pt 1
Give me a chance part 1
خطت بخطى ثابتة حافية القدمين نحو سور المشفى المتهالك .. تعد لحظاتها التى قررت انها ستكون الاخيرة لها فى الحياة .. القت نظرة الى اسفل ذلك المكان المزدحم الذى سيشهد هبوط جسدها الفانى فى مشهد حزين سيذكره الكثيرون لعدة ايام او ربما ساعات وستختفى ذكراها وكأنها لم تكن .. اخذت شهيقا طويلا ثم صعدت على السور .. تطالع المكان من الاعلى تلك المدينة التى سببت لها الكثير والكثير من الالام ... اغمضت عيناها وارخت جسدها فى محاولة للاستسلام ..
" ها هو فاشل آخر يخسر ضد الحياة ... " قال صوت ساخر خلفها لتلتفت له ..
" لم اقاطع شيئا أليس كذلك .. اكملى ما كنتى تفعلينه " اردف متابعا ولم تتغير نبرته الساخرة
" انت لا تعرف حتى ما عانيته لتنعتنى بالفاشلة يا هذا.." قالت بغضب وهى تنظر نحوه ..
" حقا !! .. ياللسخرية ؟! ... سأذهب اذن لاخبر جميع من يحاربون السرطان بالاسفل ان يتوقفوا وينتحروا بسعادة وقفا للمعاناة .. ان يتوقفوا عن تلقى العلاج المؤلم .. والا ينتظروا املا جديدا .. الفاشلون دائما لديهم مبررات قوية .. " همس ساخرا فى نهاية جملته .. لتنظر هى لمرة اخيرة للشارع ..متراجعة عن فكرتها الاولى ذلك الغريب الوقح .. اعطاها القوة ..رغم انه نعتها فقط بالفاشلة .. التفتت لتنزل ولكنها لم تجده وكأنه كان ملاكها الحارس .. وذهب واختفى مجددا ..
*
بعد مرور عام ..
لقد كان لهذا الغريب تأثيرا كبيرا عليها ، بكل موقف كانت تمر به كان صوته يتردد بأذنها يدعوها بالفاشلة ..
بعدما توفى والدها و اصبحت بلا احد فى هذه الحياة كانت معاملة زوجة ابيها تزداد سوءا يوما بعد يوم كانت تنهال عليها بالض*ب والصراخ هى وابنتها كل ليلة .. لم تعد تحصى عدد المرات التى كان ينتهى بها المطاف فى المشفى .. و لا تنسى تلك الندبة التى خلفتها على ذراعها الايسر .. وعندما منعتها من الذهاب للجامعة ذاكرة ان والداها قد مات ولا يوجد من يتكفل بمصروفاتها .. عندما كانت تعمل وتأخذ ابنتها المال لتجلب مساحيق تجميل جديدة .. ولكنها امتلكت القوة ذات يوم بعدما قابلت ذلك الغريب .. تردد كلماته جعلها تفيق من سباتها العميق .. ليس نحن من علينا الموت بل اولئك الذين يقومون بأذيتنا بلا قلب .. رفعت قضية وقتها على زوجة ابيها بأنها تنهب ميراثها وتعاملها بعنف لذا تم سجنها .. لذا تمكنت من بيع المنزل واصبحت تتنقل من مكان لاخر ..لا تريد الاعتياد على شئ والتعلق به .. ارادت فقط ان تحصن نفسها ضد الالم .. قرأت ذلك الاعلان عن شقة مشتركة بطابقين .. ووجدت ذلك مناسبا .. دفعت ذلك الباب الخشبى بقوة وهى تجر حقيبتها خلفها ...
" اوه الساكنة الجديدة أليس كذلك ... " صاح ذلك الشاب الاشقر ..
ابتسمت له واومأت .. " كيم سو جين- شى " قالت فتاة ذات شعر قصير تنزل من الدرج
لتومأ مجددا ربما تلك الفتاة هى التى حدثتها على الهاتف قبل قدومها ..
" انا سو جين سررت بلقائكما .. " قالت وهى تنحنى لهما .. " انا ميناه وهذا بيكهيون .. يمكننا اسقاط الرسميات فأنتى زميلتنا الجديدة بالسكن " قالت ميناه وابتسم بيكهيون محييا اياها مجددا .. دفع الباب فجأة ليدخل شاب طويل يرتدى سترة سوداء ويغطى رأسه بقبعة سوداء .. توجه نحو الثلاجة التى تكون بأحد اركان الغرفة واخرج بعض البييرة واخذ يرتشف منها فى الزاوية .. بينما تتابعه سوجين بنظرها .. " انه صديقنا سيسكن معنا ايضا .." قالت ميناه موضحة عندما رأت نظراتها .. " انه غامض .. أليس كذلك .. " قال بيكهيون بصوت منخفض .." سمعتك ايها الاشقر " قال ذلك الشاب الغامض .. لي**ت بيكهيون على الفور .." اقول انى احبك " قال بيكهيون لتضحك ميناه بقوة وارتسمت على وجه سوجين ابتسامة خفيفة .. تقدم ذلك الغامض حتى وقف امامها ... " الدخيلة الجديدة ..لست مسرورا بلقائك " قال وهو يبتسم بعد ان انزل قبعته لتنصدم سو جين .. انه نفسه الفتى الغريب الذى دعاها بالفاشلة ذلك اليوم .. ذلك الفتى الذى غير حياتها بدون معرفة منه .. " ماذا !! " سألت بعدما تذكرت كلماته .. " اسفة جيناه ، انه وقح و لا يعرف كيفية الترحيب بالضيوف .. " قالت ميناه ..
" توقف لاى عن مزاحك السخيف هذا " قال بيكهيون .. ليتردد اسمه داخل عقلها .. لاى ـ لاى ..
وكم ان هذا الاسم الغامض يشبه صاحبه .. هو لم ينبس ببنت شفة بعدها وعاد الى ذلك الركن الهادئ الذى لا يمل صحبته .. هو بالتأكيد لم يتعرف عليها ولكنها لازالت شاردة بكلامه وشاردة به .. لما هالة الغموض تلك تحيطه من كل الجهات .. " سأساعدك على حمل الحقيبة للاعلى ستمكثين فى الغرفة مع ميناه حتى يتم تجهيز غرفتك .. أتمانعين ؟ " قال بيكهيون .. " لا ابدا لا بأس " قالت سو جين وهى تتبع بيكهيون للاعلى ولكن نظرها لازال متعلقا بذلك الغريب الغامض ..
*
تمددت على الفراش بينما تتطلع بسقف الغرفة منذ مدة مفكرة بذلك الغامض على الارجح لم يتعرف عليها ولكن صورته ام تمحى من ذاكرتها ابدا ..
" لم اكن اعلم ان سقف غرفتى بهذا الجمال " قالت ميناه بسخرية ..
ابتسمت سو جين لها .. " لقد كنت شاردة فقط .. " قالت سوجين ..
" اتمنى ألا تكونى قد انزعجتى من اسلوب لاى الفظ انه ذو قلب طيب ولكنه لايثق فى الناس بسهولة " قالت ميناه مبررة تصرفات صديقها الطائشة
" انا لم انزعج ابدا .. " رددت سوجين
" اظن انكما تتحدثان عنى ... " قال بصوته العميق بينما يتكأ على باب الغرفة ..
" ما الذى اتى بك لهنا ؟ ... ألا تعلم انها غرفة للفتيات ؟ " صاحت ميناه بغضب ...
" لقد حضرت العشاء .. وبيكهيون الو*د ليس هنا لذا لم يكن لدى خيار اخر سوى انتهاك خصوصيتكن المبالغ بتقديرها .. غرفة فتيات .. تشه " انهى حديثه بسخرية ناظرا لصديقته ميناه باحتقار ..
عبرت ميناه بجانبه ولكمت معدته بقوة ... " وا****ة .. توقفى معدتى ليست حقيبة ملاكمة يا فتاة " قال وهو يتألم بشدة ...
" ليس ذنبى انك رقيق للغاية .. " قالت ميناه بسخرية
بينما سوجين تبتسم بلطف لصداقتهم القوية ..
التفوا حول الطاولة المتوسطة بالطابق السفلى
" أتعرفين أفضل ما يبرع فيه هذا الو*د هو الطبخ .. " قالت ميناه .. لتبتسم سو جين بينما تتلذذ بتذوق طعامه الرائع ... " اذن ماذا تعملين .. يااه .. ما اسمك مجددا ؟ " قال لاى بينما لم يرفع نظره لها .. مما ازعج سوجين للغاية ..
تجاهلته سوجين تماما واكملت طعامها ... لتنفجر ميناه ضاحكة .." وا****ة ... لقد تم قصفك لاى .. لا اصدق " قالت ولم تتوقف عن الضحك .. ليضع بعض الطعام فى فمها لت**ت ... " ماذا تعملين حقا جيناه ؟ " سألت ميناه هذه المرة .. " لازلت ابحث عن عمل " اجابت سو جين
" ليس وكأنها تعمل فى المخابرات لما كل هذا الغموض " قال بسخرية ... وضعت المل*قة بقوة على الطاولة فتردد الصدى فى المنزل بأكمله ... " ألا تتوقف عن السخرية ابدا ؟ " قالت سوجين بغضب .. ليرفع يداه فى الهواء علامة الاستسلام ..
" نحن سنفتتح مطعم فى الطابق السفلى على كل حال يمكنك العمل معنا .. سنستفيد من مهارات لاى فى الطبخ " اقترحت ميناه ...
" أحقا يمكننى ؟ " سألت جيناه بينما تلألأت عيناها لم تظن انها ستحصل على عمل بتلك السهولة ..
" من قال هذا ؟ ألست انا من سأطبخ ؟ .. اذن على اختيار الطاقم الذى سيعمل معى " قال وهو ينظر لميناه بغضب ...
" توقف عن التباهى بأنك يمكنك الطبخ .. " قالت ميناه بسخرية
" اذن سوجين .. هل يمكنك الطبخ ؟ لا اظن .. تحضير الحلويات او حتى قهوة فرنسية .. لا اعتقد .. لما ستعملين معنا اذن ؟ " قال وهو ينظر لها بتحدى ..
" وا****ة ... أتظن ان الجميع فاشلون ؟! عداك " قالت بغضب ولكنه لم يتحدث .. ظلت فقط تلك الكلمة فاشلة تتردد فى اذنها ... " اعطينى مائة يوم فقط ان لم اتعلم الكثير فيها .. وقتها يمكنك طردى وان تدعونى بالفاشلة فقط سأعمل معك لمائة يوم " قالت وهى تعقد حاجباها
" وا****ة .. كم احب التحدى ؟! " قال وابتسامته تزداد اتساعا .. " اذن بعد مائة يوم سنعقد مسابقة للطبخ ان فزتى على يمكنك العمل هنا كما تريدين وان خسرتى ستغادرين وقتها " قال لاى ولازال يبتسم مائة يوم ليست كفيلة ابدا بجعلها ماهرة مثله وهو واثق بهذا للغاية ... التفوا جميعا على صوت الباب الذى فتح فجأة
" اوه بيكهيون .. تعال .. هناك تحدى هنا " صاحت ميناه تناديه ..
" ماذا ؟! يبدو انه قد فاتنى الكثير " قال بنبرة هادئة على ع** تصرفاته العفوية دائما ربما كان هناك مايشغل باله ايضا ...
" ان ييشينغ سيتحدى جيناه بعد مائة يوم فى مسابقة طبخ .. " قالت ميناه بينما تبتسم ليزفر لاى بغضب .. " ا****ة !!..." قال لاى ثم نهض من مكانه وصعد لغرفته ... نظر لها بيكهيون بغضب ..
" وا****ة لقد نسيت تماما ، انا اسفة حقا اسفة .. " قالت ميناه بحزن ..
" سأصعد خلفه الان .. عليك الصعود والاعتذار له حسنا ؟ " قال بيكهيون ثم غادر خلفه ...
" ماذا حدث ؟!.. " سألت سو جين بعدم فهم لما غضب بلا سبب .. " انه يكره ان يناديه احد بهذا الاسم .. " همست ميناه ... " ماذا ؟! انه يبالغ فقط .. " قالت سو جين
" لا ... لقد كانت حبيبته السابقة تناديه بذلك الاسم دائما لذا بات يكرهه " همست ميناه مجددا
" لابد انها خدعته ... " قالت سو جين
" انه سر .. لا تخبرى احدا انك تعرفين بذلك القدر " قالت ميناه بهمس
ليس وكأننا بفيلم لهارى بوتر ولا ينبغى ذكر اسم الشرير ... هل الاسم فقط يجرحه لتلك الدرجة ؟ !
" اذهبى اذن لتعتذرى منه وانا سأغسل الاطباق " قالت سو جين .. لتبتسم لها ميناه وتصعد الدرج متوجهة لغرفته
*
طرقت الباب بهدوء ثم دخلت كان بيكهيون على الاريكة يلعب احد الال**ب بهاتفه بينما لاى مستلقى على الفراش يقرأ احد كتب الطبخ خاصته ..
" احم .. انا اسفة حقا لقد نسيت الامر تماما .. تغاضى عن الامر لاى " قالت وهى تعبث بأناملها الصغيرة .. فابتسم لها وكأنها لم تفعل شيئا
*
انه اول صباح من المائة يوم الخاصة بالتحدى خاصتهم افتتح لاى المتجر اليوم وهو يقف منذ الصباح فى المطبخ .. جاء بعض الزبائن ومدحوا طعامه كثيرا .. لم اعتقد انه بتلك البراعة ولكنه يمنعنى من دخول المطبخ او حتى مشاهدته وهو يعد القهوة .. سيستخدم اساليب ملتوية اذن حتى لا افوز بالمسابقة ... ولكننى حتما لن استسلم .. " هاى .. بيكهيون احضر لى بعض الطحين من المخزن " قال لاى بصوت عال ولكن بيكهيون كان مشغولا بالفعل ....
يتبع ...