bc

لاء الندم ..

book_age16+
2
FOLLOW
1K
READ
drama
like
intro-logo
Blurb

الفتاة جزء حساس من المجتمع ولكنها أيضا الجزء الأهم فيه فماذا سيحدث لو كانت كل تصرفاتها مقرونة بالندم و تدخل في دوامات من الصراع مع النفس بوحشية كبرى

chap-preview
Free preview
الفصل الأول ..
خارجة من قاعة المحكمة و في يدي بند حريتي الابدي ... أجل لقد تطلقت ونلت الحرية ، تطلقت وقطعت كل أوصال الألم و العزاء في حياتي ، ولكن تركت باب الإحترام مفتوحا ، فأنا أنثى لا تستطيع العيش بدون إحترام للذات و متبادل مع الآخرين... . . اسمع ثرثرات كثيرة من الخلق فمنهم من يشتم ومنهم من يسخر و آخرين شامتون !! و أولهم امي !.. أجل والدتي التي باتت ساخرة ، شامتة من موضوع طلاقي ، كأنني دخلت نيران جهنم وبئس المصير؟! فنحن نعيش في مجتمع محكوم فيه على المطلقات بأنهن أرامل عن الحياة ، و منبوذات عن التعافي ، ولا يحق لهن العيش بسلام و هدوء بعد كل ما مررن به من بئس في العيشة ؟!... امي كانت اول المعارضين على زواجي من ثائر ، فلم تحبه و لم تستلطفه يوما مع أنه و الحق يقال كان مثال الأدب و الأخلاق النبيلة ، ولكن امي كانت كبقية أمهات المجتمع تريد زواج صالونات من أسرة مرموقة و شاب بهية الطلة وعلى مزاجها و قد نسيت أنني انا من سيعيش معه وليست هي ... ... نحن تطلقنا الآن وباتت هي سعيدة و تظل تسمعني أن هذه اكبر غلطة في حياتي ، ولكن إن عاد بي الزمن مرة أخرى كنت سأختار نفس الأختيار و أعيش نفس التجارب التي كانت سببا في نضجي و تعليمي دروسا صائبة في الحياة ، بسببها إكتسبت وعي أكثر و صرت اعقل مما كنت وبتُ اقدر نفسي و الآخرين أكثر... . . ليس بسبب أننا انفصلنا يعني انعدام الأخلاق و الإحترام بيننا ، لازل الحب موجود ولكن الحياة أصبحت أصعب بيننا فإخترنا السلام لكل من الطرفين . . . وسبب هذا الأختيار هو أننا أصبح بيننا جواد .. قطعة قلبي و روحي الصغير ، بلسمي و سكر الحياة لي ، ابني الذي يشع من داخلي و يسعد كل لحظة في خاطري .. إخترنا راحة البال لإبننا ، لم نكن انانيين، فالأفضل الإنفصال من جعل حياة ابننا جحيم كل يوم بسبب النقاشات الحادة و المشاكل التي لا تنتهي ، فقد يصاب بعقدة تكبر معه للأبد ، لذا قررنا أن يكون له بيتان مفعمان بالأمان و أن يرى السلام بين والديه و سيتفهم كل شيء عندما يكبر مع حسن التربية اذا أعطانا الله من العمر أكثر ..... . . . . مشيت بين الطرقات و استنشقت هواء نقيا و عدت إلى البيت ، بيت ابي رحمه الله ، امي هي من ربتنا و كانت لنا الام و الاب و تعبت من اجلنا ، ضحت بكل شيء لتربينا أنا و إخوتي ، ونحن شاكرون و ممتنون لها جدا و نحبها بكل ما لدينا ، ولكن هذا لا يعطيها حق التطفل و التدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا ، لست عاقة ولا ناكرة ولكن امي تظن أننا لازلنا أطفال و أن اختيارتنا كلها خاطئة و تظن أننا ملكية لا يجب لأحد أخذها ، معها حق ولكن هذا ليس تصرف حكيم مع التربية فهي تدخل عفوها و مغفرتها في كل شيء و بسبب هذا الآن أرى نظرة اخي المن**رة و حياته التعيسة مع إمرأة لم ولن يحبها لأنها ببساطة بغيضة و منفرة لا تعطيه حتى سبب لفرصة من السعادة ، إمرأة اختارتها امنا ولكنه كان افشل اختيار ، سبب ان**ار لقلب مريض ب ذمة التحكمات اللانهائية.... . . . . . . قبل ثلاث سنوات كنا انا و اخي ساجد في آخر سنة دراسية فنحن تؤام ، تخرجنا من كلية اللغات ، لا أعلم ما بين بقية التؤام في العالم ولكن ما بيني وبين ساجد أقل ما يقال عنه إرتباط روح و دم و كل شئ ، نحن متطابقان حتى في الأحلام و الأمنيات و نحب كل شيء معا ولكن يفصلنا أن ساجد أقل جراءة مني و أكثر هدوء و أضعف مني بالشخصية ، فأنا منذ نعومة اظافري متمردة على كل ما يؤرق خاطري وما لا يعجبني .... بعد تخرجنا قررت والدتنا أننا يجب أن نتزوج و ننشئ عائلة ، من دون أن نكون أنفسنا أو نأخذ قليل من الأنفاس من الدراسة و من دون الحصول على وظائف .. اخي اعجبته الفكرة لانه كان معجب بفتاة تدرس معنا بالجامعة ، هي جميلة و لطيفة و تناسب شخصيته و انا كنت اشجعه دائما ليتحدث معها و كنت أحب فيها عفويتها و تلقائية تصرفاتها لأنني أكره الفتيات المتصنعات ... ، وقتها كان ثائر صديقا لاخي محمد وهو الأكبر فينا ، كنا نحب بعضنا منذ وقت ليس بالكثير ولا بالقليل ، وكنت مفتونة بكل شئ فيه ، ليس وسيما جدا ولا فاحش الثراء و لكنه كان جذابا ، مهذب و أهم شيء كان إنسان مثقف و شجاع وهذا كان يف*نني به أكثر .... ... كنا انا و ساجد قد تقبلنا فكرة الزواج قليلا ولكن تأتي الرياح بالسفن التى لا نشتهيها ، فقد صدمتنا امنا بخبر خطبتنا لأشخاص لا نستلطفهم وليست لنا بهم علاقة جيدة ، فقط امي كانت مرتبطة بهم ، أما نحن نادر ما كنا نخالطهم ، كانت منبهرة بتصرفات الفتاة المهذبة التي كانت ترتدي قناع لا يشبهها ... مذ عرف*نا على أبناء صديقتها و انا لم أحبهم ، لم أرى اي تصرف سئ منهم ولكن قلبي لم يرتاح لهم أبدا ، وأنا إن لم اطمئن للشخص لن ابادله اي علاقة كانت ..... . . . . أجبرت أخي على الارتباط و مثلت المرض و إدعت العفو و قامت بالمستحيلات التي لم اتقبلها أنا ولكن ساجد لرقة قلبه وافق و لكن كان شرطه اعطائي حريتي وكان له هذا و لكن حكم على نفسه بالموت حياً و حكم عليّ بعقدة الذنب التي لازالت تلازمني للان.... لكنني لست نادمة ابدا على إختياري ولكنني نادمة أنني اضعت أخي بعنادي و الآن هو يعيش في دوامة من التعاسة و الحزن و امي لازالت متمسكة أن اختيارها الأفضل بالرغم من كل ما رأت من تلك الأفعى الخبيثة .... . . . . . . انا و امي أكثر الناس نقاشا و حدة مع بعض فهي كما تتحكم بي تريد أن تدخل سلطتها على ابني وانا لا أرضى أن يربى ابني بغير الطريقة الصحيحة ولن يكون ضحية أخرى للهوس و السلطة الغير عادلة فحزمت قراري و قررت أن أرحل بعيدا عن بيتنا و بعيدا عن مدينتنا ليس فقط المنزل و أخطط لهذا منذ فترة و اشتريت فعلا بيت لي انا و جوادي اللطيف ، فأنا أعمل بالترجمة و قدمت لي وظيفة مرموقة و ممتازة تسع كل أحلامي و خيال إبني لذا حزمت اغراضي و وضعت والدتي أمام الأمر الواقع ولم أسمع لكل احتجاجاتها و سددت طبلة أذني بواق صلب..... ، كان إخوتي أول الداعمين فمحمد سئم و ساجد فاض به اما سُهيل فلم يعد يبالي و سُكينة المسكينة تجد في دراستها مهرباً من المنزل الذي لا يطاق .. ، في اليوم التالي افقت من الصباح لنبدأ انا و إبني قصة جديدة خالية من الصراعات النفسية .. أوصلنا إخوتي إلى المطار و امي و العزيزة زوجة تؤامي لم تنظرا لي حتى ولكن لا يهم في سبيل راحة إبني أجد السعادة و تهون لي الايام ، غدا تفهم امي و تصفح و تعذر ولكن فقط لتنظر بعينها و تزيل غشاوة الظلال التي فيها.... ..... جلست في مقعد قرب النافذة حتى يتمكن جواد من رؤية ما يريد و ليأخذ راحته فلم يمضي قليل من الوقت حتى غفى على ص*ري ، فهو في الثانية من عمره ، يشبه اباه كثيرا ولكنه يشبه ساجد أكثر ، فالله يعلم مدى حبي لإخوتي وحبي لساجد خصوصا ، . . . . . عندما وصلنا اول شئ قمت به هو النوم لأنني متعبة ، متعبة جدا من الحياة و الناس و الظروف و الطلاق و ثائر و آه من تعبي من ثائر لا أريد التفكير فى هذا الآن لأنني في غنى عن زيادة الأرق و التعب ... كنت خائفة و مترددة قليلا لأنني في مكان جديد و مجتمع مختلف و متوترة من العمل ولكن هيهات لن أجبن في بداية الطريق فأنا من إختاره و سأمضي فيه بكل عثراته ، فلا أريد أن ألوم أحد في المستقبل على حياتي ، وحدي من اتحمل نتائج قراراتي ولست نادمة على أي شيء ولن تكون هناك لاء الندم في أفكاري... . . . . سجلت إبني في حضانة فأنا لا أضمن أحد على طفلي ولن أعين المربيات ، دوامي ينتهي بعد الظهر و هذا موعد خروجه من الحضانة .. ، لذا في اليوم الثاني قدت السيارة للحضانة أولا و منها إلى مكان عملي وكلي ثقة و همة للحياة ، فأنا لن أستسلم للظروف و لن أصاب بالخيبات التي تقل من عزائمي ، استلمت عملي و بدأت فيه بكل نشاط ... بعدها خرجت متوجهة للحضانة أخذت جوادي و مررنا بالحديقة لاعبته قليلا و اشتريت له المثلجات و مررنا بمحل الأل**ب فقد تركنا أل**به ولم نحضرها لثقل المقتنيات علينا ، اشتريت له ما رغب و عدنا إلى المنزل نطلب السكينة هناك ... . . . . . . . . كنت في مكان كله اضواء لا أرى فيه احد و أشخاص لا أعرف وجوههم و همسات لم أفهمها و فجأة تمتد يد لتنتشلني و تعانقني بقوة و صوت يهمس : سجود اما حان وقت شملنا ... و ض*بات قلبي في ازدياد و لا أعلم ما هذا الشعور الذي لم اتعرض له من قبل و فجأة استيقظت متعرقة و لازال خفاقي يض*ب بقوة و ما زالت آثار الصدمة على وجهي من هذا الحلم الغريب الذي لم أرى مثله من قبل ومن هذا الصوت الذي يعرف اسمي و يعانق روحي هكذا من دون مقدمات !! . . . . . شربت كأس ماء وجلست على طاولتي احتسي القهوة فالنوم حارب اجفاني بعد هذه الرؤيا الغريبة ... ، جلست افكر في ثائر و كيف أن الأمور أصبحت لا تطاق بيننا ، متى أصبحنا بهذا الشكل ، ومتى تحولنا إلى هذه الصور مع بعضنا ، كيف وصلنا الى طرق مسدودة ، بدأ هذا منذ عام عندما أصبح عملي هاجسا بالنسبة ل ثائر و عائلته ، عندما أصبح يرى أن عملي و إبني أهم منه ولم يرى محاولاتي ، قتالي لنبقى معا ، تضحياتي التي وصلت إلى تقليل ايام العمل مع الخ** ، و اهمالي لنفسي من أجل راحة أسرتنا الصغيرة .. ، كلما رآه هو انانيته و صوت أسرته و رأي المجتمع ، لم يرى أنني احبه و أضحى لم يرى الهالات تحت عيني ولم يرى طاقتي التي كانت تذبل مع كل جرح يسببه لي ، ولم يبصر إلا بعد أن خسرت إبني الثاني !! . . أجل طفلي الذي كان ينمو في احشائي بسبب الحالة النفسية السيئة و الظروف القاهرة فقدته ، بكيت بقوة و قهر ولم أستطع النسيان فأنا وضعت في ضغط هائل لم ينصفني فيه احد ، خسرت فيه قطعة من روحي ولكن حمدا لله على كل النعم و النغم فربما لو انجبته لكان أسوأ له من الموت !!!!

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

( عشق العاصم )

read
1K
bc

نور الصعيد

read
1K
bc

رواية ادم.. لـ زينب سمير

read
1K
bc

عشق تحدى الصعاب

read
1K
bc

عشق صقر الصعيد

read
2.1K
bc

رجل المهام الصعبة.. للكاتبة/ندى محسن ♕Noody♕

read
1K
bc

نورٌ على نور

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook