البارت الاول من رواية كأس من الالم (اصل الحكاية)

1801 Words
لااااااا ،صرخة بها فزع ، ص*رها يعلو و يهبط بسرعة شديدة و كأن الهواء قد نفذ من حولها ما كان سوا كابوس اعتيادي من الكوابيس التي لا تفارق مخيلتها منذ سنين منذ ذلك اليوم الذي رأت فيه اسوأ مشهد بحياتها كلها ، وضعت يدها على قلبها و حاولت ان تهدِء من روعها قليلا وبعد عدة دقائق نجحت بذلك فُتِحَ باب الغرفة بسرعة و دخل منه هذان المشاغبان الصغيران -هاااي استيقظي استيقظي وقفزا على السرير -ابتسمت بسعادة على طفولتهما ابتسامة لا تبتسمها الا معهما قالت بجدية مصتنعة : توقفااا ، انتما الاثنان معاقبان ، نظرا اليها ببراءة ثم ضحكوا ثلاثتهم بسعادة ثم احتضنتهما و قالت : صباح الخير -ردا عليها : صباح النور -دخلت مدبرة المنزل و قالت : صباح الخير سيدتي اعتذر لدخولهما و ازعاجك ولكن غافلاني و ذهبا لغرفتك -نارة : لا باس بذلك -رحمة : سيدتي السيد جاد بالأسفل و يريد مقابلتك نارة : اخبريه ان ينتظرني -رحمة : حسنا سيدتي هيا يا صغيراي لكي اجهزكما للمدرسة -يوسف و ميرال : كلاااا ، دادا تفعل ذلك -نارة بابتسامة : حسنا انا سأفعل هيا بسرعة لا عليك يا رحمة انا سأحضرهما -رحمة : حسنا سيدتي *** لنتوقف قليلاً نارة يوسف : ستة و عشرون عاما فتاة جميلة جدا ذات قامة متوسطة و جسد رشيق شعر اسود حالك و عيون واسعه كثيفة الرموش لونها بني غامق و بشرتها ناصعة البياض بعد وفاة والديها ورثت شركات تقدر بالملايين و تولت ادارتها وطورتها بشكل كبير يُقدر بعشرة اضعاف ما كانت عليه عندما استلمتها ، ذات شخصية قوية جدا و ذكية بعد وفاة والديها لم تكن الشركات مسؤوليتها الوحيدة حيث عندما توفيا تولت ايضا مسؤولية اخويها الصغيران يوسف و ميرال اللذان يحملان اسم امها و ابيها يوسف و ميرال توأمان : ملامحهما جميلة كأختهما الا انهما اقل شبه بوالدتهم منها فهي تكاد تكون نسخة طبق الاصل عن امها بعيونها و لون بشرتها و شعرها اما يوسف و ميرال فيشبهان ابيهما اكثر فعيونهما خضراء وبشرتهما شقراء وكذلك شعرهما حديثنا عن صفات ابطالنا لم ينتهي و سأدع لكم ألآن حرية دراسة شخصية بطلتنا وهذان المشاغبان الصغيران ******************************************************************************** انتهت نارة من اعداد ش*يقاها الصغيران وارسلتهما مع السائق الى المدرسة ثم اعدت نفسها و ذهب الى غرفة المكتب حيث ينتظرها جاد -جاد : صباح الخير سيدتي نارة : صباح الخير انجزت ، ما اوكلتك به ؟ -جاد : نعم كل ما طلبته انجزته انه بهذا الملف نارة : اعطني -جاد: سيدتي أانت واثقة من رغبتك بذلك ؟ نارة : جاد انت تعلم بأنني لن اتراجع اليس كذلك اذاً لما تتعب نفسك ؟ جاد - باستسلام فهو يعمل معها منذ سنين ويعلم كم هي ع**دة وانها بالفعل لن تتراجع مهما كان الامر خطيراً - : اعلم ذلك ولكنني احاول لأنني لا اريدك ان تتأذي نارة ابتسمت بألم : لا تخاف بعد فترة من الالم يصبح مطاقا و بعد فترة اطول ينعدم شعورك به لأنك ببساطة تعتاده فلا تقلق جاد بشيءٍ من الحزن : ربما معك حق ولكن يجب ان تعلمي أنّ ما انتِ مقبلة عليه ليس مؤلم فحسب بل ايضاً خطير نارة ببرود : أعلم هيا اعطني الملف جاد : تفضلي فتحت الملف وشعرت بخنجر يخترق قلبها عند رؤيتها لصورة والديها ، يااااه كم اشتاقت لهما وقبل ان تفقد السيطرة اغلقت الملف بسرعة نارة بثبات : شكرا لك يا جاد سأعلمك ان احتجت لشيءٍ اخر -جاد : حسنا و انا بخدمتك عن اذنك -نارة : اشكرك نهضت خلفه و طلبت من رحمة مرافقته للباب ثم اغلقت باب مكتبها بالمفتاح و عادت لتستغرق بذلك الملف ، الملف الذي تسبب بتغيّر حياتها بهذا الشكل الذي يحتوي على تفاصيل تلك الليلة الباردة التي تسببت بكل ذلك الالم في قلبها التي قلبت حياتها 360 درجة ودون ان تشعر نزلت دمعة من عيناها على تلك الذكريات التي هاجمتها (قبل خمسة عشر عام ) نارة باندفاعها المعتاد : امي امي لقد عدت اناا جائعة جدا اريد ان آكل انظري يا امي لقد حصلت على علامة كاملة بالامتحان امها : اهلا صغيرتي الجميلة اهدأي اهدأي قليلاً و خذي نفسا نارة بسعادة بالغة : لقد احرزت العلامة التي تمنيتها و اناا اريد ان آكل امها ضحكت بسعادة على طبعها الذي لا يتغير : احسنتِ عزيزتي وفقك الله دائما انا فخورة بك هيا اذهبي و بدّلي ملابسك ريثما أُعدّ لكِ شيئا لتاكليه نارة ببراءة و ضعت يدها على رأسها وكأنها جندي يلقي التحية : أمرك سيدي اعني سيدتي اقصد امي ههههه و صعدت لغرفتها ركضاً امها وهي تنظر لها حتى اختفت عن عينها : ادام الله عليك سعادتكِ يا صغيرتي واستيقظت من تخيلاتها على صوت هاتفها الذي يرن وانتبهت الى وجهها المبلل بدموعها على تلك الذكريات كم كانت سعيدة وقتها مسحت وجهها و تنحنحت لترد على الهاتف كانت ندى سكرتيرتها الخاصة - سيدتي اريد اعلامكِ ان الوفد الاجنبي على وصول هم بالمطار حاليا و بعثت السائق لأحضارهم كما طلبتِ و سوف يتوجهون إلى فندق الشركة كما اخبرتنا تماما و سيكونون هناك في تمام الساعة الواحدة و النصف - حسنا -أتامرين بشي اخر؟ -اجل اريد ان تجهزي لي ملفات الصفقة و ايضا اياكِ ان تكون بها اخطاء كالمرة السابقة و ايضا اخبريهم بتجهيز الطائرة سأسافر غداً مساءاً الى اسبانيا لذلك على الصفقة ان تتم اليوم اخبري الفندق بتجهيز عشاء عمل - حسنا سيدتي اغلقت الملف ووضعته بدرج مكتبها و اغلقته بالمفتاح ثم قامت بمسح وجهها جيداً و تأكدت بانه لا يوجد اي اثر انها كانت تبكي قبل قليل و خرجت من المكتب و ركبت سيارتها و قادتها بسرعة كبيرة نحو الفندق التابع لشركتها وصلت الى الفندق و استقبلها مدير الفندق و اخبرها بانه انجز كل ما طلبته من التحضيرات وسألها : هل اتيتِ لاستقبال الوفد ؟ أنزلت نظارتها الشمسية ونظرت به باستهجان فهي نارة يوسف لا تستقبل اياً كان هو ابتلع ريقة بصعوبة و قال : - اعتذر اكملت سيرها و توجهت نحو غرفة الاجتماعات وطلبت بعض الملفات من المحاسبة و بدأت بتدقيقها بعد مرور خمس عشرة دقيقة طلبت استدعاء مدير الفندق (ذلك المسكين ) دخل بتوتر و قال : طلبتني سيدتي نارة القت الملف الذي المدير و قد بدأ يتعرق امسك الملف بيدٍ مرتجفة و بدأ يقرا حتى انتبه للخطأ الموجود بالحسابات : انااا انااا وقفت نارة من مكانها و نظرت به بحدة : اناااااا ماذا ؟ قال لها : اقسم بأنني دققته ولكن لا اعلم كيف غفلت عن هذا التفصيل نارة : تعلم بأنني لا احب التقصير بالعمل أليس كذلك ؟ المدير بعد ان فقد اعصابه من شدة التوتر فهو يعلم كم هي جدية بالعمل و لا تقبل بأصغر الاخطاء : انا آسف سيدتي ارجوك سامحيني اعدك بأن لا يتكرر مثل هذا الامر نارة : 24 ساعة ان لم تعرف اين ذهب هذا المال و ما هو سبب هذا الخطا لا تريني وجهك هنا مجددا لانك عندها ستكون مطروداً المدير : ارجوكِ لا تفعلِ حسناً سأعرف مص*ر الخطأ لكن اريد وقتاً اطول نارة وقد اعادت ارتدا نظارتها تهمُّ بالرحيل :اربع و عشرين ساعة . الم اقل لكم مسكين نارة يا ابنتي تعلّمي شيئاً في هذه الحياة ، مهما كان حصولكِ على حقّك صعباً عليك المحاربة لأجلة وستواجهين الكثير ولكن ايّاك والاستسلام لا تقبلي بالخطأ مهما كان السبب ولا تؤمني ابدا بالعبارة التي تقول الغاية تبرر الوسيلة فهي ليست كذلك عندما تكونين على حق دائما ستكونين الاقوى ولكن عندما تخطئين ستكونين الاضعف ولكي تخرجي من هذا الضعف لا تخشي الاعتراف باخطائك و تذكري انني دائما الى جانبك و انني احبك بشدة اعتذر يا ابنتي تمنيت البقاء معك اكثر و اعلّمك و اسير معك خطوة بخطوة ولكن لا استطيع سأكون ملاصقا لاسمك دائما و بجوار قلبك اعدكِ احبك يا ابنتي سامحيني على ما تركت لكِ من مسؤولايات ثقيلة وفوضى عارمة ولكنكِ تستطيعين تحملها انا اعلم ذلك" كانت هذا كلمات والدها الاخيرة لها لم تبكي هذا المرة بل شعرت بنارٍ داخلها نارة اقسمت على عدم اطفائها يوماً اصطحبت اخويها من المدرسة و ذهبت معهما بنزهة صغيرة ، هذا طبعها دائما عندما تنوي السفر كما كان والدها يفعل عندما كانت صغيرة عادوا الى المنزل قرابة الساعة السادسة و أعدّت نفسها للاجتماع وودعت ش*يقاها وتوجهت نحو الفندق دخلت وجلست على طاولة العشاء حيث يجلس الوفد و جاد ايضا جلست و بدأ النقاش بالصفقة و انهوا العمل قال جاك مغازلا لنارة : سيدة نارة انا لا اصدق ان السيدات العربيات يستطعن ان يكنّ على هذا القدر من الجمال و النجاح بالعمل في الوقت ذاته نارة ببرود : لا بأس لا تصدق لست مجبرا على اي حال ضحك جاد ولكنه سرعان ما اخفى ابتسامته تلك و شعر جاك باحراجٍ شديد من ردها البارد هذا وحاول الرد ولكنه لم يجد رداً مناسباً قال جاد ليخفف من شحنة الاحراج : أنوقع ال*قد يا سادة ؟ جاك : قبل ان نفعل انها اغنيتي المفضلة آسة نارة أتسمحين لي بالرقص معك؟ نارة : انا لا احب هذا الاغنية اعتذر منك كما انني افضل توقيع ال*قد حاليا . قالت روز : لا مشكلة لنوقع ال*قد بعد توقيع ال*قد استأذنت نارة لدخول الحمام عندما خرجت من الحمام وجدت جاك يقف عند الباب قالت بنفسها : ان فعلت ما افكر فيه اقسم بانني سأجعلك تندم طيلة حياتك اقترب جاك : بالمناسبة انا لم أُرفَض ابدا في حياتي بل ونادراً ما اعرض شي على احد فأنا تأتيني العروض جاهزة انا اقبلها أو ارفضها حسب مزاجي نارة ببرود مميت : لكل شيئٍ بالحياة مرة اولى لا تقلق ستعتاد مع الوقت جاك اقترب اكثر و حاصرها بالحائط : ومن قال انني ارغب بالاعتياد فانا آخذ ما اريد وقت ما اريد نارة : ابتعد جاك : وان لم افعل ، ماذا ستصرخين ؟ ضحكة نارة بسخرية وخلال ثواني كانت قد امسكت يده و لفتها حول ظهرة وشدتها بعنف كادت ت**رها صرخ جاك من الالم وقالت بهمس : انا لا اصرخ يا ا**ق وانا حذرتك بالابتعاد ولكن انت لم تسمعني وانا في حياتي لا احب ان يخالف احد اوامري -وشدت على يده اكثر بعد ان تثبيته وبدأ يتأوه من الالم- أفهمت ؟ جاك -بألم فهي قد ثبتته ولا يستطيع الحركة- : اجل اجل اتركيني قامت نارة بدفعه فجاء على وجه وقد اجتمع من بمطعم الفندق على صوت صراخ جاك جاءت روز و خلفها جاد الذي يعلم ما حصل حتى دون ان يرى روز : جاك ؟ ماذا حصل ؟ أانت بخير ؟ جاك بتلعثم : اجل اجل فقد تعثرت خطواتي ووقعت روز : ما بها يدك ؟ جاك : لقد سقطت عليها لمستها روز فصرخ جاك من الالم نارة ببرود : سلامتك سيد جاك واظن ان ذراعك قد انخلعت و تحتاج الى الطبيب ثم تحركت للخروج من المطعم دون ان تنظر وراءها مرة اخر جاد : بالسلامة سيد جاك اصعد الى غرفتك و سأرسل طبيبا اليك عمتم مساءاً جاد بعد ان لحق بنارة التي كانت تهم بالصعود الى سيارتها : ناارة التفتت اليه ورفعت حاجبها : نارة ؟ جاد -بضحكة- : انتهى العمل سيدتي و خلعتِ يد الرجل ايضا أيمكنني التحدث الي صديقتي ؟ ابتسمت نارة : اووه اجل انتهى العمل جاد : لم تستطيعي مقاومة عادتك ، كل وفدٍ يجب ان يخرج بأصابة نارة : يستحقون ذلك ، ما بكم يا معشر ادم -وغيرت صوتها بسخرية- اووه اغنيتي المفضلة اترقصين معي ؟ ضحك جااد حتى ادمعت عينيه فهو يعلم كم تستفزها مثل هذه الجمل و تابع بسخرية : لا استطيع ان اصدق ان السيدات العربيات جميلات و ناجحات نارة ضحكت بعد ان استفزتها هذه الجملة : ولا انا اصدق اساساً جاد : حسنا دعينا نتمشى قليلا نارة تريد الاعتراض.. جاد مقاطعاً إياها : هيا بنا
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD