bc

لعنة المعرفة ج٢ لسلسلة لعنة الزمن

book_age16+
91
FOLLOW
1K
READ
twisted
like
intro-logo
Blurb

كثير من المعرفة قد يكون لعنة علي صاحبة وهذا ما حدث مع دانا لأفشائها لاسرار لم يكن يجب أن تخرج للعلن أبداً بل كانت من المفترض أن يتم دفنها عميقاً وكانها لم تحدث .. لكن بسبب تهور دانا المعتاد تسببت في تفشي ا****ة وتغير حاضرها ومستقبلها للأسوء

chap-preview
Free preview
الفصل الأول
دخلت ناعومي المنزل بعصبية و ألقت حقيبتها علي الأريكة وقالت بغضب: -أنا أكره هذه المدرسة وأكره الجميع. فنظر لها توماس والدها وقال لها باهتمام: -ما الأمر مجدداً يا ناعومي؟ نظرت له بغضب وقالت: -أنقلني من هذه المدرسة فوراً لم أعد أستطيع الاحتمال فالجميع يسخر مني ويقولون عني ق**حة وحمقاء. تدخلت جينا والدتها قائلة باستياء: -أنتِ من تتسببين لنفسك بهذه المشاكل ؛ركزي فقط بدراستك وكفي عن التدخل بأمور الأخريين. نظرت ناعومي لأمها بغضب شديد وصاحت بها: -أنت لم تتفهميني يوماً ؛ فما بالك بالأخريين! أنا أكرهك ؛ فلا أحد يفهمني ويحبني سوي دانا جدتي. صاحت بها جينا بغضب شديد: -أنها ليست جدتك أنها مجرد عمة لأبيكِ ؛ثم هي من أفسدتك فأنتي و**ة تماماً مثلها. قاطع توماس زوجته قائلاً لها: -كفي يا جينا اهدئي ؛ ولا داعي لهذا الكلام الآن. أما ناعومي فدخلت غرفتها بغضب صافقه الباب خلفها فنظرت جينا لزوجها بعصبية وقالت غاضبة: -أنت تنحاز دوماً لتلك المرأة ؛ لماذا لا تري أنها أفسدت أبنتك؟ أنا لم أعد أستطيع التحكم بها. قال توماس بهدوء: -عمتي دانا تحب ناعومي؛ و ناعومي أيضاً متيمة بها أنها فتاة مفعمة بالحياة وأنتِ لا تفهميها. قالت جينا بحنق: -كلا أن دانا تحرضها ضدي؛ وها هي الآن تستمع لها ولا تستمع لي. -حاولي أن تتفهميها يا جينا وتناقشيها بدلاً من الصياح بها علي أتفه الأشياء ،ووقتها ستستمع لكي. تن*دت بعصبية وقالت: -أبنتنا ستتم غداً خمسة عشر عام ؛أنها مازالت صغيرة ولا تفهم الحياة وكلما واجهتها مشكلة صغيرة تجدها تنفعل وتلعن الحياة وتلعن الأخريين ؛وعندما أحاول توجيهها ؛تصيح بى قائلة أنها تكرهني ولا تحب سوي دانا؛ إلي متي سأتحمل هذا الأمر أنا سأمنعها من التواصل مع دانا نهائياً هذا ما سأفعله. هز توماس رأسه بيأس من عناد زوجته وقال: -هكذا ستخسرين أبنتك أكثر. قاطع كلامه خروج ناعومي من غرفتها بعد أن غيرت ملابس المدرسة بملابس كجوال خفيفة وقالت لهم: -سأخرج لبعض الوقت؛ ولا تنتظروني علي العشاء. فقالت جينا بغضب : -إلي أين أنتي ذاهبة؟ قالت بلا مبالاة: -سوف أذهب لجدتي دانا وأقضي اليوم معها. وهنا استشاطت جينا غضباً وقالت: -كلا أنتِ لن تذهبي لأي مكان أيتها الشابة ؛ أدخلي غرفتك. نظرت لها ناعومي باستياء وقالت: -هل ستمنعينني من الخروج؟ -قلت لكي أدخلي غرفتك الآن ؛ وممنوع الخروج بعد الآن إلا بإذني مفهوم. صاحت ناعومي بغضب واستياء: -أنتِ أم قاسية وأنا حقاً أكرهك. ودخلت غرفتها وهي تبكي غاضبة فنظر توماس لزوجته غير مقتنع بما تفعله فقالت له جينا بغضب: -لا تقل شيئاً. ثم اتجهت للمطبخ بحنق فهز توماس رأسه باستسلام. ***** كانت ناعومي غاضبة للغاية فيكفيها ما حدث اليوم بالمدرسة والآن والدتها أيضاً ؛تذكرت ما فعلته تلك الحقيرة أشلي ؛أنها زميله لها بنفس الصف فتاة ثرية وجميلة تتباهي بنفسها وطبعاً البنات في الصف وأيضاً الشباب ملتفون حولها يتمنوا أن يكونوا من رفاقها ..وهي اعتادت أن تأمر الجميع وهم ينفذون؛ إلا هي كانت دوماً تتجنب تلك المغرورة ودوماً ترد عليها ردود لاذعة وتجادلها فهي لا تحب أن تترك حقها أبداً و أن أذاها شخص ما ولم تستطع أخذ حقها منه تشعر برغبة في الموت؛ ويصيبها الاكتئاب خاصة أنها ليست جميلة و ترتدي النظارات ولا تصدق جدتها دانا التي تؤكد لها أنها جميلة جداً لكنها فقط تفتقر للثقة بنفسها؛ وهذا غير صحيح فما يحدث مع أشلي يثبت لها غير ذلك؛ فتلك الحقيرة اليوم جعلت كل أصدقائها يسخروا منها ويصفوها بالق**حة الحمقاء؛ لكنها فكرت أنها حمقاء فعلاً فكيف تتركها تراها وهي تراقب ألان خفية؛ اااااه ألان كيرك المهاجم في فريق كرة السلة في المدرسة الثانوية في أخر عام له من المتفوقين؛ ثري جداً ..جذاب جداً؛ أنه محط أنظار الجميع بالمدرسة ؛ هي تعرفه جيداً منذ سنوات فهو حفيد روجر كيرك جيفرسون صديق العم بيت زوج جدتها دانا ؛ لقد رأته أول مرة وهي في العاشرة وكان هو في الثالثة عشر وقد قال عنها وقتها أنها غ*ية؛ هل هي فعلاً كذلك؟ لكنه في المدرسة لم يتذكرها ولم يلاحظها حتى؛ لكن كيف يفعل! وهو محط أنظار الجميلات خاصة تلك الحقيرة أشلي ؛لقد قالت لها جدتها يوماً ألا تستسلم بشأنه ووقتها سينتبه لها ؛ أنها تحب جدتها دانا كثيراً فهي تحبها ,تتفهمها ,وتشجعها وهي مختنقة وتود التحدث معها الآن وتشكي لها الذل الذي واجهها اليوم؛ لقد قالت تلك اللعينة عنها أنها البطة الق**حة فكيف تتوقع أن توقع الأمير بحبها مما جعلها تهرب من مواجهتها فهي لا ترد أن يلتفت ألان ويراها في هذا الموقف المهين؛ وأن عرف أنها تلك الطفلة التي وصفها يوماً ما بالغ*ية سترغب حتماً في الانتحار؛ أنها تريد التحدث مع جدتها الآن حقاً والهاتف لن يفي بالغرض ،أذاً ستخرج دون علم والدتها فخرجت بحرص من غرفتها وهي تمشي بحرص وعندما وجدت انشغال جينا بالمطبخ فخرجت بسرعة دون أن تنتبه إليها. ******** -بيت هل أنت مشغول؟ رفع بيت نظره من الأوراق المصطفة أمامه ونظر لزوجته دانا وقال مبتسماً: -نعم قليلاً ما الأمر؟ اتجهت دانا إليه وجلست فوق المكتب قائلة بدلال: -لقد أنهيت الكتاب الذي أكتبه أخيراً وأرسلته للناشر الآن لذا أريد أن أحتفل معك الليلة ما رأيك؟ عقد بيت حاجبيه وقال بأسف: -لن أستطيع يا دانا فيجب أن أخرج الآن ولا أعرف متي سأعود ..وربما أقضي الليلة بمكتبي في الإدارة كالعادة أتصلي بداليا ودعيها تحتفل معك. تنفست دانا بعصبية وقالت له: -هذا أصبح مزعج حقاً يا بيت؛ فأنا لم أعد أستطيع الحصول عليك؛ حتى عندما تعود للمنزل ذهنك دوماً يكون مشغول أو تدخل غرفة مكتبك وتغلقها عليك لتتحدث علي هاتفك لوقت طويل ,أو لمراجعة أوراق ليس لها أول من أخر؛ ألا يمكنك أن تبحث في جدولك عن وقت خاص لي. نظر لها بيت بقسوة وقال بحدة: -أنتِ تعرفين أنني منذ توليت هذا المنصب الكبير أنني سأكون دوماً مشغول؛ فلدي مسؤوليات كبيرة, ولا يمكنني من أجل بعض المطامع الشخصية أن أتهاون في عملي. -وهل طلبت منك أن تتهاون بشيء يخص عملك؟ لماذا الكلام معك أصبح صعب كثيراً ..وأصبحت عصبي المزاج. صاح بها قائلاً: -أنتِ من أصبحتِ مزعجة ولم يعد شيء يعجبك أو يرضيكِ؛ وطوال الوقت الذي أقضيه معك بالمنزل نتجادل ,أو نتشاجر لقد كان الوضع أفضل كثيراً قبل أن يتزوج أبنائنا؛ والآن أصبحتِ لا تطاقين. نظرت له وشعرت بالحزن الشديد من كلامه وقالت بقهر: -أنا يا بيت! نهض من كرسيه واقترب منها قائلاً بصرامة: -أنظري إلي سنك؛ أنتِ لم تعدي شابة صغيرة؛ أنتِ جدة الآن ,وبالرغم من هذا مازلتي تتصرفين كشابه بالعشرين؛ دانا أنتِ زوجة مسئول كبير لذا حياه الطيش واللامبالاة لم تعد تلاءم وضعك ؛ سوف أخرج الآن وأتمنى عندما أعود أن أجد دانا أخري عاقلة بانتظاري. ثم ذهب لغرفته ليرتدي ملابسه وبعد لحظات خرج تاركاً إياها فنزلت دمعه غادرة من عينيها؛ نعم هي لم تعد شابة صغيرة فنظرت لوجهها بالمرآة ،لقد خطا الشيب رأسها ورغم أنها تصبغه دوماًٍ لتظهر أصغر سناً ألا أن بعض التجاعيد الصغيرة تظهر سنها الحقيقي؛ فبعد الأربعون استنكرت دوماً أنها تخطت هذا السن وهي الآن بالخامسة والستون؛ ستتمهم غداً رغم كل المجاملات الكثيرة التي تسمعها عن كونها لا تبدو حتى ب الأربعون؛ أنها مازالت جميلة لا تنكر وتصرفاتها الصبيانية ,شخصيتها المرحة ,روحها العالية يجعلوها دوماً تظهر في غير عمرها وداليا دوماً تقول لها أن لا أحد يصدق أنها والدتها؛ لكن هيهات ؛هيهات والآن بيت ؛أنه أحياناً يبدو وكأنه يتصيد لها الأخطاء؛لقد تغير منذ سنه كاملة بعد زواج ماك ولدها وفي حفل زفاف ماك ظهر بالحفل متأخراً ومعه شابه سنها تقريباً بالأربعون جميلة وناضجة قدمها **كرتيرته؛ وقتها علقت دانا ساخرة منها عن كون السكرتيرات يكونون عادةً أصغر سناً فردت عليها بهدوء مستفز عن أنها سكرتيرة مسئول كبير ويجب أن تكون خبيرة ومحنكة؛ وأن لديها من المؤهلات ما يجعلها مناسبة تماماً لبيت ؛وسألتها دانا أن كانت متزوجة فقالت لها ببرود أنها مطلقة؛ وليس لديها أبناء لقد ضايقها الأمر كثيراً وقتها وتشاجرت مع بيت بعد الحفل بجنون فتصرف معها بقسوة وقتها واتهمها بالغباء والطيش وأنها أحرجته أمام سكرتيرته بأسئلتها السخيفة وتصرفها معها ؛فأشتد الجدال بينهم بشدةً مما جعله يهجر غرفة نومهما وحتى الآن أصبح هناك شرخ بعلاقتهم وأصبح عمله بالمقام الأول وحتى بعد أن تصالحا لم يعد لغرفتهم متعللاً بأنه يتأخر دوماً ولا يريد أن يزعج نومها فتستيقظ مذعورة؛ ففكرت دانا بجنون بتلك الفكرة التي أصبحت تلازمها كظلها؛ هل ي**نها؟ ألم يعد يحبها؟ ف*جل بمركزة وجاذبيته دوماً محط أنظار النساء مهما كانت أعمارهم فهي حتى لم تسلم من مغازلات صديقات داليا أبنتها, وهي رأت نظرة سكرتيرته له أنها معجبة به هي متأكدة من هذا؛ فهم متزوجون منذ خمسة وثلاثون عام وهي مازالت متيمة به فهو يمتلك واحده من تلك الشخصيات التي تجعل النساء تميل إليه فوراً وهذا يدفعها بغيره جنونية هل عليها أن تراقبه لترى أن كان فعلا ي**نها أو يخرج مع أمراه أخرى هل سيأتي الوقت الذي سيقول لها فيه دعينا نفترق؟ دمعت عيناها لهذا الخاطر عندما سمعت صوت جرس باب منزلها ؛مهلاً هل شعر بالذنب وعاد ليتصالح معها؟ اتجهت علي الفور والابتسامة تنير وجهها وفتحت الباب لتسأله لماذا لم يفتح الباب علي الفور بمفتاحه؟ لكنها وجدت ناعومي أماها التي ما أن رأتها ألقت نفسها بين ذراعيها باكية وهي تقول: -ساعديني يا جدتي ؛فالكل يضطهدني ؛أمي ,وتلك اللعينة أشلي ؛أنا أكرههم جميعاً يا جدتي. حاولت دانا أن تخفي خيبه أملها من بيت أمام ناعومي وقالت لها بحنان: -اهدئي يا ناعومي وأخبريني عما حدث. نظرت لها ناعومي بقهر وقالت: -أنها أشلي كالعادة؛ تجعل حياتي بالمدرسة كابوس مزعج والآن أمي تريد منعي من الخروج ورؤيتك. فقالت دانا بحنق: -جينا مجدداً؟ وشعرت بالغضب من زوجة توماس فهي لم تحبها يوماً؛ فهي امرأة جدية أكثر من اللازم ,ولا تعرف كيف وقع توماس الجذاب بحبها ؛ لكن أن تمنع ناعومي من رؤيتها فهذا لن تسمح به أبداً فقالت لناعومي بهدوء: - لا تقلقي يا ناعومي؛ فأنا لن أسمح لها؛ لكن ماذا فعلت أشلي مجدداً؟ ألم أنبهك أن تتجاهليها. -هي تستفزني دوماً وأنا لا يمكنني التحكم بغضبي معها. ثم قصت لها ما حدث اليوم بالمدرسة وعن رؤية أشلي لها وهي تتلصص علي ألان فضحكت دانا وقالت: - وهو ألم يلاحظك بعد؟ ألقت ناعومي جسدها علي الأريكة بيأس وكشرت قائلة: -وكيف يراني؟ ألا تعرفين كم الفتيات الذين يحومون حوله؛ كيف له أذاً أن يراني! فمع شخص مثله فرصتي تقل عن الواحد بالمائة. فنظرت لها دانا وهي تتذكر بحنين ذكرياتها مع بيت فهي أيضاً كانت فرصتها مع بيت أقل من هذه النسبة؛ لكن ها هي الآن زوجته ؛ هل تخبرها أنها أيضاً ستكون زوجته وستكون أسعد امرأة بجواره فلقد أشتري اليخت مخصوص لها لأنها تحب الإبحار كثيراً؛ وبيت أيضاً في وقت ما كان يحاول دوماً أن يرضيها؛ لماذا تغير الحال بالنسبة لهم؟ هل يمكن أن تخسره يوماً فنظرت لناعومي وقالت لها: -كلا سيراكِ ويشعر بما تشعرين به وأكثر؛ خذيها مني ثقة. وهنا لم تحتمل أعصاب ناعومي وصاحت بها غاضبة: -لا تفعلي بى هذا ؛أنا لست تلك الطفلة الصغيرة التي صدقتك بسذاجة؛ أنا أعرف أنه لن يهتم بى أبداً. قالت دانا لتهدئها: -بلي أنتِ مازلتي صغيرة ؛وعليكِ تصديقي والأيمان بكلامي. انهارت ناعومي بالبكاء وقالت: -كلا لن أمن بكي بهذا الأمر؛ فما الذي سيجعل شخص مثله ينتبه لي ؛فأنا لست جميلة ,ولا ثرية؛ لقد تعبت من الأمل بشيء لن يحدث ؛أنا فاشلة ؛ولن يهتم لي أي أحد يوماً. وأخذت تبكي بشدة ولم تستطع كل محاولات دانا لتهدئتها ماذا تفعل لها ؟أنها تتعذب كثيراً تماماً مثلها بوقت ما عندما كان بيت يبعدها عنه ؛و ناعومي بسن المراهقة والمشاعر بهذا السن تكون قوية جدا ف*نفست بعصبية وقالت لها: -لو توقفتِ عن البكاء سأخبرك قصة جديدة ستعجبك كثيراً. رفعت ناعومي رأسها قائلة بين دموعها: -و أي قصة يمكنها مواساتي بمصيبتي ؛قلت لكي أنا لم أعد طفلة سأتم الخامسة عشر غداً , وأنا أريد أن أموت. ا****ة تلك الفتاة لديها ميول انتحارية حقاً ؛ فكلما واجهتها مشكلة تبكي وتنوح وتقول أنها تريد أن تموت عليها تقديم شيء لها كي تتطلع دوماً له ولا تيأس بحياتها ؛لكن ما هو الشيء الذي يمكنه فعل ذلك سوي ؛ألان نعم هو الوحيد الذي سيعطيها الدفعة المطلوبة في الحياة فقالت لها بتهور: -أسمعي ما سأقوله لكي ؛ فهو كلام خطير لكن هل أنتِ عاقلة بما فيه الكفاية لتقبل كلامي؟ حماس دانا بكلامها جعل ناعومي تكف عن البكاء وتركز معها قائلة: -أهو حقاً سر؟ ابتسمت دانا لفضولها وقالت : -نعم وخطير أيضاً؛ ولن تخبريه لأحد أبداً اتفقنا؟ أومأت ناعومي برأسها بحماس فقالت دانا باهتمام: -هل تذكرين يا ناعومي تلك القصة الخيالية التي قصصتها عليكي وأنتِ صغيرة؟ فكرت ناعومي وقالت: -أيهم؟ لقد قصصتِ لي العديد من القصص. -تلك الخاصة بالمستقبل التي انتحلت البطلة بها شخصية أخيها و.. قالت ناعومي وهي تقاطعها بحسم: -طبعاً أتذكرها فهي من أفضل الروايات التي قصصتها لي. ثم أكملت بسخرية: -أشياء كتلك تحدث فقط بالروايات والأفلام؛ فلا تقنعيني أنه من الإمكان أن يقع ذلك القائد الرائع بحب تلك الصحافية التي أعتبرها مجرد جاسوسة؛ لكن أنني أتساءل لماذا لم تنشريها يوماً؟ بلعت ريقها بعصبية وهي بين ناريين أتبرد نارها وتخبرها؛ أم تتوقف فوراً كم يؤسفها أن تكون هذه الفتاة الرائعة تائهة وضائعة بينما مستقبلها سيكون بهذه الروعة؛ تري عل ستكون علي قدر هذه المفاجأة الآن إن أخبرتها بمستقبلها! راودها بعض القلق كون بيت كان حاسم معها بخصوص هذا الشأن وأنها يجب ألا تتلاعب بالأسرار التي عرفوا بها في المستقبل وأن هذا كفيل بتغيير مستقبل الشخص المعني إن كشفت له هذا السر لكنها حسمت أمرها عندما قالت: -كلا يا ناعومي قصص كهذه تحدث بالواقع ؛فهذه رواية حقيقية وليست من محض خيالي مطلقاً. نظرت لها ناعومي وقالت بغضب: -جدتي هل تسخرين مني الآن؟ قلت لكي أنني لم أعد طفله صغيرة؛ لماذا تحاولين التصرف معي باستخفاف؟ نظرت لها ثم أمسكت بهاتفها وفتحت صورة قديمة واضحة لها بسن الثلاثون مع سايمون وقالت لناعومي: - أنظري لي أنا وجدك بشبابنا؛ ألا تعتقدين أننا نتشابه بشكل كبير؟ نظرت ناعومي للصورة ثم نظرت لدانا وشهقت فالصورة كانت تؤكد لها حقائق لم تكن لتصدقها أبداً يوماً فقالت: -مستحيل ؛ما الذي تريدين قوله ؟ أنكي أنتِ البطلة! وهذه قصتك أنتِ ؛ أنني أهذي صح؟ -كلا لا تهزين هذه هي الحقيقة التي أخفيتها عن الجميع. أرجعت ناعومي شعرها للوراء بعصبية وهي تشعر بالجنون لابد أن جدتها تخدعها؛ مستحيل فقالت بذهول: -والعم بيت هو ذلك القائد ؛يا ويلتى ؛ كيف أصدق هذا الجنون ؛ لكن أحقاً عشتِ أنتِ والعم بيت قصة خيالية كهذه؛ واو جدتي هذا رائع ،بل مذهل ؛أنا لا أعرف ما أقول أنتِ ،أنتِ.. توقفت ناعومي عن الكلام ونظرت لدانا وملامحها تكاد تنفجر من التعبيرات التي بها ثم قالت ببطيء وكأنها تخرج الكلمات بصعوبة من فمها: -مهلاً؛ في المستقبل ؛ أنتِ قابلتي حفيدة شقيقك؛هل؛ كانت ،أنا؟ نظرت دانا لها ودموعها تسبقها بالإجابة قائلة: - نعم أنتِ؛ وزوجك المستقبلي كان. قالت ناعومي لها بلهفة: -أرجوكِ قولي أنه ألان ؛أستحلفك بالله قولي هذا. - نعم يا ناعومي أنه هو؛ أنتِ ستتزوجينه وستعيشين معه بسعادة. سرحت ناعومي في الخيال قائلة وكأنها تهذي: -أنا من سيقوم بالاعتراف لها بحبه أمام أصدقائها ,يسحبني من يد رجل أخر ويقبلني بشوق أمام الجميع؛ ااااه ،جدتي قلبي سيتوقف عن الخفقان. ثم نظرت لدانا وركضت إليها ملقية نفسها بين أحضانها تقبلها بجنون قائلة: -جدتي أنا أحبك كثيراً؛ أنا أسعد فتاة بالعالم . يا ألهي ما الذي فعلته؟ هل تصرفت بغباء كعادتها دوماً؟ لكن هي أسعدت فتاة تفكر بالموت؛ لقد تصرفت جيداً ؛لكن ألم يخبرها بيت ألا تتدخل حتى لا تغير مستقبلهم وعن أمكانية حدوث شرخ في جدار الزمن بإمكانه تغيير أشياء كثيرة كان من الممكن ألا تحدث؛ كلا أن بيت كان يخِيفها وليس أكثر وقد جعلت ناعومي للتو أكثر ثقة ,وأكثر سعادة ؛فلقد أعترف لها ألان بحبه في السابعة والعشرون من عمرها وتزوجها في الثامنة والعشرون و ناعومي كانت تقريباً في الثلاثون عندما كانت دانا والأخريين برحلتهم المستقبلية ؛سوف تنتظر ناعومي طويلا حتى تحظي بألان ؛أنها تشفق عليها فقالت ناعومي وهي مازالت بعالم آخر: -أشكرك كثيراً يا جدتي ؛فالآن لدي هدف بحياتي أثق بأنني سأحظى به ؛ولن أدع تلك الحقيرة أشلي تتغلب علّي مجدداً. فقالت دانا بهدوء لها: -والآن عليكِ العودة للمنزل تجنباً للمشاكل. قالت بحماس: -بالتأكيد سأفعل؛ أنا أحبك كثيراً يا جدتي. وقبلتها بحب وانطلقت بطريقها وهي تغني لكنها فجأة توقفت قائلة: -صحيح أليس جد ألان صديق لعمي بيت؟ لماذا لا تجعلي العم بيت يدعو ألان وجده للعشاء ؛وستكون فرصة حقيقية لي للتعرف بألان. أن ناعومي حقاً مازالت طفلة ولا تدري أن عالم الكبار مختلف ..فأولاً بيت علاقته محدودة بروجر وسيكون من السخافة أن يدعوه مع حفيده بالتحديد ؛وثانياً بيت مشغول دوماً حتى عنها شخصياً فما بالك أن تطلب منه دعوة رجل بيت لا يحبه كونه كان معجب بها من قبل ؛طبعاً تتوقع سلفاً الشجار الفظيع الذي من الممكن أن يحدث فنظرت لناعومي وقالت لها: -لا تستبقي الأمور يا ناعومي؛ ودعيها تتخذ مسارها الطبيعي. تن*دت قائلة بحسم: -لا بأس ؛أنتِ محقة. وخرجت وهي تدندن بسعادة شديدة.

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

همسات بقلم العشاق.. ج٣ من الجوكر والأسطورة.. للكاتبة أية محمد

read
1K
bc

التراتيرّا

read
1K
bc

أحببت رجلًا آليًا

read
1K
bc

زوجتي سيئة السمعة

read
1K
bc

همس الأفاعي

read
1K
bc

حرب الاسود (للقدر آراء أخرى ج٢) ناهد خالد

read
1K
bc

انثي تتحدي الرجال

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook