الفصل التاني ، هناك حقائق مازالت خفية ، وستظل خفية لحين كشف قناع الزيف عنها

1774 Words
. . . . . . . . . . . . . . . إختفاء مجهول الهوية . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الفصل الثاني . . . . . . . . . . . . . . . بين الحقائق الغامضة ، خيط ضعيف مخفي ، من حاول إقتفاء أثره ، سينجو من براثن الخوف ، و الموت ، سيظل واقفا شامخا يطالع ، كل الخائفين ، المنزوين في هذا الركن البعيد ، يتأملهم بعيون ثافبة ، و ترقب ، و كأنه يخبره بالتريث علي الا ينهي قدره ، فمازال كل شئ بيده ، و ليخبره ان الحقيقة الوحيدة الثابتة ، هي الموت ، لن يستطيعوا الفرار منه مهما طالت أخطائهم ، لكن لكل واحد منهم ميعاد لن يخلفه الموت أبدا .. شاهد الطيف الاسود الغريب يتشكل أمامه في صورة ضبابية مخيفة ، حاول العودة للخلف لكنه كان مقيدا ، مازل في غرفة مكتبه ، لكن كل شئ حوله تحول لظلام دامس ، جثي علي الارض من الرعب لم يتمالك نفسه من فرط زعره ، إنتفض علي صوت هاتفه علي المكتب ، رفع رأسه ينظر حوله في رهبة وقلق ، جفف زخات الماء التي تندت علي جبهته من القلق ، ٱستعاذ بالله من الشيطان عدة مرات قبل أن يمد يده ليلتقط هاتفه . شاهد رقمها غلي الهاتف ضغط علي الزر سريعا :- أيوة ياماما قلقتيني عليكي لم تأتيه إجابة منها لذا كرر الكلام مرة أخري :- ماما ألو . . . . . . . . . . . . ازاح الهاتف عن اذنه ونظر إليه مندهشا ،مازال الخط مفتوح اذا ماذا يحدث ، قراره ب أن يغلق الهاتف ويعيد مهاتفتها مرة أخري ، أم يظل علي الخط هكذا ربما شبكة الهاتف من تفعل هذا ، وبسن هذا وذاك شعور بالقلق يسري في جسده ، وخوف تملك منه دون سبب يذكر ، وسؤال واحد أطلقه تري ماذا حدث لوالدته ! ! ؟ هل أصابها مكروه ! ؟ بدء الشك يراوده عن نفسه !! وسؤال واحد أطلقه تري ماذا حدث لوالدته !!؟ هل أصابها مكروه !؟ نهض من مكتبه ، وشعور الخوف قد تملك من جسده دون هوادة ، لا يدري ماذا سيفعل فيما هو قادم نحوه ، وضع هاتفه في جيب سرواله ، خطي نحو الباب وما إن أمسك المقبض صدح صوت رنينه ، وقف مكانه ومد يده أخرج الهاتف منه ، نظر إلي شاشته ، إنها والدته لم يصدق عينيه بما يري ، ضغط علي زر الهاتف وقد إرتسمت علامات الرضا الممزوج بالقلق علي وجه ، وضع الهاتف علي أذنه ، بعدما ترك مقبض الباب ، إستدار عائدا للخلف ، جلس علي الاريكة التي كان متسطح عليه منذ قليل ، وقال بلهفة ظهرت جليا في صوته :- الو ايوة يا ماما كنتي فين ، قلقتيني عليكي ! ؟ لم يأتيه صوتها بس سمع صوت أنفاس قبل أن تجيب :- ايوى يا ابني ، معلش يابراهيم ، حسيت بصداع ريحت شوية ، مدرتش بنفسي الا وأنا في دنيا تانية ، حتي الموبايل كان جمبي مسمعتوش ! ؟؟ لماذا يشعر ب أن هناك خطب ما يجهله ، سحب نفسا من الهواء ، بعد قليل أطلقه في الفراغ ، ثم إستطردت حديثها قائلة :- طمني إيه اللي حصل عندك ! ؟ ؟ و إيه صوت الزعيق اللي كان موجود ! ؟ ؟ وضع يده الاخري علي جبهته وحك مابين حاجبيه في ضيق ، أجاب عليها قائلا :- لا مفيش دي مشكلة بسيطة وإتحلت علطول . أتاه صوتها مستفهما ومتعجبا :- بس كده ! ؟ ؟ لماذا يشعر أن سؤالها يحمل الكثير ، خرج منها هذا السؤال ثقيلا ، فهو لم يعهدها هكذا ! ! إجاب بشرود :- أيوة مفيش حاجة إطمني ، شوية دوشة وعدو علي خير ، كويس انها جات كده ! ! نهض واقفا و أكمل حديثه :- بصي يا ماما انا مروح دلوقتي ، هكلمك بعدين . . أتاه صوتها هذه المرة خاليا من أي شئ :- تمام ماشي يا بني . . طمني عليك لما توصل . . هز رأسه بالموافقة :- حاضر . . أغلق الهاتف في شرود تام ، رفعه صوب عينيه ، و كأنه يحثه علي الكلام ، أو أنه يريد أن يظهر له من هم خلف الشاشة الصغيرة ، عله يستكشف ما يحاك خلفها .. خرج من غرفته في الشركة ، ما إن رأه زملائه حتي نظرو له نظرات متشككة ، فما حدث منذ وقت يثير الريبة لديهم ، فهم لديهم كل الحق لكل هذا ، لم يعيرهم إنتباهه وخطي نحو الخارج بخطوات سريعة ، تمني أن تنشق الارض وتبتلعه في الهاوية ، أو يصاب العالم ب مرض النسيان ... تساءل في نفسه تري ماذا يحمل لي القدر فيما بعد ! ؟؟ هل سأظل هكذا ؟؟ لم يتركه ساعي الشركة ايضا ، ف نظراته تحمل الكثير والكثير من الريبة ، قالها في نفسه :- أنا ايه اللي حصل مني ل دا كله ! ؟ أنا معملتش حاجة ، وحدش راضي يقول ! ؟ صح جلال حكالي ، كل حاجة ، أمال فيه إيه مخي هيقف من التفكير ! توقف بجانب الطريق ، شعر بثقل قدماه ، لا يدري أين ستسوقه قدماه ، جلس علي جانب الطريق ، فقد أنهكه التعب الذي لا يدري أين مص*ره ، فقد فاقت حموله اشد من الجبال . تنفس ببطء ، وقد تذكر انه لم يبلغ بميعاد رحيله من الشركة ، خبط علي راسه ، لكن سرعان ما هدأ قليلا ، ضحك بجانب فمه وقال لنفسه :- دا نا طالع وابشركة كلها شيفاني ، كأنهم كانو مستنيني أخرج . أطلق ضحكة في الفراغ علي نفسه المحطمة ، لا يدري من أين سيلاقي كل تلك المصائب وفي خضم كل هذا ، لاح علي مخيلته صديقه عبد الرحمن .. بكي في نفسه حزنا تذكر حديثه ، ومزاحه معه ، وسهراتهم وسمرهم مع بعض ، لكن القصة التي تحولت لقذائف من لهب ، أصابت ما أصابت ، وتركت من تركت ، الحقيقة الوحيدة هنا هي أنه مازال علي قيد الحياة ، مجرد شهيق وزفير ، جسد تحول لخراب داخلي ، أصبح ركاما ، أما من الخارج فقد بات عظاما ي**وها لحاء تحول لونه للزرقة ، بفعل جلسات الكهرباء التي غزت جسده مثل جيوش هتلر ، التي حولت الارض الخضراء النابضة بالحياة ، إلي أرض بور متششقة ، رواها بدماء الجنود والمقاتلين دون أن يرف له جفن . هو مثل تلك الارض ، مجرد جسد يعبر داخل أوردته دماء تكابد للوصول إلي القلب ، تريد أن تكمل مهمتها بنجاح قبل ينقطع هذا الوريد ، أو قبل أن ينكمش بفعل الاذي الذي يعاصره . روح بدون جسد ، روح غادرت جسده منذ عدة أعوام ، وقف أمامهم وبكي كما لم يبك من قبل ، ترجاهم بحب ، وبعطف ، أن يتركوه ليحيا خارج هذا المكان المخيف الذي يبعث الريبة في النفس، قبل القلب. جثي علي ركبتيه ينتحب شبابه ورجولته ، يطالعهم بعيون أنهكها الالم والتعب ، يرجاهم وهو يقبل قدما والديه أن يأخذوه معهم ، لا أن يتركوه ، كان إبراهيم معهم يطالعهم ببكاء ، تمني أن يركض إليه ويحتضنه ويقبله في جبينه ، ويمسك بيده هاربا للخارج ، تمني كل هذا ، أراد ان يخبرهم أنه بخير لا يعاني من شئ ، إتركوه يرحل وهو رجل ، يلهو ويبكي كما كان يفعل من ذي قبل ، لكن والداه كأن الشيطان تجسدهم ، وقفوا أمامه بكبرياء يريد التهشم ، يطالعونه برفض كاد أن يجعلهم قتلا في هذا الوقت . حاول أن يثنيهم عن قرارهم هذا ، طلب منهم أن يغادر ، لكنهم أوقفوه بنظرة من عيونهم ، تلك النظرة لن ينساها أبدا ماحي ، تذكر عيون صاحبه وهو يسنده وسياعده أن يقف علي قدماه فهي أخر ما تبقي له ، ربت علي كتفه بحنو ، هذا أخر ما يعهده من صديقه ، يده الرخوة التي ما عادت تستطيع حمل نملة ، ناهيك علي ملامحمه الهادئة رغم مرح شخصيته ، وشعره الكث الذي كان يرفض تصفيفه ، رغم إهتمامه به ، اما عن وجهه المستدير ولحيته الصغيرة ، كان محط أنظار الجميع ، فهو يتمتع باسلوب مميز في حديثه ، غادر أبواه بعدما قبلا كل منهما رأسه ، قبلة باردة خالية من الحياة ، قبلة واحدة إستطاعت نزع روحه من جسده وتركته خاويا متألما ، أتذكر هذا الٱحتواء الاخير ، الحضن الاخير ، غمرته بين أحضاني ، بكيت في حضنه ، لم يبادلني غمرته ، لم يبادلني شيئا ، لم أستطع ان أفعل له شئيا ، نظرت له بعيون تخبره أنني ليس بيدي شيئا أفعله ، من فضلك تمسك بي كما تمسكت بك ، لن اتركك تجابه كل هذا بمفردك ، أعدك بذلك .. قالها لي بعيون زائغة ، ماذا بعد أن تخلي عنك من أقرب لك تركوك تصارع أشباح الخوف بمفردك ، ماذا ستفعل حين ذاك ، ضع نفسك مكاني وستعلم ماذا أعني ، هذا القلب الذي ينبض داخلي ، قد تحطم وتبلد ، جفت تلك الدماء التي تمر ٱليه ، ماذا ستفعل ياصديقي عندما تكتشف أن الايام التي ظننت أنك تحتمي خلف حصن منيع ، تغفو دون خوف او قلق ، تضحك بصوت عال دون رقابة ، تتحرك باريحية وأنت تعلم ان هناك أشخاصا رغم ان لم تفعل لهم شيئا الا أنهم لا يحبونك ، يبغضونك لحب الناس لك ، ماذا ستفعل وقت ذاك أخبرني ! ؟؟ حينها فقط ستكتشف أن هذا الحصن المنيع ماهو إلا ستار زائف ، يستطيع عدوك ان يري كل شئ دون أن تشعر به ، لقد تهاوت جميع حصوني ياصديقي ، لم يعد هناك شيئا لي ، من ظننت أنني أحتمي بهم ومن أجلهم تخلوا عني ، تركوني وأنا في أمس الحاجة إليهم ، سلبوا مني الامان ، والاطمئنان ، سلبوا قلبي وحياتي ، أجبروني أن أتخلي عن كل ماهو مميز ، من فضلك دعهم يأخذوني من هنا ، هذا ليس مكاني أو موطني ، انا معهم أشعر بالامان ، بدونهم فقدت الامان . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD