فتاة الظلام

كانت تسير في البلد بهدوء، و هي تسمع الجميع يحتفل ويقول بفرحة: اليوم هو يوم ولادة الملكة "نينيت". نظرت بهدوء الي ذلك القصر والذي يبعد عنهم، حيث انه بعيد عن تلك الضوضاء، في مكان هاديء حوله حديقة بها العديد من الورود، ف الملك "آش" رجل هاديء يحب الاسترخاء، مر العديد من الساعات بين الام الملكة نينيت، الي ان صدح في القصر صوت صغير، رسم على وجوه الجميع بسمة واخذوا يهنؤون بعضهم البعض، حتى خرجت إحدى العاملات ب القصر وقالت للملك آش ببسمة: سيدتي نينيت بخير، و انجبت طفلة في غاية الجمال، لذلك هي تريد رؤيتك في الداخل. وقف الملك وذهب للداخل سريعا، وبعد قليل جاء له إحدى الحراس يخبروه بأن الساحرة تريد رؤيته على الفور، فخرج لها سريعاً، و عندما وقف امامها قال بهدوء و هيبة: ماذا تريدين يا ميليت. تقدمت ميليت لتجلس امامة، و لم تخشى اي شيء و هي تقول: أريد حكم كمت عزيزي آش. عقد آش ما بين حاجبيه بذهول وهتف: حكم كمت؟ هل جُن عقلك ام ماذا يا هذه، فأنا الوريث الاول للعرش، كما انني لن اترك الحكم لمشعوذة مثلك، هذا فقط في احلامك ميليت. ابتسمت ميليت اليه ببرود، و قالت بنبرة اثارت غضب آش: حسنا عزيزي، فل نفرض الان سؤال لم تضعه انت و هو ما المقابل للحكم؟ سوف أُجيبك بهدوء، مقابل سلامة ابنتك الحبيبة، اووه حسنا دعني اتذكر اسمها كان ماذا اجل كان ميريت، قريب جدا من اسمي ياللصدف. وقف بغضب كبير، و قال: سحرك هذا استخدمية على احد اخر عدا انا و ابنتي و زوجتي، و هذا من مصلحتك انتي و ليس انا افهمتي حديثي. ابتسمت له ثم وقفت و هي تقول: سوف نرى ما سوف يحدث لعزيزتك، والذي سوف يجعلها تعاني لكن دون علم الجميع. قالت هذا ثم ذهبت، و هي تنوي له على الكثير و الكثير، تاركة له تفكيره في ما سوف يحدث لابنته التي لم يمر على ولادتها ساعة واحدة بعد.. مر عشرون عام، ولا يزال الملك و زوجته يفكرون بعد ما سوف يحدث لابنتهم، و حياتهم لا تخلو من تهديدات تلك المرأة الصفيقة. كان الملك يجلس امام حراسة و هم يعدون احتفالهم بمولد الفتاة، تعجب الجميع من ذلك الطلب، فكيف يحدث هذا؟ ابتسم الملك لهم بهدوء و فخر و هتف: ما بكم يا رجال، لتكن إبنة الملك آش هي اول فتاة يتم الاحتفال بمولدها، و لما لم نجعل هذا اليوم عيد، و يوم مولدي عيد، و يوم كل شخص منكم عيد، فهو يوم واحد يمر كل عام، ليسعد بهذا الإله تحوت. ابتسم الجميع له و أيدوه الرأي، و بدأ الحراس في الترتيبات، ليظهر هذا اليوم بأفضل شكل. كان اليوم يمر بسلام، و الكثير من الناس يضحكون ف قد نظم الحراس بقيادة الامير احتفالاً ولا اروع، و دعى الكثير من عامة الشعب و الوزراء و غيرهم، **ت الجميع عندما رؤا ميليت تسير بينهم و هي تبتسم بخبث، مسكت نينيت يد زوجها و هي تنظر له بقلق و خوف على ابنتها، بينما ميليت كانت تسير بين الجميع و كأنها فتاه في الحادي و العشرون من عمرها، رغم انها تخطت الخمسون عام، إلا انها تستخدم سحرها لتخفي ذلك و تبدوا اجمل مما هي عليه، وصلت امام الملك آش، الذي تحدث على الفور: لما اتيتي إلي هنا يا ميليت. تظرت ميريت إلي والدتها و هتفت بهدوء: من تلك الجميلة يا امي، فأنا لاول مرة أراها هنا. اغمضت نينيت عينها، و قالت و هي تفتحهم مجدداً لإبنتها قبل ان تأمر الحراس بشيء ما: تلك هي ميليت، الاخت الاكبر لوالدك. ثم نظرت للحراس بهدوء و شموخ و هي تهتف: بيك، تقدم و خذ السيدة ميليت لغرفتها الخارجية ب القصر، فربما هي تريد الاستراحة قليلا، قد عادت اليوم للتو من رحلتها و التي استغرقت وقت طويل. حرك بيك رأسه بتفهم، فهو يعلم ان الغرفة الخارجية بالقصر للامير سيا، ابن الملك إبريس و الذي تم قتله في احدى المعارك، و منذ ذلك الوقت و سيا يجلس مع الحكيم ليتعلم جيدا و يصبح حكيم هو الاخر. تقدم بيك ليأخذها لكن اوقفته ميريت و هي تقول: بيك توقف، لما تأخذها للخارج الان، لتجلس هنا في القصر، الجميع يعلم ان تلك الغرفة خاصة بالامير سيا، يضع بها اغراضه فلا يجب ان نقترب منها إلا بعلمه كما يقول ابي. ابتسمت ميليت لتلك الساذجة و تقدمت و هي تفتح ذراعيها لميريت: اوه، ابنة اخي العزيزة فكم انتي جميلة و رقيقة. نظرت إلي آش و قالت: تعاهدنا منذ عشرون عام، و اليوم قد جاء يوم التنفيذ عزيزي، فكم كنت انتظر ذلك اليوم و بشدة. **ت آش بقله حيلة، فهو لا يريد ان يخبر ابنته بما سوف تفعله تلك الحمقاء بها، و انتظر الي ان يمر ذلك اليوم ليقوم بطرد ميريت من القصر. 22/11/2022 كانت ترتدي ثيابها لتظهر في كامل اناقتها، فهي اليوم تعتبر عروس، تعلم ان اصدقائها يعدون لها حفل و لا اروع، امسكت بيدها احمر شفاه و نظرت لنفسها بالمرآه ثم وضعته جانباً و قالت: قمر و الله يا بت يا جوجو، روج ايه و بتاع ايه ده الواحد على طبيعته حلو برضو و قمر اربعتاشر. خرجت من غرفتها و هي ترتدي الجاكيت، و تقول بصوت عالي نسبياً لوالدتها: ماما، انا خارجة عاوزا حاجة. التفتت لها الام و قالت: مش كنتي قضيتي عيد ميلادك ده هنا احسن، حازم ابن خالتك جاي و عامل ليكي مفاجأة تقومي انتي خارجة كده. ابتسمت جاسمين لها و قالت مازحة: و الله يا اختي انا مش بطيق الواد حازم ده، اصله عدو المرأة فيها ايه يعني لما يكون ليا شخصيه كده و حد تفتخروا بيه ايه كفرت مثلا؟ انما هو طول الوقت هتعملي ايه ب التعليم، كده كده هتتجوزي و تقعدي في بيت جوزك اللي هو بيتي، مفيش شغل خليكي مهتمه بنفسك شوية، و حاجات كده استغفر الله العظيم، لا و مقتنع ان مجال تعليمي ده حرام، فيها ايه يعني لما ابقى مرشدة سياحية و الف مصر كلها. كانت والدتها تتابعها و هي ترفع احدى حاجبيها بسخرية، لتقول عندما انتهت من كل هذا الهراء كما تعتقد: خلصتي كل ده، طيب يا جاسمين مافيش خروج من هنا و هتقعدي لغاية ما حازم يجي و يحتفل هو بعيد ميلادك، بعدين عيد ميلاد ايه و زفت ايه ما الرسول صلى الله عليه و سلم قال ان كل يوم بيمر علينا و احنا بخير عيد، غير ان اعياد الميلاد دي حرام. نظرت لها ابنتها و تحدثت و هي تهم على الجلوس بجانبها: بصي بقى يا ماما، اعياد الميلاد دي من ايام اجدادنا المصريين القدماء، هما اول ناس اخترعوا اعياد الميلاد و من هنا بدأ الكل يقلدهم، عشان كده انا حابه يكون الاحتفال ده غير عادي، هحتفل بيه وسط اصحابي و وسط الاهرامات، مش تقوليلي مع حازم ابن خالتك حازم ايه بس و زفت ايه افتكري لينا حاجة حلوه. تن*دت رضا ب قله حيلة، ثم هتفت لابنتها: طيب روحي يا جيسي بس خلي بالك من نفسك يا حبيبتي. ابتسمت جاسمين و هتفت بهدوء: متقلقيش يا ماما هيما جاي معايا ما انتي عارفه انه من دفعتي غير انه صديقي الصدوق. ابتسمت لها والدتها لتذهب هي متجهة الي زميلاتها اللاتي يحضرن لعيد ميلادها العشرون. استقلت سيارتها و سارت الي ابراهيم ابن خالها، و الذي يفرق بينهما في العمر فقط عده اشهر، لذلك هو اقرب احد لها من اصدقائها و عائلتها، ركب ابراهيم السيارة و هو يتمتم بغيظ: بقى كده يا جيسي الكلب انتي ساعه موقفاني في الشارع، كان كوتشي ايه ده بس يا ربي. نظر الي قدمها و صاح بها: هو ده الكوتشي اللي هتلبسيه، مهو جزمه بكعب اهو يا جزمة انتي. ضحكت جاسمين عليه و على غضبه هذا و قالت له: اعمل ايه يعني مهي عمتك اللي فضلت مأخراني و لازم لازم استنى الواد التنح ابن عمتك اللي اسمه حازم ده. نفخ ابراهيم براحة و هو يقول: ياه ده كويس اوي اني ما جتش عندكم النهاردة بقى و إلا الواد ده كان عكر مزاجي اكتر من اسامه. ضحكت و قالت بغناء: لسه مجاش اللي في يوم يعكر لي مزاجي. ردد الاخر معها: ده انا اعكر العنتيل في بلدكوا و هو ولا على بالي. مه.... كانت سوف تكمل و لكنها توقفت و هي ترى احدى السيارات تقف فجأة لتتوقف الاخرى سريعا قبل الاصتدام بها، ثم نزلت من السيارة و هي تقول: فار الترع ده، كان هيدمر العوهده. نزل ابراهيم خلفها سريعا، لتذهب هي مباشرة الي اتجاه السائق و تطرق على الزجاج بغضب، ليفتح الزجاج و يظهر شاب يمتلك ملامح عادية لكنها هادئة عمره في منتصف العشرين، هتف بنبرة هادئة و قال: فيه حاجة يا انسة. حركت الاخرى رأسها بطريقة عشوائية معروفة، و حاولت ان تتماسك و هي تقول: فيه حاجة؟ ده حضرتك المفروض تقول محصلش ايه، ممكن افهم ايه اللي انت هببته ده؟ نظر الولد حوله بحيرة، فهو لم يفعل شيء ليسير غضبها بتلك الطريقة الب*عة، هتف بعدم علم لما هو فاعل: انا اسف بس انا مش عارف انا هببت ايه يخلي حضرتك جاية ليا و عاملة زي وبور الجاز كده. كانت تتابع حديثة بصدمة من نبرته الباردة تلك، رمقت ابراهيم بغيظ و هي تقول: شايف يا ابراهيم، شايف اللوح ده بيتكلم ببرود اعصاب ازاي، لا و كمان قال عليا وبور جاز، غلط و انا اصلا كنت مستنياه يغلط. ثم نظرت للشاب و قالت: هو انت بقى مفكرني كيوت و كده، لا بعد اذنك كده انزل يا كابتن عشان نعرف نتكلم و تعرف غلطك. فتح الشاب و الذي يدعى اياد باب السيارة و نزل منها و هو يقول: فين الاخ اب... نظر اياد الي ابراهيم ثم ابتسم و هو يقول بحماس: هيما ازيك. نظر اليه ابراهيم و سرعان ما اقترب منه و ضمه و هو يقول: اياد واحشني يا جدع. عقدت جاسمين يداها امام ص*رها و قالت بسخرية: انا قولت برضو الواد البقف ابراهيم ده مش بيتلم على حد عدل. ابتعد اياد عن ابراهيم و هو ينظر الي جاسمين و يقول: مين ام ل**ن طويل دي، مراتك؟ هز رأسه بلا و قال: مراتي ايه بس يا جدع تف من بقك، دي جاسمين بنت عمتي اسماء. وضعت جاسمين يداها في خصرها و قالت متذمرة: و يتف من بقه لي بقى يا عم ابراهيم، مشبهش انا ولا مشبهش. تحدث ابراهيم بتراجع: لا طبعا يا روحي متشبهيش ايه بس هو انا اطول، بعدين ده اياد مش فكراه كان معانا في الحارة و نقل لمكان تاني عشان شغل والده. "ايوا و عشان كده الحارة نضفت، لحسن حظي اني مش فكراه، هروح استناك في العربية" كان اياد يستمع لحديثها و هو ينظر لها بغيظ، ليقول لصديقه بعدما ذهبت: يا ساتر ايه البت دي يا عم، عمتك كانت بتتوحم عليها في ايه، لوح تلج. ابتسم ابراهيم و هتف: جيسي خلقها ضيق معلش يا صحبي، بعدين انت اكتر شخص المفروض تكون عارف ده مش كنا بنلعب سوا و احنا عيال صغيرة. حرك كتفيه بلاه مبالاه و هتف: عادي فيه حاجات لازم تتنسي يا هيما، المهم انت رايح فين خليني اوصلك. نطق ابراهيم ببسمة: لا توصلني ايه ده انت تيجي معايا، النهاردة عيد ميلاد جيسي و كنا عاملين ليها بارتي صغيرة كده ف تعالا احضر معانا و اهو اقعد معاك شوية و نفتكر ايامنا. لم يفكر اياد و وافق سريعا، ليذهب ابراهيم الي جاسمين و يخبرها انه سوف يسبقها مع صديقه الذي دعاه للتو، و طبعاً لم يسلم من توبيخها له، لكنه كان يضحك، و عندما ذهب اخرجت دواء ما و اخذت منه لتهدأ قليلا، بعدها اخرجت هاتفها و نظرت الي احدى الرسائل من مجهول و هي تقرأها للمره التي لا تعلم ما عددها، لكنها كانت سعيده بكل حرف ذكر في تلك الرسالة، و غيرها من الرسائل من نفس الرقم المجهول. 22/11/1520 كانت تسير بإنتباه في الشوارع، خشية من ان يرونها جيوش الاتراك، فهي حاولت التعلم بعض الكلمات التركية من الجيش اثناء حديثهم مع بعضهم البعض لانها كانت تعمل ممرضة و تداوي الافراد الذين يصابون اثناء التدريب، فقد احتل العثمانيين مصر منذ ثلاث سنوات، و لم يحل عليها سوى الخراب، كان العساكر في تلك اللحظة متجهين الي قلعة النائب، بعضهم على الاحصنة، و البعض الاخر سيراً على الاقدام، فرأها احدى الجنود و قال و هو يصوب السلاح ناحيتها: مين انتي. حاولت التحدث بالتركية و تجميع نفسها و هي تقول: Benim adım Joumana, temsilci beni askerleri ve tam bir gizlilik içinde ne yaptıklarını kontrol etmem için görevlendirdi, bu yüzden kimseye söyleme yoksa temsilci seni öldürür. "انا ادعى جومانا، امرني النائب بتفقد الجنود و ما يفعلونه في سرية تامة، لذلك لا تخبر احد و إلا قام بقتلك" حرك الجندي رأسه بتصديق و قال: Pekala, ne istersen yap ama askerler tarafından görülmemeye dikkat et. "حسناً، افعلي ما شئتي لكن احذري من ان يراكي الجنود" حركت رأسها بتفهم و قالت: Peki, sen git, ama önce adın ne? " حسناً، اذهب انت لكن اولا ما اسمك؟ " نظر لها الجندي و قال و هو يذهب بهدوء: benim adım Ali. "اسمي علي" قال هذا ثم ذهب، اما هي فأخذت تسير بهدوء، فلا احد يعرف بعد انها مصرية، تعيش في احدى المنازل المهجورة منذ اول الاحتلال، لا تعرف اين عائلتها لذلك تخرج كل فتره للبحث عنهم و اخذ ما يكفيها من طعام من الجنود او المنازل التي يسكن بها اتراك بحجة ان النائب امرها بذلك، اما النائب فهو لا يعرف بعد عن تلك الفتاة، و عندما يعرف حتما لن يتركها، كانت تسير بكل هدوء و انتباه، حتى اتى احدهم من الخلف و قام بض*بها على رأسها فسقطت ارضا و بدأت الدماء تسيل منها، ف حملها ذلك الشاب بهدوء، الي ان وصل بها الي منزلة و دخل الي الداخل ثم وضعها على الاريكة فجائت اليه سيدة يبدوا انها في نهاية عقدها الرابع و قالت و هي تبكي: بنتي حبيبتي، الحمد لله انك لسه عايشة الحمد لله. ثم نظرت الي ذلك الشاب و قامت بضمه لاول مرة و هتفت و هي تبكي: شكرا جدا، شكرا يا يكن مش عارفة اقولك ايه بس انت رجعت ليا روحي و ادتني امل اني الاقي اخواتها. اجلسها يكن على الكرسي المجاور للاريكة و قال: متقلقيش، بإذن الله هيرجعوا بس شوفي الاول جومانا لان شكل الض*بة كانت جامده عليها شويتين و مستحملتنيش، هجيب ليكي بن تكتمي الجرح. قال هذا ثم دخل الي المطبخ ليجلب ما قال عليه، و خرج على الفور ثم قال: اتفضلي، انا هطلع اوضتي و انتي فهميها كل حاجة لما تصحى و فهميها في لازم تقول ايه لو حد سألها، و ابدأي علميها لغتي عشان محدش يكشفنا. حركت رأسها و هي تبكي ثم بدأت في فعل ما قال لها عليه، و جلست بعدما انتهت مما تفعل تتأمل في وجه صغيرتها و التي غابت عنها لثلاث سنوات. بعد قليل كانت جومانا تفتح عيونها بألم و هي تقول: دماغي، دما... قامت سريعاً و هي تنظر للمكان من حولها بخوف، و كادت تبكي خوفا لولا انها رأت والدتها تجلس امامها، فبكت من الفرحة و هي ترتمي بين احضانها، اخذت والدتها تمسح على شعرها كما كانت تفعل في الماضي، حتى ابتعدت عنها جومانا و هتفت بهدوء: فين بابا و اخواتي، هما بخير صح؟ محدش منهم حصل ليه حاجة. بكت والدتها و قالت: للاسف ابوكي استشهد و هو بيدافع عني انا و اخوكي محمد، انما مصطفى معرفش عنه حاجة ولا هو ولا زينة، الكلب قتله بدم بارد. ضمت والدتها بهدوء ثم تسألت: فين محمد، و انتوا ازاي عايشين هنا. اجابت الام بهدوء: محمد نايم، و ازاي عايشين هنا ف ده بيت واحد تبعهم بس طيب اوي يا بنتي، السلطان قتل امه و ابوه من زمان، و هو قرر يقرب من السلطان ده و قرب منه، ف كلفه السلطان انه يجي هنا و يكون قريب من النائب عشان لو حصل اي حاجة يبلغه بيها، و لما لقى الحارس بيقتل فينا، قتله و خدنا للبيت ده، و من ساعتها و هو بيقدمني لاي حد على اني امه و محمد اخوه الصغير، و كان بيدور عليكم من بدري و الحمد لله انتي اول حد يلاقيه. لم تجيب جومانا، بل انها كانت تنظر لبعيد فقط و تفكر في ما قالته امها.... ***** انتهى حفل عيد ميلاد الاميرة ميريت، و اقام الملك اجتماع مع حراسة، و الذي كان يترأسهم ازي، طلب الملك من احدى الحراس ان يذهب للامير سيا و يخبره ان يأتي الي القصر في امر طارق و لا يتحمل التأخير، و بعد ان انتهى الاجتماع اخذ الحارس حصانه و ذهب في طريق طويل الي المكان الذي يجلس به الحكيم، و هو يتمنى ان يجده بدلا من ان يحدث اشياء لا يتمنى احد حدوثها، و خصوصا ان استولت ميليت على الحكم، فهذا هو هدفها الاساسي منذ زمن، قد طردت من القصر من قبل بسبب ما تفعله و الذي لا يفضله أبداً الملك و اخيه ملك كمت السابق، لذلك طردوها من القصر و حذروا الجميع منها، فذهبت هي و جلست في مكان ما منعزل عن الجميع لا يوجد به احد، لتكون قادره على فعل ما يحلو لها في اي وقت. كانت ميريت تجلس مع ميليت و التي كانت تنتظر ان يظهر على ميريت اي علامات لتأكيد ان سحرها قد نجح، و بعد وقت طويل، بدأت ميريت في البكاء الشديد دون سبب، و هي تمسك رأسها و تقول بصراخ: اخرجوهم من رأسي، ف الجميع يتحدث في نفس الوقت سوف اصاب بالجنون، ليفعل احدكم شيء. جاء كلا من والدها و والدتها و الحارس ازي على صوت صراخها، لتقترب منها والدتها و تضمها بهدوء و هي تقول: حسناً يا عزيزتي قد مر هذا، انا هنا إلي جوارك. لا زالت ميريت تبكي و هي تمسك رأسها و تقول: رأسي، رأسي سوف ينفجر، الجميع في الداخل يا أمي فليخرجهم احد. مسك آش ميليت من يدها و سحبها للخارج و هو يقول: ايها اللعينة ماذا فعلتِ بإبنتي. ضحكت ميليت و قالت: اخي العزيز، لما كل هذا الغضب، انه فقط مفعول بداية السحر، اي انك لا زلت في البداية لذا لا تغضب الان اجل غضبك هذا إلى وقت لاحق، اما الان ف ابنتك بحاجة اليك، كن بجوارها قبل ان تصاب بالجنان و تفعل اشياء تجعل الجميع يبتعد عنها و يطالب منك بالتنازل عن الحكم، و في ذلك الوقت لن تتنازل سوى لي، فأنا الوريثة الوحيدة من خلفك. ضحك الاخر بسخرية و هو يقول: الم اخبركِ من قبل ان انتِ امرأة صفيقة، بل ضيفي اليها ايضاً ان انتِ حمقاء، بل و اكثر من حمقاء، الاحق بالحكم من بعدي هو سيا، ابن اخي، الذي قام بطردك من هذا القصر من قبل اتتذكريه، انه اخينا الاكبر و الذي قتلتي زوجته بسبب الحكم. كانت تنظر له بصدمة، ثم ابتسمت بخبث و قالت: حسناً و ما المانع هل هو سيا، لاتخلص منه في اقرب وقت، بعد ان اتخلص من ابنتك و زوجتك و انت، سوف اتخلص بعدها من سيا، و يصبح عرش كمت لي وحدي. ابتسم لها آش و هو ينوي على الكثير و هتف: حسناً لنرى ما سوف يحدث. قال هذا و هو ينوي لها على الكثير و الكثير، فقد عرف الان كيف سوف يتخلص منها و للابد. و بعد وقت طويل، كان الحارث قد وصل الي مكان الحكيم، تقدم من منزله و طرق الباب ففتح له طفل صغير سأله بهدوء: هل الامير سيا في الداخل. حرك الطفل رأسه بأنه في الداخل فقال الحارس مجدداً: حسناً يا صغيري، اخبره ان احدهم في الخارج في انتظاره، و قد ارسله اليه الملك آش. دخل الصغير سريعا له، و اخبره بما قاله الحارس فقال الحكيم له ان يدخل لانهم منشغلون قليلا، دخل الحارس و تعجب كثيراً مما رأي، فقد كان........