◇1◇
فرولاتي ?
. . . . . .
داخل ذلك المحل المخملي ، حيث تتموضع على جدرانه مختلف الأدوات المصنوعة من المعادن الصلبة بغية سلب أرواح البشر
و التي تعرف بالأسلحة البيضاء
كان تايهيونغ يتجول بينها هو و زبونه الذي أتى حديثا يريه الأحدّ و الأقوى و ذات الحجم المناسب لقتل حراس الأمن
" أنظر سيدي هذا مناسب جدا للمعايير التي تريدها فهو حاد و ذو حجم لا بأس به و أطرافه رفيعة جدا ، كما أنه صنع خصيصا لقتل ضخام الحجم و بأي طريقة تريدها "
أخبره يشرح و يري تفاصيل ما يحمله بيده و لم يكن سوى منجل حاد ذو حجم متوسط ، يمكنه تمزيق الجسد إلى أجزاء بسهولة
كان تايهيونغ يثبت أنظاره ناحية الآخر الذي ارتجفت مقلتيه عند رؤيته للسلاح
" أليس حادا كثيرا ؟ سأؤذي نفسي به "
ابتسم بسخرية لينعته من بين ابتسامته " جبان " ثم مسح على شفته السفلية
" سيدي أنت تريد القتل به لا قطع جذوع الأشجار " سخريته تلك جعلت من زبونه ينظر بقلق واضح ، كأنه تم كشفه ؟
كان يبدو عليه التوتر و التردد الذي لاحظه تاي لذا علم أن هذه مرته الأولى في القتل أو أنه أرسل في مهمة لأول مرة
و ما عليه فعله كبائع جيد متخفي إلا أن يؤشر على حراسه من الخلف ليحملوا كتلة الذعر هذه باتجاه أحدى الغرف حيث يقومون بتخبئته عن العالم
و ذلك الرجل فقط يصرخ إلى أن انعدم صوته عند ابتعاده
" لازلت تدفن من يراك حيا ؟ " نطق صديقه الذي كان يتقدم منه بعد دلوفه لذلك المكان الفاخر من الداخل
" أنت لن تفهم جيمين ، قد أسجن مؤبد إن علم أحد بهوية عملي كصانع للأسلحة و تجارتي بها لذا لا استهزاء في هذا الوضع "
أومأ له جيمين لينتقل تاي بعد أن تن*د حيث أسلحته المفضلة يحمل أحد المناديل المخصصة و ينظف جزءها الحديدي رغم لمعانه
" أنصحك للمرة الألف بأن تحضر موظفا مكانك لكي تتخفى جيدا ، فلو تم القبض على أحد و وشى بالمحل لربما تتمكن من النجاة "
عند سماع تاي لكلام الآخر لم يسعه سوى التأفف بإنزعاج و ترك ما كان يفعله
"أنت ألم في الم***ة و تعلم جيدا بأني لن أؤمن غالياتي على حثالة نكرة "
" حسنا حسنا لم أقل شيئ "
ل*ق شفتيه بخفة ليكمل
" أريد شراء جزاز كبير الحجم يمزق الرأس و أعضاء الجسد بوحشية "
همس ثم قهقه بجنون و هو يرى المنظر في مخيلته بينما دماء ضحيته ينتشر على كامل محياه
تايهيونغ لم يسعه سوى أن يبتسم و يقول " لا زال ذوقك رديء و لكن بدأت تعجبني "
توجه عند الركن الذي يضع به جزازاته ليحمل أحدها و كان يطابق قول جيمين تقريبا
" أنظر لهذا ، أنا أسميه x12 هو ذو رؤوس حادة و يختلط معدنه بكافة الأصناف فلا يلين حتى لو استعملته لقتل ألاف "
كان يتلمسه برقة كأنه يتلمس قطعة زجاجية ناعمة غير مؤذية البتة
" أنا أثق باختيارك إذا كم سأدفع ؟ " كان يحادثه بينما يأخذه من بين يدي تايهيونغ
" كالسعر اليومي مليوني يورو"
انتحب جيمين بانزعاج و هو يبعثر شعره الأزرق
تايهيونغ صديقه المقرب و لا يرحمه أبدا من ناحية المال عند شراءه
تن*د يحمل الحقيبة التي أتى بها و يضعها بين يدي صديقه
" أحضرتها لك نقدا هذه المرة "
وضعها تاي بسرعة على الأرض دون رؤيتها فثقته عمياء بصديقه و يعلم بأنه لن يغدر به
ليغير الموضوع و يسأله بحماس
" إذا أخبرني من سعيد الحظ الذي سيقتل بأحدى بضاعاتي ؟ إذا كان يستحق أريد حضور تدفق دمائه "
" سعيد الحظ هو تاجر الم**رات بارك هيونسوك ، ابن عمي العزيز صاحب ع***ة تي ما** ، متشوق لرؤية ملامح وجه عمي الحزينة عند استلامه خبر موته الموحش "
يبدو جيمين مريضا عقليا في هذه اللحظة بالنسبة لتايهيونغ رغم أن الآخر لا يقل عنه جنونا و ربما يفوقه !
شعر ذو الشعر البندقي بنظرات تخترقه من جانبه الأيمن ليدير حدقتيه هناك
حتى لاحظ من يقف عند باب محله ينظر له
تايهيونغ كان فقط يتأمل بديع الخالق في رسم ملامحه المميزة كما يراها
فخصلاته و مقلتيه السوداء مع بشرته الحليبية الناعمة و شفتيه الكرزية ، كانت بالنسبة لتاي الف*نة بحد ذاتها
بينما لم يسع الآخر سوى أن يفعل نفس الشيء و تأمل تفاصيل الآخر المهلكة المختلطة من الجمال الفرنسي
بدءً من عينيه ذات الخضرة العشبية الغامقة و بشرته المسمرة إلى شعره البندقي ذو اللمعة المميزة
قاطع نظراتهما العميقة لبعض جيمين الذي لم يستطع سوى ازعاجهما عند رؤيتهما في هذه الحالة
" اوو أنظروا من هنا ، زبوننا العزيز " جيمين نطق فورما لمح زبون تاي المفضل يتكأ على جدار البوابة هناك
" جيون جونكوك بشحمه و لحمه هنا ! ما مناسبة هذا ؟ " عند رؤية عينا تايهيونغ لهيئته المفضلة لم يسعه سوى الإبتسامة بلهو
" بربك تاي أنا آتِ كل أسبوع تقريبا أقتني من عندك " نطق جونكوك بانزعاج ثم حدق بيدي جيمين التي تحمل مجزا
" هذه نسخة جديدة من x3 ؟ " سئل و هو يتقدم منهما يضع أصابع يده على ذقنه بتفكير
هو تذكر نسخة مشابهة لهذه قد اقتناها من قبل من عند تاي
" أجل لكن تبقى النسخة التي أخذتها أفضلهن " أجابه لينظر جيمين ليديه بحيرة ثم تن*د و سئل
" جونكوك لو كنت مكاني ما السلاح الذي ستختاره ؟ "
" أنا أعرف ذوق جونكوك ، جونكوك يحب السكينات الرفيعة و الرماح التي لوهلة تكون غير مرئية و رغم صغرها إلا أنها تعذب حتى الموت "
تايهيونغ نطق بثقة يجيب جيمين بينما ينظر إلى ملامح جونكوك التي نمت ابتسامة عليها
" تعرفني جيدا تايهيونغ لكن الليلة لا أود القتل ، أريد مقصلة "
أشر على المقصلة الضخمة هناك التي محاطة بالزجاج السميك من كل جوانبها
كانت مصنوعة من خليط معدن الفضة الخام و الذهب الأبيض لتمتلك لمعة بيضاء خاصة
" أمتلك مقصلة واحدة جونكوك و أنت تعلم أنها ثمينة و ليست للبيع "
عاتبه تاي بملل ككل مرة بينما يسند وجنته على مرفقه ينظر إلى قطعته الفنية التي قطعا لن يبيعها
" أردت تجريب حظي مجددا " رفع كتفيه بقلة حيلة
هو منذ مدة يرغب بشراءها ، يريد وضع هذا الفن في حجرة القتل الخاصة به
" سأشتريها بأي ثمن تريده هي ثمينة و أريد أخذها " قال و عينيه لم تتحرك عن ما خلف صندوق الزجاج ذاك
بينما جيمين ينظر لهما باستفسار من نظراتهما العاشقة ، لمقصلة ؟ حقا ؟
" هل حلت نهاية العالم ليقع الإنس في حب مقصلة ؟ " نطق بسخرية لكنه لم يتلقى سوى التجاهل من الآخران
" لكنها تحمل اسمي الكامل ، فإن وجدوها سأعتقل " برر تاي أكثر رافضا لأن اسمه مكتوب عليها بقطع الألماس كبيرة الحجم
ليتن*د جونكوك بعبوس " حسنا أريد بعض السكاكين الصغيرة السوداء "
أومأ له تاي بابتسامة ليتجه ناحية أحد الزوايا و يفتح صندوقا زجاجيا بأحد المفاتيح كونه كان موصدا
يبدو أنها نادرة لتتموضع برقي هكذا
أحضرها له بعبوة خاصة مخملية كجدران المتجر و مدها له " هدية مني و لا أريد اعتراض "
مدها له ليحدث تلامس خفيف بين إصبعيهما أدى إلى انشار رجفة خفيفة في جسديهما
" يا أيها الخائن أنا صديقك و من يفترض أخذ هدايا منك ليس احد زبائنك "
" ألم تفكر ربما أنا أفضله عنك ؟ "
. . . . . . . . .
" نعم امرأتي الجميلة " صاح تاي من هاتفه بينما يستلقي فوق سريره يحادث والدته
هو عند الصباح بعد انتهاء الليل يغلق متجره الذي يقع في مكان ناءٍ و رطب و يأتي ليأخذ قسطا من الراحة قبل عودته إلى عمله في المساء
" رجلي العزيز أحتاجك هنا " صاحت والدته من خلف الهاتف ليقهقه تاي بخفة و يجيبها
" و لما ؟ هل هذا كله اشتياق "
" لا ، أبوك قد دخل المشفى مجددا إثر حادث سيارة لذا يجب عليك القدوم حالا "
نطقت بصرامة ثم أقفلت الهاتف ليقطب تاي حاجبيه و تبان على ملامحه الإشمئزاز
" هل هذا كله انفصام ؟!"
لم يستطع سوى إحضار حاسبه و حجز تذكرة سفر إلى باريس حيث يقطن والداه
هو سيذهب فقط من أجل زيارة والده ككل مرة
أبوه دائم الدخول للمستشفى بسبب أشياء تافهة لذا هو لا يخاف فقدانه
فهو و ا****ة لا يتأثر و كما يناديه تاي " مذرع "
كلما قالوا أنه سيموت لم يمت
بعد أربع ساعات
ها هو يقبع في المطار مع حقيبته ذات الحجم الصغير ينتقل هنا و هناك ينهي إجراءات سفره فطائرته ستقلع بعد نصف ساعة أو أقل من الآن
كان جيمين هناك معه بالطبع هو الذي أقله لكي لا يحضر سيارته و يتركها في الموقف
وصلوا حيث يسمح فقط للركاب بالدخول ليترك جيمين تايهيونغ كونه لا يمكنه الدلوف معه للداخل
ليستدير تاي إليه و يعانقه
" سأشتاق لك يا م***ة "
نطق تاي و هو يضع نظاراته الشمسية بصدد التقدم من بوابة قاعة الإنتظار بعد فصله للعناق ليتبعه جيمين بوضع نظاراته كذلك بتفاخر
" و أنا أيضا يا فتحة "
حسنا هما لم يعيرا اهتماما للناس الموجودة هناك و الذين قد استمعوا إلى حوارهم الإباحي بالفعل
" اه جيمين لقد نسيت ، تفصل مفتاح المتجر في حال أتى زعماء العصابات العشر بع لهم و بمبلغ مرتفع " قال و هو يمد مفتاحا أبيض
" و لا تنسى لا تدخل أحدا إلى المتجر باستثناء الآخرين ، حسنا ؟ "
أومأ له جيمين بملل ، هو معتاد على البيع في مكانه عند سفره إلى فرنسا فهو كثير السفر إلى هناك
" أنا أعلم فهي ليست مرتي الأولى ، لا تقلق و عد بسرعة تايهيونغ "
ض*ب كتفه بخفة بينما يحادثه و هو يدير عيناه كأنه مجبر على هذا
ليودعا بعضهما للمرة الأخيرة ب " لن أشتاق لك مطلقا " و يفترقا كل يذهب إلى وجهته
جيمين اتجه نحو منزله ليرتاح قبل ذهابه ليدير متجر صديقه المفضل
فهو لم ينم ليلا كحال تاي لأنه قام بقتل ابن عمه و استدعى اخفاء الأدلة منه ساعات و جهد لذا هو تعب حد الجحيم
و تايهيونغ ركب طائرته مستعد للطيران ناحية بلده الأم فرنسا غير عالم بما ينتظره هناك
. . . . . .