من منا المذنب.

4562 Words
5 من منا المذنب. -شحب وجهها وتراجعت للخلف بخوف فكلماته أسكنت الرعب بقلبها فهي لم تتخيل أن يكون الثمن طلبه، فقالت بصوت مرتجف وهي تفكر بوالدها وبجميلة التي تتمنى لها الشر : -"نتجـــ نتجوز عرفي، بس إزاي وبابا هقوله أيه، وومرات أبويا دي لو عرفت مش بعيد تخلي أبويا يدفني بالحيا". -ضيق عيناه لسماعه كلماتها المرتعدة، فأنتقل إلى خطوته التالية بعدما زفر بضيق فرفع تامر حاجبه بتهكم وقال : -"كنت متأكد يا صبر إنك مش بتحبيني وإنك لا يمكن تثبتي لي أي حاجة وكنت ماهن نفسي إنك هتتصرفي وتقولي بابا وجميلة وبنفس الطريقة، وإن كل كلامك مجرد كذب علشان ترجعي ثقتي بيكي بأي طريقة، وعارف إنك هتفضلي على نفس موقفك، إنتي عاوزة تاخدي كل حاجة ومتديش أي حاجة عاوزة فلوسي والعز والعيشة المرتاحة لكن مش عوزاني أنا زي ما عاوزك، عموما أنا كنت متأكد من ردة فعلك علشان كدا أنا قررت أدوس على قلبي وأوافق والدي اللي عاوزني أتجوز بنت شريكة فالشغل و". -شهقت وازداد شحوبها حين علمت برغبة والده بزواجه من فتاة أخرى، لم تتحمل صبر أن تخسر ذلك الإحساس الذي شعرت به بجواره، وأمام تجهم وجهه وحزنه، اسرعت وتشبثت بيده وقالت وهي تبكي وتتوسله : -"لأ أرجوك متقولش الكلام دا، أنا أموت لو أتجوزت واحدة تانية ، دا أنا كنت بموت من الغيرة عليك وإنت بتتكلم رضا، أنا والله بحبك يا تامر من زمان، دا أنا كل ما بشوفك قلبي بيدق وببقى مش عارف أخليه يهدا وببقى خايفة لحد يسمعه ويعرف، صدقني أنا بحبك ومقدرش أبداً أتحمل إنك تروح لغيري". -زاد تامر من تعابير وجهه الحزينة ليبدو أمامها مهزوماً ليحتضن وجهها بيداه وهو يحدق بعيناها التي ترقرقت بدموعها بإنكــســـار وقال : -"وإيه فايدة إنك بتحبيني يا صبر فهميني إيه الفايدة وإنتي مش عاوزة تثبتي لي حبك ليا، برغم من إنك متأكدة من إني بحبك بس إنتي اللي مغمضة ومش عاوزة تشوفيني وتحسي بيا وتفهمي إني مش عارف أتحمل بعدك عني، بس خلاص يا صبر كدا كفايا وزي ما أنتي خايفة على والدك وهتضحي بيا علشانه، أنا كمان هضحي بنفسي وأنفذ لوالدي رغبته وأسعده ، الظاهر يا صبر إن حبنا مالوش الحق إنه يكمل بينا بسبب خوفك اللي مالوش أي معنى، عموما يا صبر أنا مش هقدر أجبرك إنك تقبلي بجوازك العرفي مني، ومش هلزمك بأي حاجة ، ودلوقتي لو سمحتي روحي علشان جميلة متلاحظش إنك غيبتي على شغلك وتضايقك بسببي، ماهو بردوا حصل منك أنا بردوا بحبك ومقبلش أشوفك بتتهاني أدامي". -أخافتها كلماته وظهر جليا فوق ملامحها ذلك الخوف بأن تفقده، أخذ عقلها الصغير يحذرها ولكنها أوصدته وملكت زمام الأمور إلى قلبها الذي تسارعت نـبـضـاتـه بسبب ظنه بأنه سيتركها ويتجوز، لا لن يقبل أن يحرم منه فحبه تسلل غليها وأستحوذ على مشاعرها الساذجة ، وبدون تردد رفعت صبر يداها ووضعتهما فوق يداه المحتضنه لوجهها بحب وعيناها تبلغه بكامل إستسلامها لتقول وهي تقدم قلبها إليه بتوسل : -"لأ يا تامر أرجوك، أنا أنا مستحيل أضحي بحبك ليا أبداً، وصدقني أنا واثقة إنك بتحبني، أيوة قلبك اللي بيدق دا، بيدق بحبي أنا زي قلبي ما بيحبك ، وعارفة إنك فالوقت المناسب لما تتأكد إني بحبك لنفسك مش لفلوسك زي ما أنت خايف ، هتقول للكل زي ما وعدتني، علشان كدا أنا موافقة نتجوز زي ما إنت عاوز". -ها هي سلمت وأنحنت لرغبته كما خطط، لقد نال مبتغاه الأول وتبقت خطوته الأهم والتى يتمنى قنـصـها اليوم قبل الغد، زفر فكادت زفرته تشابه عواء الذئاب خاصة حين لمعت عيناه بظفر ليجذبها إلى ص*ره محتضناً إياها بتملك ويداه تتلمس ظهرها وقبل رأسها وقال : -"وأنا عند وعدي ليكي يا صبر، لما يجي الوقت المناسب اللي أتأكد تماماً من إخلاصك ليا ، هفاتح والدي وهطلبك من والدك وهحول جوازي العرفي منك لجواز رسمي، ودلوقتي تسمعي كلامي ليكي وتخرجي تكملي شغلك وتحاولي متحتكيش بجميلة أنا مش عاوزها تزعق لك ولا تضايقك، ولما تخلصي شغل المطبخ هنادي على جميلة علشان تبعتك إنتِ أو رضا تنضف أوضة الرياضة وساعتها هاخدك أوضتي نمضي الورقتين ونتفق على كل حاجة وعلى الطريقة اللي هشوفك بيها من غير ما حد يشوفك أو يشك فيكي ، وكمان على ما أكون جبت لك شبكتك يا مراتي يا حبيبتى". -أحاطته بيدها وجسدها يرتجف بسبب لمساته الجريئة التي طالت جسدها فهمست بعمق مشاعرها التي تأثرت وثارت بسبب لمساته: -"أنا بحبك قوي يا تامر، بحبك أكتر من نفسي ومن الدنيا بحالها وصدقني أنا هقدر أثبت لك إني عمري ما طمعت فيك". --------------------------- -أبلغ صبري علاء إنه في طريقه إلى المشفى، فأعتدل علاء ونفض عنه ما يجول بص*ره من ألم ، وطرق باب غرفة ميار لتأذن له بالدخول، فوقف بجانب فراشها ليراها تعتدل جالسه فزفر بحدة وأستدار عنها وقال : -"على فكرة صبري إتصل وبلغني إنه فالطريق لهنا ومعاه فريدة المنصوري أصلها عاوزة تشوفك وتطمن عليكي، فأظن إنك يعني مفروض تقومي تغسلي وشك علشان متزوديش قلق صبري عليكي أكتر من كدا بسبب عياطك ولا إيه". -استمعت إلى كلماته الجافة وأحست بالضيق لأسلوبه الجديد الذي إتبعه في الحديث معها، فأرادت أن تكيل له حتى لا يظنها ضعيفة، فيكفيها أنه حضر مشادتها مع نائل ووقف يستمع لما يقوله لها وعيناه ترمقها بنظرات غريبة، فإستندت ميار إلى حافة فراشها ووقفت تشعر بعدم توازنها، فأغمضت عيناها كي لا يرى مدى تعبها وقالت بسخط : -"على فكرة أنا مش موافقة أبداً على طريقة كلامك معايا، فياريت لما تبقى بتكلمني تبص لي مش تديني ضهرك ومتنساش نفسك إنت مين وأنا مين يا أستاذ علاء، وعموما شكرا إنك بلغتني رسالة أخويا ودلوقتي لو سمحت أخرج وسبني لوحدي وياريت بعد كدا تبقى تعتذر لصبري ومتجيش المستشفى تاني علشان أنا مش عاوزة أشوفك ، واضح كلامي ولا تحب أبلغه لصبري وهو اللي يوضحه بنفسه ليك". -أستدار بحدة ليصطدم جسده بها فتراجعت ميار بذعر حين ظنته سيصفعها كما يفعل معها نائل ، وكادت تسقط لولا ذراع علاء التي جذبتها لتحافظ على توازنها ولم يغب عنه خوفها منه وشحوبها المفاجيء ، تابع علاء تحديقه بها، لتحدق هي الأخرى بعيناه فازدردت لعـابـهـا وهي تشعر بإضطراب غريب يسري بداخلها، وانتفض قلب علاء بقوة حين أدناها منه أكثر لتكاد تكون ملتصقة به، ازداد خفقان قلبه وتوتـره فهي ولأول مرة تكون بين يداه يضمها إليه ، أحسها علاء أنها في مكانها الطبيعي والوحيد برجفتها البكر التي أحسها ملكاً له وحده حتى وإن كانت لغيره، تسارعت أنفاسه بغضب لتذكره نائل وما فعله معها، فقربها أكثر إليه وقد سيطرت عليه رغبتـه في إيلامها بسبب موافقتها على الزواج من نائل وقال : -"فاكرة قولت لك إيه من سنة تقريباً ، قولت لك النجم العالي مسيرة يوقع، وتمثال المثالية اللي حفرتيه لنائل هيتهد علشان هو عمره ما كان إنسان مثالي وتمثالك له محفور فالطين ، وقولت لك إن الغشاوة اللي على عنيكي مسيرها هيجي عليها يوم وهتتشال وهتشوفيه على حقيقته ومش هتتحملي تبصي لصورته الحقيقية لما تكتشفي خداعه ليكي، لكن إنتي كانت الجلالة وخداكي ورميتي كلامي تحت رجليكي ودوستي عليه ، وبصيتي لي بغرور وقولتي لأ نائل هو الإنسان اللي طول عمري بدور عليه وهحبه زي ما بيحبني ومتمسك بيا وعاوزني ، قولت لك يوميها إنك عامية ومش شايفة إنه فالصو ومزيف من كتر ما هو بيلمع زي الدهب القشرة". -تـنـهـد علاء حين رأها خذيها منه وألمها المتفجر بداخل عيناها، هو يعلم بأن كلماته تلك تؤلمها أكثر ولكنها ألمته وأدمت قلبه في ذلك اليوم ، فهز رأسه بأسف لما وصلت إليه ميار من ضعف يرفض أن يراها عليه ولكن جرحها لمشاعره مازال ينزف فأغمض وهمس ليزيد من أحزان ها : -"للأسف يا ميار إنتي رميتي قلبي اللي حبك واتمناكي ودوستي عليا وروحتي رميتي نفسك فحضن راجل خاين ، راجل لو كنتي أتنازلتي عن كبريائك شوية وسمعتي كلامي كنتي هتعرفي تشوفيه صح وتلحقي نفسك وتنقذيها من الفخ اللي أتـنـصـب لها". -خذلتها عيناها فخفضتهم هرباً منه ، ولكنها لم تستطع إبعاد يداها التي اسندتها فوق ص*ره والتي كانت ترتعش بقوة، هي تعلم جيداً أن كل كلماته التي تفوه بها صحيحة فهي رفضت حبه وقلبه ، ولكنها لن تقبل أبداً أن يقف أمامها الأن ويعدد أخطائها لن تتحمل أن يلقي بالذنب عليها كله ليبريء نفسه من كونه السبب الذي دفعها لتفعل ذلك به وبها حتى وإن كان له في قلبها مكان سابقاً ، فدفعته عنها لتوضح لها كيف هي تراه وقالت : -"إنت بتكلمني كأنك راجل مثالي ومافيش فأخلاقك ولا في زيك فالدنيا ، يا سلام على البراءة اللي جواك يا سلام بقيت إنت الضحية دلوقتي وأنا اللي ظلمتك ، وواقف أدامي وعاوزني أحس إن أنا اللي رميتك وجرحتك ، لأ يا علا لأ ، إنت لازم تفوق وتشوف نفسك صح علشان إنت مش ملاك وصدقني بعد كل اللي شوفته وعشته ومريت بيه معاك ومعاه فإنت متختلفش كتير عن نائل ". -صفعته بتشبيهها له بأنه مثل نائل ، أغضبته بكلماتها تلك فجذبها إليه مرة أخرى ضاغطاً فوق خصرها بكفيه بقوة ألمتها وقال بغضب رافضاً إتهامها له : -"أنا مش خاين زي صاحب الع**ة يا ميار، ولا عمري هكون خاين، أنا جيت لك ووضحت لك كل ظروفي وفهمتك إني مكنش ينفع أبداً إني أظهر لك مشاعري وأنا مملكش أي حاجة ، وإن مينفعش أدخل بيت صاحبي وأخونه حتى بالنظر ليكي ، لكن لما حسيت إنك هتضيعي مني جيت لك وقولت لك إني هتكلم مع صبري وهقوله إني بحبك، وإنتي اللي رفضتيني كرامتك كانت وجعاكي لرفضي ليكي فالبداية وكبريائك صور لك إنك تردي لي الض*بة وقفتي وقولتي لي إنك مش حاسة بيا وإنك مش شيفاني من الأساس، قولت لك خليني أوريكي حبي وأشيل أي غشاوة عن عيونك وإنتي هتغيري رئيك، أتمسكتي برئيك بعناد بعد ما سحرك نائل بزيفه وخداعه وخلاكي زي الخاتم فصباعه، يا ميار أنا لو كنت خاين، كنت مع أول فرصة جت أدامي كنت شاغلتك ومعملتش حساب العيش والملح اللي كان بيني وبين أخوكي، لكن واضح إنك مبتعرفيش فعلا تقدري الشخص اللي أدامك، وقلبك دا مبيعرفش يفرق ما بين الحب والتمثيل، والقلب اللي مبيعرفش يفرق يستحق واحد زي نائل يدوسه تحت رجليه زي ما عمل معاكي بالظبط". -دفعته عنها بقوة وأنفاسها تتهدج بغضب فهو لا يزال يصر على نفس الموقف القديم ولكن ما ألمها حقاً تلك الكلمات التي ختم بها حديثه فمزقتها بلا رحمه، فصاحت بإنفعال : -"بقى أنا ، أنا أستاهل نائل يا علاء، بقى أنت شايف كدا، كلمني ورد عليا إنت شايف إني أستحق أتخان، يااه أنا مكتنش أتخيل إنك ممكن تكون شمتان فيا للدرجة الب*عة دي يا علاء، معقول دا واقف أدامي وشمتان فيا وبتحملني لوحدي مسئولية ضعفك وخوفك ورميك ليا على جنب وإنت كنت راميني ومقوي قلبك علشان كنت ضامن إني هفضل قاعدة لا هفكر أحب ولا هفكر فأي راجل تاني، كنت واثق أوي من نفسك إنك لما تختار الوقت المناسب وتكلم صبري هتلاقيني بحطة إيدك مش كدا ، وإني أنا لازم أستناك وأقدر ظروفك، إنما إنت مش غلطان صح مش غلطان وقت ما كنت شايف نفسك أقل من صبري وأن مينفعش تبص لأخته أوتحبها إلا لما تصلح كل وضعك المادي ومش مهم تاخد العمر كله ، العمر اللي معملتش حساب إنه بيمر عليا وأنا قاعدة مستنيه وبسمع علاء راح وخرج وكلم وصاحب وهزر وعيش حياته بيعمل علاقات عادي ، إنما إنتي يا ميار لأ عيب إنتي أخت صبري لازم تقفلي على نفسك وتستني لما أبقي أجمع شجاعتي وأتكلم ، مش كدا يا علاء وإنت فضلت ساكت لحد ما نائل دخل حياتي وقدر يخليني اتعلق بيه بإهتمامه وكلامه ومشاعره اللي غرقني بيها فالوقت اللي سيادتك كنت لسه بتدور على الوقت المناسب ، قولي يا علاء كنت عاوزني أعمل إيه كنت عاوزني أجي أركع تحت رجليك وأقولك وحياتي روح كلم صبري وحبني وأهتم بيا وأتعامل معايا زي ما بتتعامل مع اللي بتصاحبهم ، كان صعب عليا زي ما بتقول إنه كان صعب عليك عارف ليه، علشان أنا أخت صبري السيوفي وكان مستحيل عليا أفضل مركونة على الرف وأنا كل يوم بشوف صورك مع البنات وبسمع قصص الحب والغرام اللي بتتقال عنك ، فكان لازم أرفضك علشان كنت خلاص إنشغلت بنائل وحبيت أهتمامه بيا حتى لو كان تمثيل وقتها ". -رافقت دموعها كل كلمة خرجت من أعماقها، تحرق قلبها الذي عاني الكثير بإنتظار إشاره منه لقد عانت بسببه أياماً طوال تبكي بقلب منفطر ، كلما شاهدته وهو يحتضن امرأة غيرها أو ينظر إليها نظرة تظنها ملكاً لها هي ، لقد أهانها كثيراً بظنه أنها ستعود إليه بسعادة متى أشار إليها ، إستدارت عنه تنتحب بعدما عجزت عن النظر إليه لتقول : -"إنت اللي إديت الفرصة لنائل يا علاء، إنه يعوضني حب المراهقة اللي حبيته ليك وإنت ركنته على الرف ، إنت اللي خليته يعرف إزاي يسيطر عليا ويعرف أنا محتاجة لإيه ويلعب بيا وبمشاعري، إنت اللي خلتني أقبل بيه ، إنت السبب يا علاء وأنا لا يمكن أسامحك على كل لحظة عشتها وأنا شايفة كرامتي بتداس مع كل واحدة بيدخلها سريري ، ومع كل إهانة وجهها ليا لما كان بيجبرني أقعد أتف*ج عليه وهو معاهم ، ويض*بني أدامهم ويستغل إني مش هقدر أتكلم ولا أقول ، بسبب خوفي على صبري اللي لو عرف ممكن يتهور عليه ويتأذى بسببي". -إنهارت ميار أمامه وأهتز جسدها بقوة بسبب بكاؤها العنيف لتتعالى صرخات الألم الذي تجمع بـصـدرها ، فوقف علاء يشعر بالندم وهو يحدق بها لما تسبب به من أذى كبير لا يغتفر، فأقترب منها وما كاد يلمس كتفها حتى أشتدت صرخات ميار وتعالت وازداد إنفعالها ، ليصل صوتها إلى سمع إحدى الممرضات والتي أسرعت بإبلاغ الطبيب ، وما هي إلا لحظات وأخرجت الأيدي علاء ودفعت به بالقوة خارج غرفتها ، في نفس توقيت وصول صبري وفريدة ، الذي وقف أمام علاء وسئله بقلق : -"في إيه يا علاء ميار حصلها إيه". -لم يستطع إبلاغه شيئاً ، فتركه وسط قلقه وحيرته وغادر وعيناه تلمع بدموع الندم. -إندفع صبري إلى داخل غرفة شقيقته ، ليجدها مكبلة بإيدي الممرضة ليحقنها الطبيب بمـهـديء فنظر له الطبيب بأسف وقال : -"أنا أسف يا أستاذ صبري حقيقي أسف بس أنا مضطر أمنع إي زيارة لمدام ميار ، لأن بالشكل دا هنخسرها أكيد". -وقف صبري يشعر بالحيرة لا يدري ماذا حدث لتنهار شقيقته مرة أخرى في خلال أقل من ساعة ، وتسائل بينه وبين نفسه عن سبب مغادرة علاء ب**ت ، لينتبه لأصابع فريدة تربت فوق كتفه فألتفت إليها ونظر بحزن وقال : -"أنا مش عارف ليه كل ما بتتقدم خطوة بترجع عشرة ، عاوز أفهم إيه اللي حصل بالظبط وإيه اللي وصلها للحالة دي، معقول أنا كنت أعمى للدرجة دي ومش شايف أختي بيحصل معاها إيه، معقول أكون أهتميت بشغلي وأهملت ميار ، علشان أبقى واقف مش عارف هي موجوعة من إيه، إزاي غفلت عنها للدرجة دي، إزاي أفرط فالأمانة اللي ولدي وصاني بيها، وأبقى عاجز إني أساعدها وأنقذها من اللي هي فيه إزاي يا فريدة إزاي". -مزقتها كلماته إلى أشلاء بعد أن أستقرت كلمات جلده لنفسه بداخلها ، لتبعثرها تلك الدموع التي أحتشدت بداخل عيناه والتي أبت أن تفر أمامها لتشعر بها تضرم النيران بداخلها ، ومضت صورة متسارعة أمامها كفلاش متسلسل أضاء فجأة ليعميها لتشهق لمهاجمة ذكريات الماضي لها والتي دفنتها بأعماقها لتأتي كلمات صبري وتعيدها إلى الحياة من جديد واضعاً إياها نـصـب عيناها، لتجهش فجأة ببكاء غريب وهي تهز رأسها بحزن رفضاً فأشاحت بوجهها عن وجهه وأبتعد عنه تهرول بعيداً ليسرع وليد إليها بخوف وحين رأته من بين دموعه همست بصوت متقطع : -"روحني بسرعة يا وليد أرجوك". -جحظت عينا صبري أمام هروب فريدة هي الأخرى من أمامه، ليستدير غاضبا ويلكم الحائط بقوة لجهله بما يدور حوله". ------------------------- -"عادت إلى فيلتها منهارة وممزقة ، فأرتمت فوق فراشها تبكي بإنهيار وكلمات صبري تصفع سمعها، وهو يلوم نفسه ويحاسبها مُعذباً لتقصيره بحق شقيقته وبخوفه وقلقه الشديد عليها ودموعه التي كانت على وشك الفرار منه، فسحبت وسادتها وكتمت صوت صرخاتها بها، لتتفاجيء بإقتحام بيسان لغرفتها، فرفعت عيناها الباكية إليها فأتجهت بيسان إلى فراش فريدة وجلست إلى جوارها ووضع يدها فوق كتفها وقالت : -"فريدة إيه حصل علشان توصلي للحالة دي، هو أنا مش سيباكي مع صبري وكنتم رايحين المستشفى لأخته، فهميني يا فريدة وبطلي تبصي لي وإنتي بتعيطي بالشكل دا، أرجوكي متقلقنيش عليكي أكتر من كدا ". -تتمزق من داخلها وتشعر بالسعير يشتعل ليحرق كل ما حاولت أخفائه ودفنه بأعماقها، تأوهت بشهقات ألمت قلب بيسان، لتأتي كلمات فريدة لتزيد من لوعة بيسان عليها وهي تسمعها وسط شهقاتها تقول : -"أنا ليه مكنش فيه فحياتي حد زي صبري يخاف عليا يا بيسان، ليه إتحرمت من أن يكون لي سند زي صبري وألاقيه هيموت نفسه من الخوف علشاني، زي ما شوفته هيموت من الرعب على أخته، ليه يا بيسان نصيبي يبقى فناس مكنتش شايفة إلا نفسها وبس و عمرهم ما حسوا بيا، ليه إتحرمت من كتف أسند عليه راسي وأشكيله اللي جوايا ، ليه أتحرمت من صـدر أرمي جواه حزني ووجعي ، وليه ملقتش إيد حنينة زي إيد صبري تمسح دموعي وتطبط عليا ويطمني إن كل حاجة هتبقى تمام وإني مخفش طول ما أنا فحضنه ، ليه حياتي مليانة بناس عاوزين ينـهـشوني ومش شايفين فيا إلا إني مص*ر للفلوس وبس، ليه مش بيخافوا عليا ووو". -غص صوتها بالشهقات وسط بكاؤها، فأحتضنتها بيسان وهي تبكي قهرا على حال صـديقتها، وقالت وهي تتمنى لو تعرف تفاصيل ما حدث بينها وبين صـبري كي تعرف المدخل إليها لتداويها : -"أنا بجد مش عارفة إيه اللي خلاكي توصلي للحالة دي ورجعك تفتكري تاني، هو مش كنا خلاص قفلنا اللي فات كله ودفناه سوا وقولنا مش عاوزين نفتكره". -أستمر نحيب فريدة و**تها وازداد خوف بيسان عليها أكثر فقالت بقلق : -"فريدة أرجوكي فوقي أنا مش هقدر أتحمل أشوفك بتنهاري بالشكل دا وأنا مش عارفة أساعدك، صدقيني مينفعش تضعفي وإنتي فاهمة ليه ، قومي يا فريدة وأرمي أي ضعف أو ذكري من اللي فات ورا ضهرك ، وأفتكري إنك قوية بشخصيتك وباللي وصلتي ليه ، أرجوكي يا فريدة بلاش تعيدي الحالة اللي مش عاوزين نفتكرها من تاني ونشمت اللي واقفين مستنين إنك تقعي". -حاولت فريدة أن تتمالك دموعها وأرتجافتها واستجابت ليدا بيسان وأعتدلت، فـتـنـهـدت بيسان وهي تدعو الله أن تمر حالة الأنهيار دون أن تؤثر عليها كالسابق، سحبت فريدة عدة أنفاس وكفكفت دموعها وقالت بصوت متأثر : -"خلاص يا بيسان متقلقيش أنا بخير، اطمني". -نظرت إليها بيسان نظرات ذات مغزي، لترسم فريدة ابتسامة واهية فوق شفتيها ولكنها لم تخدع بيسان التي رفعت حاجبها لتعاتبها، فأبتعدت فريدة عنها وهي تطرد تلك الدوامة التي فرضت نفسها عليها وقالت : -"صدقيني أنا بقيت بخير، المهم أنا عوزاكي ترتبي لي إجتماع مع رؤساء الأقسام علشان عاوزة أعمل شوية تعديلات فالمصانع والشغل كله، بما إن محدش قدر يوصل للحرق المصنع، فأنا محتاجة أني أغير نظام التأمين كله وأستعين بشركات حراسة تانية ، آه وكمان عاوزة أبعت هدية تليق بنايف، عاوزة حاجة كدا تخليه يلف حوالين نفسه ويعرف إن مش فريدة اللي ينسي نفسه فالكلام معاها ويفتكر أنه له الحق بالتدخل فحيات". -اومأت بيسان وهمت بالمغادرة ولكنها تراجعت وحدقت بوجه فريدة وقالت : -"طيب وبالنسبة لصبري اللي سبتيه ومشيتي وهو مصدوم بسبب اللي كنتي فيه ومش فاهم سبب له، ناوية على إيه معاه ". -ارتجفت لتذكرها عينا صبري، فأغمضت عيناها هرباً من تفكيرها فيه وقالت : -"الظاهر يا بيسان أني غلطت لما سمحت لضعفي يسيطر عليا ، أنا مكنش المفروض أطاوع نفسي وأديله الفرصة دي وأقربه مني للدرجة دي ، عموما أنا الفترى الجاية هبقي مشغولة ومش هبقى فاضية للكلام معاه أو مع غيره وأكيد هو هيفهم لوحده وهيبعد أصل اللي زي صبري دا كرامته وكبريائه عنده أغلى حاجة وميقبلش إنه يتحط فقايمة الويتنج". -------------------------- -وتم ما أرده تامر أن يحدث ، فجميلة لم تخيب ظنونه وأرسلت صبر سريعاً لأعلى بعدما أوصتها إلا يعلم تامر بأنها هي من ستنظف الغرفة ، لتقف صبر في الممر المؤدي لغرفة تامر تشعر بالخوف وترتجف وأخذت تتلفت حولها لتهرول بإتجاه غرفته فأقتحمتها وهي تتلقف أنفاسها وتضع يدها فوق صـدرها لتهديء من سرعة نـبـضـات قلبها، ليتجه تامر إليها ووقف إلى جوارها يتابع ملامحها بوجهها الأحمر وحبات العرق التي لمعت فوق جبيـنـهـا ، فمرر تامر يده فوق وجهها وتحسسه ليواصل تحريك أصابعه حتى لامس شفتيها ولكنه أبعدهم سريعاً ليهبط بأصابعه يضغط فوق عنقها ليكمل مسيرة يده حتى وصل إلى موضع قلبها، وتوقف ليضغط بيده برفق فوقه ، لتشتعل وجنتي صبر بحمرة قانية، زادتها جمالا أمام عينا تامر، الذي واصل ضغطه وهو يميل بوجهه نحوها ليقبل وجنتها ، فازدردت صبر ل**بها وابتعدت عنه بخجل، ليعيدها مرة أخري إلى ذراعيه ويقول بصوت أجش : -"مش مسموح لك تبعدي عني أبداً طول ما إنتي معايا وفحضني، علشان دا مكانك الطبيعي تبقي جوا مني وقريبة من قلبي اللي بيحبك يا صبر، وخلي بالك أنا متملك وغيور لأبعد حد، و لازم تعرفي إنك ليا أنا لوحدي يا صبر من أول لحظة شوفتك فيها". -زاد خجلها فخفضت عيناها ليسحبها تامر ويجلسها إلى جواره فوق فراشه ويسحب تلك الورقة التي وضعها فوق الطاولة الصغيرة ليخط إسمه عليها ويضع القلم بين أصابع صبر ، وهو يجذبها أكثر إليه حتى كادت تجلس فوق ساقه، ومرر أنفاسه فوق عنقها مقبلا إياه وهمس : -"أمضي إسمك جنب إسمي يا صبر على قسيمة جوازنا، أمضي يا حبيبتي علشان تعرفي أنا بحبك قد إيه لما أختارتك من بين العالم كله علشان أد*كي إسمي وتكوني مراتي ". -واصل تامر هجومه وسيطرته على حواس صبر بتقبيله عنقها ووجنتها، ليسقط القلم من يدها بعدما شعرت بأنها لم تعد تقوي على الإمساك به، ليسحب تامر منها الورقة ويطويها ويبتعد عنها عمداً وأبتسم بمكر وقال : -"ودلوقتي أقفي جانبي علشان ألبسك شبكتك بإيدي زي ما كنت بحلم دايما". -تعمد أخراج العلبة المخملية من جيب بنطاله ببطء وعيناها تتابعه وتزدرد ل**بها ، وفتحها أمامها لتتسع عيناها بصدمة وتشهق وتبعد بصرها عن العلبة وتحدق به وتقول : -"معقول السلسلة دي ليا أنا، دي دي شكلها غالي قوي يا تامر وبصراحة هخاف ألبسها لتضيع مني غير إني هخاف لحد يشوفها ويسئلني جبتها منين وساعتها هيشكوا فيا يا أما أكون سرقتها يا أما يعرفوا وو". -ضغط بأصبعه فوق شفتيها وقال : -"ممكن تبطلي كلام وتسمعيني أنا أساساً عامل حسابي وعارف هيتقال إليه علشان تفضلي لابسة شبكتك يا صبر وإنتي مش خايفة ، أولا السلسلة دي ألماظ واللي هيعرف قيمتها هو اللي بيفهم فالألماظ و بس إنما أي حد تاني هيفتكرها حتة أزاز محطوطة فسلسلة لونها دهبي من اللي بتتباع على الرصيف وبالشكل دا إنتي هتقولي إنك أشترتيها من أي محل قريب ومكلفتكيش غير عشرين جنية". -مدت يدها وقبضت على الدلاية المعلقة بالسلسلة ونظرت إليها وقالت : -"دي أول مرة البس فيها حاجة غالية كدا، تعرف إني لما كنت بطلب من بابا إنه يديني فلوس أشتري حاجة عجباني زي باقي البنات وزي ما بشوف نادين أختي بتشتري مكنش بيرضى وكان بيقولي إنتي كبيرة ويفضل يقول كلام كتير ويزعق وكنت ببقى عارفة إن جميلة هي اللي مخلياه يقول الكلام دا ، لحد ما بطلت أطلب أي حاجة لنفسي". -أحتضنها أكثر إليه وقبل مقدمة رأسها وقال : -"أنا مش عاوزك تفكري فأي حاجة من دي تاني يا صبر وبعدين كل اللي إنتي نفسك فيه أطلبيه مني وأنا هجيبه ليكي دا حقك عليا طول ما إنتي بتسمعي كلامي وبترضيني ومش بتعصي أوامري ليكي ، وعارفة كل ما كنت مبسوط منك هتلاقيني جايب لك أكتر وأكتر علشان أنا مش عاوز غير سعادتك إنتي وبس ، ودلوقتي تعالي معايا أوريكي الهدوم اللي جبتها ليكي واللي هتلبسيها ليا لما نسافر سوا بكرة الصبح للساحل علشان نبدأ شهر العسل بتاعنا يا حبيبتي ". -جذبها خلفه وتوقف أمام خزانته وفتحها على مصرعيها ومد يده وأخرج العديد من قطع الثياب المنزلية والمنامات الحريرية الجريئة والتي أشعلت وجه صبر فخفضت عيناها أرضاً حرجاً ليخرج تامر إحدى المنامات ذات اللون الأ**د ويمد يده بها إلى جسد صبر ويقول: -"تعرفي إني هموت على اللحظة اللي أشوفك فيها لابسة لي اللانجيري دا، كنت بختار لك كل قطعة بعشق علشان عارف إنك إنتي اللي هتحليها". -تلمستها صبر بخجل ليميل تامر نحو وجهها وقال : -"هستناكي بعد الساعة أتنين بالليل بعد ما الكل ينام تيجي لي هنا علشان أرتب معاكي شوية حاجات لسفرنا سوا للساحل وهقولك على اللي هتعمليه بالظبط مع جميلة ومع والدك علشان كل حاجة تبان طبيعي أدام الكل وخصوصاً أدام جميلة، ودلوقتي يلا روحي على أوضة الأجهزة الرياضية خلصيها وأنزلي علشان محدش ياخد باله إنك اتأخرتي". -وإنتظرت حتى تخطت الساعة الثانية بعد منتصف الليل وحينما تأكدت من نوم والدها وجميلة، فغادرت فراشها وتسللت خارج غرفتها وأقتربت من غرفة والدها لتطمئن لنومه، لتسرع بخطواتها إلى الباب الخلفي للفيلا وتصعد تحت ستار الليل إلى غرفة تامر، ولجت صبر وهي تنتفض خوفا، فتلقاها تامر بين ذراعيه وأحتضنها بقوة، ليشعر برجفة جسدها بين يديه فأبعدها قليلاً ليحدق بعيناها وقال: -"حبيبتي إنتي كنتي بتجري ولا إيه". -هزت رأسها بالإيجاب وهي تتنفس بقوة وقالت بصوت مهزوز : -"أصل أنا كنت مرعوبة أحس حد يشوفني وأنا خارجة من الملحق، ولا يشوفني وأنا طالعة لك، فجريت، أه دا أنا حاسة إن نفسي أتقطع من الجري والخوف ". -ربت فوق ظهرها وهي يسير إلى جوارها إلى مرحاضه ودفعها لتدلف إليه قبله وقال : -"طيب حاولي تهدي على ما أحضر لك الحمام بإيدي ، أصل أنا نفسي أدلعك يا صبر وأخليكي تشوفي وتعرفي إني مش غرضي من جوازي منك إني أعمل علاقة معاكي وخلاص ، لأ أنا عاوز أعيش معاكي كل حاجة وأمتعك بحبي وبفلوسي وأولها الحمام الدافي اللي هينعش جسمك ويخليكي تنسي تعب اليوم كله وبعدها هعملك مساج علشان عضلاتك ورجلك ترتاح من الوقفة اللي بتقوفيها من أول النهار، وبعدها هقولك على ترتيبي اللي هتنفذيه كله من غير خوف". -وكخبير في العشق وفنون الحب أغار تامر على مشاعر وحواس صبر وسلبها كل ذرة مقاومة دون أن يمسها ، فقد مارس عليها سحره وهو يتحلي بالصبر ويمني نفسه بأنه سيحصد ثمرة كل هذا الدلال الذي أغدق عليها به حين تصبح بمفردها معه بفيلا الساحل ، وحين أنهت صبر إستحمامها وغادرت طبق عليها تامر كل ما يعرفه عن حركات المساج ليجعلها تتوق إليه وترغبه وقد بدا لها جلياً ما بداخلها فكانت تموء كالقطة بين أصابعه الخبيرة، ولكنه كالفهد الصياد يتمهل لينال مأربه في النهاية فأنهى سريعاً مساجه لها وأجلسها إلى جواره ليدرك كم أصبحت صبر طيعة طوع أمره إن أمرها أن تقتل نفسها ستنفذ حتماً ، فمد يده وأخذ علبة من الدوار من فوق الطاولة الصغيرة وأخرج حبتين منها ووضعهما في راحة يدها وقال : -"الحبتين دول هتحطيهم فأي حاجة تاكلها جميلة أو تشربها يعني لو هتعملي لها شاي حطيهم لها فيه ومتقلقيش هي مش هيحصل لها حاجة هي هتتعب وهيجيلها نزلة معوية حادة هتخليها متقدرش تروح فيلا الساحل وعلشان هي طماعة مش هترضى تبعت رضا تنضفها وأنا هجبرها إنها تبعتك إنتي لما أزود مبلغ المكافأة اللي هديه للي هيروح مع السواق هناك، فطبعا جميلة هي اللي هت**م إنك تروحي تنضفي الفيلا علشان تاخد المبلغ الكبير والسواق هياخدك ويود*كي هناك وهو عارف كل الترتيب والكلام اللي هيقوله لما يرجع كل دا هيتم بكرة الصبح يعني على العصر بالكتير هتلاقي نفسك فالساحل معايا وبرضا الكل". -دهاء ومكر يمتلكهم تامر جعله يصل إلى مبتغاه فقد وضع أمام عينا جميلة التي أجهدها المرض الثلاثة ألف جنيها، مكافأة التنظيف السريع لفيلا الساحل حتى يتسلمها صديقه وزوجته، وها هي صبر تلج إلى الفيلا ليستدير السائق ويغادر ويتسلمها تامر الذي تفاجأت صبر بوجوده فهو أخبرها بأنه سيأتي بوقفت متأخر من الليل، ليأخذها تامر بين ذراعيه ملتهماً شفتيها بقوة ولم يدع لها الفرصة للتنفسه حتى باتت تشهق وتدفعه عنها بصعوبة حين أحست بالإختناق ليبتعد تامر رغماً عنه عنها وهو يحدق بها بضيق ويقول : -"أخر مرة تبعديني وأنا ببوسك يا صبر أخرة مرة تصديني فيها فاهمة". -أبعدها عنه وأهملها لباقي الوقت فبكت صبر وهي تحاول وتفشل في إرضائه لتركع بجوار قدميه حين وحدته يجلس بغرفة والتي دخلتها على إستحياء ونظرت له معتذرة وقالت : -"أنا أسفة والله أنا مكنش قصدي إني أبعدك بس أنا مكنتش عارفة أعمل إيه مكنتش عارفة أتنفس وبعدين أنا أنا عمر ما حد لمسني وأنت أول واحد يلمسني وو". -**تت بوجه أحمر قاني وخفضت عيناها أرضاً فأبتسم تامر بشر ومد يده وفع وجهها إليه وقال : -"طالما مش عارفة وإني أول واحد يبقى هعلمك علشان تعرفي إزاي ترضيني ما إنتي يا صبر بقيتي خلاص مراتي ولازم تعرفي إن واجب عليكي وربنا هيحاسبك عليه لومعرفتيش ترضيني علشان كدا المرة دي بس أنا هتعامل معاكي بالراحة وأعلمك وهعدي أي حاجة تعمليها حتى لو بعدتيني عنك لكن المرة التانية وبعد كدا مش هقبل وهيبقى زعلي منك بعقاب جامد كمان". اومأت وهي تبتسم بخجل ولم تدري أنها سلمت نفسها وأمرها لرفيق إبليس الذي سعى ليفوز بها محققاً نصره الذي لم يعد يعرف كم عدده من كثرة تلك العلاقات التي دخل فيها تامر، ليقف فجأة ويمد يده إليها وساعدها لتقف وأنحنى وحملها بين ذراعيه وخطى إلى فراشه ومددها إلى جواره لينزع عنها ثيابها ويلبسها بيداه تلك المنامة السوداء وسط خجل صبر التي أحست بأنها على وشك الموت خجلاً بسبب نظراته ولمساته ولم يمهلها تامر الوقت فهاجم مشاعرها بضراوة ليهلكها تماماً لتمتثل صبر لكل ما همس به في أذنها ونفذته تظن أنها تطيع زوجها وأنهال تامر على وجهها بقبلات متفرقة هامسا بعبارات الحب التي أسكرتها وأذهبت بعقلها تماماً، لتصبح صبر بلا حول ولا قوة بين يديه، بعدما أستغل تامر بكل خبرة وف*نة لديه نقاط ضعفها، ليغيبها عن الواقع بخداعه ، ويغرقها في رمال حبه المهلكة لتدخل عالم جديد عليها تظنه هو الطبيعي حدوثه بين الأزواج ، بينما ادخلها تامر عالما مرفوضا ومحرما ، ولكن كيف ستعلم وهي لم تجد أما جوارها ، تطلعها على الحلال والحرام، أو حتي أبا كافح ليحميها بتثقيفها بأبسط قواعد الشرع، لتجني صبر خطاء ابويها بسقوطها بين ذراعي تامر المقيت.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD