مازالت على قيد الحياة .... معجزة ..... هذه معجزة فإن كانت حالة عادية تقيم بأريحية فى منزلها و تأخرت عن تناول علاجاها لمدة يوم فقط لأصيبت بغيبوبة و فارقت الحياة بعدها لكن هذه الفتاة اراد الله لها الحياه فهو الوحيد القادر على معجزة كهذه مرت الاحداث بعد ذلك سريعاً كان فيها عودة الناجين الى اهاليهم واستلام اهالى اخرى جثث ذويهم فى حزن و ألم و لم يبقى غير بعض الجثث والتى لم يتم التعرف عليها لتقوم الدولة بنفسها بأجراءات لدفنهم . لم يتبقى سوى تلك الصغيرة فهم تقيم حتى الآن بالمشفى لعدم تعرف احد الناجين عليها او حتى اى فرد من اهالى الضحايا .... لم يستطيعوا حتى معرفة اسمها او اسم عائلتها لعدم قدرتها على الحديث .... نعم اصبحت لا تقوى على الكلام فقد اضحت فتاة من ينظر لها يرى ان لا روح بها ... فتاة صامتة تحدق فى الفراغ بإستمرار لم تبكى على فراق عائلتها قط لعلها حتى الآن لم تستوعب ما حدث و حقيقة عدم قدرتها على رؤيتهم مرة اخرى بإحدى اروقة المشفى نجد هذا الطبيب و الذي يدعى سامح يقف برفقة زميل له يحادثه بإهتمام فى امر ما سامح : والآن بعد تلك المأساة سيخرج لنا احد المسئولين ينعى هؤلاء الضحايا و تضع بعض القنوات الفضائية شارة سوداء على شاشتهم لعدة ايام ثم يعود كل شئ كما كان لن يتغير وضعنا هذا ابداً إن استمر هذا الحال عماد (صديقه ) : لا امل فى تغير حالنا طالما مازال فينا نفس التفكير العقيم .... الشباب يرغبون بحياة هانئة و عمل مناسب و راتب مجزي و هذا حقهم لا خلاف لكن ماذا قدم هؤلاء الشباب لينعموا بكل هذا ... عادة التكاسل فى العمل لن تتغير فينا ابداً ....... و لا ننسى بالطبع فساد رجال الدولة و بعض رجال الاعمال ممن ينهبون خيرات البلاد دون اى شعور بالمسئولية سامح بيأس : لا سبيل لنا سوى فعل ما بوسعنا و الدعاء لتتحسن حال البلاد و شعبها .... دعك من هذا و اخبرني ماذا ستفعل المشفى بخصوص تلك الفتاة التى أُشرف على علاجها ؟ عماد : اه تلك الصغيرة حقاً اشفق عليها ... اظنها ستحول لاى مشفى نفسي او دار ايتام سامح بإستنكار : ماذا ؟ دار ايتام ؟ لن تتحمل العيش فى هذا الوسط بحالتها تلك ..... اخبرني من المسئول عن هذه الاجراءات ؟ عماد : لما تسأل ؟ سامح بنفاذ صبر : فقط اخبرني اتمزح معى ؟ تأتى للمنزل بصحبة فتاة لا نعلم من اين اتت و تخبرنى بمكوثها معنا لفترة غير معلومة المدة : ............. سامح بهدوء : فقط اخفضي صوتك حتى لا تسمعك الفتاة و تفزع .... استمعى الي .. سبق واخبرتك عن ظروفها و ما واجهته وحدها و تطلبين منى تركها و التخلى عنها هدى (زوجته ) : لا اطلب منك التخلى عنها لن يفعل احد ذلك فهى غالباً سَتُحَول الى اي مشفى نفسي ان كانت بحاجة له سامح بتهكم : و هذا المشفى سيبقيها لديه فترة ثم يقرر عدم حاجتها للبقاء لديهم و من هنا تُحَول فوراً الى اى دار ايتام وانتِ تعلمين جيدا ً مقدار المعاناة التى ستشهدها هناك بحالتها تلك .... ماذا بكِ ؟ لم اعهدك بهذه القسوة ظننتك تعشقين الاطفال ... سنهتم بها حتى نصل الى كشوف المهاجرين جميعاً وحينها سنعرف اسمها واسم عائلتها ونسلمها لهم هدى بلوم وعتاب : عار عليك ما تتهمنى به فأنت اكثر من يعلم حبي للاطفال هم احباب الله وبرعايتى لها سيخفف هذا من حرمانى منهم ... ثم تن*دت بقلة حيلة لتردف .... حسنا فلنرعاها حتى تظهر عائلتها ليقترب منها سامح محتضنا اياها بشدة سامح : لم اقصد جرحك بكلامى هذا لكنى اشفق عليها لقد عانت كثيراً وهى فى هذا العمر الصغير .... حسناً ادخلى اليها ستجديها بغرفة الاطفال وسأذهب انا سريعاً لاحضر لها دواءها فهى ستحتاجه قريباً لتومأ هى له موافقة وتتجه مباشرة للصغيرة تدخل تلك الحجرة والتى اعدتها هى وسامح فى بداية زواجهما لتحوي اطفالهم لكن الله لم يمن عليهم بهذه النعمة حاولوا مراراً وتكراراً وذهبوا لكثير من الاطباء و كانت الاجابة نفسها لا يوجد اى مانع لحدوث الحمل لكن الله لم يرد بعد دلفت الى الحجرة لتجد الصغيرة تجلس على طرف السرير بإستحياء وتنظر ارضاً فى هدوء .. اقتربت منها هدى وجلست ارضاً امامها لتواجهها قائلة هدى بهدوء: مرحبا بك انا هدى هل اعجبتك الغرفة ؟ لم تلقى هدى اى استجابة منها فأردفت هدى : انا لا اعرف اسمك لكنى احب اسم ريم ... لطالما رغبت بتسمية ابنتى بهذا الاسم.... لذا من الأن فصاعداً انتِ ريم حتى نعرف اسمك الحقيقي اتفقنا ؟ لم تتلقى اى رد منها مرة اخرى لتلتفت حولها بحثاً عن اى شئ يثير انتباهها حتى امسكت بدمية صغيرة واقتربت منها مرة اخرى هدى بحنو : لما لا تلقين التحية على صديقتنا تلك فهى تبدو وحيدة وبحاجة لاصدقاء ؟ لم تتحرك الطفلة من مكانها ولم ترمش حتى استجابةً لحديث هدي لتقترب منها اكثر ومعها تلك الدمية حتى تضعها امام عينيها حينها فقط حصلت على استجابة منها تتلخص فى تناول الصغيرة لتلك الدمية وعلى وجهها ابتسامة ضئيلة فلقد حصلت سابقاً على نفس تلك الدمية هدية من والدها لتفوقها فى اول سنة دراسية لها . رمشت هدى عدة مرات غير مصدقة لتلك الاستجابة فهى كانت قد يأست وفقدت الامل فى الحصول على اى رد فعل منها فهبت واقفة واخذت تقفز فى مكانها بسعادة ليقاطع جنونها هذا ضحكات زوجها وهو يراها بتلك الحالة .. سامح بمرح : اتيت بطفلة لترعاها طفلة اخرى ... علي ان اعيد النظر فى بقاءها هنا هدى بإندفاع : لا تتجرأ حتى على التفكير بهذا الموضوع ...ريم ستبقى هنا وسأرعاها بنفسي .. انتهى الامر مر شهر كامل على تلك الاحداث لم تتغير فيه حالة مريم او ريم كما تدعوها هدى بهذه الفترة ... اصبحت تتناول الطعام معهم بإنتظام بعد ان كانت ترفضه رفضاً باتاً ..... لم تمر لحظة عليها بدون دميتها المفضلة فهى ترافقها فى كل مكان .... لكن لم تتغير بخصوص شرودها او قدرتها على الحديث ، الامر الذي احزن هدى وسامح كثيراً فهى مازالت صغيرة على كل هذا فى يوم ما واثناء جلوسها بمفردها بالغرفة تلعب بدميتها تلك نجد كلاً من سامح وهدى يشاهدون التلفاز فى **ت قاطعه سماعهما صوت جرس الباب يعلن عن قدوم ضيف ما ... تعجب كلاً منهما لهذا فهما ليسا بإنتظار حضور احد تحرك سامح سريعاً ليري الطارق فى حين اتجهت هدي لغرفة مريم تجلس معها بينما يرحل هذا الضيف اتجه سامح لباب المنزل و هَم بفتحه ليرى امامه شاب طويل البنية بجسد رياضي ذو ملامح قاسية لكنها رجولية جذابة يرتدي بذلة رسمية خمن سامح ان عمره لا يتجاوز الخمس وعشرين عاماً قاطع تحديقه هذا صوت هذا الطارق مرحباً .... اهذا منزل السيد سامح فهمي ؟ : .......... سامح : نعم صحيح هذا انا ... كيف بإمكانى مساعدتك ؟ ليمد هذا الطارق يده الى سامح و يردف بثبات آسر البندراي ابن عم مريم وقد جئت لأخذها للعيش معي : .................. ............................... يتبع .......................
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD