1

4909 Words
هذه الرواية لا تتحدث عن فن الس***ة أو الغرض منها أن تتحدث عن أن الس***ة مرض. بينما تتحدث عن علاقة أحد أطرافها سادي والطرف الآخر يرفض هذا النوع من الس***ة بكل كبرياء بل ولم يتعود على أن يتحكم به أحد. فيا تُرى كيف يستمر كل منهما مع الآخر؟ **تــحــذيــر هــام** - هذه القصة تحتوي علي بعض التفاصيل التي لا تليق سوى للبالغين - يوجد بها مشاهد عنف وتعذيب - والعلاقة بين زوج وزوجة ولا تصلح سوى للمتزوجين أو من يبلغ من العمر ٢١ عاما أو لمن يقبل هذا المحتوى.. ** أرجو إن كنت لا تقبل محتوى البالغين ألا تقرأها، وإن كنت ترفض المشاهد الجنسية الصريحة برجاء عدم القراءة   - راغ*ي البطلة القوية وراغ*ي قلة التفاصيل الجنسية (التي هي من صلب العلاقة نفسها) لن تعجبهم هذه النسخة فبرجاء عدم القراءة..   - الرواية اغلب احداثها بين الشخصيات الرئيسية فقط..     ❈ - ❈ - ❈ ❈ - ❈ - ❈ ملحوظة هامة: النسخة باللغة العربية الفصحى وقد تم نشر نفس النسخة بالسابق على موقع واتباد وتم ازالتها والآن ستكون متاحة فقط عبر دريمي وأي نسخة منشورة بأي طريقة اخرى لا احلل نقلها ولا تداولها ولا نشرها بأي شكل من الأشكال..   تم تنقيح هذه النسخة قدر المستطاع بنفس التفاصيل الأصلية للرواية كالنسخة القديمة وتم اضافة بعض السرد وتعديل الحوار ليكون بشكل اكثر احترافية ليس إلا ولكنها مخالفة تماما لكل النسخ الموجودة على الواتباد بدون المساس بتفاصيل الرواية القديمة..    اتمنى أن تنال اعجابكم  ❈ - ❈ - ❈ ❈ - ❈ - ❈     - الفصل الأول - ❈ - ❈ - ❈ ❈ - ❈ - ❈ كالعادة استيقظ بالخامسة صباحا ومارس روتينه اليومي بين ممارسة الرياضة والإطمئنان على حصانه برق وكان هو المخلوق الوحيد الذي أحبه بحياته، كان شديد السواد ولم يدع أي أحد يقترب منه غير صاحبه ومالكه عُمر. انتهى من تناول فَطوره ثم توجه إلي مقر عمله استكمالًا لروتينه ليتواجد في تمام السابعة والنصف بأكبر شركة محاماة بالشرق الأوسط وكان هو مالكها، عمر يزيد الجندي، رجل في الثالثة والثلاثين من عمره، كان طويلا ذو جسد رياضي متناسق، قمحي البشرة، ذو لحية مشذبة وعيناه تكاد تكون فحمية لامعة بنظرة ثاقبة، من ينظر له يخف من تلك النظرة لأنه يعلم مدى فراسته في تحليل من أمامه، كان يجرد الجميع من أقنعتهم ويعلم الصادق من الكاذب، البريء من المذنب وكل ذلك دون مجهود يُذكر. سار على خطى أباه ليُصبح له كل الشأن بعد أن أصبح أصغر محامي لم يخسر قضية واحدة على الإطلاق بحياته، لا يتعامل بالقضايا الصغيرة، يعلم الجميع مدى جديته وصرامته والتزامه ولكن قد ظن بعض الناس أنه تزوج العمل أو أقام معه علاقة بدلا من أن يتزوج أو أن يتعرف على فتاة. وسامته، ماله، ثروته، شهرته بالمجتمع؛ وكل الظروف أهلته ليحصل على قلب جميع الفتيات ولكنه لم يُر مع فتاة قط، لم ينتشر عنه أية أخبار، حتى والديه وأخواته قد ناقشوه بأن يتزوج أكثر من مرة ولكن بصرامته المعتادة رفض التحدث بالموضوع حتى أُرهق الجميع منه. كان منظما ومُرتبا بطريقة مرضية أقرب منها للوسواس القهري، يعيش وحيدا بمنزلا على مساحة شاسعة لن يُقال عليه غير أنه قصر وبالطبع بمكان ناءٍ بعيدا عن الزحام، أفتتح فرعاً آخر لشركة المحاماة بعيدا عن المدينة وفقط من أراده يذهب له، عشقه للهدوء فرض على الجميع أن ينصاعوا لرغباته، كما كان حبه للقراءة والتطلع لم يتخل عنه ليوم فكان لديه وقت لكل شيء، وقته دائما منظم ولا تفوته هفوة صغيرة. يعمل مع الرجال فقط، جميع من بشركته رجالا، لم تدخل الشركة إمرأة قط إلا لو كانت من العملاء، حتى أخته ووالدته لم تطأ أقدامهن شركته، كان كاللغز يُحير الجميع، لم يدع فرصة لأن يقترب أحد منه ولم يبد أي عاطفة نحو أي أحد، لن تستطيع أن تقول أنه وقح أو أنه مجردًا من العاطفة ولكنه كان جاد بشكل مُرعب. "مواعيد اليوم" تكلم بنبرة استفهامية إلي سكرتيره الشخصي "هناك ملفان لقضيتان أمامك سيد عمر ستأخذ كل منهما 15 دقيقة للإطلاع، طلبا العملاء أن تترافع عنهم شخصياً بنفسك، ثم هناك مرافعة في تمام الحادية عشر، بعد المرافعة بينما تعود في حوالي من ساعة لساعة ونصف حسب الزحام ستجد اجتماعاً هاماً لمناقشة توسعة الشركة بعد ثلاثة أشهر وفي نهاية اليوم لد*ك موعداً في الرابعة لتطلع على إجمالي أرباح الشركة ومدير الحسابات يريد مراجعة كل شيء معك" أجابه أسامة وحاول أن يكون دقيقاً قدر المستطاع فأومأ له عمر حتى أدرك أنه قد أبلغه كل شيء ولا يحتاج لمعرفة شيء آخر، اومأ له بإحترام ورسمية بينما نظر عمر في بعض الملفات أمامه ولم يعره أي إهتمام فترك مكتبه وأغلق الباب في هدوء. هكذا كانت حياته الصارمة وهكذا كان روتينه اليومي ولا يعلم أحد عنه أي شيئاً آخر. *** "صباح الخير آنسة روان"   بالمقر الرئيسي لواحدة من أكبر سلاسل شركات البرمجيات تحدث صوت نسائي في رسمية   "صباح الخير علا.. فلتخبري العامل أن يُحضر لي القهوة"   ردت "روان" التي كانت في طريقها لمكتبها بقليل من التعب والإرهاق البادي على نبرة صوتها   "حسناً آنستي، جدول مواعيد اليوم ببريدك الإلكتروني كما هناك ملفاً مهم وضعته على مكتبك فلتتفقديه قبل أي شيء آخر"   قالت علا وصوتها لا يبشر بالخير قط لتقلق روان قليلاً من هذه النبرة "شكراً لكي" ازاحت شعرها البني المموج الذي لم تُقصره بحياتها أو تغيره أبدا ثم ابعدت تلك الخصلات عن عينيها العسليتين وتوجهت لمكتبها على الفور وجلست بإرهاق فهي بالكاد تنم حتى تستطيع إدارة سبع شركات ضخمة تركها لها والدها هي وأخيها الصغير الذي أتم الخامسة عشر لتوه ففتاة جذابة مثلها بالسابعة والعشرين تُعد مطمعا للكثير ممن يريدون الثراء وحتى من الأثرياء اللاهثين خلف إمرأة مثلها، جاذبيتها وشخصيتها القوية ونجاحها وسُمعتها أُعجب بها الجميع، ظن رجال كثيرون أنهم سيقدرون على امتلاكها ولكن هيهات! كانت روان صادق لا تهتم إلا بثروة ضخمة تركها لها والدها في مجال البرمجيات وتطويرها وشعرت أنها يتوجب عليها ألا تُضيع ذلك هباءا فعانت لسنوات كي تحافظ على مجهود والدها الهائل وحملت العبء وحدها فأصبحت هي الوحيدة المسئولة عن تلك المسئولية الضخمة حتى يشب أخاها ويستطيع حملها معها. أخذتها دوامة الأعمال والحياة والاعتناء بالشركات وأمها المريضة التي اشتد المرض عليها خاصة بعد وفاة أبيها منذ ما يقارب من ثلاث سنوات ودفنت كل ملذات الحياة بقبر في قلبها ولم يكن لديها شيئا يشغلها سوى العمل وإحراز المزيد من النجاحات وحرمت على مسامها بل وعقلها كلمة الفشل ولم تعرف لها طريقًا منذ أن باتت هي المسئولة عن كل ما تركه والدها.  توسعت عيناها في صدمة وغضب في آن واحد ما إن تفقدت الملف التي اخبرتها عنه مساعدتها الشخصية منذ قليل ثم صاحت بهاتف مكتبها: "علا!! تعالي إلي فوراً" امتثلت علا أمامها في غضون ثوانٍ معدودة لتسألها روان مأخوذة بالصدمة مما تراه أمامها   "متى استلمتي هذا وكيف آتى إلي هنا؟"   اجابتها مساعدتها الشخصية بمنتهى التقائية "لا أعلم آنستي لقد آتى بالبريد" تفوهت بإستياء وعينيها مثبتتان على ا بينها من أوراق "هذا الحقير لا يكُف عن ملاحقتي والآن يأتِ ليفعل هذا.. يا إلهي ماذا سأفعل الآن؟"   اجابتها بنبرة ناصحة "ارفعي قضية تزوير"   تكلمت بنبرة مليئة بالحزن وخوف من أن يضيع كل شيئاً هباءاً بلحظة فقط لأنها رفضت أن تتزوجه   "ومن هذا الذي سيعيد لي حقي من هذا المخادع، هذه الأوراق تُفيد أنني قد بعت له كل شركاتي.. ا****ة عليه، ألا تعلمي أنه من أكبر عتاة الإقتصاد، لن يدعني وشأني"   قالت مُعقبة بنبرة مقترحة "أعلم أن هناك محامي لم يخسر قضية بحياته، هو معروف بسمعته تلك.."   سألتها بإهتمام: "ما اسمه؟"   اجابتها بما تعرفه "عمر الجندي"   ضيقت روان ما بين حاجبيها ظنًا منها انها سمعت اسم والده بمكانٍ ما بالسابق فهو معروف بتوليه لقضايا عدة ولديه صرح يتولى الكثير من الشئون القانونية الخاصة بالكثير من الشركات ولكنها تعلم جيدًا لو ذهبت له ستنتظر كثيرًا فتمنت أن ابنه لم يصل لهذا المستوى نفسه "تقصدين ابن يزيد الجندي؟"   أومأت لها مُعقبة "نعم هذا هو.. هيا لنذهب له على الفور" أخذت معطفها واصطحبت "علا" وسائقها الخاص حتى وصلت مقر شركته الفارهة ولكنها تعجبت من بُعد مقرها، جعلها ذلك الوقت الذي مكثته في الطريق تُفكر فيما يحدث، يستحيل أن تتنازل هكذا بسهولة أمام رجل كمراد الزهيري، لن تفشل أبدًا! كيف ستواجه وقتها والدتها وأخيها؟ أستكون تلك النهاية لكل ما عمل عليه والدها منذ سنوات؟ فقط ستفشل أمام الجميع وينتهي الأمر بتلك السهولة!! يستحيل أن تقبل هذا، ستذهب لمحامي واثنان وآلف حتى تجد من يُخرجها من هذه الورطة، لن تتقبل هذه الحيلة الرخيصة من رجل مثل مراد، لن تكون المرأة الفاشلة أبدًا أمام أعين الجميع التي تهاونت بحقها.. مجرد فكرة أنها ستفشل بأمر غير مقبولة بتاتًا بالنسبة إليها.. وصلت لمقر الشركة فتركت السيارة ودلفت بكبرياءها وغرورها الظاهران عليها لتتجنب الحديث مع كل العاملين حتى وصلت لمكتب "أسامة" سكرتير عمر الخاص بعد عدة محاولات في إيجاد المسئول عن كل هؤلاء المساعدين بينما هي لم تتفوه بكلمة وتتمنى أن يكون هذا المحامي لن يجعلها تنتظر فوالده له شأن ولكن هو شاب ومن المفترض أن تكون قائمة الإنتظار لديه أقل بكثير ع** والده وظلت مختبئة من جميع الناظرين لها بالأرجاء خلف تلك الصورة التي رسمتها لنفسها حتى لا تسمح لأحد بفتح مجال للحديث معها وخلفها مساعدتها الخاصة التي توجهت إلي "أسامة" بالحديث فقالت: "لدينا قضية هامة لن تحتمل التأجيل.." هز كتفيه واجاب بنبرة معتادة يرفض بها الكثير من القضايا التي يُصمم فيها العملاء على الإستعجال ويرفضوا الإنتظار "عفواً ولكن يجب أن يكون هناك موعداً مُسبقاً.. سأرى إذا كان يُمكنني أن أحدد موعداً بعد أسبو.."   لم تحتمل ما سمعته و صاحت به روان بغضب "ألا تعرف من أنا؟ هل جننت؟ فلتدعني أدخل"   زم شفتاه وقال بنبرة آسفة لم تتخل عن رفضه "لن يمكن"   صرخت به بتحدي "أحقاً.. وما الذي يُشغله عن قضية مستعجلة! سأدخل الآن!!" تعالت أصواتهما بالجدال ولم يتمكن من إيقافها لتدخل مكتب "عمر" رغماً عنه وعن رفضه ولم تعلم أنه كان يُشاهد كل شيئاً من مكتبه عن طريق كاميرات المراقبة. ❈ - ❈ - ❈ ❈ - ❈ - ❈ نظرت له جالسا على مكتبه ولم يرفع نظره ولم يبد حتى أي تفاجئ بتلك الضوضاء والدخول عليه هكذا دون إذنا وهي لا تعلم عقوبة من يفعل ذلك فلم يتمكن أحد من فعلها أبدا من قبل. بالرغم من أن "أسامة" تبعها بعبارات النهي و"علا" بعبارات الترجي لما تعرفه عن ذلك الرجل من نفوذ وسُمعته التي قد لا تتقبل فعلة "روان" ولكنها لم تكترث لهما ولا لتفاصيل مكتبه الفاره المنظم بعناية ولا للثراء الذي يصرخه كل إنشًا به وتوجهت له على الفور لتحدثه بمنتهى الغضب: "أريدك أن تترافع لأجلي وسأعطي لك ما تُريد"   لاحظ ما آمرته به وهي تتحدث بمنتهى التغطرس كمن يعمل لديها نظر لها نظرة خاطفة ثاقبة كمن لا يُعيرها أي أهتمام على الإطلاق ثم نظر نحو "أسامة" نظرة فهمها جيدا فتوجه خارجا على الفور وهو يُفكر بتلك النبرة الآمرة التي ص*رت منها وكأنها تُعامل احدى العاملين لديها وبالطبع لم يُعجبه ما استمع له أبدًا ليتحدث بهدوء شديد وكأن مكتبه لم يُقتحم من قِبلها بهرجلة منذ ثوانٍ واشار بنظراته إليها وإلي "علا" ليقول في تساؤل: "من صاحب القضية؟ أنتِ أم هي؟" أشار بنظراته فقط بكل هدوء وتريث وكأن شيئاً لم يكن   أجابت روان بنبرة واثقة "أنا" آشار  بيده للخارج كي تفعل "علا" وقد توجست قليلاً من نظراته لتتوجه خارجاً ولكن أوقفها صوت روان "هذه مساعدتي الشخصية ولن أسمح أن.."   "أنا أسمح بمن يجلس هنا" توجهت "علا" في صمت للخارج وأوصدت الباب خلفها، بينما هو لم تجده ينظر لها، لقد كان منذ ثوانٍ يتحدث ولكنه بدا وكأنه لا يراها أمامه، لا ينتبه حتى لوجودها، ولم ينظر مثل كل الرجال الي اعتادت على نظراتهم المتفحصة بتلك الشهوة المتوحشة والنظرات الجائعة لجمالها وجسدها الصارخ بأنوثته التي تُجبر الجميع على تمني الحصول على لمسة واحدة منها ويملكوا ذلك الجسد، بل أخذ بالنظر فيما أمامه بتركيز. جاءها بعد لحظات صوته الآمر وقال: "اجلسي"   جلست أمام مكتبه على أحد الكراسي الجلدية السوداء ثم لم تستمع بعدها شيئاً لم يقارب ثلاثين دقيقة وقد بلغ غضبها حد السماء السابعة لتصرخ به زاجرة: "هل اجلستني هنا للإستهزاء بي؟ نصف ساعة مرت ولازلت لا تعلم شيئاً عن قضيتي، هل تضيع وقتي؟"    رد بمنتهى الهدوء المستفز بلمحة سريعة نحوها وقال: "فلتصمتي حتى أنهي ما أمامي، وأظن سكرتيري أبلغك أنني منشغل ولكنك من اختار أن يدخل لذا فلتنتظري"   ما هذا البرود؟ ما كل هذا الإستفزاز؟ إن لم تكن في حاجة إلي من يُخرجها من تلك الورطة لكانت انفجرت به على الفور ولكن ما جعلها تنتظر هو ما أخبرتها به مساعدتها الشخصية عن سُمعته وشهرته وأنه لم يخسر قضية بحياته قط فزفرت في ضيق وحاولت التريث قدر المستطاع فهي لن تضيع كل ذلك الوقت الذي آتت به هباءًا.لم تلحظ أنه قد رأى كل أنمله بها، جسدها هذا الذي يجعل أي رجل مثارًا حتى ولو بلغ المائة عام من عمره، ثدييها الملائمان فوق خصرها المنحوت، فتنتها وملامحها الأنثوية الهادئة التي تمتاز بالأناقة وتدفعه للتفكير بالكثير من الأمور التي تثني عقله عن العمل..  خلعت معطفها لشعورها بالحر لدفئ المكان ليجد تلك المؤخرة البارزة المثيرة التي قد يشرد بها حتى الطفل الصغير من فرط إثارتها.. شفتاها المرسومتان بإمتلاء يحرضا الناسك على تقبيلهما وعنقها الطويل الذي يصرخ متعطشا لتلثيمه ولكنه لم يظهر لها هذا أبدًا، لاحظ غرورها وكبرياءها وصرامتها فهي لا تبدو من النساء التي تحاول استمالته بحركاتهن المبتذلة فأبقى كل هذا بحسبانه وظل صاببا تركيزه على ما أمامه.. ظلت هي منتظرة حتى طالعت ساعة يدها لتجد نفسها منتظرة منذ أكثر من ساعتين لتجد نفسها تتوجه نحوه وتأخذ من أمامه الأوراق لترميها أرضا بعيدا عن مكتبه بعد أن بلغ نفاذ صبرها عنان السماء لتصيح به في انفعال جم: "ستحل لي قضيتي وسأعطيك ما تريد"   توجهت نحوه ووضعت أمامه ملف قضيتها وهي تُلقيه بأنفة مبالغ فيها فأخذ يقرأ ما بها ولكن ما أدهشها هو عدم غضبه ولا إنفعاله بعد ما فعلته فلم تكترث وسلطت تركيزها على ملامحه وانتظرت أن يتفوه بأي شيء يُطمئنها بأن كل ما عمل عليه والدها لسنوات سيكون بخير ولن تخسره مهما كان..   سأل مجدداً للمرة المليون بهدوء اوشك على قتلها: "رجل يريد شركاته التي بعتيها له وقد وضع الأموال بحسابك.. ما وجه الإختلاف؟"   شعرت حقًا أنها على وشك الانفجار وكأنها ستحرقه بالشرر المتطاير من عينيها العسليتين لتقول بتأفف وهي تحاول أن تتمسك بآخر ذرات صبرها أمام بروده: "هذا الرجل مدعي كاذب، اسمه مراد الزهيري، ربما سمعت عنه، أراد أن يقيم معي علاقة ورفضت، وعرض علي الزواج ورفضت، لذا بحقارته زور كل شيء ويريد أن يأخذ مني كل ما أملكه.. أريدك أن تأتي لي بحقي وسأدفع ما تشاء"   تفقدها بجدية وهي تتحدث بحرقة شديدة ولاحظ مدى مصداقيتها ولكنه كعادته سيُكلف أحًدا بالبحث خلف الأمر ليهمهم في تفهم ثم أردف ببرود: "قضية سهلة إذاً ولكن لا أريد أموالك"   ارتفعا حاجبيها في دهشة وتوسعت عيناها لتسأله بإستغراب: "عفواً!! وماذا ستأخذ نظير أتعابك؟"   ضيق عينيه يتفحص وجهها واجابها إجابة غامضة لا تسمن ولا تغني من جوع فقال: "أضمن لكِ عودة كل شيء، وست**بين القضية ولكن سيكون بيننا اتفاق"   التوت شفتاها في تعجب لترد سائلة: "وهو!!"   اخبرها بهدوء مببالغ في بروده: "سأرسل لكِ من يأخذك وسنتحدث لاحقاً بمكان آخر" أعاد ترتيب الأوراق بمنتهى الاستفزاز وهو يطالعها مجدداً بينما وقفت عاقدة ذراعيها بتحفز واعتراض وسألته: "ولما لا يتم هنا؟!"   "أعتبري كل شيء يعمل ويسير وسأوفر لكي فريقاً خاصاً ليعمل على القضية خاصتك بالإضافة لمرافعتي ومتابعتها، ولكن إذا لم نتفق فلا مرافعة لكِ عندي.. وقتك أنتهى يكفى ما اخذتيه من وقتي حتى الآن" تكلم بصرامة وجفاء ليجرح كبرياءها وغرورها لتسرع للخارج بغضب ومشت مسرعة حتى خرجت وتبعتها علا لتتحدث بين أسنانها المنطبقة من شدة غيظها بمجرد تواجدهما بالسيارة: "هذا الو*د المتكبر!! ابحثي لي عن محامٍ آخر"   ابتلعت علا وقالت ببعض التتردد: "آنستي.. ولككنن.. عمر يزيد هو من أفضل المحـ.."   صرخت بها بعصبية مقاطعة اياها "أريد غيره"   اجابت علا خافية اعتراضها وراء كلمتها المقتضبة "حسناً" ❈ - ❈ - ❈ ❈ - ❈ - ❈ جلست وحدها بغرفتها لتفكر بكل شيء حدث اليوم واعترفت لنفسها بأنها تركت غضبها وانفعالها يتحكم بها للغاية، ولكنها لا تستطيع تخيل أن يفعل "مراد الزهيري" ما فعله وإرادته لسلبها هي وأسرتها كل ما عمل عليه والدها لسنوات بين ليلة وضحاها.. لا تصدق حقًا أن هناك أخ طامع بأخيه وتصل به الحقارة لهذه الدرجة.. ولكن يستحيل أن تكون هذه هي النهاية، لن تصبح هي المرأة الفاشلة التي يُسلب منها كل شيء هكذا، لن تستطيع وقتها مواجهة أمها وأخيها، لن تقبل أبدًا أن تكون المرأة الضعيفة قليلة الحيلة أمام أحد.. ماذا سيقول الناس وقتها؟ المجتمع بأكمله، ماذا سيقول؟ تلك اللقاءات الصحفية عن مدى نجاحها وإدارتها لشركات البرمجيات وتوسعاتها وهي إمرأة عازبة لا تملك سوى ذكاءها في هذا المجال والجميع يشيدون بها، أستكون هذه هي النهاية؟ لن تقبل هذا أبدًا.. تذكرت وقت ذهابها لذلك المحامي الشاب فجذبت حاسوبها وهي تُفكر، حسنًا.. لقد كانت طريقتها فظة، ولكنها منذ أن علمت بما فعله "مراد الزهيري" وقد تملك منها الغضب الذي تعلم في قرارة نفسها أنه مجرد ستار لإخفاء خوفها.. ووجدت عقلها يُفكر بصوت مسموع بلقائها مع "عمر يزيد" اليوم..   "هو لم يتفقدني بأعين جائعة مليئة بالشهوة مثل تلك النظرات التي يرميني بها الرجال هنا وهناك، ولم يحاول فرض شيئاً علي، لم يطالب بالأموال، ولكن ماذا عن اتفاقه الذي تحدث عنه؟ يريد مثلاً أن يشاركني بشركاتي؟ ولماذا علي أن أقابله بمكان آخر؟!"    انهالت افكارها لترتمي بعقلها هنا وهناك بينما تُكمل بحثها عنه عن طريق حاسوبها فكل ما وجدته من اخبار عنه تقول كم هو صارم ولديه سمعة جيدة ولم يخسر قضية قط! كل ما وجدته عنه يبدو مبشر للغاية، ولكن عليها أيضًا أن تبحث عن محامٍ آخر.. ماذا عن والده؟! اغلقت حاسوبها بغل وعصبية بالغة ما إن كان هذا الرجل البارد الغريب هو مُنقذها الوحيد من تلك الورطة فتمتمت في ضيق: "فلنرى ماذا تريد أيها العُمر!!"   نهضت لتتحدث لمساعدتها الشخصية كي تحصل لها على موعد مع والده فوجدت هاتفها مغلق ليتصاعد غضبها فأكتفت بإرسال رسالة إليها وألقت بالهاتف على سريرها في حنق بينما تصاعد منه اهتزازًا دل على وصول رسالة فتوجهت بسرعة لتتفقدها ظنًا أنها من "علا" بينما تفاجئت مما احتوته تلك الرسالة فتمتمت في تعجب: "كيف توصل إلي رقم جوالي الخاص؟!!"   ❈ - ❈ - ❈ ❈ - ❈ - ❈   "موعدنا بالثامنة" "عمر يزيد" ابتسم ابتسامة جانبية بينما ملس على جبين برق مُتجولا عاري الص*ر بجوار حصانه بعد أن انتهى من إرسال الرسالة إليها ثم أرسل لسائقه لإحضارها ليفعل على التو ما أمره به وتبعه أربع حراس من الذين يطوقون قصره على بُعد واحد كيلومترا ولا يُسمح لهم بالإقتراب أكثر من ذلك.. وقف مستمتعًا بنسيم الهواء البارد وقد تخلى عن رسميته تمامًا لتتحول ملامحه ليشابه رجلًا آخر تمامًا غير ذلك الرجل الذي كان بشركته صباح اليوم، شعره تتخلله نسمات تبعثره، بنطاله الأ**د غير الرسمي وحذاءه يجعلاه يبدو كأحدى الشباب الذين يتسكعون على الأرصفة بالطرق.. وتخلى كُليًا عن مظهره المحافظ الذي يحاول أن يُظهره للجميع!! منذ رؤيتها صباح اليوم لم يستطع أن حضرت الإغفال عن ملامحها التي ع**ت بها كل ما يريده في إمرأة أمامه، حُفرت صورتها بعقله لتُذكره بالكثير مما تمنى لسنوات، جسدها وشعرها وحتى نبرة صوتها، كل أنملة بها تُحسه على ضرورة تملكها مهما كان الثمن!! لم ينس طريقتها الجريئة في اقتحام مكتبه، لهجتها المتحكمة، إملائها للآوامر وكأنها المسيطرة على الأمور، كم كانت كتحدٍ له، لبؤة شرسة تحتاج للترويض.. سيرى إذن ما الذي ستفعله عندما يُملي هو الآوامر ويذكرها أن عليها الإنصياع وإلا لن تملك حيلة أمام رجل مثل "مراد الزهيري".. يعرف هذا الرجل ويعرف كم أن نفوذه بالغ، ويعرف أن القضية ليست سهلة عليه أن يملك الكثير والكثير من الحيل حتى يُحكم لصالح "روان" بها.. ستحتاج فقط للمزيد من العمل والتركيز وسينتهي منها ببساطة!! عليه أن يتخذ نفوذ عمها وسُمعته وشهرته حجة منيعة كي تقبل كل ما يريده منها، فتاة مثلها لن ينفع معها سوى الزواج، وسيتخلص منها في النهاية.. فبعد كل ما عرفه عنها من أمور لن تكون فريسة سهلة الصيد، إمرأة رفضت العديد من عروض الزواج مثلها لن تجد من هو أفضل منه لتقبله كزوج لها.. ستقتنع وسترضخ شاءت أم آبت، لم يفشل قط في اقناع مستشارين بأحكام عدة وبالطبع لن يفشل مع إمرأة، ستأتي الآن في غضون ساعة ولن تتركه قبل الموافقة على كل ما يريده.. شرد من جديد وهو يبتسم متخيلًا العديد من المواقف والمشاهد التي تجمعها معه بعد أن تُذعن وتنصاع له حتى تُصبح ملكه، وقتها ستتعلم كيف أن تتصرف جيدًا مع "عمر الجندي" وستندم أشد الندم على كل ما فعلته معه اليوم، مجرد ملامحها التي يُسكن عقله بها وهي تتحول من تلك المرأة المتحكمة إلي أخرى متوسلة خاضعة لكل ما يريد تجعله سعيدًا بطريقة جديدة لم يشعر بها منذ سنوات!! تناول نفسًا مطولًا ثم زفره وعقله يُطنب بالمزيد من التخيلات ليتمتم بنبرته الدافئة قائلًا: - سأجعلك تركعين وتترجين أسفل قدماي!! لم يفعلها رجل أمامي بينما جرأتك سمحت لكِ.. سنرى من سينتصر بالنهاية أيتها النمرة!! *-*-*   ظلت تنظر للرسالة على هاتفها بصدمة وهي لا تدري كيف توصل له ولم يمر غير 30 دقيقة لتجد من يتصل بها وبمجرد الإجابة تحدث صوت رجولي متسائلًا: "الآنسة روان صادق؟" ردت مجيبة "نعم"   كلمها الرجل برسمية   "أنا أحدى سائقي السيد عمر يزيد وأنتظرك خارج منزلك"   زفرت حانقة وهي لا يُعجبها ما يحدث ولكن ليس هناك ذنب لهذا الرجل في ذلك "حسناً سأدعك تمر"    انهت المكالمة لتفتح له البوابة الإلكترونية فهي أيضاً تعيش بمنزلاً فخماً ليس كمثله ولكنه منزلاً كبيراً بحديقة عملاقة ولها مرأباً خاصاً به السيارات وقد ملئتها الدهشة حقاً من كيفية علمه بمنزلها ورقمها بينما أسرعت لتستعد وارتدت ملابسها ثم نزلت ولم ترد أن تجادل بعد أن رآت سيارتان قد آتت لتصحبها. ظلت طوال الطريق تُفكر بما يريده ولماذا الطريق بعيد هكذا وبمكان ناءٍ للغاية فشعرت بالخوف ولكن هدفها لتتخلص من تلك القضية والحفاظ على ثروة أُسرتها كان أهم من كل شيء، رأته كطوق النجاة الأخير خاصة وأن علا لم توافيها حتى الآن بأي معلومات عن محام آخر. دخلت لتندهش من مدى كبر منزله التي قد دخلته السيارتان وظلت تسير ما يقارب من 7 دقائق وحديقته التي لم ترى لها أولاً من آخر وحتى وصلت في منتصف الطريق أمام حائطاً من الحراس "إلي هنا وليس مسموحاً لأحد بأن يعبر إلا بإذنه، فلتذهبي يا آنسة وستجدين من يستقبلك"   صاحت متعجبة وهي ترمق منزله بعيداً على مدى النظر "وهل علي أن أمشي كل هذه المسافة؟"   اجابها الرجل برسمية "عفواً ولكنها تعليمات لا نخالفها أبداً"   تمتمت وهي تترجل من السيارة "ماذا يظن نفسه؟! السلطان العثماني لم يملك قصراً كهذا بزمانه!!" سمح لها الحراس بالمرور من بينهم رآت رجل على حصان يرمح متجه نحوها ويبدو وكأنه لن يتوقف أبداً. تسمرت بمكانها تنظر له فخلفها الحراس وأمامها رجل يقترب بجموح وكلما أقترب زاد رعبها وأدركت أنه هو ولكنه لا يتوقف حتى غطت وجهها بكفيها وصرخت ولكنه توقف باللحظة الأخيرة على مقربة منها.. لتتفقده وهي تحاول التقاط أنفاسها وتهدئة ضربات قلبها التي تسارعت بص*رها بجنون فوجدته يمد لها يده بملامح جافة وصارمة لتصيح به "أيها المجنون هل تظن أنني سأصعد معك؟"   نظرت مباشرةً بعينيه الثاقبتين الفارغتين تماماً من أي مشاعر واجابها متحدثًا بمنتهى الهدوء ليثير حنقها وغضبها أكثر بينما يعلم جيداً إلى ما سيوصله هذا "لا يوجد غير هذا الحل وإلا عليكِ أن تسيري.. ما إختيارك؟"   تمتمت على مضض "ا****ة عليك"   تمسكت بحقيبتها وأخذت يداه يرفعها بكل سهوله أمامه لتجد عروقه البارزة على يداه التي حاوطت خصرها المنحوت دون لمسه وأخذ حصانه بالركوض بينما تتسارع دقات قلبها لا تعلم هل من الخوف او من رائحته الرجولية خلفها أم من الموقف نفسه الذي لم تتشارك به مع أي رجل قبله حتى توقف أمام بوابة منزله لينزل في لمح البصر وظنت أنها ستقع لتصرخ ولكنه مد يده كي تستند وتترجل وبمجرد نزولها من على ظهر حصانه تركها ودلف لمنزله. لم تدر أين عليها الجلوس فظلت واقفة لدقائق تتأمل المنزل الذي يبدو كل شيء به دافئاً للغاية على ع** صاحبه الذي يتسم بالبرود وعدم الشعور وكأن أحاسيسه قد ذهبت مع الريح في يوم عاصف. ما أدهشها هو أن المنزل مرتباً ومنظماً بعناية فائقة ولم يتواجد أي من العاملين حتى لإستقبالها، يا تُرى من يُنظم له كل هذا؟ جاء صوته الرجولي العميق ليفيقها من شرودها بتفاصيل منزله "اجلسي"   تسائلت بعفوية "أين؟"   اجابها بجمود "مكانك"   ظنت أنه يستهزأ بها لأنها تقف على الأرض دون وجود أية مقاعد تعجبت له بإستنكار "هل تريديني أن أجلس على الأرض؟"   قابلها وجهه الجاد بشبح ابتسامة طفيفة "فقط اليوم ستفعلين ما يحلو لكي"   عقدت حاجباها مستفسرة "ما الذي تقصده؟!"   اخبرها لينتهي من تساؤلاتها بنفاذ صبر اخفاه ببراعة "أجلسي أينما تريدين"   استدار وتركها كمن لا يوجد أحد معه وكم تمنت أن يكون لائقاً قليلاً ولكنه أثبت وبجدارة كم هو غريب الطباع، حتى بمنزله نفس الصرامة والجدية.   جلست روان على أريكة بيضاء والتي وقعت في حبها منذ أن تفقدت تفاصيل ردهة منزله فتبعها حاملاً كوبان من القهوة وقدم واحد نحوها دون حديث فما منها إلا أن أمسكته ثم قالت بنبرة معتدلة ولبقة في نفس الوقت "عفواً ولكني لا أحتسي القهوة بعد السابعة مساءاً"   أسرع كأنما يحفظ ما ينوي قوله عن ظهر قلب "ستحتاجين إليها!"   تأجج الغضب داخل روان وأوشكت على أن تتجادل معه ولكنه تذكر نفسها الآن بأن كل شيء يعتمد عليه فأخبرته بإقتضاب "حسناً" لم تود ولم تستحسن أن تشكره كبرياءاً وعلواً لما قد بادر به قبلاً وسألت مسرعة لتتدخل بصلب الموضوع "عن ماذا سيكون اتفاقنا؟" أخبرها مجيبًا بمنتهى الهدوء الذي أمتزج بجدية مبالغ فيها وصرامة شديدة "سأضمن لكِ أن ت**بين القضية وسأضمن لكِ الحماية وألا يتجرأ أحد على الإقتراب من أملاكك وأخيكي وأمك، ولكن هناك شرط واحد".   هزت رأسها في تعجب بمنتهى التلقائية، سألت نفسها كيف له أن يعلم كل هذا في غضون سويعات فقط لتشعر بالإستغراب لتسأله بنبرة تدل على تفكيرها الشديد: - أنت كيف تعرف عن أمي وأخي؟! وشرط ماذا الذي تتحدث عنه؟   أخبرها دون تردد واثقاً بما يقول "ستكونين زوجتي "    دون تردد، واثقا بما سيقول، وبملامح لا تحمل أية مشاعر، سوى ثاقبتان تتفحصها بطريقة مُريبة، اجابها على الفور قائلًا في هدوء كلمة واحدة لا غير: - سأتزوجك! وسأفعل ما يحلو لي بكِ!   توسعت ابتسامتها في سُخرية وهي تنظر له، ثم طأطأت برأسها إلي الأسفل غير مُصدقة لما سمعته، وبعد وهلة رفعت عسليتيها نحوه لتحدثه متهكمة: - هل أنت مجنون أم  ا**ق؟! أتعلم لماذا أتيت إليك منذ البداية؟! لأنني رفضت بأن أقيم علاقات أو أتزوج كل من يرتمي تحت أقدامي.. أنت الآن تأتي تساومني على الزواج منك أمام القضية وحماية والدتي وأخي؟!      حدق بها بثباتٍ واكمل حديثه بنفس نبرته التي تستفزها: - أولاً لا ترفعين صوتك أبدا أمامي.. ثانيا لن أقارن بيني وبين الحثالة كمراد الزهيري وبقية الرجال فأنا لست طامعًا في اموالك.. ثالثًا سأضمن لكِ حريتك وحقوقك وحمايتك أنت وأسرتك وحتى إذا أحببتِ أن تُكملي في عملك بدعم مني، فكل ذلك اسمح به..  وعموما أمامك عقد الزواج به كل الضمانات التي تريديها وكل ما ذكرته لكِ ولا تنسي بالطبع أن زواجنا أمام أن تستردين شركاتك أنتِ ووالدتك وأخيكِ.. وقتها لن يستطيع عمك أو ابنه المخاطرة معكِ بشأن الإرث طالما أنا بجانبك وانتِ واسرتك تحت حمايتي..  كما أعدك أنه لن يحدث شيء إلا بإرادتك وأنا رجل معروف بأن كلامي كحد السيف.. فلتُفكري جيدًا ولتعطيني قرارك..   أخبرها بنبرة فارغة من المشاعر ماثلت ملامحه المُبهمة، هادئة، واثقة للغاية، لم يدل شيئًا به عن الحياة سوى تلك السودويتان العميقتان التي تتفحصها بطريقة تُربكها ثم تركها في حيرة من أمرها لتتعجب لمدى هدوءه وجديته وكأنه يترافع في قضية.. تحدث بالكثير في منتهى الصرامة معللًا كل شيء.. ربما يكون محامٍ جيد بالفعل.. ولكن تتزوج منه!! لماذا هي؟ ومهلًا.. هي لن تتزوج بتلك الطريقة مطلقًا.. أيتفاوض معها بشأن الزواج.. هل فقد عقله؟! ما تلك التحكمات.. أيسمح لها بالعمل والحماية بمنتهى الهدوء والعجرفة؟ يا له من كريم للغاية أن يسمح لها بالحياة!! رجل ليس في مثله رجال.. فكرت في سخرية ثم صاح عقلها يزجرها.. يا لحظك السيء بمعرفة رجل مثله!   جاء صوته فجأة مهشماً كل أحلامها وكبرياءها الذي حافظت عليه لسنوات وهي من لاتقابل بالرفض في شيء وهو يتفوه بنبرة مُحذرة "بالمناسبة أمامك ساعتان ليس إلا لتفكرين.. سأتركك هنا ولتأخذين وقتك بأكمله ولكن، إذا تركتي منزلي الآن دون أن توقعي على هذا العقد فأعلمي أنه لا يوجد في الحياة من اسمه عمر يزيد وكل ما تحدثنا عنه بشأن القضية لاغي أيضاً.. الاختيار لكِ"   يبدو أنها أصبحت مخيرة في أمران أحدهما خسارة مؤكدة فجلست لتفكر وأمعنت التفكير بما فعله والدها من أجلها ومن أجل أخيها وأمها وأن مستقبل أخيها معلقاً في جيدها، فإذا رفضت الزواج من عمر يزيد تخسر القضية ولكن عندما تتزوج منه يكفي نفوذه، يكفي حمايته لهم، يكفي أنها ستجد من يشد من آزرها إذا حدث شيء ما، لن يتجرأ أحد على العبث معها إذا أصبحت زوجته وسيهابها الجميع بدل المرة مائة مرة. نظرت له نظرة عامة فهو يبدو وسيماً وجذابًا وجاداً بعمله وسمعته جيدة كما وجدت اثناء بحثها وعرضه لها بالزواج ليس كأي رجل عرض عليها الزواج من قبله، أنا أحتاجه ولكن لما إذن يريد أن يتزوجني؟! دار السؤال بعقلها ثم طالعت هاتفها لتحدث مساعدتها الشخصية علا ولكن هاتفها كان مغلقاً مما آثار حنقها، حاولت البحث عن أية معلومات لم تجد غير معلومات عامة عنه وعن قضاياه التي يربحها بإستمرار، ولكن هي أيضاً لابد من أن تتزوج رجل يحبها وتحبه، كانت تريد أن تعيش لحظات الحب والرومانسية وتصنع قصة لنفسها لتكون فخورة بها وهي تقصها على أولادها بيوم ما، ولكن الظروف التي تعايشها الآن أكبر منها. بعد أن قرأت ما كُتب أمامها من أوراق وبعد أن فكرت ملياً بدا أمامها أن الأختيار الأنسب أن تتزوجه وتوافق على عرضه، فهي يستحيل أن تترك ما عمل والدها عليه لسنوات أن يذهب هباءًا، كما أن محامٍ كهذا لابد من أن لديه نفوذ لا يُستهان به، جديته وصرامته توحي بالخوف، ومن الملامح التي تراها الآن بمنزله وحياته وسمعته وكل ما هو عليه لن يكون من الذكاء أن تعادي رجل مثله! هل عليها أن تقبل حقًا؟. أنتظرت قليلاً فلم يأتِ إليها وقد سأمت الإنتظار وقد قاربت الساعة من الحادية عشر ويكفي أيضاً طريق الإياب لمنزلها فستتأخر عند العودة كثيراً. مشت لتبحث عنه بأرجاء المنزل الضخم وبعد عناء لم تجده ففكرت بالمغادرة فتوجهت للخارج لتجده يلهو مع برق حتى استدعت إنتباهه لينظر لها نظرة خاطفة ومنها إلي برق ف بدأت في التحدث له "لقد قررت.." استمعت همهماته مشجعاً إياها أن تُكمل ولكن هناك شيئاً تبغضه في طريقته "أقبل أن أتزوجك" قالتها بسرعة على مضض دون أن تستمر أكثر في الحديث وشردت بنظرها بعيداً لتحاول أن تخبأ تلك الدموع المتلألئة بمقلتيها فأقترب منها وتلمس أسفل وجهها ليجعلها تبادله النظرات. "منذ الآن وصاعداً سأفعل بك ما يحلو لي.."   أخبرها لترى تلك الإبتسامة التي أخافتها للتو ممتزجة بتلك الجملة وليبدأ التوتر في قرع أبواب قلبها الذي لن يطمئن ولن يهدأ لبعض الوقت. ❈ - ❈ - ❈ ❈ - ❈ - ❈ يُتبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD