بعد رحيلهم ابتسم بغموض على ما ينتظرهم في المجهول
بعد بضعة ساعات في منزل داود يدخل الأربعة بجانب بعضهم بعضًا وخلفهم يدلف إيان وشقيقته إيلينا
لوليا وهي تركض وتقبل أمنية زوجة داود الخارجة من المطبخ من خدها وتحتضنها بقوة : ماااامتي وحشاني موت يا قطتي
أمنية بضحك : يا بكاشة مأنا لو وحشاكي كنتي هتجيلي كل يوم مش يعدي اسبوع كامل مشوفش فيه وشك
داود بسخرية : متشوفيش وحش يا حبيبتي أنا لو أطول مشوفهاش لمدة سنة كنت عملتها
لوليا وهي تضيق عينيها بخبث وتقترب منه بسرعة وتقبل خده بقوة : بقى كدا يا داود يا مالك قلبي وعقلي عايز تبعد عني وتخلي المسافات جبال ومحيطات
داود بغيظ وهو يدفعها بعيدًا : أوفر أوي ياختي ابعدي يا بت
ضحكت وهي تجلس وتضع قدم فوق قدم بغرور
لوليا : على فكرة أنا هراعي إن فيه ضيوف هنا ومش هفضحك قدامهن فكل عيش يا حبيبي واقعد ساكت
إيلينا بابتسامة بلهاء وهي تصفق بيدها : لا أنا عايزاكي تاخدي راحتك خالص مالص وافضحي كل إللي يعجبك
داود بصدمة مصتنعة : بقى كدا حتى أنتِ يا إيلينا ماشي ماشي
لم تكد تجيب حتى وجدت شخص يدلف بصخبه المعتاد
أحمد بفرحة وضحك : إيه دا لوليا والشلة الهبلة هنا دا النهارده اليوم هيبقى انفجار على دماغك يا داود
داود وهو يتمتم بغيظ : يارب يعني الناس عندها مليون عيل وبيحترموهم كلهم وبيقدروهم وأنا عندي اتنين أهبل من بعض ومشافوش ثانية تربية
لوليا بضحك وهي تحتضن أحمد بعد أن استمعت لداود : بقى كدا يا داود مأنا محترماك أهو وبردو مش عاجب .. افضل ارفض في النعمة كدا كتير لحد ما تزول
داود وهو يرفع يديه عاليا : يارررب قولي أمين أنتِ بس
أحمد بضحك : ما علينا بعد اذنكم يا حماعة هطلع أنام ساعة بس لحد ما الأكل يجهز علشان جاي هلكان من المستشفى
لوليا وهي تقفز على ظهره ليحملها : أشطا وأنا جاية معام لأني منمتش الليل كله
أحمد بضحك : بت عندك أوضتك مش لازم كل ما تيجي تنامي في أوضتي
لوليا بغرور : يابني أنت تطول أصلا إني أنام في أوضتك وبعدين متقلقش هقرألك قصة قبل النوم أنت بتحب قصصي
أحمد بتفكير : امم طالما الموضوع فيه قصة يبقى اشطا موافق
صعدوا للأعلى وخلفهم أعين غاضبة وبشدة
إيان بهمس لإيلينا : هو ازاي أخدها كدا معاه أوضته عادي؟
إيلينا بهمس مشابه : مش ممكن يكون جوزها مثلا يعني كاتبين الكتاب
قبض على يديه بغضب لأنه لم يفكر في هذا الاحتمال ولكنه أعطى نفسه أمل ضغير وقال لها : طب متسألي كدا خلينا نشوف
إيلينا باستغراب : وأنت مالك بيهم
إيان بتوتر : ها .. فضول لا أكثر هيا إسألي
إيلينا بلا مبالاة : طيب متسأل أنت اشمعنا أنا
إيان بسخرية : علشان أنتِ معروف عنك إنك فضولية إنما أنا لا
إيلينا بضحك : وجهة نظر تحترم .. حسنًا
إيلينا بصوت طبيعي : داوددد
داوظ بفقدان للأمل : ياخي نفسي حد واحد يحترمني دا إيه دا يارب .. احكي يا شللي
إيلينا بضحك : هو ازاي لوليا هتنام مع أحمد كدا عادي هو جوزها؟
داود بضحك : ليه اتجنيت أنا في دماغي علشان أجوز ابني لواحدة هبلة .. أينعم هو أهبل هو كمان بس كفاية واحد أهبل مينفعش الاتنين .. المهم لا مش جوزها ومينفعش أصلا لأن أحمد أخو لوليا في الرضاعة
ابتسم إيان بسعادة كبيرة لا يعرف مص*رها
إيلينا بخبث : أشطا يا كبير علشان عيني على ابنك
رمقها ذلك العاشق الذي يراقبها منذ أكثر من شهرين ولكنه يخفي حبه بداخل قلبه
داود بخوف مصتنع : بعد الشر أقولك مش هجوزه لواحدة هبلة زي لوليا أروح أتجن وأجوزه للي أهبل منها
عمر بعدما سقط أرضًا من كثرة الضحك : نفسي تقول الكلمتين دول قدامها لما تنزل
داود بخوف مصتنع : ليه اتجنيت في دماغي أنا ولا اتجنيت في دماغي
تركتهم أمنية وعادت للمطبخ لتكمل تحضير الغداء وبعد ساعة من الضخك خرجت أمنية من المطبخ وأخبرتهم أن الطعام جاهز
نظر أربعتهم لبعضهم البعض بخوف شديد
إيان بتعجب : ماذا هناك؟!
داود بخوف : اتكلم عربي يابني مش حبكت تتكلم انجليزي
مياسين بتوتر لعامر وعمر : مين الشاطر اللي هيتبرع ويطلع يصحيهم
عامر بنفي : تؤتؤ متحلموش أنا أخر مرة صاحيتها حدف*ني بالأبجورة وفتحتلي دماغي مش مستعد أموت المرة دي
عمر وهو يبتلع ريقه بفزع ويكاد يبكي : لا والله حرام مش عايز أموت أنا لسه عندي أحلام عايز أحققها وعايز أتجوز يا ناس
إيلينا بضحك : مالكم يا جماعة فيه إيه
داود بخوف : اسكتي مش وقته فضولك .. المهم جماعة أنا أخر مرة أخدت رصاصة في كتفي ومن حشن حظي إنها كانت مغمضة عينيها لسه وإلا كان زمان الرصاصة راشقة في قلبي
مياسين بخوف : طب هنعمل إيه
عامر بتفكير : نعمل قرعة وأمنية تسحب الورقة
وافقوا جميعا وحدث وسحبت أمنية الورقة التي تحتوي على اسم الخاسر ومن حظ عمر أنه هو
عمر وهو يبتلع ريقه ويصعد السلالم بقدم ترتعش : اقروا عليا الفاتحة يا جماعة واتصدقوا على روحي بغزل بنات وبناكوتا
مياسين بتشجيع : البناكوتا غالية ياخويا روح وأنا هبقى أوزع على روحك كياس شيبسي وغزل بنات
___________________________
في غرفة أحمد قبل ساعة
كان يستلقي على فراشه بتعي وارهاق شديد
لوليا ببلاهة : ادخل شوية
أحمد بعند : لا روحي أوضتك سريري صغير
لوليا وهي ترفع حاجة وتخفض الآخر : صغير في عينك دا يكفي عشرة ادخل شوية بدل مادخلك بطريقتي
أحمد بخوف مصتنع : لا ولا إيه الطيب أحسن
أفسح لها المجال فنامت بجواره فاحتضنها بحب أخوي كبير فهي بالنهاية شقيقته الوحيدة
أحمد ببسمة هادئة : مالك منمتيش ليه امبارح
لوليا ببسمة وهي تغمض عيناها براحة وتنغمس أكثر في أحضانه : كنت في مهمة
أحمد بشك : داود كان قايلي إن مهمتك الجديدة النهارده بالليل مش امبارح
لوليا بنعاس : متسألش سؤال أنت عارف اجابته
أحمد بقلق : يا حبيبتي مينفعش كدا روحي لدكتور أنا عندي زميلي دكتور نفسي هيقدر يساعدك .. اللي أنتِ فيه دا مينفعش يتسكت عليه
لوليا وهي شبه نائمة : أحمد أنت أكتر واحد عارف إني روحت لدكاترة كتير وولا واحد قدر يساعدني أنا خلاص اتعودت أتعايش مع الموضوع .. واسكت بقى عايزة أنام شوية دانت رغاي رغي
عم ال**ت الأجواء فنامت بسهولة ونام هو أيضًا وبداخله قلق ينهش بقلبه على صغيرته نعم هي أصغر منه بعامٍ واحد ولكنه يشعر بأنها أصغر منه بعشرات الأعوام فدائمًا ما يلقبها بصغيرتي ويراها ابنته أكثر من كونها شقيقته
____________________________
بعد مرور ساعة وعمر يقف على الباب يخشى فتحه حتى وليس فقط ايقاظها ولكنه تشجع على أمل أنها نائمة مع أحمد وهذا يعني أنها ستكوت هادئة نوعا ما .. مسكين لا يعلم أن أحمد فتح أبواب الماضي لتعاد الذكريات بداخل عقلها
فتح عمر الباب وأنار الضوء واقترب منهم بخفوت وتوجس
عمر بهمس وهو يهز لوليا : لوليا بت اصحي الأكل جهز يلا
لم تستيقظ فرفع صوته قليلا ولكن لا رد حتى استيقظ أحمد وهي لا
أحمد بنعاس وهو يفرك عيناه بضيق من الضوء : في إيه يا زفت عايز إيه
عمر بسخرية : عايز العدية يا بابا .. هكون عايز إيه يعني الأكل جهز والساعة خلصت جاي أصحيكم
نهض أحمد ودلف للحمام وهو يقول له بسخرية : طيب يا سوسو يا حبيبتي ربنا معاكي بقى
عمر بفزع : خد يلاه أنت بتعمل إيه قال وأنا اللي قولت إنك هتساعدني
أحمد من الداخل بضحك : لا ربنا معاك مش عايز أموت دلوقتي
عمر وهو ينفخ بضيق : أوووف يارب
ثم قام بهزها بغضب من ذلك الأحمد ونسي أنه يوقظ لوليا
عمر بضيق وغيظ : لوليا استيقظي
خرجت من حلمها أو بمعنى آخر من ذلك الكابوس وجدته أمامها فنهضت بغضب وبدأت في ض*به بقوة وغضب وعمر يصرخ ويحاول المقاومة ولكنه لا يستطيع بدون الرد عليها وهي لا ترى أمامها .. استمرت في ض*به حتى سقط أرضًا وجلست فوقه وظلت تض*به ودموعها تسيل بغزارة .. حاول أحمد الذي خرج من الحمام منذ أول صرخة لعمر أن يبعدها عنه ولكنه لم يقدر لأنها دفعته بعيدًا هو الآخر بقوة
__________________________
في الأسفل بعد أن سمعوا أول صرخة لعمر
داود بحزن مصتنع : ربنا يرحمك يابني كنت عيل غلس وسقيل بس حرام إني أشمت فيك وأنت بتموت دلوقتي
ضحكت إيلينا بصخب هي والجميع ولكن القلق تملك منهم عندما زادت صرخات عمر للضعف
عامر بقلق : يلا نطلع بسرعة عي عملت فيه إيه
صعدوا جميعا للأعلى وصدموا من منظر عمر الذي ينزف من كل مكان في وجهه وأحمد كلما حاول جذبها ترمقه بنظرة قاتلة ثم تدفعه بعيدًا
اقترب منها عامر بسرعة وهو يحاول تخليص عمر منها فالأمر زاد عن حده ولكنه لم يستطع أيضا لأنها قامت بض*به هو الآخر
تدخلت مياسين ولكن مصيرها كان نفس مصير الجميع .. بعد أن أسقطتهم جميعا أرضًا عادت لعمر وداخلها هدف واحد ليس الض*ب بل القتل
أحمد وهو يصرخ بفزع : داود اعمل حاجة لوليا عايزة تقتلوا مش مجرد تض*بوا
فزع دادو ولم يكد يتحرك حتى سبقه إيان واحتضنها من الخلف بقوة مكبلًا إياها ومانعها عن الحركة
إيان بهمس في أذنها : هشش اهدأي كل شيء سيصبح بخير
لوليا وهي تهز رأسها بعنف ودموعها تهطل بغزارة : لا لا لا شيء سيصبح بخير سأقتله
اقترب أحمد بضعف وأمسك وجهها بين يديه وقال : لوليا اصحي دا عمر دا عمر أخوكي يا حبيبتي وأنا أحمد ودي مياسين ودا عامر
كان يشير بيده على كل واحد قامت بض*به
نظرت له بتوهان سرعان ما استوعبت ما يحدث حتى سقطت أرضًا فقدمها لم تعد تستطيع حملها
لوليا بضعف وصراخ وهي تضع يدها على فمها لتكبت شهقاتها العالية : أسفة أسفة لم أقصد ذلك لم أقصد ذلك كنت أريد قتله هو لأنتقم لها لم أقصد أن أؤذي أيًا منكم أعتذر أعتذر
أنهت حديثها المشتت وركضت للحمام بسرعة
أحمد بعيون تلمع بالدموع : انزلوا تحت وأنا هجيبها وأجي وراكم
عامر بألم وهي يسند عمر بتعجب : هي ليه قالت كدا هو إيه فيه أنا مش فاهم حاجة أينعم هي دايمًا بتتعصب لما حد يصحيها بس الموضوع المرة دي زاد عن حده
أحمد وهو يخفض نظره لكي لا يرى أحد دموعه : معلش يا عامر اعذرها وأنا بعدين هشرحلكم هي عملت كدا ليه انزلوا انتوا بس تحت واستنونا
خرج الجميع من الغرفة عدى إيان الذي نظر لأحمد بغموض ثم همس له : قولها إنها المفروض تروح عند دكتور نفسي لأت الكوابيس دي مش طبيعية خالص
نظر له أحمد بصدمة وعيون متسعة على أخرها فابتسم الآخر بسخرية ثم هبط خلف الجميع
بعد بضعة دقائق وبعد أن عالج أحمد الجميع وضمد جراح عمر وجلسوا على السفرة لتناول الطعام في **ت تام لا أحد يجرئ على الحديث
زفرت بضيق وألقت الشوكة على الطاولة بغضب تحاول كبته ونظرت لعمر بعيون تلمع بالدموع وآسف شديد : أنا أسفة يا عمر غصب عني والله أسفة أرجوك سامحني
عمر بابتسامة حب : مش مشكلة يا قلبي أهم حاجة أنتِ كويسة
لوليا وهي تخفض عيناها أرضًا بألم : ياريتني أبقى كدا المهم أنا مش المفروض منبهه عليكم محدش يصحيني ليه عملت كدا يا عمر
عمر بغيظ : يابت هعضك والله وأطلع غلي فيكي غلطان إني طلعت أصحيكي علشان الغداء جهز
لوليا بضحك ودموع : يابني مهو أنت اللي جبته لنفسك أنا مش منعاكم إنكم تصحوني مش من حبي في النوم لا من خوفي عليكم
إيلينا وهي تترك شوكتها برفث وتتحدث بفضول لم تستطع كبته : هو أنتِ ليه عملتي كدا كان واضح إنك عايزة تقتليه مش تعاقبيه علشان صحاكي أضلي الغ*ي اللي جنبي (تقصد إيان) بيعلقني وبيكون متعصب جامد إنما مش بيض*بني لأني بنت بس أي حد تاني بيديله علقة محترمة بس بردو مش بسكون هدفه القتل زيك
نظر لها إيان بغضب فابتسمت له ببلاهه
أحمد : احكيلهم يا لولي معدش ينفع تخبي
نظرت له بضيق ثم زفرت بحزن : ممكن تحكي أنت بدالي
أحمد بتفهم وهو يربت على يدها ليمدها بالقوة : تمام بصوا يا جماعة
أنصت له الحميع بتركيز فتابع حديثه بحزن : طبعا كلكم عارفين إن لوليا الوحيدة اللي شهدت على موت مامتها قدام عينيها أيوة عارف إن عمر وعامر ومياسين كمان شافوا جثتها لأنهم كانوا مع والدهم لما وصل المكان اللي كانت مخطوفة فيه هي ولوليا بس هي الوحيدة اللي شهدت موتها بعينها ودا أدى لحالة نفسية كبيرة ليها خلتها اتغيرت من الحنية للقسوة .. من البنوتة اللي دايما تضحك وجواها كمية براءة تكفي العالم وتزيد كلةدا اختفى بقيت مليانة بالقسوة والكره طفلة عندها سبع سنين شهدت موت مامتها قدام عينيها وكانت بتتعذب معاها قبل ما تموت اللي حصلها كان طبيعي وكان المفروض يحصل أكتر من كدا فهي من يومها وبتجيلها كوابيس باليوم دا ولما حد بيصحيها مش بتشوف قدامها غير حد من اللي كانوا بيعذبوها أو بيعذبوا والدتها وقتها .. محدش سأل نفسه ليه كل واحد فيكم أول مرة يقتل مجرم في مهمة كانت ايديه بتترعش وأكتركم ميلسين اللي قعدت تعيط اليوم كله ومكانتش راضية تاكل لحد ما هديت واتعودت .. محدش فكر ولو لثانية ليه لوليا دايما من أول واحد قتلته لحد الآن ليه بتقتل بدم بارد! الاجابة بسيطة لأنها بتشوف اللي قتل مامتها في كل واخد بتقتله بس معرفش الكابوس المرة دي كان عن مين اللي زود الحالة وخلى هدفها القتل كدا
لوليا بدموع وهي تخفض رأسها : ......
أميرة الظلام (مروه كمال محمد)