الفصل السابع عشر

1812 Words
احلام سيئة تأتيها من حين إلي اخر تُعكر صفو حياتها ، وجد عيناها تبكي وهي نائمة ، تحتضن بطنها بتملك قائلة بوجع :- _لا اانا مش عايزه بنات ، البنت بتتظلم ومش بتقدر تاخد حقها في المجتمع ده ، مش عايزه بنتي تشوف اللي انا شوفته ..! "جميلة" "جميلة " ، فوقي ، ده حلم حبيبتي فوقي ...! فتحت عينيها ببطئ ، ظلت تأخذ أنفاسها بين الحين والآخر ، عيناها تبكي مُحدثةً إياه بوجع :- -انا مش عايزة بنتي تشوف اللي شوفته يا "مراد" ، مش عايزة بنااات ...! احتضنها دون أن يبث بكلمة لعلها تشعر بالإطمئنان داخله ، ربط بيديه على خُصلات شعرها قائلاً بحنان :- _انا معاكى يا "جميلة" ، عمري ما هسمح لحد يقرب منك او من ابننا أو بنتنا اللي جاي ...! أكمل كلامه بمرح قليلٱ :- _وبعدين انا عايز بنوتة شبهك ، تفضل تفكرني بيكي طول العُمر ..! -"مراد" نفسي أخرج ..! قالتها وهي تبتعد عن حُضنه ، أشعلت غيظه فتحدث بضيق :- -يعني انتي قلقاني عليكي من الصبح ودلوقتي كُنتي بتعيطي وبعديها تقوليلي عايزة أخرج ...! دخلت فى أحضانه سريعاً مُحدثةً إياه بحُب :- _نفسي أخرج يا "مراد" وامسك ايد*ك من غير ما اخاف ، عايزة اقول للعالم كله أنه ربنا عوضه كبير ، انت عوضتني عن كل اللي شوفته في حياتي ، هفضل اقولهالك لأخر عُمرى ، بحبك حتي لو مش بتحبني ، كفايا عندي كُل اللي عايشتني فيه معاك ..! بس انا بح....! لم تُعطيه فرصة لإكمال حديثه ، قائلةً بهدوء :- _انا مش عايزاك تقولى بحبك يا "مراد" ، ناس كتير قالتلى الكلمة دى بس مفضلوش معايا ، انا عايزاك تفضل معايا لحد اخر نفس فيا ...! حاول إنهاء حالتها الحزينة مُغيراً مجرى الحديث قائلا :- _عندى ليكى مفاجأة ...! وكأنها طفلة نسيت ما كان يتحدثان به مُردفةً بلهفة :- _إيه هى يا "مراد" ...! شهقت سريعاً حينما حملها فى أحضانه مُبتعداً عن غرفة النوم التى كانت بها ، مُكملةً بتذمر :- _انت استحليت موضوع انك تشيلنى ولا إيه ، على فكره انا عندى رجلين ..! -على فكره انا مش بشيلك ، انا بشيل ابنى ولا بنتى اللى فى بطنك ...! قالها بإستفزاز جعلتها تشيط غضباً ، انزلها برفق على أحد مقاعد السُفرة فتحدثت بإمتعاض :- _ماشي...! هُنا انتبهت لما على طاولة السُفرة ، أشياء كثيرة ومن الواضح عليها انها جديدة ، فألتفتت له مُتسائلةً بفضول :- -حاجات مين دول يا "مُراد" ..! نزل أرضاً كى يكن بنفس مستواها ، امسك يديها بُحب مُقبلاً كفوف يديها هادراً بسعادة :- -حاجتك ، انا جيبتلك حاجات الحمل اللى هتحتاجيها ، هدوم جديدة واسعة وفيتامينات مناسبة ليكى طول فترة الحَمل ، وكمان انا جيبت حاجات البيبي كُلها اللى هيحتاجها ، نفسي يكونوا ولد و بنت تؤام ..! امسك أحد الأكياس الموضوعة على طاولة السُفرة ، ثم وضعه بيديها هامساً لها بحُب :- -بتمنى الفُستان يعجبك ، يلا قومى اجهزى عشان هنُخرج وياريت تلبسيه يا حبيبتى ...! ..….…..……...….. مر الوقت سريعا وأتي الليل بظلامه الدامس ، يُزين سماؤه بعض النجوم ، والقمر المكتمل ب*عاعه البسيط ، يقف هو أمام المرٱه يُطالع نفسه بغرور شديد مُرتدياً ساعته الخاصة ، رن هاتفه ، نظر إلي شاشته بهدوء ثم رد بثبات :- -ايوه يا عمي ..! رد عمه عليه سريعاً قائلاً ببرود :- -انا موافق يا "سيف" بس خليك عارف ان لو جرالها حاجة معاك انا مش هرحمك ...! ..….…..…..…..….… -إيه يا بنتي كُل ده بتجهزي ، الحفلة ناقص عليها نُص ساعة وتبدأ ..! قالها "ياسين" عبر هاتفه الخاص مُحدثاً "نادية" بإستعجال ليذهبا إلي حفلة "دينا" بعد إلحاح رهيب من والدها ووالدتها بالموافقة على الذهاب معه ...! ردت عليه "نادية" بهدوء :- -خلاص يا "ياسين" انا نازلة اهو ...! فور أن تفوهت بتلك الكلمات وجدت نفسها تقف أمامه عند مُدخل البناية التي تُقطن بها ، ابتسم من هيئتها مُردفاً بلؤم :- -اول مرة اشوفك حاطة روج ...! تقلبت ملامحه سريعاً قائلاً بحدة وهو يُخرج منديلاً يضعه فى يديها ببرود :- -امسحيه وإلا مش هتطلعى من باب العمارة ، كفايا انى مستحمل انك فاردة شعرك ، من غير عناد يا "نادية" امسحيه وبعد كده هنتناقش فى موضوع شعرك ده بعدين ...! ..…..….…..….….…...…. تقف أمام المرٱه تُطالع هيئتها بإعجاب شديد ، ذلك الفُستان الأ**د الرقيق للغاية ، ينزل بإتساع من الخُصر مُزيناً ببعض الفصوص اللامعة من عند الص*ر ذو أكمام قصيرة ، حذائها الأ**د على الرغم من ارتفاعه قليلاً وصعوبة سيرها به إلا أنه حاز على اعجابها كثيرا إضافة إلى شعورها بالإرتياح ، ازالت رابطة شعرها الناعم واقعاً على ظهرها ، وجدته يحتضنها من الخلف بإبتسامة عاشقة قائلاً بهيام :- -لو كُنت اعرف انك هتبقي قمر كده مكنتش فكرت اجيبه ..! ابتسامة رقيقة زينت شفتيها وهي تضع يديها على يديه الحاضنة لها وهي تنظر لذلك الإنتفاخ البسيط مُردفةً بسعادة :- -حاسة بيه اوي يا "مراد" ، مش قادرة اصدق ان فيه جزء مني ومنك هيربط بينا للأبد ..! تحسس بطنها بحب هامساً لها بعشقٍ :- -هتصدقي لو قولتلك اني نفسي في بنت شبهك ...! **تت قليلا وهي تنظر للمرٱه تُتابع ما يفعله بسكون ، طبع قُبلة على أحد وجنتيها سانداً رأسه على كتفها مُكملاً حديثه :- -عايز بنت شبهك يا "جميلة" ، عايز اصحي كُل يوم على صوتها ، بيقولوا البنت بتبقي اقرب لأبوها ، بس ده مش معناه اني عايزك بعيدة عني ، انا حاسس انها بنت ..! وكأنه ألقي على جسدها ماء ثلج فى ذلك الشتاء القاسي ، حديثه عن إنجاب ابنة من الممكن أن تتعرض لمثل ما تعرضته ، ابتسمت بفتور مبتعدةً عنه مُردفةً بحزن :- -إن شاء الله ، يلا عشان هنتأخر على الحفلة ...! ..….….. -إيه يا بنتي دي لا اول ولا اخر حفلة هتغني فيها ، ليه متوترة كده ..! قالتها "اروي" وهي تجلس بجانبها وبرفقتهم أحد مصففي الشعر ، ردت عليها "دينا" بقلق :- -عارفة انها مش اول مرة اغني فى الأوبرا ، بس المرة دي تختلف ، روحي انتي شوفي الفرقة جهزت ولا لا ، هو فاضل قد ايه ...! أردفت "اروي" بهدوء وهي تمسك بطرف فُستانها :- -فاضل نص ساعة تكون المصففة خلصت شعرك ، انا هروح دلوقتي اطمن علي الفرقة وهجيلك قبل ما تتطلعي المسرح ..! .….…..…..…....…..… أراد الجلوس بالمقاعد الأولى حتي تُلاحظ وجوده بحفلتها الأخيرة كما أخبره والدها ، جلس بهدوء مُراقباً العدد الهائل فى حفلتها ، لم يكن يتوقع أن يكون ذلك العدد متواجد هنا ، وقعت عيناه على بعض الصحفيين المتواجدين بكل رُكن فى تلك القاعة ، ما لا يعرفه أن حفلتها ستذاع على الهواء مُباشرة ، جلس بكُل كبرياء يُهندم جاكيت بدلته الأنيقة على الرغم من عدم حُبه لإرتداء تلك الملابس ، فتح هاتفه باعثاً لها رسالة من رقمه الجديد قائلاً فيها :- -عجبك الورد ..؟ .….…...…...…....….. فتح لها باب السيارة برومانسية شديدة وهو يمد يده لها بحُب ، ابتسمت بخفوت ومدت يديها ليديه وخرجت بهدوء ، همس لها بهيام وهو يُغلق باب السيارة :- -"جميلة" وانتي "جميلة" ...! نظرت إليه بمشاعر حائرة مُتأملة ملامحه بسعادة غامرة قائلةً بخجلٍ :- -طب مش هندخل بقي ولا إيه ..! رد عليها سريعاً دون تفكير :- -يلا طبعا ...! ..…...…...….…..….… -انزلي من العربية يلا ..! قالها بنصر وهو يرمقها ببرود شديد خاصةً بعد أن مسحت وجهها من تلك الألوان المعروفة ب"الميكب" بعد معركة عنيفة انتهت بفوزه ، لمعت عيناها بالدموع وهي تُرجع خصلات شعرها للخلف قائلةً ببكاء :- -مش نازلة يا "ياسين" روحني ...! على الرغم من غضبه الشديد منها لعدم تنفيذ أوامره ، لكنه لم يرضي أن يُحزنها فتحدث بأسف وهو يرفع وجهها له ماسحاً دموعها الغزيرة :- -على فكره انتي المفروض تكوني عارفة اني اللي عملته ده غيرة عليكي مش تقوليلي انت ملكش كلمة عليا طول ما أنا في بيت ابويا ، "نادية" انا بحبك ومش عايز حد يشوف جمالك ده غيري وصدقيني انتي احلي من غير حاجة والله ، وانا اسف على اسلوبي معاكي متزعليش مني ..! ردت عليه بحزن دفين :- -انا حطيت ميكب عشان تشوفني حلوة ...! ابتسم بهدوء مُردفا بحُب :- -انا حبيتك زي ما انتي يا "نادية" ، انتي ملامحك بريئة وانا عايز البراءة دي تفضل موجودة ، بس مينمعش تبقي تحُطي الروج والميكب ده فى بيتي ...! قالها بخبث غامزاً لها بعينيه ، تحولت ملامحها للإحمرار الشديد مُحدثةً إياه بغضب :- -تصدق انك رخم ، يلا ننزل وأقفل عربية صاحبك كويس لأحسن يحصلها حاجة ، الليلة تقضيها فى القسم ....! ...….…....…...….... أغلقت الأنوار او بمعني ادق سُلطت على المسرح خاصةً بعد أن فتحت الستائر المعلقة ، ظهرت "دينا" بإبتسامة هادئة وخلفها فرقتها الموسيقية ، صديقتها "اروي" تقف خلف الستائر تُراقبها بهدوء ، تحدثت "دينا" بعفوية وهي تنظر للعدد المهول الموجود بحفلتها :- -مساء الخير ، حابة اشكر كل حد موجود هنا فى حفلتي الأخيرة ، ليا شرف انا اول حفلة ليا كانت على نفس المسرح ودلوقتي بختم مسيرتي الفنية عليه ، حبيت الغُني وسعيدة باللي وصلتله بس لكل بداية نهاية على الرغم من أن النهاية جت بدري ..! مسحت دمعة فرت من عينيها سريعاً قبل أن يُلاحظها أحد ، أشارت لمايسترو الفرقة ببدء العزف ، وبدأت الحفل أخيرا رغم حُزن الجميع الظاهر عليهم ، لكن صوتها كان كافي لإنهاء ذلك الحُزن بغناءها الفريد لأغنيتها المُختارة إياها :- -الحُب زي السحر شهد ومر وقرب وهجر ، خوف وامان .. يشبه لموج البحر مد و جذر و رقة و غدر ، قسوة وحنان . نتعب نقول هنتوب لكن قدر مكتوب .. مع كُل فرصة نحب من تاني وفى كل قصة محاولة للطيران .. توقفت قليلٱ مُستمرة الآلات الموسيقية فى العزف ، تأملت أوجه الموجودين بداخل القاعة ووقع عينيها عليه يجلس بالمقعد الاول ، سلطت انظارها عليه وما هي إلا ثواني ثم اكملت بوجع :- -سنين يا قلبي فى الحُب توهنا وفى وهم ياما شبكتني ... عشقت واحد بيحب واحدة بتحب واحد بيحبني ... سنين يا قلبي فى الحُب توهنا وفي وهم ياما شبكتني .. عشقت واحد بيحب واحدة بتحب واحد بيحبني ..? وياما جينا وياما روحنا ، طب بس أمتي تطيب جروحنا .. ونلاقي بين العُشاق مكااان .. ...…..…..…...….. وقع أعينها على زوجها الجالس بجانبها وهي تستمع لتلك الكلمات المُعبرة عن حالتهم جميعا ، "دينا" تُحب "سيف" و "سيف" يُحبها وهى تُحب "مراد" وهو يُحب "دينا" ، وجدت يداه تُمسك بها وتمسح تلك الدمعة الساقطة من عينيها قائلا بهمس :- -بحبك يا "جميلة" صدقيني ...! ابعدت يداها عنه واستمعا كلاهما لبقية الأغنية وهي تُكمل :- -يا حُب نور من الفرح ليلنا واوعدنا قمرك يضُمنا .. لو مرة نبعد ابقي ناديلنا واوهبنا قلب يحبينا ... كررت تلك الجملتين مرة أخري مُغنية بإحساس لا يوصف :- -يا حُب نور من الفرح ليلنا واوعدنا قمرك يضُمنا ... -لو مرة نبعد ابقي ناديلنا واوهبنا قلب يحبينا .. ومهما نتعب فى كُل ثانية بنعيش ونحلم بفرصة تانية .. نلاقي فيهااا دفااا وحناان ...? نتعب نقول هنتوب لكن قدر مكتوب .. نتعب نقول هنتوب لكن قدر مكتوب ، مع كل فرص نحب من تاني وفى كل قصة مُحاولة للطيران ?? -للحُب فرصة أخيرة ل"نهال نبيل" ?? لينك الاغنية :- https://youtu.be/lToUVD4-rYY بقلم / نورهان نادر ♥?

Read on the App

Download by scanning the QR code to get countless free stories and daily updated books

Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD