bc

حيثُ تشاءُ الأقدار

book_age16+
6
FOLLOW
1K
READ
drama
like
intro-logo
Blurb

الجزء الاول من سلسلة السجينات :

الملخص :

" سيدتي أنتِ متهمة بقتل جايمس لافلين بطعنه بالسكين لأربع مرات متتالية.. والأدلة الجنائية تجرمك بالكامل!!."

ابتدأ أول لقاء لسام وايدي بعد سنوات بتلك العبارة.. وسواء أكانت سام بريئة أم لا.. فقد تغير عالمها بأكمله بمجرد أن وقعت نظراتها عليه من جديد..

لكن هل سيكون ايدي قادراً على مساعدتها.. ام انها ستجد نفسها سجينة بتهمة القتل وعلى يديه؟.

chap-preview
Free preview
الفصل الأول
مقدمة السجينات : ولاية كاليفورنيا منطقة مجهولة بينما يتحرك ظل في الخفاء.. يتبعه اخر.. وتتلاحق الخطوات في الزقاق المعتم.. حتى تتوقف عند سيارة دفع رباعي.. تمتد يد في الخفاء تحمل اوشام كثيرة وتطرق النافذة ليتحرك الزجاج الخاص بالمقعد الخلفي ويمر عبره صندوق كرتوني متوسط الحجم.. فتتلقاه يدان م**وتان بقفازين سوداوين بينما يظهر وشم فوق المع** بشكل مثلث يتوسطه صليب.. " هل تأكدتم من خلو المكان؟!.." " بالتأكيد سيدي.." " جيد.." وانبعث صوت محرك السيارة في ال**ت المطبق.. ثم توجهت خارجاً تلحقها سيارة اخرى ولعشر دقائق لم يص*ر اي صوت من داخلها حيث يجلس ثلاث رجال.. ثم توقفت في مكان مقفر وانزلق السائف يحمل بيديه الصندوق الذي اعطاه اياه الرجل في الخلف والذي يخفي ملامحه بقبعة بيسبول داكنة اللون .. تحرك بخفة فوق الارض الترابية قبل ان يتغلغل للداخل الارض المزروعة بالذرة.. اخيراً وصل للطرف الاخر من الارض ليصل الي المنزل القديم المعتم ودخل الى البهو الضخم ثم يميناً ليصل الى جدار خشبي انفتح بمجرد ان رفع مع**ه فيظهر وشم اسود آخر امام شاشة سوداء على جانب الجدار.. سلالم عريضة واجهته فتحرك نزولاً الى القبو حيث تضيقت عيناه للاضواء داخلاً.. وقابلته خلية نحل متحركة من البشر بينما يعبر الى جهة محددة.. " اريد رؤية السيد .." " الغرفة الاخرى.." غير اتجاهه ومر عبر رواق ضيق حتى وصل اخيراً لتلك الغرفة فطرق الباب وانتظر ان يؤذن له.. فتح الباب امامه وامر بالدخول ثم اغلق ورائه ولدقائق ظل الباب مغلق حتى فتح اخيراً وخرج منه الرجل دون الصندوق ليعاود مسيره متمم باقي مهامه خارجاً مع رفاقه داخل السيارة.. " اذاً؟!.." " لدينا مهمة اخرى قبل مغادرة كارفورنيا .." وانعش المحرك يمد يده فيعطي اشارة للسيارة التي خلفه بينما ينضم لهم عدد من الدرجات النارية بسائقين يرتدي جميعهم الزي الاسود الجلدي.. وينطلق الركب في الليل نحو هدفهم الجديد ******* مركز الامن في تشولا فيستا - كالفورنيا " تحركي يا فأرة" " اخرسي يا صندوق النفايات.. " صوت شجار على وتبعه صوت خشن للضابط الضخم وهو يشوح بعصاه السوداء " توقفن.. انت دولريس.. اياك وافتعال المشاكل" تحركت الجمع اقرب للشرطية التي تصرخ كل فترة لتوقف شجار ما بين السجينات في ساحة المركز الخلفية.. " اخرسن!!.. ابتعدي ميست.. " جر الشعر الاشقر فتلوت صاحبته وشتمت بصوت عالي : " ا****ة عليها.. ساقتلع عينيها.." ضابطان يقفان قرب باب الحافلة الكبيرة حيث سيتم نقلهم الى سان دييغو ومنها الى السجن المركزي للنساء في ولاية اريزونا.. وكانت كل واحدة تقف لثوان فيتم تقيدها بالاصفاد ثم تصعد الى الحافلة.. وفي الداخل اخذت الفتيات المختلفات الاحجام واللون والطول يندفعن الى المقاعد بتتابع منتظم .. ثم فوضوي في الجهة الخلفية " هذا مكاني .. تحركي " " جدي آخر انا من حصلت عليه أولاً " جرت الفتاة الاصغر من شعرها لتندفع وتزرع اظافرها في وجه غريمتتها وتتقاتلا لثوان ثم كانت الغلبة للاقوى كالعادة ... " اخرسا " اندفعت الحارسة الضخمة الجثة بزي السجن الموحد وصعقت كلتاهما بمقبض الكهرباء الخاص بعصاها فانحل الجدال اخيراً .. واحتلت كل منهما مقد بجهة مقابلة للآخرى .. فتاة في المقدمة كانت ترفع قدميها وتدندن لحن وكأن ما يحصل من حولها لا يهمها ابداً .. بينما تتجه فتاة لتجلس بجانبها وتستمع لاغنيتها ثم يتبادلا حديث ما.. اخرى اصغر سناً كانت ترتجف خوفاً وبرداً مما هي فيه وعيناها دامعتان بشكل يثير الشفقة .. في الجهة الاخرى تجلس احداهن بملامح لا تقرأ .. جامدة لا تص*ر صوتاً ابداً .. فقط تتأمل ما يحدث وتنظر نحو هدف غير محدد بعيون متوعدة شريرة .. واخيرة تجلس في الزاوية البعيدة تسند رأسها للنافذة وترسم باصابعها اشكال وهمية فوق الزجاج البارد بعد ان تنفخ عليها فتتشكل غمامة من الضباب عليها .. تحركت الحافلة.. اغلقت الشرطية الباب الحديدي ما بين المقاعد وجهة السائق وادارت القفل بمفتاحه الخاص ثم اسندت جسدها له .. الاعلى رتبة احتلت جانب السائق المتقدم في العمر واخيراً الضخمة اخذت مقعد جانبي واخرجت كتاب ثم وضعت ساق على الاخرى وتعابيرها لا تقرأ.. بمجرد خروج الحافلة من خلال باب المركز الذي فتح آلياً .. اثنتان من سيارات الشرطة احاطتاها من الامام والخلف .. وتحرك الرتل بانظام وسرعة متوسطة .. حيث سينقل بعض السجينات الى سان دييغو والاخريات نحو سجن اريزونا الخاص بالنساء.. ********** منتصف الطريق بين ولاية كاليفورنيا والسجن المركزي الخاص بالنساء في ولاية أريزونا موسيقا ناعمة تنساب من المكبرات داخل الحافلة .. تهاليل للكنيسة لقت صدى في ارواح فتيات واثارت الخوف في اجساد بعضهن بينما لم تلقي اي تأثير في قلوب الباقي .. والظلمة بدت لا نهائية في ذاك الطريق الذي تمر سيارة منه كل ربع ساعة مرة واحدة .. صوت زعيق لسيارة ثم اطلاق مكثف للنار .. واصاب الذعر قلوب الجميع حتى الحراس .. والكل يتسائل ما الذي يحصل ؟! خارج الحافلة وورائها تماماً حوصرة سيارة الشرطة وزخت بوابل من الرصاص لا نهائي .. من احدى السيارتين حديثتا المرور والدرجات التي حاوطتت المكان.. بينما في المقدمة كانت سيارة الشرطة الاخرى تتلقى ض*بات متتابعة حتى توقفت اخيراً وكادت تصطدم بالحافلة من خلفها .. صوت انفجار الاطارات الخلفية للحافلة بسبب اصابتها بالرصال الكثيف لتميل شمالاً ويميناً كان يجعل الكل يصرخ بصوت عالي .. ثوان وترنحت الحافلة لمرتين، ثم انقلبت جانباً واصبح الكل يحتل جزئها السفلي الان من جهة السائق الذي فقد الوعي تماماً بينما الحارسة بجانبه ترتطم بالمقود وتغيب هي ايضاً عن الوعي .. انضمت السيارة الاولى اخيراً وظهر من نافذتها جسد لا تظهر ملامحه في العتمة ثم قفز نحو الحافلة ليسير ويقفز بخفة ورشاقة فوق معدنها .. للحظات لم يتحرك احد في الداخل .. ثم انفاس حادة عبرت المكان واحداهن تصرخ بصوت عالي جداً " هل سنموت جميعاً اليوم ؟! " نبض من الحياة المجنونة اشتعل في داخل الجميع .. لكن كان مصيرهن مجهول تماماً .. احد رجال العصابة في الخلف اطلق رصاصة على الشرطي المصاب الذي حاول طلب المساعدة من الشرطة عبر جهاز الاتصال لينتشر دمه فوق شظايا الزجاج المنتشر من حوله .. فتح الباب من الجهة العليا ثم انسل جسد رجولي لشاب بملامح لا تظهر تحت القبعة الذي تخفي معظم وجهه .. ي**و جسده سترة دون اكمام اسفلها قميص اسود اللون .. يده الم**وة بقفاز جلدي كانت تحمل مسدس موجه نحو رأس الحارسة التي مازالت ترمش بعينيها وترتجف خوفاً مما يجري .. وانطلق صوت الاطلاق بينما يزامنها صراخ عدة فتيات .. وتكرر الامر مع الشرطية في الجهة اليسرى.. اربع رجال خارجاً عدلو الحافلة فارتطمت كل واحدة بالارض واندفع بعضهم فوق بعض .. الباب الحديدي خلع بعنف بعد ان ض*به الجسد الرجولي لمرات متتالية .. ثم غادر المكان تاركاً الحال كما هو دون اي يتواصل مع اي ممن في الداخل .. " هل انهيتم كل شيء ؟! " سأل السائق بصوت رخيم بارد من خلال نافذته المفتوحة فاجابه الاخير الذي دخل لتوه السيارة ليجلس في المقعد الخلفي : " الكل اما فاقد الوعي او مقتول " تأمل المهاجم ما حوله وهو ينظر نحو رجاله بزيهم وقبعاتهم الموحدة ثم اعطى اشارة الانصراف .. داس فوق الارض المليئة بالزجاج والدماء ودخل لجانب السائق الذي امر : " لننطلق .. انتهى عملنا " " الن تجلبها ؟! " " لا .. الاوامر ان تبقى مجهولة الهوية للجميع .. والا تقتل اي سجينة ؟! .. هيا اعطهم الاشارة " ارتفعت يد مساعده ثم تبعه صوت الاطارات والمحركات الصاخبة .. واختفت السيارتين والدرجات تماماً كما ظهرت من المكان.. تاركين السجينات تحت رحمة الظلمة والخوف من المجهول.. حل ال**ت لدقائق .. السجينات يحملقن ببعض والكل يتسائل ما الذي حصل للتو ؟! .. كل واحدة تتأمل الآخرى بعيون غائمة.. اصابات عدة .. دماء وجروح و**ور .. وشعور بالحرية مع خوف من المستقبل .. " اذاً .. اظن علينا ان نغادر ؟! " احدى الفتيات قالت بلا مبالاة وتحركت تترك الحافلة .. تبعتها اخرى .. ثوان وفعل الكل المثل .. ليقتربن من الحارسة التي بجانب السائق وينتزعن المفاتيح ثم تقف احداهن لتفتح القيد لكل فتاة والابتسامة لا تفارق وجهها انها تلك التي كانت تندن الحان ممتعة دون توقف وكأنها لا تبالي بأي شيء .. اخيراً الجمع انتشر .. الفتاة التي كانت تعاند وتشا** لاجل مكانها اقتربت من سيارة الشرطة في المقدمة وجرت جسد الشرطي خارجها .. اخرى ساعدتها وجرت الشرطي المرافق المصاب بطلقين في ص*ره .. ثم احتلت كل منهما السيارة وانطلقتا باتجاه محدد .. فتاة وحيدة رفضت ترك الحافلة مازلت مستمرة بالبكاء .. مما اثار سخط حاملة المفاتيح الشقراء التي اقتربت وتخصرت ثم قالت بصوت آمر : " هيا ليس لدينا وقت .. او اني ساترك مقيدة واغادر " " هذا خاطئ .. لا يجب ان نهرب " ضحكة عميقة ومتسلية كانت الرد ..ثم صوت المفاتيح وهي تدخل القفل الاخير وتحرر الصغيرة .. " لا شيء صحيح في هذا العالم .. لذا توقفي عن النواح وقرري ان كنت تريدين ان تعيشي الباقي من حياتك وراء الزنزانة ام لا ؟! .. اما انا فقراري هو اني استحق الحرية .. " انهت كلامها وانحنت تعبث في جيوب الشرطي الميت ثم اخرجت المال من محفظته واقتسمته هي وشريكتها ثم خلعت سترة الحارسة لترميها ترتديها وتحركت تتأمل الشارع من حولها بينما تركض ورائها شريكتها ذات الشعر البني والجسد الضئيل تصرخ بصوت عالي : " ميسيت.. انتظريني.. " تفرقت الفتيات في المكان .. اثنا عشر سجينة لم يعد بينهم احد سوى الصغيرة التي قررت النزول اخيراً .. واخيرة .. تلك التي كانت ترسم سابقاً.. هي الان ترتدي احدى سترات الحارسات لتحمي نفسها من البرد خارجاً .. تتحرك هنا وهناك تحشر جسدها في نافذة سائق الحافلة وتقوم بانتزاع جهاز الاتصال ليطول وصول الامر للشرطة بحيث يستطيع الجميع الفرار .. كررت الامر مع سيارة الشرطة المحطمة تماماً في الخلف لتنتزعه بشدة .. يبدو ان اصابة الشرطي الآخر ليست مميتة .. بينما رفيقه لا يتحرك ابداً ويبدو انهم قتلوه .. انحنت اخيراً وتركت ظل فوق زجاج النافذة الخلفية الوحيدة السليمة في السيارة ..ثم رسمت وجه حزين مستاء .. بينما يدها تقبض على قلادة ذهبية محلولة تحمل في نهايتها مفتاح صغير رفعتها ووضعتها حول عنقها .. تثبتها هناك كي لا تفقدها .. وفعلت **ابقاتها تترك الظلام يبتلع ظلها .. شيء فشيء اختفت الخيالات .. انتشرت وغزت عالم الظلمة .. وبقت الحافلة بمن فيها والسيارة المحطمة وشرطيان فوق الطريق ملقيان باهمال شديد ... والسؤال مازل يتكرر في **ت المكان ؟! ... من كان المسؤول عن هذا الهجوم ؟! ... ولاجل من ؟! ... ********** الفصل الأول : تشولا فيستا - مقاطعة سان دييغو ولاية كاليفورنيا المحقق إيدموند كان حقيراً بالكامل.. فمنذ دخل وهو يرمقها بعيون حادة.. وإلى أن خرج استمر بالنظر نحو سام وكأنها مجرمة تستحق القتل .. الآن وهي تقبع في تلك الزنزانة الباردة مع نساء مختلفات منتظرة وصول محاميها الذي وعدها جوناثان بإرساله.. تتمنى لو أنها غرست أظافرها في وجهه الوسيم.. هل قال حقاً أن الأمر واضح ولا يحتاج للبحث خلفه؟!.. امرأة قتلت زوجها لأجل المال.. ومتى كان المال ينقصها لتقتل جايمس حب حياتها منذ بلغت التاسعة عشر من العمر؟! -:" هي أنت.. ابتعدي!" دفعتها الفتاة الشرسة بجانبها فكادت تهوي عن المقعد الخشبي الغير مريح.. تحركت تنزوي جانباً ضامة جسدها لها.. لقد كانت إنسانة رقيقة..ناعمة.. مدللة.. لا تتحمل هذه القسوة كلها.. ثم ها هي داخل زنزانة متهمة بقتل زوجها.. أي قدر هو هذا؟! انخفضت أنظارها نحو آثار دماء جيمس ثم تجمعت الرطوبة في عينيها.. ترى هل تألم كثيراً؟! ووجدت نفسها تقاوم حتى لا تنتحب لأجل كلاهما ببكاء عنيف عالٍ.. لقد فتحت عينيها لتجد الشرطة تحيط بها.. جسدها مكوم فوق أرضية غرفة نومها تنظر نحو الجسد المسجى بدمائه فوق السرير.. واللون الأحمر يترك آثاره فوق قماش الغطاء الأبيض بينما يدها تحمل سكين المطبخ الخاص بتقطيع اللحم.. لقد أخذت تصرخ وتصرخ كالمجنونة.. وانتهى بها الأمر متهمة بقتله.. أي سخف هو هذا. -:" سيدة لافلين.. لقد وصل محاميك" أخرجتها الفتاة التي ترتدي لباس الشرطة.. وسحبتها بعنف خلفها ويديها مقيدتان معاً بالأصفاد.. جرتها عبر الممر الطويل ومنه إلى بهو المركز لتتقابل عينيها بعيون حادة.. كان ذاك اللعين إيدموند ينظر إليها باحتقار.. إنه فعلا بغيض جداً.. هل قالت عنه وسيماً من قبل؟!.. إنه مجرد حثالة لا أكثر. -:" تحركي.." -:" سامنثا .." انطلاق الصوت من الرجل الخمسيني جعلها تضعف مجدداً وتحركت أسرع لتقترب من محامي عائلتها وصديق والدها الراحل. -:" مارك .. يا الهي!!" -:" أنتِ بخير؟!" -:" يمنع اللمس سيدي.. لد*كما عشر دقائق" راقبت الفتاة تغادر وتغلق باب الغرفة ورائها فعادت بعيونها الدامعة نحو محاميها وبصوت مرتجف خائف سألته : " هل مات حقاً؟!" -:" للآسف.. تعازي لك " شهقة نحيب تجمعت في حلقها وفضحت مقاومتها.. فهي لم تعد تحتمل المزيد. -:" يقولون إني قتلته.. أرجوك ساعدني مارك.. أنت تعلم أني لن أفعل هذا أبداً.. إنه زوجي.. أرجوك ساعدني. " ساعدها لتجلس ثم أمسك يديها.. ولأول مرة رأت الجدية التامة فوق وجه الرجل " سام.. سأكون صادقاً معك.. الوضع صعب جداً.. لكني سأفعل المستحيل لتخرجي.. لقد تقدمت بطلب لإخراجك بكفالة حتى انتهاء التحقيق لكن للآسف رفض الطلب.. والآن أريد أن أسألك بعض الأسئلة " تلألأت الدموع في عينيها مجدداً فكتمتها بصعوبة.. حنت ظهرها من هول أحمالها.. فهي متعبة جداً.. ومجرد تذكرها لمظهر جيم كافٍ لتشعر بالألم داخلها.. وخوف.. خوف شديد مما هو قادم. -:" أخبريني بكل ما جرى.. كل شيء منذ بداية اليوم وحتى نهايته.. أي تفصيل صغير سيساعدنا" فركت جبينها براحة يدها.. ومسحت دموعها.. هذا كافي ستجد وقت آخر لتنتحب.. الآن عليها أن تساعد نفسها.. مارك محق.. يجب أن تتذكر كل ما مر ذاك اليوم. " كالعادة.. استيقظ جيم قبلي وحضر الإفطار لأجلي.. تناولناه معاً في السرير.. قبلني وبعدها غادر لعمله.. لم يتواجد على الغداء بسبب عمل عاجل.. فقد اتصل واعتذر لغيابه.. عاد في السابعة مرهقاً.. وكان يحمل زجاجة نبيذ أحمر.. نوعي المفضل من الشراب.. أراد أن نحتفل بنجاحه الجديد.. فقد كان قد أنهى مشروعه الأخير وتم تسليم المبنى.. تعشينا معاً.. ثم عند العاشرة على ما أظن.. فتح الزجاجة وشربنا معاً.. لقد راقصني و... " ضمت فمها تضع يدها فوقه.. هذا الأحداث أكثر ألما من موته.. فهي تعني آخر لحظات لهما.. هل حقاً لن تراه مجدداً؟!.. لن تساعده في حلاقة ذقنه.. ولا أن تقبله بشغف كل صباح.. لن تحضر أسوأ فطور عرفه التاريخ لأجله ويتقبله هو بحب.. لن يناديها حبيبة القلب.. ويقبلها بشغف. -:" سام.. أنا آسف" -:" وأنا... أنا أيضاً آسفة.. جايمس كان كل حياتي.. لا أعلم كيف حصل هذا؟! .. لا أصدق حتى كيف يمكن أن.." وابتلعت ل**بها تزفر بحزن كبير.. أخذ الأمر عدة دقائق لتهدأ ثم عادت تروي باقي التفاصيل.. لقد عبثا معاً.. ضحكا.. رقصا.. حتى إنه أهداها تلك القلادة التي ما تزال معلقة في عنقها.. ذهبية وتحمل قلب في نهايتها.. وقبلها.. قبلها بحب كبير..وانتقلا لغرفتهما بعدها.. وهذا كل شيء تذكره.. لا شيء بعده يمر في ذاكرتها.. إلا استيقاظها على اليد التي امتدت نحو عنقها.. لتتحسس نبضها.. يد شاب الإسعاف والذي أعلن إنها بخير.. -:" أهناك شيء آخر؟! .. أي تفصيل؟ .. اتصال؟ .. حاولي سام" وكيف تفعل؟.. إنها مرهقة حد الجحيم! .. إنها تتمنى فقط أن تضم جسدها فوق سريرها وتنتحب دون توقف.. تنعي حبها المقتول.. وتنعي نفسها.. ثم قطبت.. عيونها تبدلت ورفعت رأسها نحو مارك هاتفة : " نعم.. نعم تذكرت شيئاً! " ******* أمالت رأسها تضعه على الجدار بجانبها.. ثم تغضنت ملامحها من رائحتها.. منذ متى لم تأخذ حماماً.. أو تأكل شيئاً نظيفاً.. وارتفعت يدها تتأمل أظافرها التي بدأت تفقد رونقها.. -:" سمعت أن المحقق عازب" -:"إذاً هو ليس متزوج.. لا أظنه من المنطقة.. سمعت إنه من سان دييغو" وتقلصت حدقتيها ثم توسعتا وخيال رقيق يتحرك في الظلمة.. وبعدها أطلقت صرخة جنونية جعلت الكل يطالعها.. ثم أخذت تقفز هنا وهناك ولاحقتها الفتيات دون أن يعلم أحد ما بالها. -:" هدوء!!!.. اخرسن!!.. اقفلي فمك أنت!! " أخذ الشرطي يؤنبهن ثم ض*ب بعصاه فوق القضبان الحديدة وهي مستمرة بضم نفسها بينما تقف فوق المقعد الخشبي. -:"أنت.. ماذا هناك؟!!.." -:" ف... فا... فأر!!" وما أن نطقت كلمتها كاملة حتى عم الصراخ مجدداً وزاد الصخب.. والمضحك أن الشرطي أخرج مسدسه وأخذ يطلق النار هنا وهناك في زوايا المكان. -:" ما الذي يجري هنا؟! " توقف الصراخ من حولها مع الصوت الصارم الذي صدح لتوه.. ونظر المحقق نحو جموع النساء وراء القضبان الحديدية بغضب شديد. -:" هناك فأر" -:" وهل هذا يحتاج لكل ذاك الصخب؟!.. المكان يعمه الحشرات والجرذان" ضمت سام يديها حول نفسها ورمقت إيدموند بعيون خائفة.. لتجده يقطب وهو يطالعها ثم يقترب ويشير إليها بيده :" سيدة لافلين" -:" ماذا؟!!" -:" هل تريدين ضم جرم جديد لسجلك؟!.. قتل فأر" هل يسخر منها ذاك اللعين؟!.. اقتربت من القضبان ثم أشارت بيدها ليقترب أكثر ثم همهمت له : " اذهب للجحيم أيها الو*د" -:" سأتأكد أن تسبقيني لهناك.. والآن ا**تي وعودي لمكانك.. إنه مجرد حيوان ضعيف.. أشبه بك " هل قال عنها للتو حيوان؟!.. ثم ضاقت حدقتيها وذكرى ما بعيدة تعاود طرق رأسها.. وصوت طفولي يصرخ : " قطة شرسة.. أشبه بك!" رمشت لمرتين.. لا يمكن أن يكون هذا حقيقياً.. وتأملت مجدداً الجسد الرجولي أمامها بينما يأمر الحارس بإخراج سجينة ما ليحقق معها. " ألن تنزلي؟!.." فتاة لطيفة سألتها فعضت شفتها وبدل أن تنزل جثت فوق الكرسي ترفض وضع قدميها أرضاً.. ولن تنام قبل أن يغادر ذاك الكائن البشع.. فهي تكره وتخاف من الفئران حد الموت.. ******** وقف إيدموند أمام اللوح الزجاجي حيث تتجمع فوقه العديد من الصور للقضية التي تخصه.. بجانبه يقف جون و إيلينا.. كان هناك شيء ما يتعلق بتلك القضية يؤرقه.. ليس أبداً نظرات تلك المرأة التي تحمل الكثير من الخوف.. وليس وجهها الشاحب وبنيتها الضعيفة التي تستجلب غريزة الحماية عند أي ذكر يمر قريباً منها.. فقد تعلم عبر سنوات عمله أن أرق الوجوه ربما تحمل الكثير من الأسرار خلفها.. لكن.. سهولة تلك القضية هي ما يزعجه.. امرأة طعنت زوجها حتى الموت لأجل التأمين على حياته والذي يقدر بثروة إن حصلت عليه.. " ما بك ؟!.. بما تفكر؟!" سألت الشابة ذات الشعر الأ**د القصير والعيون الداكنة من خلفه. -:" هناك آلاف الأسئلة حول هذه القضية.. إنها كما لو إنها تناديني لاكتشاف أعماقها.." -:" لكنها واضحة جداً.. وبسيطة" -:" هذا أكثر ما يزعجني.. كيف يمكن أن تكون بهذه البساطة؟!" سخر جون منه كالعادة ويديه في جيب بنطاله : "دائما تبحث عن المتاعب شارلوك هولمز.. الأمر ظاهر.. لقد قتلته لتحصل على مال التأمين .. ثم لقد بحثنا خلف الأمر.. جايمس ليس لديه أعداء.. إنه شخص جيد.. بسيط.. هي المستفيدة الوحيدة من موته.. لا تطل الأمر" لم يهتم لذاك اللقب الذي اعتادوا منادته به كلما شك في قضية ما.. وتن*د يقترب أكثر من اللوح سائلاً إيلينا : " نتائج الفحص الطبي؟! " -:" طعن بالسكين نفسها.. هي أداة الجريمة.. لا آثار لأي اعتداء آخر.. الم**ر الذي وجدناه في دمه والذي يصر محاميها على إنه أحد أدلة براءتها.. لم يوجد داخل الكأس الآخر أو زجاجة النبيذ التي تحمل ب**ات القتيل وب**ات أخرى لا تعود للزوجة.. لكن هذا يمكن أن يكون مجرد إلهاء كونه لا آثار لأي م**ر في جسدها " بلل شفتيه وضاقت عيناه حول الزوجان المتعانقان ونظرات الأنثى تشي بالحب الكبير.. هل قتلته حقاً؟! -:" التحقيقات الخارجية.. الاتصالات.. أي شيء لعين آخر " -:" توقف إيدموند.. لقد مر عشرة أيام وأنت ترفض الاستسلام.. هذا سيجعل مديرنا مستاءً جداً " قاطع اجتماعهم امتداد رأس العنصر الشاب وهتافه : " سيدي.. مدير شركة التأمين يريد رؤيتك" ذاك المقيت.. تنفس لمرات محاولاً أن يهدئ من نفسه.. إنه اللقاء الثالث له مع الرجل.. أشار لمرافقيه بالمغادرة.. مع دخوله بجسده الممتلئ ورأسه الأصلع.. " آسف لمقاطعة اجتماعك.. أود أن اطمئن على سير القضية" -:" أخبرتك قبل عدة أيام أن القرار سيصلك بمجرد إنهاء القضية.. ما الذي تفعله هنا؟!" تكلم ببرود كبير وحدق به بطريقته التي تجمد الآخرين.. فهو لا وقت له لذاك الجشع الذي يريد باستماتة أن يجرم المرأة لكي لا يدفع مال التأمين لها. -:" الأمر ظاهر سيدي و... " -:" هذا ليس عملك أنت.. إن كانت هي الفاعلة ستتمكن من الاحتفاظ بأموالك اللعينة.. وإن كانت بريئة ستدفع المال لها رغما عنك.. هذا آخر لقاء لك هنا وإلا سأرميك خارجاً بطريقتي أسمعت؟!.." تغضنت ملامحه وبات واضحاً إنه غاضب.. لكنه تجاهله وأشار له بيده ليطرده. " سأتحدث مع رئيسك.. وأعدك... " اندفع يتحرك نحوه ثم أمسك ساعده يسحبه نحوه بسهولة ثم هدده بدوره " جرب.. وأعدك أن تتمنى لو أنك لم تجعلني أضعك على لائحة من أحب إزعاجهم.. فأنت لا تريد أن يعرف الجميع بما يدور داخل مكاتب شركتك" أخيراً فهم ذاك الجشع أن عليه الحذر واعتذر بسرعة مغادراً المكان.. بينما عاد إيدموند ليحدق بتلك الصور ويده منقبضة.. لما لا يزال مصراً على محاولة إيجاد ثغرة ما؟.. وشعر بالتوتر وهو يقبض يده.. السبب هو تلك المرأة.. فهو لا يريد أبداً أن تدخل السجن.. هو لا يريد تدميرها.. هو... -:" إيدي.. أسرع.. لقد ورد بلاغ جديد.. هناك جريمة خاصة بالقاتل المتسلسل الذي نبحث عنه" ********** السجن الخاص بمركز أمن تشولا فيستا " ادخلي.." اندفع جسد سام عنوة وكادت تهوي أرضاً.. بينما الحارسة من خلفها ترمي لها الرداء الخاص بالسجن.. آمرة إياها بارتدائه " أسرعي" أرادت شتمها لكنها لم تكن يوماً من النوع المندفع.. إنها لم تهاجم أحد من قبل.. وقررت إنها تحتاج ذاك الحمام فعلاً.. فهي تشعر بالقذارة من تواجدها في المركز لعشرة أيام دون أي وسائل لتنظيف نفسها على الأقل.. ورغم أنها كرهت كونهم نقلوها إلى هنا البارحة.. حيث البناء الخاص بالسجينات.. إلا أن الأمر أفضل فقد حصلت على سرير وثياب وبعض الطعام. -:" لد*ك عشر دقائق وسأعود" الخطوات خلفها أعلنت عن اختفاء الحارسة فتحركت تنتزع ملابسها وتدخل تحت مياه الدش الصدئ في أعلى الجدار المقابل.. والتي كانت تشح رغماً عنها فتخرج كدفعات متقطعة.. من كان ليتخيل انتهائها مرمية هنا.. وأخذت تفرك شعرها الطويل لمرات.. -:" آه.. دعيني.. اتركيني.." بمجرد أن أنهت حمامها وارتدت ملابسها سمعت تلك الضجة.. فتحركت نحو الجهة الأخرى من الحواجز الخشبية التي تشكل حمامات منفصلة لترى ثلاث فتيات يحمن حول أخرى مرمية أرضاً وصراخها يعلو بينما لا ي**وها سوى ملابس داخلية قطنية.. " قلت لك لا أعلم.. اقسم.. آآه " وكادت تتراجع عندما تلقت المسكينة ركلة على بطنها لتصرخ مجدداً.. فشعرت بالقهر.. كل ذاك الهدوء الذي تلبسها لأيام انفجر بشكل غضب عارم.. ورأت نفسها تتحرك نحو التجمع لتبدأ بخوض معركة قاسية لا تناسب ضآلة حجمها.. لكنها وللغرابة انتصرت مع بعض الخدوش وشد الشعر لتقف أخيراً مقابل الفتاة الشقراء والتي كانت تطالعها بعيون قاسية خضراء . -:" أنت تلعبين أل**ب لا تناسبك.. احذريني فأنت لست نداً لي" عم ال**ت للحظات ووجدت نفسها تتذكر ذاك المشهد الذي شاهدته في أحد الأفلام.. لذا انبرت بصوت متحدي عميق :" اسمعيني جيداً.. هل تعرفين لما أنا هنا؟!.. لقد قتلت زوجي.. طعنته حتى الموت بسكين المطبخ.. وإن كنت تريدين تحدي امرأة مجرمة فحاولي الاقتراب من تلك المسكينة أو مني" التمتمات تحولت لهرج من حولها ثم انفض وإحدى الفتيات تجر قائدتهم : " ميست تحركي.. ستصل الحارسة الآن " زفرت بتعب وانحنت لتساعد الفتاة الصغيرة المدماة والتي طالعتها بخوف ثم هربت بعيداً عنها.. ومنذ تلك اللحظة علمت إنها إن أرادت حماية نفسها هنا.. عليها أن تجعلهم يصدقون إنها ليست ضعيفة أبداً.. والحل الوحيد هو ما فعلته للتو. -:" سمعت إنك قتلت زوجك" عضت شفتها وانحنت ترتب سريرها ثم جلست فوقه بإرهاق.. المرأة الممتلئة لم تتركها وشأنها وعادت لإزعاجها:" هل صحيح إنك قطعت جثته؟!" قطبت حاجبيها.. قطعته.. وقبلها قيل إنها حرقته حياً.. أين تعيش؟!.. تباً -:" ألن تتركيني وشأني؟!" التفت ونظرت بحدة لها.. لكن تلك الغ*ية ابتسمت لها ثم امتدت يدها لتجد داخلها عبوة سجائر " أتريدين واحدة؟" كادت تض*ب رأسها بعارضة السرير العلوي لمرات علها تنتهي من هذا الكابوس.. هذا ما ينقصها.. حقاً.. أن تصبح مدمنة من نوع ما. -:" مئة وسبعة.. زيارة" زفرت بارتياح عندما سمعت رقمها.. وتوجهت بلباسها الرمادي نحو الخارج لتسير مع الحارسة.. لابد إنه محاميها وتتمنى أن يكون قد وصل أخيراً لدليل يبرئها.

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

جحيم الإنتقام

read
1.7K
bc

رواية " معذبتي “ لنوران الدهشان

read
1K
bc

معشوقتي

read
1K
bc

فتاة انحنت من اجل........الحب

read
1K
bc

أنين الغرام

read
1K
bc

بنت الشيطان

read
1.7K
bc

عشق آسر. (الجزء الثاني من سلسلة علاقات متغيرة ).

read
2.5K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook