? " قدحيّ قهوة "?

5000 Words
الحلقه الأولى ...( الظل و المصل )... رائحة الموت التي تغلف تلك الغرفه الموحشة، يتحرك بثيابه الحمراء ... تلك الحله التي تدل على بدء العد التنازلي ..... يتحرك بخطى مترنحه بين يدي إثنين يحيطان به من الجانبين ، شحوب وجهه الذي يحاكي الموتى وعينيه التي فقدت الحياه ، لسانه وشفتيه لا تتوقف عن النطق بالشهادتين .... خفقات قلبه كانت تقرع كالطبول وهو يتوجه بقدميه نحو الموت ، بمجرد دخوله لتلك الحجره وقد إقشعر بدنه لتصبح قدميه كالهلام ... ولكن حافظ على ثباته الزائف ، إن كان سيقتل فسُيقتل مظلوما ...... وضع ذلك الكيس الأ**د على رأسه ، بمجرد ما إن تغطية وجهه بذلك الكيس وقد شعر بأن أرواح الموتي التي سبقته قد أحاطت بعنقه ، تلك الأنفاس التي تم زهقها تقوم بخنقه توقف بسيارته التي من قوة إحتكاكها بالأرض وقد إنبعث من إطاراتها الدخان مصاحبا لذلك الصرير العالي ، ترجل راكضا من السياره و الذعر يتملك منه حاملا بين يديه ترياق الحياه .... قلبه يكاد يتوقف من شدة الرعب ، سيفقد أغلى ما يملك..... حانت منه إلتفاته لساعة يده لتجحظ عينيه بشده وقد تلألأت العبرات بها ليسارع في ركضه وهو يصطدم بكل من يقابله في طريقه بقوه ، هاقد وصل لذلك الطابق المنشود ، توقف بمكانه متجمدا أرضا وهو يرى الشيخ وبعض الظباط يخرجون من الغرفه وقعت عينيه على صديقه وهو يخرج من الغرفه باكيا بحرقه لتتساقط العبرات من عينيه بتعابير وجهه الجامده ، نبضات قلبه بدأت تقل تدريجيا .... ذلك الطنين الذي تملك من أذنيه ليصمها عن المؤثرات الخارجيه ليستمع فقط لخفقات قلبه التي كانت تقل يصاحبها ألم فتاك جعل تعابير وجهه تتشنج بهدوء ليشعر بحرارة عبراته التي إنهمرت مدرارا على وجنتيه دون توقف شعر بيد تربت على كتفه بهدوء ليلتفت لها ببطئ ليجد صديقه يبكي بحرقه ومالبث أن عانقه بقوه وسط جمود الآخر ، وفي لحظة قام بدفع صديقه بقوه ليصرخ عاليا بصوته الغليظ وهو يركض نحو تلك الغرفه : - بابااااا...... **************************** كان يقف بحلته السوداء بجوار صديقه في العزاء بجمود تام ، تحدث رجل يبدو عليه الوقار بحزن وهو يصافحه قائلا : - البقاء لله يا سيادة الرائد أومأ برأسه بصمت دون أن يجيب ليشفق الرجل عليه ثم تحرك ليصافح الآخر قائلا : - البقاء لله يا عاصم ... أجاب عاصم بنبره حزينه قائلا : - الدوام لله يا حضرة اللوا تحدث اللواء بحزن مواسيا بخفوت : - خليك جنب صاحبك إوعى تسيبه نظر عاصم لصديقه الذي كان يقف كالتمثال بلا روح ليشفق عليه ليعاود النظر للواء وهو يومأ برأسه قائلا : - مش هاسيبه أبدا يا باشا أومأ الرجل بإبتسامه راضيه وهو يربت على كتفه ليتوجه نحو الداخل ليجلس على أحد المقاعد ، ظل واقفا في صمت بتعابير وجه خاليا لا ينبث ببنت شفه ...... بعد إنتهاء العزاء وقف أمام ذلك الإطار الكبير الذي يشغل حيزا كبيرا من الحائط بداخله تلك الصوره التي تم إلتقاطها له ولوالده منذ شهر واحد لمعت مقلتيه بالعبرات ليربت صديقه على كتفه من الخلف في صمت ، تحدث هو من بين أسنانه بفحيح قائلا : - خدوا مني أعز ما أملك ... تن*د عاصم بحزن ليتحدث بخفوت قائلا : - والدك كان بريئ يا جسار و إنت أثبت ده إلتفت جسار بحده وهو يلهث هاتفا بغضب : - بعد إييييه ....!! بعد ما راح مني .... وديني ما أنا سايب حد فيهم ، مش هارحم حد منهم حاول عاصم تهدئته قليلا وهو يتحدث بقلق : - إهدى طيب يا جسار ، الناس دي مش سهله وبعدين إحنا منعرفش مين اللي وقع والدك الله يرحمه ، يدوب جيبنا دليل البراءه من تهمة الخيانه بالعافيه إلتفت جسار لينظر لصورة والده وهو يهمس بشرر يتطاير من عينيه الفضيه القاتمه : - كله لازم يتحاسب وهابدأ من أصغر واحد فيهم بعد مرور عامين .... كان يسير بثبات في الرواق بحلته البيضاء وكل من يقابله بطريقه يلقي له بالتحيه العسكريه التي كان يبادله إياها بصرامه طرق الباب بهدوء ليأتيه الإذن بالدخول .... دلف وهو يلقي بالتحيه بجديه قائلا : - تمام يا فندم رفع الفريق أول رفعت أنظاره نحوه ليتحدث مشيرا له بيده قائلا : - إقعد يا عاصم توجه عاصم بالقرب من المكتب ليقف أمامه وهو يتحدث بجديه قائلا : - النهارده حضرتك الأحد يعني قرار الإفراج عن جسار إبتسم رفعت وهو ينهض بهدوء من خلف مكتبه ليعطيه ورقه ما قائلا بهدوء : - ده قرار بإخلاء سبيل و كمان الرجوع للشغل تاني إلتقط عاصم الورقه لينظر نحوها وهو يضحك بتهكم ثم مالبث أن رفع مقلتين باردتين زرقاء نحو رفعت ليردف قائلا : - تمام يا فندم عن إذنك قال جملته ليومأ له رفعت ليتحرك هو نحو الباب بعد أن حياه عاصم ليتوجه بسعاده بعد ذلك نحو مصلحة السجون ترجل من سيارته ليقف أمام ذلك الباب الحديدي الضخم ، لحظات من الإنتظار ليفتح الباب ليظهر هو بهيئته الطاغيه جسده الذي إشتد أزره أكثر من اللازم والفضل كل الفضل يعود إلى الأعمال الشاقه التي كان يقوم بها أثناء سجنه ، طوال النهار ذلك الوقت كان يمضيه فقط في تحطيم الصخور ليشتد بناينه متضخما بقوه خصلاته السوداء القصيره مع شاربه الذي كان يحيط بذقنه وقد قام بإزالة لحيته ، ذلك الأنف المستقيم يعلوه عينين فضيه لامعه تحت ضوء القمر تكاد تشبه خاصة الذئاب في قوتها و الثعالب في مكرها والذي بات لا يفارقه هي لفافة تبغه التي لا تفارق جانب شفتيه ، كان يرتدي قميصا زيتيا يكاد يتمزق من عضلات ذراعيه وص*ره ولذلك فضل ترك نصف الأزرار مفتوحه ليظهر ص*ره المعضل يعلوه تلك القلاده الجلديه التي يتدلى منها رسمة صغيره لجمجمة الإنسان ممسكا بحقيبة ثيابه الصغيره وهو يرفعها على ظهره من على كتف واحد واليد الأخرى تمتد نحو شفتيه لتلتقط لفافة التبغ من جانب فمه لينفث تلك السحابه البيضاء ثم يلقيها أرضا ليفتكها بقدمه حياه العسكر المتواجدين على الباب الحديدي لينظر لهما بتهكم أما زالت لمهنته تأثيرا ...؟؟ ، حانت منه إلتفاته للأمام ليجد صديقه مقبلا عليه بلهفه وهو يبتسم بسعاده إرتمى صديقه في أعناقه بقوه ليبتسم جسار بهدوء وهو يبادله العناق ، تحدث عاصم وهو يربت على ظهر صديقه قائلا : - ليك وحشه يا زميل تن*د جسار وهو يبتعد عن أحضان صديقه ليتحدث مبتسما : - وإنت كمان يا عاصم أحاط عاصم بكتف جسار ليدفعه وهو يتحدث مبتسما : - طب يلا على الفيلا عشان تاكلك لقمتين حلوين ، أمينه عملتلك لقمتين ترم بيهم عضمك أومأ جسار برأسه ليتحرك كلاهما نحو سيارة عاصم ليصعد خلف المقود بينما جلس جسار بجواره لينطلق عاصم بسيارته نحو فيلا جسار ************************* جلس كلاهما بالحديقه ليلا على العشب ، كان جسار يستند بظهره على إحدي الأشجار الضخمه رفعا إحدى قدميه لص*ره بينا الأخرى ممدوده على العشب أمامه وفي مقابله يجلس صديقه ضاما قدميه لص*ره وهو يستند بمرفقيه عليهما أمسك جسار بلفافة تبغه ليخرجها من فمه وهو يضحك مجلجلا بشراسه وتلك السحابه البيضاء تخرج من أنفه وفمه بشراهه تن*د عاصم بحزن على حال صديقه ليتحدث جسار بصوت غليظ من بين دخان تبغه وضحكاته : - عاوزين يرجعوني الشغل تاني ..... تحدث عاصم بضيق قائلا : - وماله يا جسار أمال إنت هاتفضل قاعد كده طول عمرك تحدث جسار بلامبالاه وهو يأخذ شهيقا من لفافة تبغه ، لينفثها بحده مردفا : - و أخدمهم وأضحي بنفسي عشانهم ليه ؟ هتف عاصم بحده قائلا : - عشان بلدك يا جسار ... قاطعه جسار وهو يزمجر بقوه : - وأبويا اللي قعد يخدمهم أربعين سنه ، عملو حساب لإخلاصه وخدمته ....باعوه .. إتهموه بالخيانه وجردوه وفوق ده كله ...قتلوووه قال كلمته الأخيره بصياح شديد نظر له عاصم بحزن ليتحدث بعدها قائلا بهدوء : - عمر ما فيه حاجه هتعوضك عن والدك ، بس إنت برده ماسكتش وخدت بتارك نظر له جسار لوهله صامتا لتبدأ ضحكاته بالعلو مره أخرى إلى أن هدأ قليلا ليرفع لفافة التبغ لفمه وهو يأخذ أخر شهيقا منها ليلقيها أرضا بجواره وهو يدهسها بحذائه الكبير ، أخرج أنفاسه الملوثه بالدخان وهو يردف قائلا بتشفي : - ده كان حقي ولازم أجيبه ، وبعدين طلعو ناصحين قبل ما أخلص على الكبير فيهم دبسوني في قضية م**رات وكنت واخدها عشرين سنه أشغال ، بس بعون الله حقي عرفت أخده وأنا فين .... في السجن قال جملته لتعود ضحكاته بالعلو مره أخرى وسط نظرات صديقه المحتاره الذي أردف قائلا : - فهمني دماغك فيها إيه ؟ نظر له جسار بإبتسامه شرسه ليميل عليه قائلا بخفوت : - مش هنسالك وقفتك يا عاصم إنت اللي خرجتني من السجن ، بس عاوزك تعرف إنه الراس الكبير مكانش اللي قتلته ، قبل ما أخد روحه إعترف إنه الراس الكبيره من بره قطب عاصم بين حاجبيه بغير فهم قائلا بتساؤل : - تقصد إيه ؟ رجع جسار بظهره للوراء ليردف بإبتسامه ماكره : - أنا هاسيب الشغل في القسم يا عاصم و هافتح شركه .... هز عاصم رأسه يائسا من محاولات فهم صديقه ليتحدث بنفاذ صبر قائلا : - ياجسار ماتفهمني بتفكر في إيه ...؟ نظر له جسار لوهله وهو يبتسم بجانب فمه ثم مالبث أن تحدث بحده قليله قائلا : - قبل ما المحروس يموت قالي إن الراس الكبيره بتاعتهم هي اللي وقعت أبويا عشان كان في الفتره دي حاطط تحت عينه واحد من السياسين الكبار اللي في البلد وعضو في البرلمان أبويا في الفتره الأخيره لاحظت إن كل إهتمامه حوالين شخص واحد بس .... ضيق عاصم عينيه بترقب ليكمل جسار بشراسه قائلا : - سيف الدين القاسم ، أبويا كان ده شغله الشاغل عينه عليه ، لما الحلو إعترف بكده إفتكرت إنه سيف الدين ده ليه يد في قتل أبويا لقيته قالي إنه ده ضحيتهم وعاوزين يوصلوله بأي طريقه وأبويا هو كان السد اللي بينهم.... عشان كده كان لازم يخلصوا منه واللي عملوه فيا عملوه في أبويا بعد ما فشلوا إنهم يقتلوه تسائل عاصم بلهفه قائلا بنبره حاده : - وهما كانوا عاوزين الراجل ده في إيه و عمي كان بيساعده ليه ؟ نظر جسار نحو عاصم ليهمس من بين أسنانه بحده : - مارضيش يقول ، كل اللي عرفت أخده منه إنهم مش هايسيبوا الراجل ده في حاله ولسه اللي عاوزينه منه ماعرفوش ياخدوه بس معنى إن أبويا كان كل اهتمامه وشغله على الراجل ده يعني الموضوع مش سهل تحدث عاصم متسائلا : - طب وإنت هاتوصلوا إزاي ؟ نظر له جسار ليبتسم بخبث قائلا : - هافتح شركة حراسه ، واحد زيه مش بيمشي مالط ، ساعتها دورك يجي بقى رفع عاصم حاجبيه بدهشه قائلا : - دوري ...!! أخرج جسار علبة التبغ ليخرج منها لفافه ليضعها بفمه ثم مالبث أن قام بإشعالها ليأخذ شهيقا ثم قام بتنفيثه بحده وهو يومأ برأسه بخفوت قائلا : - أيوه ، إنت اللي هتقنعه ياخدني حارس عنده بس الأول قراره كله لازم تجيبهولي ، المعلومات اللي قدرت ألمها وأنا في السجن مش كافيه ، أنا عاوز أعرف كل كبيره وصغيره بيعملها ضيق عاصم بين عينيه قليلا ليتحدث بهدوء قائلا : - إنت عاوزني أعمل إيه بالظبط ؟ نظر له جسار بطرف عينه وهو ينفث دخانه بشراهه ليبتسم بجانب فمه قائلا : - هاقولك .... ************************** تركض بخفه في ذلك المرمى الخاص بالركض ، بكل قوه تأخذ أنفاسها بعزم .... تتصبب عرقا دون أن تبالي بالتعب أو الإرهاق كانت ترتدي ثيابا رياضيه مكونه من توب قطني أبيض بدون أكمام ضيق على نصفها العلوي أسفله بنطال الثوب الأبيض المحدد من الجانبين بخيطين ورديين منهية ذلك بحذاؤها الرياضي الوردي تعقص خصلاتها البنيه القاتمه والتي تتطابق مع لون عينيها تماما ... تلك الخصلات التي تملؤها التموجات بكثره لتعطيها هيئة " الكيرلي " على هيئة ذ*ل حصان مقيدة خصلات غرتها بدبوس صغير أعلى رأسها بمجرد ما أن تخطت قدميها خط النهايه وقد قفزت عاليا بكل خفه وهي تهلل مرحا ب ***ة الإنتصار بينما توقفت صديقتها الخاسره وهي تميل لتستند على ركبتيها وهي تحاول إلتقاط أنفاسها قليلا هتفت بأنفاس متقطعه وهي تعتدل بوقفتها قائلة : - إرحميني مره وإخسري .... إعملي بأصلك إلتفتت كارما بمرح بإبتسامتها التي تظهر خديها الناعمين مع مقلتي القهوه الواسعتين بأهدابهما الطويله ، إبتسمت بسعاده لتفصح عن صفي أسنان مرتبين بإتقان مع تلك الثغره الرفيعه بين قواطع الصف العلوي توجهت نحو صديقتها وشقيقتها بالرضاعه لتعانقها بمرح وهي تردف : - معلش يا صفصف بس إنتي اللي إتحدتيني أخذت صفوه تلهث قليلا وهي تردف : - ماشي يا ستي بعد كده هانحرم نتحدى الست كرمه القاسم أحاطت كارما كتف صفوه وهي تجذبها معها بمرح قائلة بإبتسامتها الودوده : - عملتي إيه يابت عشان الإمتحان ؟ قلبت صفوه عينيها الخضراء لأعلى وهي تجيب بنزق : - يووه بتفكريني بيه دلوقتي ليه بس ؟ اللهم أجرنا ... ضحكت كارما عاليا وهما تجلسان على مقعد ما بحديقة النادي لترتاحان قليلا لتبتسم كرمه وهي تمسد على خصلاتها للوراء قائلة : - وربنا يا بنتي ما أعرف الدكتوره إسمها إيه ولا شكلها عامل إزاي ... ضحكت الفتاتان بشده لتردف صفوه قائلة : - هي محاضره واحده وكنت جايه متأخر طردتني فيها أكملت الفتاتان الضحك لتتحدث كارما قائلة : - خلينا نضحك كده وهانتنفخ بكره في الميدترم ... غمزت صفوه بإحدى عينيها قائلة بمكر : - إطمن يا جميل ، هانقفله بكره إن شاءلله تحدثت كارما بتهكم وهي تلوي فمها قائلة : - وإزاي بقى يا أم العريف ..؟ رفعت صفوه بنانها وهي تكمل بثقه : - هو مفيش غير واحد بس اللي بلجأله في المواقف دي وبينجدني منها - إرحموا أهلي وإحضروا مره ... هتف بها عمرو بنزق وهو يعطي دفتر ما لصفوه التي هتفت بتذمر قائلة : - ما خلاص يا عم عمرو إهدى علينا شويه تحدثت كارما وهي تغمز بإحدى عينيها قائلة بمرح : - مردودالك يا سي عمرو لوى عمرو شفتيه بتهكم قائلا : - إمته يا ختي في الآخره ، والله مانتوا هاتنفعوني بحاجه أنا عارف ، مصاحب أسقط إثنين في الدفعه وبينجحوا على قفايا هتفت كارما بضيق : - الله الله الله جرى إيه يا عمرو إنت هتذلنا ما قولنا هاتتردلك إن شاءلله بس قول يارب دفعته صفوه بكتفه قائلة : - يلا يابني إركب العربيه وخلع توشكر قالت جملتها لتتحرك هي وكارما نحو سيارة الأخيره لتصعد كلاهما بينما هتف عمرو قائلا بسخريه : - صح ليكِ حق مانتي خدتي اللي إنتي عاوزاه ، ماشي تحركت الفتاتان بالسياره لتنطلق خلفهما سيارة الحرس ، تأففت كارما بضيق لتتحدث صفوه بهدوء قائلة وهي تلقي بنظره على السياره من خلفها : - هو لسه عمه سيف برده مخلي الحرس معاكِ تحدثت كارما بضيق قائلة : - أنا إتخنقت والله كل حته ألاقيهم معايا لحد ماخلاص مش قادره أستحمل ... تن*دت صفوه وهي تتحدث بتعقل : - ليه حق يا كارما ماتنسيش المنصب بتاعه و كمان إنتي معرضه للخطر في أي وقت وبعدين مانا كمان زيك أهو بابا وماما ماتوا وأنا صغيره و جدو دلوقتي مش عاتقني أنا كمان وتنازل النهارده لما عرف اني جايه معاكي بالحرس بتوعك حانت من كارما نظره نحوها وهي تهمس بسخط قائلة : - دي عيشه تنقط والله الاحد مش عارف ياخد راحته ، ده ناقص يدخلو ورايا الحمام كمان ضحكت صفوه عاليا وهي تقوم بفتح الدفتر لتلقي نظره على ما بداخله ، وصلت الفتاتان لفيلا القاسم لتفتح البوابه الإلكترونيه على مصراعيها لتدلف كلتا السيارتين نحو المرآب ، ترجلت الفتيات من السياره لتخرج صفوه هاتفها النقال لتهاتف جدها لتطمئنه تحدثت وهي تدلف بهدوء للفيلا خلف كارما قائلة بإبتسامه صغيره : - أيوه يا جدو .... أنا بخير الحمدلله .... أنا هبات النهارده مع كارما عشان ورانا بكره إمتحان وهنذاكر مع بعض .... حاضر يا جدو .... طيب ماشي ... مع السلامه يا حبيبي سلام - حمدلله على السلامه يابنات هتف بها سيف الدين وهو يهبط الدرج بإبتسامه صغيره ، قابلته صغيرته بإبتسامه محبه وهي تعانقه قائلة : - الله يسلمك يا بابا هتفت صفوه بإبتسامه مرحه وهي تشير له بيدها : - الله يسلمك يا عمو أخبارك ...؟ ضحك سيف بخفوت وهو يجيب متجها بالفتاتين نحو حجرة الإستقبال : - الحمدلله يا صفوه .... عبد العزيز بيه عامل إيه ؟ أومأت صفوه برأسها بإبتسامه قائلة : - بخير الحمدلله وبيسلم على حضرتك إبتسم سيف وهو يردف : - الله يسلمه .... لتقاطعه كارما وهي تنهض لتجذبه من كفه قائلة : - يلا يا بابا نتغدى أنا جعانه وورانا مذاكره كتير النهاره أنا وصفوه نهض سيف وهو يضحك لتهتف صفوه بحنق قائلة : - هاموت وأعرف الأكل ده بيروح فين ...؟؟ أخذت كارما تدفع بصديقتها وهي تردف بمرح قائلة : - هايروح فين غير في الصرف الصحي تشنجت تعابير صفوه وهي توكزها بكتفها بخفه قائلة : - يخربيت قرفك ضحكت كارما وهي تعانقها بذراع واحده حول عنقها لتتحرك معها نحو حجرة الطعام *************************** سلمت ورقة إمتحانها وهي تتن*د براحه لتلتفت مبتسمه نحو صفوه التي كانت تنتظرها بالخارج بجوار عمرو ، توجهت بإبتسامتها الواسعه وهي تهتف بطمأنينه : - الحمدلله كله تمام ضحك عمرو بتهكم قائلا : - أيوه طبعا لازم يكون كله تمام ماهو مجهودي أنا قلبت صفوه عينيها لأعلى لتتحدث كارما بإبتسامه صفراء قائلة : - عمرو إنت علطول بتذل في اللي جابونا ليه ، عملت خير ربنا هيجازيك عليه وأهو بيبان مش بتطلع الأول على الدفعه كل سنه و إن شاءلله هاتطلع السنه دي كمان سنه تالته إهمد بقى وإخرس هتف بغير تصديق قائلا : - يا عيال وربنا ده كشكولي أنا ، بتعاملوني كده ليه ..؟ زمت الفتاتين شفاهما لتتحدث كارما وهي تشير برأسها له بنفاذ صبر : - ولا يلا على الكافتريا أنا جعت قالت جملتها ليتحرك الجميع لتقع عينيها على إثنين من الحرس الخاص بها لتنفخ بضيق وهي تردد بخفوت : - صبرني يااارب .. كان الثلاثه يجلسون على المقعد حول طاولة صغيره ، حانت من كارما نظره من أسفل عينيها نحو الطاولة التي خلفهم لتجد إحدى الفتيات محدقة بعمرو بحالميه نظرت بجوارها له لتجده ساهما محدقا في الفراغ ، عادت بنظرها للفتاه التي كانت ترتدي عوينات كبيره عاقصة خصلاتها ال**تنائيه على هيئة كعكه للأسفل مرتديه بنطال جينز واسع وطويل يعلوه قميصا مقلم وكانت ممتلئه بعض الشئ إبتسمت بحزن وهي ترى نظرات الوله بعينيها نحو رفيقها ، نظرت له شزرا من طرف عينيها وهي تردد بداخلها بغيظ : - الأ**ق لا يفكر سوى بالأناقه والجمال والزينه البارزه و يتغاضى عن الجمال المخفي بثياب مهترئه والأهم من ذلك هو الحب الصافي النابع من القلب وجدت الفتاة تنهض وهي تلقي بنظره أخيره حزينه على عمرو الذي لا يلقي لها بالا ، حسمت كارما أمرها ثم نهضت فجأة وهي تحزم أغراضها وسط تساؤلات رفيقيها ، هتفت صفوه قائلة : - إيه يابنتي ماشيه ؟ تحدثت كارما بهدوء قائلة : - أيوه إفتكرت حاجه كده هاشتريها لبابا وأروح نهضت صفوه قائلة وهي تقبلها : - خلاص ماشي مع السلامه هابقى أتصل بيكي أومأت كارما برأسها لتربت على كتف عمرو مسرعة : - ماشي سلام يا عمرو .... كانت تسير كعادتها بطريقتها الإنطوائيه تحمل حقيبة الظهر عاقدة يديها أمام ص*رها واضعة تلك القبعه على خصلاتها وهي تحدق بالأرض بصمت رأتها كارما من بعيد لتهم بالتحرك نحوها ، قاطعها أحد الحراس قائلا بروتينيه : - على فين يا فندم ؟ نظرت له كارما لتهتف قائلة بهدوء : - إستنوا هنا دقيقتين أنا هنا قدامكم أهو قالت جملته لتتحرك ركضا وهي تهتف عاليا : - رهف .. رهف استني !! توقفت رهف متجمده أرضا لتنظر خلفها بدهشه لتجد كارما قادمة نحوها بخطا أقرب للعدو مبتسمه ، توترت بشده وهمت بالتحرك مبتعده بخطى سريعه قطبت كرمه بين حاجبيها بإستغراب حينما وجدتها تركض مبتعده عنها ، هتفت كارما ملوحة بيدها وهي تستعد للركض خلفها : - هاي ... يابت إستني قالت كلمتها لتركض مسرعة للحاق برهف ليركض خلفها الحرس التابع لها ، إستطاعت اللحاق بها لتقف أمام رهف وهي تلهث بشده لتتجمد رهف أرضا وهي تخرج أنفاسها الحاره توقف حرس كارما بمجرد توقفها ، مالت كارما مستندة على ركبتيها لتلتقط أنفاسها وهي تهتف بسخط مستنكره : - يابنتي إنتي فيكي حيل ، اللي يشوف جسمك يقول مستحيل القوه دي تطلع منك إعتدلت بجسدها لتنظر لرهف التي كانت ترجع خصلاتها بإرتباك خلف أذنها لتهم بالإبتعاد إلا أن كارما توقفت أمامها فاردة ذراعيها جانبا وهي تقول بهدوء مع إبتسامه صغيره : - ممكن أتكلم معاكِ شويه ؟ تحدثت رهف بتلعثم وعينيها تدور المكان من حولها : - أا... أنا أسفه بس ... لازم أروح ... بد...بدري ، عن إذنك همت بالتحرك إلا أن كارما وقفت أمامها مانعة لها وهي تهتف بإبتسامه ودوده قائلة : - لا مش هتمشي غير لما نقعد ونتكلم مع بعض أوك نظرت لها رهف بتوتر لترفع كارما حاجبيها وهي تبتسم ببراءه مترقبه لتومأ رهف رأسها بخفوت لتتسع إبتسامة كارما وهي تحاوطها من كتفها بذراعها لتتحرك بها نحو سيارتها قائلة : - نروح بقى كافيه محترم نقعد فيه ندردش شويه توقفت رهف متسمره وهي تهتف بخوف : - لأ أنا مش هاينفع كده هتأخر نفخت كارمابنفاذ صبر لتدفعها غصبا نحو سيارتها وهي تردف : - بقولك إيه مش بحب المأوحه .... هنقعد ونتعرف على بعض يلا من غير كلام دفعت بها نحو السياره لتغلق الباب خلفها بينما دارت هي حولها لتصعد خلف المقود ليصعد حرسها هو الآخر بالسياره خلفها *************************** كانت تجلس كلتاهما بذلك المقهى ، تحدثت رهف بإبتسامه بريئه قائلة : - إنتي طيبه أوي يا كارما إبتسمت كارما بحنان وهي تردف : - والله إنتي الأطيب يا حبيبتي ، يبقا إتفقنا خلاص ...؟ توترت رهف قليلا وهي ترفع عويناتها قليلا على عينيها هامسة : - بس مش هقدر على مصاريف ... حم يعني كفايه الجامعه و.... هتفت كارما مسرعة موضحه : - بصي يا رهف النادي بتاع بابا وأنا ليا جزء منه تحت تصرفي بابا مش بيدخل فيه أنا مخلياه ليا أنا وصحابي ومجاني يعني كله كده بيجيه وبيسجلو فيه مجاني مفيش داعي إنك تحسي إنك أقل منهم أو إني بشفق عليكِ ، يابت إحنا بقينا صحاب بقى خلاص صمتت رهف قليلا فحثتها كارما على الموافقه لتستسلم رهف بالأخير وهي تومأ بإبتسامه صغيره : - ماشي إتفقنا .... إبتسمت كارما بحماس وهي تجد بأن أول خطواتها في مساعدة تلك المسكينه تأتي بثمارها كان يقف بجوار سيارته مستندا بمرفقيه عليها وهو ينفث سحابة التبغ بشراهه ، تخترق فضيتيه تلك السحابه وهو يحدق بتأني بتلك الصغيره ترتدي بنطال من الجينز الأ**د يعلوه قميصا حريريا من اللون البني القاتم ، تعقص خصلاتها الناعمه المموجه أسفل رأسها على شكل ذ*ل حصان يصل لمنتصف ظهرها تاركة لغرتها الحريه لتعانق وجنتيها بنعومه منهية ذلك بحذاء رياضي أبيض وحقيبة ظهر عمليه تأملت عيناه معالم وجهها بدقه إبتداءا من حاجبيها المرفوعين بإتقان إلهي أسفلهما تلك المقلتين ، ضاقت عينيه وهو يحاول تحديد ما لونهما بالتحديد أهما سوداوتان أم بنيتان ....؟؟ نزل بعينيه نحو شفتيها التي تلمع ببريقها الوردي ... إبتسم بجانب فمه متهكما ، شفاه ورديه .... بريق لامع بهما .... دعوه علنيه للتقبيل ، وما المانع إن كانت تلك الشامه الصغيره التي تجاورهما وحدها تستفز من يطالعها بإغراء .... تحرك بعينيه نحو ذلك العنق الطويل لتتحرك ببطئ وهي تبحث عن نهايته حتى وصل إلى ..... أهي عطوفه لهذا الحد ...؟ أن تترك أول زرين مفتوحين ...!! أفاق مما هو فيه على صوت رنين هاتفه النقال ليلتقطه ، وجد إسم رفيقه يعلو الشاشه فأجاب بهدوء وهو يطلق زفيرا من الدخان : - أيوه يا عاصم ... هم جاهزين ؟؟ ، هينفذوا لما تبعد لوحدها .... خليهم يستنوا مني إشاره .. قال جملته وهو ينهي المكالمه ليرفع لفافته نحو فمه وهو يأخذ منها أخر شهيقا ليلقيها أرضا بعد ذلك وهو ينفث دخانه بحده داهسا على لفافته فاتكا بها ****************************** إنتبه لها وهي تلتقط حقيبتها ململة أغراضها وهي تبتسم برقه وكذلك رفيقتها التي تجلس معها تماثلها فيما تفعل إرتدت كلا من كارما ورهف حقيبتي ظهرهما لتخرجان معا في ود من ذلك المقهى ، صعد هو إلى متن سيارته مسرعا وهو يضرب بأصابعه عدة أرقام إلتفتت كارما لرهف وهي تردف بنزق قائلة : - يابنتي ماتيجي أوصلك هايخس عليا إيه ..!! إبتسمت رهف ببشاشه وهي تتحدث بإمتنان قائلة : - شكرا يا حبيبتي بجد والله مش عاوزه أتعبك ، أنا هاركب تا** أوك نفخت كارما بضيق ثم أردفت بإستسلام قائلة : - خلاص ياستي مش هاضغط عليكِ ، ثم إبتسمت بمحبه قائلة : - أشوفك بكره في الجحيم قطبت رهف بين حاجبيها ثم مالبثت أن ضحكت بشده وهي تتفهم مقصد كارما من كلمتها والتي تعني بها الجامعه ، توقفت الفتيات عن الضحك لتودعها كارما بعد أن صعدت لسيارة أجره ،لتتوجه هي نحو سيارتها تحركت سيارة كارما لتتبعها سيارة الحرس الخاصه بها ، تحركت بعد ثوانٍ سيارته تتبعهم وسط صمته المخيف كانت تسير بسيارتها في منطقه تكاد تكون نائيه يحاوطها صحراء من الجانبين ، إبتسمت بشرود حينما تذكرت مساعدتها لتلك المسكينه رهف مالبثت أن تشنجت معالمها وهي تزم شفتيها هاتفة بحنق : - ده إنت واد غ*ي يا عمرو خليك ورا ست الحسن نورهان بتاعتك وإنت هتندم ند.....أاه صرخه أفلتت منها وهي ترى سيارتين سوداوتين من ذوات الدفع تقطعان الطريق أمامها لتشهق عاليا بفزع بأعين جاحظه رعبا وفي اللحظه الأخيره تمكنت من الضغط على فرامل السياره لتطلق السياره صوت الصرير العالي وهي تتوقف بالكاد قبل إصطدامها بتلك السيارتين توقفت خلفها بسرعة سيارة الحرس ليشهر الجميع أسلحتهم وهم يترجلون بعجاله من السياره نحو سيارتها كانت تحدق بذعر وص*رها اللاهث بقوه تكاد خفقاته أن تتوقف من رعبها ، أفاقت على صوت إطلاق النيران لتصرخ عاليا وهي تنحني نحو الأسفل متوارية عن الأنظار واضعة يديها على أذنيها لتكتم ذلك الصوت المرعب مانعة له من الوصول لها إنتحبت بشده وهي لا تتوقف عن الصراخ لتنتفض بفزع على صوت أحدهم وهو يفتح باب سيارتها لتقع عينيها على شخصا ملثما يحمل سلاحا بيده واليد الأخرى إمتدت لتقبض على ذراعها بحده لتخرجها من السياره وسط صراخها الحاد وهي تحاول الإفلات بقوه من بين يديه أحاط بخصرها وهو يرفعها عاليا لتركل بقدميها في الهواء ويديها التي تتلوى بعنف لتصرخ من بين بكاؤها : - سيبوني ، إبعد عني ..... وقعت عينيها على تلك الجثث التي تخص حراسها غارقة بدمائهم وكذلك بعض الملثمين الآخرين لتصرخ عاليا وهي تنتحب متوسلة تركها قام بالقائها بداخل إحدى السيارات لتنكمش بقوه على جسدها رعبا وهي تنتحب بصمت وصوت مختنق دون أن تجد القدره على العويل صعد للسياره بجوارها ليقوم بوضع المسدس على رأسها وهو يتحدث بتوعد : - لو فتحتي بؤك هافرتك دماغك وضعت راحتيها على فمها وهي تكتم شهقاتها بقوه ليص*ر عنها أنين مذعور مصاحبا لعبراتها التي تنهمر كالشلالات دون توقف إنطلقت السياره الأخرى أمامهما لتهم الثانيه باللحاق بها لتتوقف فجأة حينما ظهرت سياره ضخمه زيتية اللون بجبهه قويه وغليظه لترتطم بجانب السياره الأولى لتقلبها على جانبها عدة مرات تحرك بسيارتها بخفه لتصبح في مقابلة السياره التي بها كارما ، نظر بأعين ثاقبه نحو ذلك القاتل ثم نقل نظراته الفضيه الحاده نحوها لتقع عينيه على مقلتيها الباكيتين وهي ترمقه بدهشه مما يحدث لم ينتظر وهله ليخرج مسدسه في لحظة ليرفعه وهو يصوب من خارج زجاج نافذة بابه نحو من يقبع خلف المقود ليطلق رصاصه مخترقة ذلك الزجاج الخاص بواجهة السياره ليستقر في ص*ر الرجل أغمضت كارما عينيها بشده وهي تصرخ عاليا بخوف باكية بنشيج ، رفعت قدميها لتضمها لص*رها وهي تحيط ذراعيها بجسدها بقوه شديده في محاولة للإختباء عن هذا العالم وبث ولو القليل من الأمان لقلبها ترجل من سيارته بهدوء ليغلق الباب بحده ، تطايرت خصلاته القصيره قليلا بفعل نسمات الهواء والتي داعبت قميصه الذي كان رؤوفا به ليتركه كالعاده مفتوح حتى منتصف ص*ره مظهرا قلادته الجلديه المخيفه توقف قليلا أمام واجهة السياره التي بها كارما ولا تتوقف عن البكاء ، مد أنامله لجيب بنطاله الجينز الأ**د ليخرج علبة التبغ منها وقداحته ، أخرج لفافة منها ثم قام بإشعالها ليعاود وضع العلبه بجيبه مره أخرى إلتقط اللفافه من فمه ليخرج زفيرا ملوثا وهو ينظر بهدوء نحو المنهاره بداخل السياره ، ظل دقائق معدوده وهو على حاله ، ينفث دخانه بنهم دون أن يمل بالتحديق بها في الحقيقه ما الذي جعله يتجمد مكانه وهو يحدق بها ..... أكان إهتماما برؤيته لشخص ما يبكي بهذه الهيئه لأول مره بحياته القاسيه ...؟ ، أم هو .... إنجذابا نحو تلك الهيئه الفاتنه التي تظهرها بهذا البكاء ....؟؟ ضحك متهكما وهو يجيب .... الإجابه هي لا شئ مما سبق ... أاه الآن تدارك الإجابه ... التسليه فقط متعة النظر ومشاهدة تلك العبرات ... نفخ بضيق وهو يقلب عينيه لأعلى بنفاذ صبر وهو يشعر بالضيق من بكاؤها المتواصل .... هل تحاول أن تتص*ر موسوعة چينيس بأطول وصلة نحيب بالعالم ..!! ألقى بلفافة تبغه أرضا ليدهسها وهو يتحرك نحوها بحنق ، توجه نحو باب السياره ليقوم بفتحها بقوه ، لم تشعر به بسبب رعبها الذي تملك منها همس بداخله متن*دا بحنق : - اللهم طولك يا روح نظر لها للحظات وهي على حالها ليمد ذراعيه المعضلتين وهو يحاوط جسد تلك الصغيره منحنيا نحوها ، إنتفضت بقوه وهي ترفع له مقلتين مرتعبتين تقطعت أنفاسها وص*رها يلهث وهي تنظر له بذعر ، عبرات حفرت طريقها على خديها بعمق ووجهها الذي أصبح مغرقا بها مع حمرته القويه حدق بمقلتيها بمسافه لا تتعدى إنشين ، ضيق عينيه قليلا وهو يبتسم بداخله من تحقيق ذلك الإنتصار الواهي ، بني ...لون مقلتيها بني قاتم .... كقدحي القهوه تماما .... أتدرك بأنني أعشق القهوه ..؟؟ غ*ي كيف ستعلم ذلك !! أنف حمراء بشده من البكاء يتبعها دعوة تقبيل منتفخه بكاءا ، أراهن بأن تلك الشامه تشاطرهما البكاء ... ولكن على ماذا ؟ من أجل حالة الخوف التي بها ؟ ، أم من أجل المواساة فقط ؟ ...... لحظه ...!! إبتلع ريقه قليلا وقد أظلمت عينيه ليصبح اللون الامع قاتما ، تنقلت نظراتة بين هذه الشامه التي تجاور شفتيها من الأسفل نحو اليسار ودعوة التقبيل.... هتف بداخله متسائلا بأنفاس لاهثه ، أتبكي تلك الشامه على أيا مما فوق فمن الواضح .... أو من الواضح أيضا ... أنها تبكي إشتياقا لقبله .... لم أخطأ حينما قولت بأن هذه الشامه سوف تكون مص*ر أرق لي بالأيام القادمه تلوت بين ذراعيه برعب وهي تضرب بأناملها الناعمه ص*ره الصلب هاتفة بصوت مبحوح بكاءا : - عاوز إيه مني ؟ عشان خاطري سيبني أمشي .... سيبني أمشي وأنا أحلفلك إني مش هجيب سيره لحد ..... قست ذراعيه المحيطه بجسدها بقوه ليقربها منه لتلفح أنفها رائحة التبغ التي تنبعث منه ، صرخت متأوهة من الألم ليتحدث هامسا ببرود شديد يخالف تلك الكماشات التي لديه بصوته الذي بعث قشعريرة بجسدها: - ماتخافيش يا آنسه ، أنا مش هأذيكِ تلك الرجفه التي إجتاحت جسدها من همسه ، رجفه تجمع بين أحاسيس متخبطه ، خوف ، إرتباك و ....لذه أشعرتها بالخجل ...!! رفعت مقلتيها الثائرتين لا إراديا لتصطدم بعينيه الفضيه ، ذلك الصراع بداخلها من الخوف والشك والبحث عن الأمان وشئ آخر .... شئ آخر غامض لم تغفله فضيتيه وكذلك ذراعيه حينما شعر بتلك الرجفه التي سرت بذلك الجسد الغض .... إبتسم متهكما ، يا إلهي إن قمت بالضغط عليها بجفاء قليييلا.. سوف تتهشم بين يديه جمد نظراته وهو يتابع همسه الذي لم يرأف بها قائلا بلا تعابير : - إنتي بخير دلوقتي ، وأنا هوصلك بيتكم إتسعت عينيها خوفا مره أخرى وهي تهتف نافية بحده قائلة : - لأ لأ لأ أنا ...أنا هار...هارو... قاطعها قائلا بصرامه وقد تغلظ صوته ليبث الفزع بجسدها : - قولت أنا اللي هارجعك بيتكم أومأت برأسها بخفوت شديد وهي تطالعه بأعين متسعه مما سيحدث عادت نظراته المشتعله إلى سباتها لتعود تلك النظره القاتمه له مره أخرى ، لتتنفس قليلا براحه وهي تشعر بأن اللمعان المخيف الذي كان ينير حدقتيه قد إنطفأ بإخماد ثورته همس بصوته الجاف وهو يبتلع ريقه قائلا وهو يميل نحوها أكثر : - مش عاوزك تخافي تعلقت عينيها بتفاحة آدم التي تغدو صعودا وهبوطا بعنقه كلما همس بأحرفه لها ، لم تشعر بعقلها الذي شرد وهو يحدق به في محاولة لإستيعاب ما يحدث معها حتى الآن عندما إنحنى نحوها أكثر ظن منها أنها ستميل جانبا قليلا ليأتي هو بغرضه إلا أنه وجدها متصنمه لا تتحرك ، حدق بها بجمود ثم إرتسمت إبتسامه متهكمه على جانب فمه وهو يميل نحو وجهها أكثر هيئه ضخمه أشرفت عليها جعلت جسدها ينتفض لتلهث بعنف وهي تحدق به في صمت بأعين، حينما كاد أن يلامس شفتيها بخاصته أغلقت عينيها وقد إرتفعت أنفاسها أكثر لتشعر بذقنه النامية كالشوك وهي تحتك برقه بعنقها الطويل... **********************
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD